أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد بهلول - عباس والوعود الأميركية















المزيد.....

عباس والوعود الأميركية


محمد بهلول

الحوار المتمدن-العدد: 2668 - 2009 / 6 / 5 - 03:26
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    



لاحظ المراقبون أن الارتياح بدا واضحا على محيا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إثر عودته من الولايات المتحدة الأميركية بعد زيارة وصفت بالهامة، التقى خلالها الرئيس باراك أوباما. وفي تصريح له من القاهرة (30/5) أوضح «ذهبنا مستندين إلى أرضية معروفة بعد تكرار حديث الإدارة الأميركية عن ضرورة التزام إسرائيل وقف أنشطتها الاستيطانية والاعتراف بحل الدولتين كما ورد في خريطة الطريق، هذه أرضية مرضية لنا ونبني عليها في المستقبل حتى ندرك ماذا يمكن أن نفعل».
وأضاف المراقبون إن الارتياح لدى الرئيس عباس له ما يبرره، فإنها المرة الأولى منذ العدوان على غزة يعود إلى دائرة الاهتمام الدولية، لكن هذا الارتياح قابله فتور كما أشارت مصادر دبلوماسية من تراجع الرئيس أوباما عن إطلاق خطة متكاملة تمثل رؤية شاملة للتسوية في الشرق الأوسط لصالح إطلاق مجموعة من الأفكار تركز على حل الدولتين وتطلب منة إسرائيل تجميدا للاستيطان .
ليست أفكارا جديدة
لا تعتبر هذه الأفكار جديدة على الإدارة الأميركية، كما يؤكد مراقبون عرب. فمنذ عهد الرئيس الأسبق كلينتون، تتكرر مثل هذه الأفكار يوما بعد يوم، حتى أن الرئيس جورج بوش أعلن عن حل الدولتين منذ العام 2002، كما تحدثت وزيرة خارجيته كونداليزا رايس مرارا عن ضرورة وقف المستوطنات، وكان آخرها في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، أي قبل انتهاء ولاية الإدارة السابقة بشهرين.
في تصريح له (25/5) يقول الرئيس أوباما «أعتقد بأننا لا نستطيع إضاعة أي لحظة في جهود تسوية النزاع، ولكنني لا أتخذ قراراتي بالاستناد إلى محادثات أجريناها الأسبوع الماضي «إشارة إلى لقاءه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو» لأن على نتنياهو بالتأكيد تسوية هذه المسائل داخل حكومته وداخل تحالفاته».
تراجع الرئيس أوباما عن إطلاق خطة متكاملة واقتصار خطابه المنتظر في الرابع من حزيران يونيو على مجموعة من الأفكار يعود أساسا، كما يقول المراقبون، لضرورات أميركية وإسرائيلية.
فأميركا، يضيف المراقبون، يدرك الرئيس أوباما أن بلاده تمر بأزمة اقتصادية شاملة لها تأثيراتها الواسعة على مجمل جوانب المجتمع الأميركي وليست أزمة ظرفية مؤقتة تتعلق بالسياسة الخارجية وحدها، لذا يفضل، كما يشير المراقبون، تحقيق إنجاز ما في هذه الأزمة قبل الانطلاق إلى إجراء التغيير المطلوب في السياسة الخارجية الأميركية ولاسيما في ملفات ساخنة, كالشرق الأوسط ممكن أن تعرضه لردود فعل داخلية, أساسا, ويمكن أن تؤثر على مجمل سياسته وتضعف موقف إدارته.
وليس أدل على ذلك ـ كما يشير المراقبون نفسهم ـ من الرسالة التي وجهها 330 عضوا في مجلس النواب والتي يقف وراءها كل من زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس النواب ستيني هويد وزعيم الكتلة الجمهورية إريك كانتور، وتدعو إلى تخطي العوائق وبذل الجهود الممكنة للتوصل إلى السلام في أسرع وقت، وتشدد على المبادئ التي يؤيدها البرلمانيون وأهمها حفظ وحماية أمن إسرائيل, وكان سبق هذه الرسالة ، رسالة أخرى وجهها 76 عضواً من مجلس الشيوخ أثناء زيارة نتنياهو للولايات المتحدة الأميركية، علق عليها إعلاميون أميركيون بأنها دعوة لأوباما لعدم الضغط على إسرائيل.
نتنياهو: نحتاج وقتا إضافيا
أما إسرائيلياً، فقد أشارت مصادر فلسطينية مطلعة، أن الحكومة اليمينية برئاسة نتنياهو تريد مزيدا من الوقت لتهيئة الأجواء لتمرير خطتها الأحادية الجانب للحل على الجبهة الفلسطينية بهدوء ودون ضجيج. وكان نتنياهو قد كشف عن أعمدتها الثلاثة في خطابه أمام الكنيست (27 /5) وعرفت بخطة الحل الاقتصادي .
من هنا تلاحظ المصادر نفسها أن الحكومة الإسرائيلية تركز الآن العمل الآن على مسألتين مترابطتين بشكل وثيق .
@ الأولى موجهةُ إلى العالم الخارجي والولايات المتحدة الأميركية تحديداً تدعو إلى إرجاء معالجة الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي، واستبداله بأولوية مواجهة «الخطر الإيراني». يؤكد ذلك ما قاله نتنياهو (27/5) «أن البرنامج النووي الإيراني ليس خطرا على أمن إسرائيل وحدها بل على أمن العالم بأسره ، وبالتالي تتطلب مواجهته عملاً دولياً جماعياً وليس عملاً فردياً ، ولن تتردد إسرائيل من بالقيام به إذا تقاعس الآخرون».
في هذا السياق يؤكد مراقبون مطلعون، أن هناك خلافات, وتباعدا ثانويا في هذا الخصوص بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأميركية حول سلم الأولويات، فما رشح مؤخراً عن مصادر الإدارة الأميركية ونقلته وسائل الإعلام يشير إلى تحبيذ الإدارة الأميركية إيجاد حل ممكن ودائم للقضية الفلسطينية بما يضمن انحسار «التشدد الإيراني» وإضعاف الجماعات العربية المؤيدة لها .
إيران هي العدو الأول؟!
@ أما المسألة الثانية فموجهة إلى الدول العربية «للتعاون والتنسيق» بوجه إيران ومشروعها النووي على اعتبار أن الطرفين «متضررين من الخطر الإيراني» ولا بد من إقامة علاقات تعاون وثيقة وتطبيع كامل وفوري لتهيئة الأجواء لـ «مجابهة إيران النووية».
في خطابه الذي ألقاه أمام الكنيست (27/5) أكد نتنياهو أن « تحالفاً موضوعياً بين إسرائيل والدول العربية المعتدلة قام بالفعل في مواجهة خطر مشترك يمثله البرنامج النووي الإيراني».
إن حجر الزاوية في سياسة الحكومة الإسرائيلية في هذا الوقت، كما يلاحظ المراقبون، يقوم على هذه النقطة بالذات، حيث يشير إلى أنه ينبغي صنع السلام في المنطقة «بطرق جديدة» أهمها إشراك دول عربية بما «يعزز السلام ويمنح الاستقرار لنا وللفلسطينيين» وخَلُص «إلى أن ثمة تهديداً في الشرق الأوسط يطال الجميع وأمامنا فرصة نادرة لتوسيع دائرة السلام والتعاون»، وأكد أن الرئيس أوباما «يرى معنا هذه الفرصة بالمنظور ذاته».
إن إسرائيل كما أشار نتنياهو ترحب بسعي أوباما إلى تحقيق تقدم في خطوات التطبيع مع إسرائيل.
من الواضح أن إسرائيل وبوجود تفاهم أولي مع الإدارة الأميركية تنطلق من ضرورة قيام أكثر من 57 دولة عربية وإسلامية بالمبادرة لاتخاذ إجراءات تطبيعية مع إسرائيل تحت شعار «مواجهة الخطر الإيراني» و «إعطاء دفعة لعملية السلام» من الجهة الأخرى.
ويقول المراقبون إن الموقف العربي والذي عبر عنه أخيراً الرئيس محمود عباس من خلال الوثيقة التي قدمها إلى أوباما والتي تشاور حولها مع معظم الرؤساء العرب تتلخص حسب تعبير الرئيس عباس بالموقف التالي: «انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة حتى حدود العام 1967 مقابل تطبيع جميع الدول العربية والإسلامية علاقاتها مع إسرائيل».
مفاوضات بلا نتائج
يبدو لنا أن التباعد في وجهات النظر الأمريكية الإسرائيلية حول أولوية الملف النووي الإيراني أو التسوية مع الفلسطينيين, كما التناقض بين الموقف العربي الإسرائيلي حول أولوية الانسحاب أو التطبيع، هو ما سوف يطغى على المفاوضات القادمة، وهذا ما يبدو واضحاً من الاستعدادات الإسرائيلية لكل الاحتمالات.
فعلى جانب الخلاف الأميركي ـ الإسرائيلي، يلاحظ المراقبون أن إسرائيل أبدت «مرونة» معينة في موضوع المستوطنات المسماة عشوائية، وأبدت استعداداً أولياً لإزالة 22 بؤرة استيطانية تضم الواحدة منها بين 10 ـ 20 بيتاً, وذلك في استجابة جزئية جدا للمطلب الأميركي بتجميد البناء في المستوطنات في الضفة الفلسطينية
إن هذا القرار ـ والذي لقي كالعادة ردود فعل عاصفة في أوساط «الليكود» وتحالف اليمين يمثل اتجاها لدى حكومة نتنياهو لمفاوضات ومقايضات طويلة الزمن مع الإدارة الأميركية تقوم على «تبادل التنازلات» في الآراء والمواقف والإجراءات، إضافة إلى رهان إسرائيل الدائم على اللوبي الصهيوني وحلفاء إسرائيل في مجلسي الشيوخ والنواب فضلا عن التأييد الواسع لها في الأوساط الإعلامية والاقتصادية وأيضاً لدى الرأي العام الأميركي.
حول هذا الموضوع أشار نتنياهو في خطابه المذكور بأن «علينا اتخاذ قرارات حاسمة ويجب إخضاع سلم أولوياتنا لاحتياجاتنا الوجودية والتوصل إلى وحدة وطنية بعد الخطر الداهم وثمة أهمية لعلاقاتنا مع الولايات المتحدة وعلينا العمل من أجل الحفاظ عليها».
وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن الوزير الإسرائيلي دان مريدور ومستشاري رئيس الحكومة يستحاق مولخود وعوزي أراد توجهوا إلى لندن للقاء مسؤولين أميركيين بهدف التباحث في قضية البؤر الاستيطانية وتشكيل طاقم مشترك يتابع هذا الملف ومجمل القضايا المتعلقة بالملف الفلسطيني وطاقم آخر لمتابعة الملف الإيراني.
سياسة المناورات
وبحسب المصادر الإسرائيلية نفسها فإن الرسالة التي حمّلها رئيس الحكومة نتنياهو للوفد تؤكد على «إن إسرائيل مستعدة للتنازل في مسألة البؤر الاستيطانية في مقابل تجنّد جدّي للولايات المتحدة ضد تسلح إيران».
أما على الجانب الفلسطيني ـ الإسرائيلي فإن جوهر سياسة نتنياهو، كما يراها المراقبون، تقوم على التزام حكومته بالاتفاقات التي وقعتها الحكومات السابقة مع الطلب من «الآخرين احترام التزاماتهم» أيضاً، وبما يقود، حسب نتنياهو، إلى إنهاء الصراع، وتبادلية في مطالب الطرفين وفي التنفيذ» وهذا ما أوضحه في خطابه أمام الكنيست حين قال «إن إسرائيل ستقوم بخطوات عينية من أجل السلام مع الفلسطينيين ونتوقع أن يتخذوا هم أيضاً مماثلة, كما يجدر بالدول العربية أن تقوم بخطوات رمزية للتطبيع من الآن وليس بعد ذلك, هذه هي المقاربة الصحيحة التي ستسلكها والوحيدة التي ستحقق النتائج».
في جعبة نتنياهو العديد من الأوراق التي يرى أنها تمكنه من اختراق الساحتين الفلسطينية والعربية, أولها الاستخدام المفرط لورقة «البؤر الاستيطانية العشوانية» وثانيها ما طرحة في الكنيست حول سعيه «لدفع مشاريع اقتصادية داخل أراضي السلطة الفلسطينية وتوفير الفرص لجلب استثمارات من طرف ثالث من أوروبا وأسيا والعالم العربي» والقيام بما يلزم من أجل تغيير الوضع الاقتصادي" لاسيما في ظل ظروف اقتصادية بالغة الصعوبة وخزينة خالية من الأموال لدى السلطة الفلسطينية».
كما أن الورقة الأهم في الجعبة هي موافقة الحكومة اليمينية على حل الدولتين بمعزل عن المضمون.
إذا ما نجح نتنياهو في استكمال أوراقه التفاوضية كما يطمح، وإذا ما نجح في جر المواقف الفلسطينية والعربية إلى المربع الذي يريد، فإنه يكون قد نجح في الوقت نفسه، كما يقول المراقبون، في إفراغ الجعبة العربية من كل شيء، ما عدا ورقتين هما التطبيع المسبق والاعتراف بيهودية إسرائيل. وهما ورقتان، كما هو معروف، يسيل لعاب نتنياهو، وزعماء إسرائيل كافة، عند ذكرهما.



#محمد_بهلول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بريطانيا: فرض عقوبات على إسرائيليين متشددين بسبب أعمال عنف ف ...
- السعودية.. وفاة و20 حالة في العناية المركزة بتسمم غذائي بمطع ...
- السعودية تكشف جنسية وافد عربي ابتز فتاة ودردشتهما -مموهة-
- الأردن.. الملكة رانيا تكشف عن نصيحة الملك الحسين لها عندما ت ...
- من هو المرشح الرئاسي الذي قد يستحوذ على دعم الشباب في تشاد؟ ...
- المشروب الكحولي الأقل ضررا للكبد
- المشكلات الصحية التي تشير إليها الرغبة الشديدة في تناول الحل ...
- أنطونوف: اتهامات واشنطن بتورط روسيا في هجمات إلكترونية على أ ...
- انجراف التربة نتيجة الأمطار الغزيرة في هايتي يودي بحياة 12 ش ...
- الجزائر تطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن المقابر الجم ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد بهلول - عباس والوعود الأميركية