أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - هكذا نريد المالكي















المزيد.....

هكذا نريد المالكي


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 2754 - 2009 / 8 / 30 - 05:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الوطنيون العظام من قادة الشعوب لهم من الخصائص ما يمكنهم من ترك بصمات وطنية ساهمت وعلى امتداد تاريخ الإنسانية في وضع الاسسس النبيلة لبناء الدول بهيبة القيادة وسلطة الدولة المنبثقة من إرادة شعبية بعيدة عن المناطحات الجوفاء واليافطات الاستهلاكية والمغامرات الكارثية من اجل كسب رضا الناس البسطاء وتخليد أسمائهم، مستغلين اندفاعهم العاطفي المستمد من تقديس الوطن وكل من يعيش علية بشرا كانوا أم ضرعا، وطنيا كان هذا الاندفاع أم دينيا أم قوميا وهذه صفات عانى منها العراقي تحديدا ومنذ عهد النظام البعثي المقبور الذي لم يكن أبدا يعول على قدرة الناس من حيث الوعي والنباهة وفهم الأشياء التي تحدد مصير الوطن والمشاركة الفعلية في صنع القرار من خلال مؤسسات منتخبة لتكون بنى لرفد أداء الدولة والحكومات المتعاقبة بل راهن ذلك النظام الفاشي على بساطة وسذاجة ونوايا الناس البريئة حتى وقعت الكوارث وما نحن فيه الآن من أوضاع شائنة، ومنذ السقوط وحتى وقت قريب تداول أشخاص سدة المسؤولية دون أن يلمس المواطن المكتوي بنيران الكوارث المتلاحقة حسن النوايا والمزايا القيادية لهؤلاء الأشخاص قليلي الخبرة والدراية لفن قيادة الدولة الذي يتطلب مواهب وقدرات قد لا تتوفر لدى العديد ممن تداول المسؤولية والعراق يعيش حالات في غاية السوء والفوضى السياسية الأمر الذي أبقى على ان تكون الفوضى سمة ملازمة للحياة اليومية التي يعيشها العراقي وديدن يومي في القتل والدمار والخراب والخطف ناهيكم عن الفساد الذي زحف على كل مفاصل الحياة العراقية. وبات لعنة أخرى أضرت بالمواطن وخربت موارد الدولة ولا من حسيب أو رقيب غير التصريحات الكاذبة والإجراءات التي لم تكن سوى ذر الرماد في العيون وبقى الحبل على الغارب.
إن من اخطر ما يواجهه العراقي هو مسلسل القتل اليومي الذي اختلطت أوراقه وأهدافه وتعددت أدوات تنفيذه حتى بات العراقي المسكين في حيرة من أمره ولم يعد يميز من المدافع عنه ومن يستهدفه، وراحت طقوس النحر الإرهابية تتفنن في إبادة عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل فيما يحدث من فنتازيا الأوضاع السياسية الشائنة تحت مسميات المقاومة الشريفة وخفافيش الذبح والتهجير من مليشيات قذرة لها سند في السلطة والأحزاب الدينية باختلاف مذاهبها واتجاهاتها وترك هؤلاء المجرمين يصولون ويجولون وبات من السهل على دول الجوار أن تدلوا بدلوها الإجرامي في عمليات الفتك هذه ومن أهمها وأخطرها سوريا الشقيقة التي ما استوعبت ما حل بأشقائهم فاشست العراق بعد أن كانوا يوصفون بالأخوة الأعداء ولم يتوان الطرفان بعث العراق والبعث السوري في ابتكار أبشع الوسائل حتى اللا أخلاقية لإبادة بعضهم للآخر ليأتي النظام السوري بعد سقوط الصنم بيافطات جديدة مداهنة كمقاومة الاحتلال والدفاع عن شرف الأمة وإعادة الاعتبار لهيبة البعث عدو الأمس المنهار وغيرها من الأكاذيب التي يستحي من تبنيها حتى المنحرفين أخلاقيا، هدفها الأساس في حقيقة الأمر هي خلق البلبلة وتكريس الفوضى وإبقاء العراق تحت رحمة النظام السوري من خلال تبني وإيواء وتشجيع وتمويل وفتح معسكرات تدريب وتسهيل دخول أوباش البعث الهاربين من المساءلة لما اقترفوه من جرائم بحق العراقيين يساندهم قتلة القاعدة لا لشئ كما يدعون سوى بث الرعب واستمرار مسلسل نحر العراقيين وبأياد عراقية بعثية مجرمة ومتطوعي إرهابيي القاعدة لتصبح سوريا الشقيقة وقلعة العروبة مصدر سفك الدم العراقي الذي سوف لن يمر سدى وليعلم فصيل البعث السوري وكل من يساهم في هذه المجازر من دول الجوار عربية كانت أم غيرها، أن المسلسل ذاته سيكون قدرا لعينا وشرسا إن لم يكن أكثر شراسة، قادما إليهم وبذات أدوات التنفيذ والأسلحة التي يستعملونها لذبح العراقيين (وبشّر القاتل بالقتل) عاجلا كان أم آجلا.
إن أصواتنا نحن المنكوبين قد بحت ونحن نطالب الحكومات المتعاقبة بعد التغيير أن تفعل بوطنية وحسن نوايا لحفظ أرواح الناس وإيقاف سفك الدم العراقي من خلال البحث عن وسائل للذهاب إلى المنبع لا ان تعالج النتائج الكارثية من نحر يومي من باب ذر الرماد في العيون، وكم داهن المسئولون وكذبوا على العراقيين بصدد ما يزعمون من محاولات لإيقاف النحر العراقي إنما غياب الضمير وهزالة الكفاءة السياسية تنفيذا ولأجندات أصحاب القرار الحقيقيين من أسيادهم في دول الجوار وصم الآذان إزاء ما يحدث وغيرها من الأفعال الشيطانية (وحاشى للشيطان أن يفعل ما يقومون به من جرائم).
إن كل هذا التهاون مقصودا كان أم مدبرا حال دون إيقاف هدر الدم العراقي بل والمساهمة في استمرار طقوس النحر اليومي في حين أن الساكن في مجاهل أفريقيا الذي لا يفقه ألف باء ما يحدث، بات له الأمر جليا لمن يصدر الموت للعراقيين وظل الساسة الكرام يعزفون كلا على هواه لتسويف الحقائق وبقصدية بليدة ومقززة حتى بات العراقي لا يطيق أفعال هؤلاء ولا يصدق ما يقولون.
نأتي إلى طقوس الذبح اليومي والتي لا ينبغي مطلقا أن ننساها وتحديدا مذابح الأربعاء الدامي وبعد أن اتضحت كل الأطراف المنفذة والحاضنة لهذه الكارثة أسوة بالمئات من الحوادث التي سبقتها خرجت لنا خفافيش القتل بطول لسان ذرب قد يصل إلى لحس أقدام أسيادهم ليعلنوا وبوقاحة ما شابهتها خسة، أن سوريا العروبة بريئة مما أشيع من اتهامات وان من ذكرت أسماؤهم هم حملان بعثية لا تهش ولا تنش بل ذهب بعثي وقح من جماعة إياد علاوي ليعلن وبصريح الوقاحة أن من ذكرت أسماؤهم مثل الأحمد وبسطام وبعثيين قتلة آخرين هم لاجئون سياسيون ولا يحق للحكومة العراقية المطالبة بتسليمهم ولا لسوريا الحق في تنفيذ هذا الطلب لأنه يخالف القوانين الدولية في حماية اللاجئين السياسيين والحفاظ على أرواحهم، متناسيا هذا العفلقي ذو العقل الزرزوري الصغير، أن من يدافع عنهم هم ليسوا بلاجئين سياسيين ولا ينطبق عليهم هذا التوصيف الأرعن بل هم قتلة ومجرمون ومهمتهم في سوريا العرب تصدير ما يخططون له من وسائل إبادة مرعبة لنحر العراقيين وهم بهذا يصنفون ضمن مجرمي حرب لا سياسيون فارون من نظام سياسي يعارضونه، لان للمعارضة أحكامها وأصولها لا باللجوء لسفك الدماء والتخطيط والتمويل لها بل بالمحاججة وبالبدائل الديمقراطية والتي هي الآن متاحة لكل العراقيين رغم مؤاخذاتنا على العديد من ممارسات سياسيي العراق الراهن. فمرحى لهذا البعثي النكرة بهذه القدرة على الإساءة لشهداء القتل الأرعن من الأبرياء العراقيين وهو يدافع عن المجرمين الذين أبادوهم فهل هناك خسة ووقاحة أكثر من هذه، علما انه يمثل الوضع السياسي ولعله عضو في برلمان الأمة، إنما هكذا هم البعثيون بكل رعوناتهم كما خبرها العراقيون المنكوبون بنار البعث المقبور وبقاياه الجربان، ونكرر ما قلناه قبلا أن هذا العفن البعثي لا يمكن أن تغسل أدرانه كل مساحيق الكون والاقتراب منهم سيكون أمرا سيئا وشديد البلادة.
إن دول الجوار التي جعلت من العراق وسيلة لتصفية حساباتها إن كانت طائفية وسلفية كالمملكة السعودية أو الانتقام من النظام البعثي معتبرة العراقيين هم من سبب لهم البلوى وليس النظام الصدامي الأجرب وتلك الأخت العربية التي ما انفكت تعلن عن دفاعها عن الأمة وهي الآن تتحول إلى أداة لنحر أبناء هذه الأمة من خلال تقديم كل التسهيلات لكل من هب ودب ليعلن الخراب والدمار بأرض الرافدين بدعوى محاربة الاحتلال وهو قول حق نواياه باطلة. سوريا العروبة هذه تذكرنا بالمثل القائل( يقتل القتيل ويمشي بجنازته) حيث ما انفكت تدين وتشجب عمليات القتل بحق العراقيين وبذات الوقت هي السبب في هذا الفتك الآدمي المتواصل فهل مر عليكم خبث أبشع من هذا، فقط ندعو كل من يشكك في اتهام سوريا أن يذهب إلى أية سفارة لسوريا في الخارج ليشاهد مدى التسهيلات التي تقدم لأفواج انتحاريي القاعدة الأوباش وهم على حالة يرثى لها من حيث المظهر الذي لا يشك به حتى الطفل بأنهم مقاتلون ذاهبون إلى العراق (وعلى عينك يا تاجر) علما أننا جميعا نعرف سيطرة الأجهزة الأمنية السورية وتشددها الخرافيين ضد كل من يقترب من التراب السوري حتى وان كان يرتدي طاقية إخفاء، فكيف لنا أن نفهم ادعاءات سوريا التي لا تعدوا كونها مسخرة وضحك على الذقون.
لقد وصل السيل الزبى وفاض الكيل (حتى بعد خراب طويريج) وتحرك الضمير العراقي الذي ما أراد له بعض السياسيين العراقيين أن يكون وسيلة صدام مع الشقيقة الجارة إنما على حساب قوافل الشهداء التي فخختها أسلحتهم الفتاكة حتى سمعنا وبصريح العبارة وبانتفاضة ضمير وطني وعلى لسان المسئول الأول في الدولة العراقية ونيابة عن كل العراقيين الذين ما انفكوا يرددون نفس العبارة، وأنا واحد منهم، انه ليس من الصعب أن يقوم العراقيون بذات السلوك وستجد الحكومة العراقية آلاف المتطوعين ممن فقدوا أحبتهم أو من يريد وضع حد لهذه الكارثة إنما القيم والأخلاق الإنسانية التي جبل عليها العراقيون لا يمكن أن تنحدر إلى هذا الحضيض، أسوة بقيم البعث المجرم بحيث لا يذهب ضحية الفعل ورد الفعل إلا الأبرياء من البشر الذين لا دخل لهم أبدا فيما يحدث من مهازل بحق الناس. هكذا هو الفرق بين من هو إنسان ومن هو بمواصفات البهائم ليمارس شريعة الغاب بحق الناس الأبرياء.
تصريح المالكي وتهديده الوطني الواضح ضد من يبيح سفك الدم العراقي ومحاكمة المدانين وتنفيذ الأحكام في عين مكان الجريمة، إنما هو خطاب كل عراقي وصرخة مدوية لكل من اكتوى بنار الإرهاب لصب جام الغضب على منفذيه القتلة من بعثيين وتكفيريين وداعمين من أعداء العراق والعراقيين ومنهم اقرب الدول التي ما فكر العراقي النبيل وليس المغامر أبدا بإلحاق الأذى بها كسوريا وإيران التي تلعب دورا تخريبيا ضد العراق والعملية السياسية مضافا إليهما بدو السعودية وكل من يفكر على شاكلتهم..
فلندعم لا بالقول بل بالفعل وبقوة وإكراما لشهدائنا الأبرار ضحايا المفخخات والقتل الأرعن وأخذا للثار لدمائهم الزكية كل المخلصين من الساسة العراقيين وكل من ينبض ضميره الحي بحب العراقيين وأوجعته طقوس النحر العراقي، ندعوهم جميعا للوقوف مع هؤلاء العراقيين الشرفاء وفي مقدمتهم السيد نوري المالكي وكل من أيد ما ذهب إليه لإعادة الاعتبار للدم العراقي الذي سوف لم ولن يكون بهذا الرخص الذي تصوره المجرمون.



#جواد_وادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حاميها حراميها
- التابوت - اخر اصدارات القاصة صبيحة شبر
- هل هذا وزير ام روزخون
- الشاعر جمال بوطيب يورث اوراق وجده لمن عاشوا ومن رحلوا


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - هكذا نريد المالكي