وحدة اليساريين الراديكاليين/ايها الرفاق تعالوا الى كلمة سواء.

ابو يوبا الغيفاري

الحوار المتمدن-العدد: 2675 - 2009 / 6 / 12 - 05:40
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

منذ ما يقارب اربعة عقود اي منذ هور الانوية الاولى لليسار الجديد بالمغرب والحديث عن وحدة الماركسيين المغارب, يشغل حيزا كبيرا من اهتمامات هذا اليسار. تعددت الاقتراحات وتعددت المحاولات ومعها تعددت الانقسامات حتى ان كلمة يسار بالمغرب اصبحت مرادفا لكلمة التشرذم.
ليس هدفي هنا وصف هذه الوضعية التي يندى لها الجبين ولا ان اتحدث عن الاسباب-ذاتية كانت او موضوعية- ولا ان انتصر لفريق دون الاخر ولكن ساحاول فقط الحديث عما اعتبره سبيلا لتحالف الثوار على طريق وحدة اندماجية تكفل لكل تيار الحق في التعبير عن نفسه بحرية.
ان كل من يعتبرون انفسهم راديكاليين اليوم يجب ان يرجعوا نسبهم الى الجد كارل ماركس وان كان هناك من يعتبر ان اباه هو لينين ومن يعتبر نفسه سليل تروتسكي او من يقول انه ينحدر مباشرة من ماركس وان الاخرين ما هم الا ابناء عمومة.
معظم هؤلاء يعبرون يوميا عنرغبتهم في تحقيق الوحدة بل ويعتنرون انه من المستحيل تحقيق المهام التاريخية لليسار الجذري دون الاتحاد او التحالف على الاقل.مبدئيا هذا كلام جميل لا يمكن لاي شيوعي حقيقي ان يرفضه ,لكن ما السبيل لتحقيق ذلك وما الذي يمنع تحالفنا او وحدتنا ما دمنا نتفق انها السبيل الوحيد لصمودنا في وجه الطاغوت.ثم ماذا يجب على الرفاق القيام به لتجسيد هذا الحلم على ارض الواقع.
ان من يعرف واقع اليسار المغربي جيدا ومن هو ملم بخبايا كل تيار على حدة يعي جيدا ان الوحدة بين كل هذه الفصائل والتي اصبح عددها بعدد الوان قوس قزح امر بعيد المنال وان طريقه شاقة وصعبة وعليه فان اي تقارب اوتحالف باي شكل من الاشكال حتى ولو كان من اجل محطات نضالية بعينها يعتبر انجازا بحد ذاته.
ونظرا للظروف الحالية فاني ارى ان التحالف يجب ان يتخذ مساريين متوازيين..
اولهما تحالف بين حزب النهج الديموقراطي والتضامن من اجل بديل اشتراكي وخيدق وتيار المناضلة.
وثانيهما تحالف بين تيارات الطلبة القاعديين والطلبة المنتمين لشبيبة النهج الديموقراطي والطلبة الثوريين.

* شروط التحالف .
ان اي تحالف نضالي كيفما كان شكله وحتى نضمن نجاخه ولو نسبيا يجب ان نوفر له شروطا ثلاثة.
اولا/ الاعتراف المتبادل بين كل الفصائل والتيارات اليسارية واعتبار ان لكل واحد الحق في النضال وشرعية التواجد بغض النظر عمن ناضل كثيرا ومن ناضل قليلا وبغض النظر عمن قضى عقودا في الساخة و لم يخقق الكثير ومن جاء مؤخرا وبرز بشكل ملفت.
على الجميع ان يؤمن حق الايمان بالنسبية ويعتبر ان لكل منتسب للماركسية حق المشاركة في الحلم و في النتائج ايضا وعلى الجميع القطع نهائيا مع ايام تحول فيها رموز الماركسية الى انبياء والمناضلون الى اتباع ومريدين عليهم بالطاعة والولاء.
ولتحقيق ذلك يجب وقف جميع الحملات الدعائية وخصوصا بين الفصائل الطلابية وعلى راسها القاعديون والتروتسكيون فمن المحزي ان نقرا في بيان لفصيل البرنامج المرحلي ان ان التروتسكيين تخربيين او ان نجد في بيان للطلبة الثوريين-تروتسكي- نعتا للبرنامج المرحلي على انه عصابة او جماعة عوض الاشارة اليه على انه تيار او فصيل .كما يجب ايقاف تنادل السبان والنعوت من قبيل التحريفية او الستالينية او الثورة المضادة.......
ثانيا/بدا حوار بين جميع التيارات و الفصائل بدون قيد او شرط على ارضية مبادئ تحترم الاختلاف تنبذ الحلقية وتؤمن بالاستمرار في الحوار مهما كانت العقبات.
ثالثا/اعتنار ان لكل تيار او فصيل الحق في عضوية كاملة بعيدا عن قياس حجم هذا او ذاك داخل الساحة مما يعني اقصاء مبدا المحاصصة الحزبية نهائيا.
الاستمرار في القيادة المشتركة للعمل مهما تقدمنا في اتجاه الوحدة كما ان لكل تيار او فصيل الحق في الحفاظ على ذاته والنضال من داخل التحالف والتعبير عن ارائه بكل حرية مادام ذلك لا يهدف الى نسف البناء.
واخيرا وهذا هو الاهم وهو ان جميع القرارات والخطوات النصالية تتخذها القاعدة وتجسدها القيادة مما يعني ان التحالف و الوحدة من بعد يجب بنائهما من القاعدة باتجاه القيادة وليس العكس.

*/مجالات العمل الوحدوي
بحسن الظروف الراهنة وطنيا فاني ارى ان التحالف يجب ان يركز على مجالات ثلاث.
1/ المجال السياسي
ان طبيعة اليسارتحتم عليه مواجهة النظام القائم-او ما يسميه بعضهم بالحكم الفردي-بحزم والدفع باتجاه اسقاط الديكتاتورية حتى لو كان عن طريق الجمعية التاسيسية والنظام البرلماني ولكن مع الحفاظ على مبدا مهم من من مبادئ الشيوعيين وهو اقامة النظام الجمهوري وهنا يجدر بكل من لم يعد يؤمن بهذا الطرح ان يصرح بذلك علنا عوض الاختناء خلف تعابير جوفاء من قبيل -القضاء على الحكم الفردي-
2/المجال النقابي
لا يحفى على احد المستوى الذي وصل اليه العمل النقابي ببلادنا من خيث عبث البيروقراطيات بمصائر العمال وعزوف هؤلاء انفسهم عن التواجد داخل النقابات وغلبة النضال الاقتصادي على النضال تالعمالي ذي الافق السياسي بل وتحويل المناضلين الى مجرد منخرطين يؤدون ثمن البطائق منتظرين قضاء مارب خاصة بعيدا عن هموم الوطن.
كما ان فعل اليسار داخل النقابتين اللتين يتواجد داخلهما يتميز بامريين اثنين.
-صراعات داخل النقابات والاتحادات المحلية مع باقي المكونات مما يفرغ العمل النقابي من محتواه.
-مهادنة البيروقراطية فوقيا خصوصا في النقابات التي يتوفر فيها اليسار على ممثلين في المراكز القيادية.
لتجاوز هذا الوضع على اليسار ان يقطع مع فكرة الثنائية النقابية وان اي تحالف يجب ان ينبني على قرار التواجد داخل نقابة واحدة /اولا لان اليسار يتحدث عن الوحدة النقابية وينبذ التشتت وفي نفس الوقت تقوم بعض تياراته بدفع مناضليها الى الاختيار بين ك.د.ش وا.م.ش وهذا في حد ذاته تشتيت للنضالات العمالية وثانيا لان مواجهة بيروقراطية واحدة افضل من مواجهة اثنتين خصوصا اذا كان النضال مدعما قاعديا من طرف اوسع الشرائع العمالية اليسارية عوض ان يتواجد رفاق هنا ورفاق هناك وهم في نفس المدينة او الموقع يناضلون.
كما ان اي تحالف او وحدة يجب ان يولي الاهمية للنضال العمالي بماهو تاطير للعمال وتكوينهم وتسليحهم بالماركسية على طريق بناء حزب الطبقة العاملة دون اغفال النضال الاقتصادي سعيا وراء تحقيق ابر المكاسب للعمال لان ذلك سيقوي النقابة من جهة ويحفز العمال من جهة ثانية.
3/المجال الجتماعي
قد نختلف حول العمل الجماهيري ولكن الاطارات الجماهيرية المتواجدة في الحقل الاجتماعي يجب ان تجمعنا خصوصا جمعية المعطلين وتنسيقيات مناهضة الغلاء مع الكف عن كيل الاتهامات لهذا الطرف اوذاك حول ما وصلت اليه وضعية بعض هذه الاطارات.
بالاضافة الى هذه المجالات يمكن ان نضيف المجا الايديولوجي وارى ان تتكفل به لجنة من حكماء التيارات و الفصائل تعطى الامكانيات والوقت الكافيين وتتحلى بالصبر والارادة الثورية وتسعى اساسا الى تقليص الهوة بين الشيوعيين اولا وقراءة الواقع المغربي بعيون ماركسية ثانيا في افق بنا تصور ايديولوجي محكم يوجه عمل الساعين الى الوحدة.
اخيرا اقول ان لا احد منا يمتلك الحقيقة وان ما اوردته هنا هو مجرد افكار اتمنى ان تحرك المياه الراكدة وتستفز الروح الثورية لدى كل من يؤمن بشعر يا عمال العالم اتحدوا.

#ابو_يوبا_الغيفاري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات