أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان دويري - حقا تحركت الخارطة السياسية يمينا؟ وما هو دورنا؟















المزيد.....

حقا تحركت الخارطة السياسية يمينا؟ وما هو دورنا؟


مروان دويري

الحوار المتمدن-العدد: 2684 - 2009 / 6 / 21 - 08:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


* مواقف يمين اليوم تقع على يسار حزب مباي الأمس
* اليمين واليسار هي لعبة مراوغة بين المليح والقبيح والفوارق بينهما هامشية
* في الماضي لم تكن الديمقراطية تتناقض مع يهودية الدولة بل خدمتها وأخفت طابعها العنصري
* ليس تصاعد العنصرية هو الجديد بل سقوط الغطاء الديمقراطي عنها، لذلك تبدو أكثر فظاظة من ذي قبل
* الصراع حول يهودية الدولة ورفضها هو مصيدة تخدم دعاة يهودية الدولة
* يجب نقل الصراع إلى ساحة الديمقراطية والتعددية والمواطنة والمواثيق والمبادئ الدولية التي ترفض بطبيعة الحال الدعوة إلى دولة يهودية*
لا شك في أن قوة أحزاب اليمين تتصاعد في السنين الأخيرة وخاصة بعد الانتخابات الأخيرة بالمقارنة مع تراجع أحزاب اليسار الصهيوني في إسرائيل مثل حزبي العمل وميرتس. إلى جانب ذلك لا بد أن نلاحظ أن الفوارق بين اليمين واليسار هي هامشية إذا ما قورنت بالمساحة الواسعة التي يلتقي عليها الطرفان على صعيد استمرار الاحتلال والاستيطان، التعامل مع المواطنين العرب، والتعامل مع القضايا الاجتماعية والاقتصادية. فما يسمى اليسار الإسرائيلي اليوم ليس إلا يمينا يتحدث بلغة ملطفة بينما يتفق مع اليمين ويشاركه جلّ ممارساته في الأراضي المحتلة: الجدار، قصف غزة؛ الموقف من إيران؛ وأيضا تجاه المواطنين العرب. إذ أن أحداث أكتوبر 2000 ما زالت حية في الذاكرة، والتي قامت بها حكومة إهود براك ووزيره شلومو بن عامي "اليساريين". ربما يتلخص الفارق بين اليمين واليسار الإسرائيلي بقول شمعون بيرس في إحدى المقابلات معه أثناء اجتياح لبنان في الثمانينيات بقيادة حكومة مناحيم بيغن ووزيره أريئيل شارون، حيث قال بيرس ما معناه: يجب أن تعرف الحكومة بأنه لا توجد أسلحة فقط في جبهات القتال بل توجد كاميرات تصوير أيضا، محذرا من انفضاح بشاعة الحرب التي أيدها في حينه حزب المعراخ-العمل أيضا.



// يمين اليوم يقع على يسار مباي الأمس:
حين نقيّم الخارطة السياسية بواسطة مقارنة وزن الأحزاب اليمينية مع وزن الأحزاب اليسارية نرى حقا أن الخارطة السياسية تتحرك يمينا، لكن عندما نقيمها بواسطة مقارنة مواقف أحزاب اليمين اليوم مع مواقف أحزاب اليسار (المباي) كما ظهرت في الماضي فنرى أن أحزاب اليمين اليوم تقع في موقع يسار الأمس وربما على يسار يسار الأمس.
يمين اليوم يقبل ما رفضه يسار الأمس: هنالك قطاعات واسعة من قوى اليمين اليوم تعترف بمنظمة التحرير وبالسلطة الفلسطينية وتقبل الدولة الفلسطينية إلى جانب إسرائيل، الأمر الذي كان مرفوضا على مدار عقود من قبل حكومات المباي المتعاقبة. أحزاب اليمين اليوم تعترف بوجود تمييز (تسميه "فجوة") في الخدمات المقدمة للمواطنين العرب بالمقارنة مع اليهود بل وتؤكد على ضرورة إنهاء هذا التمييز. أما حكومات المباي المتعاقبة فاعتبرت منظمة التحرير منظمة إرهابية ورفضت قيام دولة فلسطينية من جهة، ومن جهة أخرى لم تكن تعترف أصلا بالتمييز اللاحق بالمواطنين العرب بينما كانت تمارسه دون أي رادع أو خجل.
الولاء للدولة والترانسفير: اليمين المتطرف والمتمثل في أفجدور ليبرمان وأشباهه يدعو إلى ترانسفير وإلى فرض الولاء للدولة اليهودية كشرط للمواطنة. حزب المباي وأذرعه العسكرية والسياسية قبل وبعد قيام الدولة لم يدعُ إلى هذه المواقف لكنه نفذها بفظاظة وبواسطة المجازر التي ترتب عليها تهجير الغالبية الساحقة من الشعب الفلسطيني وهدم مئات القرى الفلسطينية. ممارسات حكومات المباي أثناء الحكم العسكري في الخمسينيات والستينيات كانت تطبيقا عسكريا ومخابراتيا لفرض الولاء للدولة اليهودية. كلنا نذكر كيف كانت تـُفرض احتفالات عيد الاستقلال في المدارس العربية، وكيف عجّت مناهج التعليم بمضامين التهويد والعدمية القومية. ونذكر كيف كان يُفصل المعلمون لمجرد قراءتهم لصحيفة الاتحاد وكيف كانت تفرض الإقامات الجبرية والاعتقالات والنفي على كل من يعبر عن رأي يخالف يهودية الدولة. يسار الماضي كان يفعل أكثر مما يهدد به ليبرمان اليوم لكنه كان يتظاهر بالديمقراطية ويتغطى بها.



الدولة الفلسطينية والاستيطان: اليمين اليوم يدعو إلى مواصلة الاستيطان وإلى منع قيام دولة فلسطينية مستقلة. لنتذكر أنه بعد حرب 1967 وضعت حكومتا إشكول وغولدا مئير خططا للاستيطان في غور الأردن ومنطقة القدس وقطاع غزة والجولان وباشرتا فعلا بتنفيذها بكثافة. ليس أن حكومات إسرائيل (اليسارية) في حينه لم تقبل بدولة فلسطينية فحسب بل اعتبرت منظمة التحرير منظمة إرهابية وعاقبت كل من له اتصال بها، بل إن غولدا مئير كانت تدعي أنه لا يوجد أصلا شعبا فلسطينيا. وعليه فما يدعو إليه اليمين اليوم هو غيض من فيض مما قام به يسار الأمس.
العدوان والاحتلال: يمين اليوم (ويسار اليوم أيضا) يريد سيطرة إسرائيل على المنطقة وأن يُخضع سوريا وإيران بالقوة كما أراد أن يُخضع العراق من قبل. إنه يحاول أن يفعل ذلك اليوم ليس مباشرة بل من خلال تجييش العالم ضد سوريا وإيران بينما يحاول البقاء قدر الإمكان وراء الكواليس. وكيف تصرف يسار الأمس؟ ليس أن قيام الدولة فرض بالقوة على المنطقة فحسب، بل قامت بعدها إسرائيل بقيادة بن غوريون "اليساري" بالمشاركة الفعالة في العدوان الثلاثي على مصر سنة 1956 من أجل إسقاط نظام جمال عبد الناصر. وأصلا ماذا كانت حرب حزيران 1967 التي قامت بها حكومة يسار الأمس؟ ألم تكن محاولة أخرى للسيطرة على



// سقوط الغطاء الديمقراطي عن العنصرية والعدوان
إن تقسيم الخارطة السياسية إلى يمين ويسار وإلى جيد وقبيح إنما هي ألعوبة مراوغة تشبه ألعوبة رجال التحقيق البوليسي الذين يقسمون الأدوار بينهما إلى محقق جيد ومحقق قبيح كي يتم ابتزاز المتهمين وإخضاعهم. تستخدم هذه ألعوبة لابتزاز وإخضاع المواطنين العرب أيضا. اليمين يهدد وحزب العمل وبقية أحزاب اليسار تبتز الأصوات العربية بواسطة التخويف من اليمين وتدعو إلى قبول برامجها وما هو موجود خوفا مما هو أسوأ منه.
الحقيقة أن قراءة الخارطة السياسية بمفاهيم اليسار واليمين إنما تخفي التغيير الجوهري الحاصل في المجتمع الإسرائيلي وفي الحركة الصهيونية. علما بأن ممارسات اليمين اليوم وممارسات اليسار في الأمس واليوم هي ممارسات صهيونية معادية في جوهرها للعرب ومؤيدة للاحتلال والاستيطان فإن التغيير الأساسي الحاصل في السنين الأخيرة هو سقوط الغطاء الديمقراطي عن هذه الممارسات العنصرية والعدوانية التي يدعمها اليمين واليسار.


ليس صحيحا أن الديمقراطية الإسرائيلية، والتي هي ديمقراطية الأغلبية، كانت تتناقض مع الصهيونية أو مع يهودية الدولة، بل إن هذه الديمقراطية كانت آلية حسنة وموفقة لتمرير كل المخططات العنصرية والعدوانية بغطاء ديمقراطي وقانوني وبالتالي سارت هذه الديمقراطية جنبا إلى جنب بتوافق شبه كامل مع يهودية الدولة. وعلى صعيد الرأي العام العالمي نجحت إسرائيل في الماضي بالتظاهر بأنها مهددة من جيرانها الذين يريدون القضاء على "واحة الديمقراطية" الوحيدة في المنطقة، وهكذا حظيت إسرائيل بتعاطف العالم معها.
بعد مرور عدة عقود على الاحتلال وخاصة بعد الانتفاضة الأولى أصبح العدوان الإسرائيلي مفضوحا ولا يمكن لأي ستار ديمقراطي أن يخفيه، وبالتالي أصبح على إسرائيل أن تختار بين التمسك بالديمقراطية وبين مواصلة التوسع والاستيطان. وعلى الصعيد الداخلي، بعد أن تبين أنه لا يمكن إذابة الأقلية القومية العربية في الأغلبية اليهودية، كما حاولوا في الخمسينيات والستينيات، وبعد تحول المواطنون العرب من أقلية هامشية مذهولة إلى قوة سياسية في السبعينيات وأقاموا أحزابهم وتنظيماتهم ومؤسساتهم الوطنية وأصبح صوتهم المنادي بحقهم في هذا الوطن عاليا، أصبح من غير الممكن استمرار لعبة العنصرية والديمقراطية معا بل وبدأ الشرخ يظهر بين يهودية الدولة وبين ديمقراطيتها.
لا أعتقد أن العنصرية تتعاظم في إسرائيل بالمقارنة مع سنوات الحكم العسكري وحتى بالمقارنة مع سنوات السبعينيات التي وقع فيها يوم الأرض واستولى فيها حزب "ماحل" اليميني بقيادة مناحيم بيغن على السلطة، بل إن العنصرية اليوم أصبحت مفضوحة ومكشوفة لأنه لم يعد بالإمكان تغطيتها بآليات ديمقراطية. هذا هو الجديد في السياسة الإسرائيلية: في الماضي مارس اليسار الإسرائيلي (المباي) أبشع أنواع العنصرية والعدوان تحت غطاء الديمقراطية، أما اليوم فانكشف الوجه الحقيقي لليسار (حكومة براك وأولمرت) واليمين (حكومات شارون ونتنياهو) الذين يمارسا العنصرية والعدوان بشكل مفضوح مما يبدو وكأنه أكثر فظاظة وتصعيدا عما كان من قبل.



// نظام الدولة وديمقراطيتها قبل هويتها القومية
بعكس الدور الذي لعبته الديمقراطية الإسرائيلية في الماضي، فقد أصبحت الديمقراطية اليوم عائقا أمام المخططات العنصرية والعدوانية، لذلك تميل أحزاب اليمين إلى التخلص منها والسير قدما بدونها. مهمتنا اليوم بالذات هي التمسك بها، بل وتطويرها لتحمي حقوقنا القومية (كأن تكون ديمقراطية توافقية كما طرحتُ في مقالات سابقة). اليمين يريد إبقاء الصراع في الحلبة القومية: أي يهودية الدولة أمام حقنا التاريخي في وطننا، وتصوير المعركة على أنها معركة بقاء لطرف دون الآخر، وبهذا يستفز الخوف اليهودي ويستثير تعاطف العالم مما يحول دون اختراق صوتنا جداران الرأي العام المحلي والعالمي. الصراع بين يهودية الدولة وبين رفضها هي مصيدة علينا الحذر من السقوط فيها بل والعمل على الخروج منها ونقل الصراع إلى ساحة الديمقراطية والمواطنة وحقوق الإنسان التي تعطي حق البقاء للجميع، وهي لغة تستطيع اختراق جدران الرفض والخوف، وتستطيع تطوير ديناميكية تغيير محلي وعالمي. مبادئ الديمقراطية والتعددية والمواثيق والقوانين الدولية ومبادئ حقوق الإنسان والمواطنة ليست تصغيرا للحقوق القومية كما يدعي البعض، ولا تتناقض معها، بل إنها آليات دولية ولغة عالمية جاءت لتحقق هذه الحقوق القومية وتضمن كرامة الإنسان وبطبيعة الحال ترفض الموقف العنصري الداعي الى يهودية الدولة. إذا كانوا يريدون "مناطحة بقاء" قومية كي يبرروا عدوانهم ويتهربوا من مسؤوليتهم، علينا جرّهم إلى ساحة الصراع والحوار على المواثيق الدولية والديمقراطية والمواطنة وحقوق الإنسان لتنفضح عدوانيتهم وتظهر حقوقنا القومية بلغة يفهمها العالم ويتعاطف معها.
إن سقوط الغطاء الديمقراطي عن العنصرية ليس مجرد تغيير شكلي بل هو تغيير خطير ومركب يجعل النظام الإسرائيلي مرتبكا ومتأرجحا. فمن جهة، من الممكن أن يجعل هذا الانفضاح بعض الممارسات العنصرية والعدوانية اليوم أقل انفلاتا وأكثر انضباطا عما قبل، لكن في الوقت نفسه يمكن أن يدفع فئات متطرفة لاقتراف أعمال عنصرية دون رادع ودون أي اعتبار للرأي العام المحلي والعالمي. هذا التغيير يتطلب الكثير من اليقظة والحذر والتعقل لمواجهة كافة الاحتمالات. الأمر يتطلب التعاون الحقيقي بين الأحزاب العربية والعمل المشترك الجاد مع بقية القوى الديمقراطية، ويتطلب أيضا العمل على الصعيد الدولي لكي يكون وجودنا معروفا وصوتنا مسموعا.






#مروان_دويري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاستقلال القومي والعدالة الاجتماعية في عصر العولمة: إسقاطات ...


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان دويري - حقا تحركت الخارطة السياسية يمينا؟ وما هو دورنا؟