أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - حق تقرير المصير للشعب الكردي؟















المزيد.....

حق تقرير المصير للشعب الكردي؟


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 824 - 2004 / 5 / 4 - 09:07
المحور: القضية الكردية
    


قرأتُ قبل أيام دعوة من هيأة استفتاء كردستان الجنوبية [كردستان العراق] وهي جزئية لمسيرة لها جذورها القومية المخصوصة بدأت بوعود مطلع القرن الماضي لقيام دولة كردية موحّدة في أرض كردستان التاريخية التي سرعان ما ضاعت بين طيات ملفات السياسة الدولية وأحابيلها المعقدة الكثيرة. من هناك بدأت مسيرة نضالات الكرد الطويلة من أجل وطنهم القومي المستقل والمعبر عن إرادتهم في خيارات الحياة الإنسانية الكريمة...
ولطالما أكّد الكرد في العراق على مسألة خيارهم في الوحدة الوطنية بعد أنْ تمَّ تقسيم كردستان التاريخية وامتنعت عليهم مسألة خيار الاستقلال والوحدة القومية. وبسبب من الظروف المحيطة بالقضية الكردية بقي هذا الخيار القائم على الاتحاد الطوعي مع أشقائهم من القوميات الأخرى المتعايشة في العراق الحديث..
لقد عانى الكرد طوال تلك الحقبة من خيار الاتحاد في الوطن العراقي من طيش النُظـُم التي حكمت العراق بالحديد والنار وبسلطة الطغيان والدكتاتورية التي طاولت جميع أطراف العيش في العراق طوال القرن المنصرم.. وكان من جراء العيش في الوطن الواحد تقاسم الآلام وجرعات الاستغلال ولكن بمستوى من الشدة والألم بما لا يقاس بما عاناه أي شعب آخر.. ونحن هنا نستذكر جرائم الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية التي مورست ضد شعبنا الكردي من قبل نظام الطاغية العراقي الهدام..
ولقد تمتَّ تلك الجرائم تحت أعين المجتمع الدولي الذي خذل الكرد في إقامة دولتهم.. ولكنَّ الشعب الكردي يعرف تمام المعرفة مقدار مشاركة بقية مكونات المجتمع العراقي في النضال ضد ذياك الظلم والاضطهاد الذي تعرض له وكانت الوحدة النضالية العراقية صخرة متينة لم تفتَّ من قوة تماسكها كل الضربات التي حاولت شق الصفوف بين العرب والكرد أو الكرد والتركمان أو الكلدوآشور وهكذا بقي خيار الوحدة النضالية الراسخة متينا قويا...
واليوم في الوقت الذي يرى بعض الكرد وهم أبناء كردستان الجنوبية أنَّ الفرصة التاريخية سانحة لاستفتاء الرأي بخصوص حق تقرير المصير فإنَّهم بحق ينتظرون مؤازرة جدية فاعلة من جميع الأطراف الوطنية العراقية لتحقيق هذا الاستفتاء. لأنَّ خيار البقاء في ظل اتحاد طوعي داخل الوحدة العراقية أمر لا يجب أنْ يكون مبنيا على أساس من العلاقة التي ظلت تاريخيا علاقة تبعية ووحدة بالإكراه أو بمركزية دكتاتورية لحكم عروبي لم يراعِ الحقوق القومية والإنسانية بقدر ما ارتكب من جرائم الإبادة المعروفة..
من هنا لابد من التعامل مع عملية استفتاء حق تقرير المصير بإيجابية ملموسة بيِّنة واضحة تمنح الشعب الكردي فرصته التاريخية في الخيار الحر لأول مرة بين الاستقلال وبين البقاء في اتحاد اختياري داخل دولة العراق التعددي الديموقراطي الفديرالي الجديد.
وفي الحقيقة فإنَّ هذا الخيار الحر من الأهمية بمكان ومن الخطورة بما ينبغي توفير أدواته وكفالة السبل والأدوات الضرورية لإنجاحه لأنَّه الطريق لضمان حق شعب في قول كلمته بشأن مصيره وحاضره ومستقبله. وهي من جهة أخرى تبقى الوسيلة الأنجع لتجنب أنهار أخرى من الدماء والتضحيات ومن العذابات والآلام لكل أبناء العراق من مختلف المكونات القومية...
بمعنى أنَّه إذا تمَّ اختيار الاتحاد في الدولة العراقية فإنَّ ذلك هو أرضية الوحدة المتينة الراسخة التي تعزز العلاقات بين تلك المكونات القومية في الدولة العراقية الجديدة ومن دون هذا السبيل فستظل تلعب بالنار قوى العبث والعزف على أوتار الغصب والاغتصاب ومن ثمَّ الفرقة والتمزق بين أبناء القوميات التي تنضوي في العراق الموحد..
نحن العرب والكلدان والآشور والتركمان وكل الطيف العراق ينبغي أنْ نتوافق على ذلك الحق بخاصة عندما يتعلق الأمر بالقضية الكردية لما نعرفه من تاريخها القديم والحديث. وسيكون دعمنا في الظرف الراهن لهذه العملية الديموقراطية مفتاحا جديا ناجحا لدعم أصوات اللقاء والعلاقة الصحية الصحيحة مع الأخوة الكرد. وسيعطي هذا فرصة لخيار الاتحاد ويدعمه من منطلق إيجابي تكاملي تعاضدي بنـَّـاء...
إنَّنا اليوم بمجرد القبول بهذا الحق أو الارتقاء لمستوى دعمه وتنفيذه نضع البداية الجديدة الصائبة لمسيرة مختلفة نبتغيها لنا جميعا ولا يجب التواني عن قراءة الأمور قراءة مختلفة عن ذلك التاريخ القسري في العلاقات بين القوميات.. وعلينا أنْ نقبل أيضا بكل نتائج الخيارات وإنْ كان لنا اعتقاد راسخ بأفضلية الوحدة الفديرالية اليوم لجميع الأطراف لما للظرف الدولي من تعقيدات تدفع لمثل هذا الخيار..
وهكذا سيكون من الصحيح اليوم البدء بمسيرة العمل النوعي الذي يُؤسَّس على مبادئ الديموقراطية الحقة وعلى مبادئ الاعتراف بحق تقرير المصير لجميع الأطراف وليس لطرف أيا كانت نسبته أنْ يفرض على الآخر حجته أو يصادر فرصته وحقه في الحياة وفي تقرير مسيرته نحو غده..
ولا يعتقدنَّ طرف بأنَّ الاستفتاء جزء من حرب على الوجود الوطني العراقي وعلى مكوناته القومية بل هو تعزيز لمصالح الجميع في العيش الآمن السلمي بعد عقود الاحتراب والتمزق وهمجية ما فرضته قوى الخراب على العلاقات بين أطراف الوطن العراقي, كما لا يعتقدنَّ طرف بأنَّ نتائج الاستفتاء أيا كانت هي تحضير لمشكلات جديدة ضده بل سيكون في جميع الأحوال الخيار صحيحا مفيدا نافعا لأنَّ بقية الأطراف تنتهي من اتهامها بجريمة المصادرة والاستلاب والاستغلال وتقيم البديل الصحيح..
وسيكون إجراء الاستفتاء أو قياس الرأي العام الكردي أمر لانقاذ الوحدة الوطنية من جريمة الشعور بالاعتداء على الآخر والتجاوز على حقوقه كما جرى تاريخيا من قبل نُظـُم الطغيان السابقة.. ومن أجل خيار الوحدة الطوعية خيار التسامح والتعاون والتعاضد والتكامل لابد من هذا التوجه الإنساني القويم...
وما على كل طرف إلا الدعوة إلى الحلول التي يراها مناسبة للجميع وليكن صندوق الاقتراع والصوت الانتخابي هو القاعدة المتينة للوحدة وليس قرارات السلطة المركزية الفوقية التي تبرز شوفينية الأغلبية واستغلالهم وعبث المركزية بمصير شعب بأكمله..
إنَّ هذا الطريق هو الكفيل بوحدة من غير مشاكل بوحدة بناء وتقدم وحفظ لمصالح الجميع بدلا من وحدة اتلافية تأكل مصالح الجميع وتجعلهم يحيـَوْن في تنافر وعدم استقرار.. فمن أجل السلم والديموقراطية .. من أجل التآخي وإنصاف حقوق الآخر لابد من مسيرة التصويت والاختيار لا الإجبار...



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصدد المؤسسة الإعلامية العراقية الجديدة
- الطبقة العاملة العراقية ومسؤوليتها في بناء الاستقرار والتقدم ...
- عواقب إهمال جريمة الأنفال
- تحالف العراق الآن.. تحالف الديموقراطية والسلام
- سيادة القانون على الجميع وذرائعية التعامل مع أصحاب السوابق
- الوجود الأمريكي في العراق بين المصالح الوطنية وأدعياء -المقا ...
- في ذكرى جرائم الطغاة عمليات الأنفال وصفحاتها السود في جبين ا ...
- بين الأمس واليوم: صفحات مجيدة من تاريخ اتحاد الطلبة العام في ...
- مربد الحرية وعطاء الديموقراطية والسلام
- حكاية إصلاح النظام العربي و القمة العربية؟
- المرجعيات الدينية المزيفة ومخاطر وأد الديموقراطية؟
- حكاية مهرجانات الأدب والفن وسمفونية العزف النشاز؟!!
- الحزب الشيوعي العراقي: حزب حرية الوطن وسعادة الشعب
- من أجل مراكز للدراسات الديموقراطية والماركسية في العراق
- مشاريع الثقافة والمثقفين وحكاية الخلافات الشخصية ودعوة لإعلا ...
- أهمية الصوت الانتخابي والمشاركة الجماهيرية الواسعة
- من أجل وقف همجية جرائم أعداء الشعب العراقي ووحدته
- شروع بجريمة قتل -العراقي-؟!!
- المثقفون العراقيون يشجبون جرائم الوحشية واعتداءات الهمجية عل ...
- حُرمة دم العراقي على العراقي!


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - تيسير عبدالجبار الآلوسي - حق تقرير المصير للشعب الكردي؟