أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرثر رامبو - المركب السكران















المزيد.....

المركب السكران


آرثر رامبو

الحوار المتمدن-العدد: 2679 - 2009 / 6 / 16 - 08:33
المحور: الادب والفن
    



بما أنني أنحدر من الأنهار اللامبالية

لم أعد أحسني منقادا من طرف ساحبي المراكب:

هنود حمر صياحون اتخذوهم هدفا

بعد أن سمروهم( ثبتوهم) عراة على أعمدة من ألوان.

.

كنت غير مكترث بكل طواقم السفن،

حمالا للقمح الفلامندي أو للقطن الإنجليزي

عندما مع ساحبي تنتهي تلك الجلبة

تتركني الأنهار أنزل حيث أبتغي.

.

في هدير مد البحر وجزره الغاضب

أنا الشتاء الآخر الأكثر صمما من عقول الصبيان

جريت ! ولم تحتمل شبه الجزر المنطلقة (السيارة)

اختلاطا وفوضى أكثر انتصارا

.

باركت العاصفة يقظاتي البحرية

أخف من سدادة فلين، رقصت فوق الموج

لينادوا الناقلين الأبديين للضحايا عشر ليال،

دون تحسر على عين المشاعل (الفوانيس) الحمقاء !

.

أكثر رقة مما لدى الأطفال، لحم التفاح حامض المذاق

الماء الأخضر ينفذ إلى هيكلي الصنوبري

ولطخات خمور خضراء وقيء

غسلني مشتتا (مبعثرا) الدفة و المرساة

.

ومذ ذلك الحين، وأنا أستحم في قصيد البحر،

منقوعا بالنجوم، ولبنيا

ملتهما اللازوردات السماوية حيث طوف السفينة الشاحب

مشرقا بالفرح، غريقا متأملا ينحدر أحيانا

.

هناك حيث تخضب فجأة الزرقات، هذيانات

و إيقاعات وئيدة تحت نضارات النهار الساطعة

أقوى من الكحول، أشسع من قيتاراتنا

تخمر صهبات الحب المريرة

.

أعرف السماوات المتصدعة بروقا و أعاصير مائية

أعرف ارتداد الأمواج و التيارات (السيول)، أعرف المساء،

الفجر الممجد كما أعرف شعب اليمام

و أبصرت في بعض الأحايين ما ظن الإنسان أنه رآه

.

رأيت الشمس واطئة، مبقعة بهلع رؤيوي،

مضيئة تجمدات ممتدة بنفسجية

شبيهة بممثلي دراما ضاربة في القدم

كانت الأمواج تدحرج ارتجافاتها ذات المصاريع !

.

حلمت بالليل الأخضر ذي الثلوج المنبهرة،

القبلة الصاعدة ببطء إلى عيون البحار

جريان أنساغ خارقة ليس لها مثيل

ويقظة الفوسفور الصفراء المغنية !

.

تتبعت، لأشهر ممتلئة، هياج هجوم أمواج الرصيف الصخري

الشبيه بجنون البقر الهستيري

.

دون أن أخمّن أن أقدام ماريات المنيرة

تحمل الفظ مرغما إلى محيطات يعوزها الإلهام !

.

لقد إصطدمت , هل تدرون , بفلوريدات عجيب

.

تمزج الأزهار بعيون نمور ذات جلود رجال !

أقواس قزح مشدودة مثل أعنة ( ألجمة)

تحت أفق البحار , لقطعان خضراء مزرقة (مغبرة)!

.

رأيت المستنقعات الهائلة تهيج،

شبكة حيث بكليته يتعفن في الأسل لوياثان

يساقط الماء وسط رخاوات البحر وهدوئه

و البعيدون نحو اللجج ينهمرون كشلالات

.

جليد، شموس من فضة، أمواج لؤلئية، سماوات من لهب

جنوح بشع في عمق الخلجان السمراء

حيث الأحناش العملاقة يلتهمها البق

و الأشجار الملتوية بعطور سوداء تنهار

.

كنت أود لو أنني أرشد الأطفال إلى هذا المرجان ا

في الموج الأزرق، هذه الأسماك الذهبية، هذه الأسماك المغنية

- زبد (رغوة) الأزهار يهدهد سحبي بعيدا عن المرسى

رياح خارقة كانت قد جنحت بي في لحظات.

.

شهيدا، أحيانا، ضجرا من الأقطاب والمناطق

البحر الذي نشيجه يحدث (يصنع) تحركي الوديع

يرفع نحوي أزهار الظل ذات الفنتوزات الصفراء

وأظل كما امرأة تجثو على ركبتيها...

.

شبه جزيرة*، تقذف على حافاتي

تناقر العصافير الصياحة (النابحة) ذات العيون الشقراء، وذرقها) سلحها)

وأنا أجدف، لما خلال علاقاتي الواهية

ينزل الغرقي ليغفوا وهم يدبرون القهقرى (ناكصون)

.

غير أنني، المركب الضائع تحت شعر الخلجان الصغيرة،

رماني الإعصار في الهواء النقي دون عصفور،

أنا الذي لن تقدر مبانيه المدرعة ومراكبه

على صيد الهيكل السكران من الماء

.

حرا، نافثا دخانه، ممتطيا الضباب الكثيف،

و أنا الذي أثقب السماء المحمر كما الحائط

الذي يحمل، مربى شهيا للشعراء الجيدين،

أشنات الشمس ورعام السماء اللازردية،

.

أنا الذي يعدو، مبقعا ببياض الهلال المكهرب

خشبة مجنونة، مخفورا (محروسا) بأحصنة البحر السوداء،

عندما بضربات هراواتها، تهدم أشهر تموز

السماوات الفوق بحرية ذات الأقماع المضطرمة.

.

أنا المرتجف، أحس على بعد خمسين ميل

نواح رغبة الوحوش الشيطانية و التيارات البحرية اللزجة،

غزال أزلي للجمودات (السكونات) الزرقاء

تترعني الحسرة على أوروبا بمتاريسها العتيقة

.

شاهدت أرخبيلات كوكبية ! وجزرا

سماواته الهاذية مفتوحة على المجدف في البحار

- أفي هذه الليالي البغير قاع تنام

- وتنفي مليون عصفورا، يا أنت، أيها البأس الآتي؟

.

بيد أني، حقيقة، بكيت كثيرا ! الأفجار مدمية للفؤاد.

كل قمر فظيع وكل شمس مرة:

الحب اللاذع ضخمني بأخدار مسكرة

يااااااااااه ! ليت عارضة سفينتي تنفجر ! ليتني أذهب إلى البحر !

)يااااااااااه ! فلتنفجر عارضة سفينتي ! فلأذهب إلى البحر !)

.

إذا تقت إلى ماء أوروبي، فتلك البركة

سوداء وباردة حيث الغسق المعطر (المحنط)

طفل مقرفص مملوء أحزانا وخوفا، مسترخ

مركب واه تماما مثل فراشة آيار

.

لم أعد أقدر البتة، أنا المستحم بذبولكم، أنتم ذوو النصال،

على الإبحار في ممخر حاملي القطن

و لا عبور زهو (عجرفة) الرايات ذات اللهيب،

ولا السباحة تحت لأنظار الرصيف الرهيب

*

ترجمة : آسية السخيري




#آرثر_رامبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحسا س:سعيد كما مع امرأة


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرثر رامبو - المركب السكران