أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - سليم محسن نجم العبوده - التناقض التربوي و أثره في التكوين النفسي















المزيد.....

التناقض التربوي و أثره في التكوين النفسي


سليم محسن نجم العبوده

الحوار المتمدن-العدد: 2650 - 2009 / 5 / 18 - 08:26
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


التربية هي شكل من أشكال المهارة التي يملكها المجتمع والتي تؤثر بصورة مباشرة او غير مباشرة في النتاج السلوكي للأفراد بعد ان يكتسبها بطرق مختلفة . ولذلك فمن الخطأ الاعتقاد ان العملية التربوية تقتصر على الأم و الأب او قاطني المنزل ثم المدرسة وبعد ذلك المجتمع ربما يصدق هذا القول الترتيبي في مرحلة الرضاع فقط الى حد ما الا ان الحقيقة هي انه ومنذ الوهلة الأولى لفترة انسلاخ الرضيع من المحيط الحاضن (أحضان امة) وتحسس ذاته المنفصل تبداء كل مكونات بيئة المجتمع البشرية والمادية والمعنوية كلا بدوره التربوي سواء بالقول او بالفعل .. والطفل بدوره يبداء باستلام الإشارات والايعازات المختلفة والتي تكون هي البداية المحفزة لقشرة الدماغ الخارجية باستلام .. ألف .. باء.. التربية والحياة "الترويض النفسي" .
وعلى هذا الأساس فان مسؤولية تنشئة الطفل نفسيا لا تقل أهمية عن سلامة التنشئة البدنية له . بل انها أكثر أهمية للعائلة والمجتمع على حد سواء وربما ان الشخص المعاق جسديا و سالم من الناحية النفسية والسلوكية أفضل بكثير من الشخص السالم بدنيا الا انه معاق نفسيا وشاذ سلوكيا .
ان علماء الاجتماع والتجارب الاجتماعية وسلوكيات المجتمع كلها تسعى الى هدف واحد الا وهوا أمكانية أنتاج فرد فعال و منتج للمجتمع . و محاولة منا للمشاركة في هذ الهدف النبيل سوف نتطرق إلى بعض المسائل والمهارات التي يجب ان يطلع عليها التربوي او المربي و الذي هوا بالتأكيد جزئ لا يتجزأ من البناء العام للمجتمع وكذلك هوا شكل من إشكال نتاجه التربوي . و للوصول الى ما نصبوا إليه يجب الانتباه الى بعض الأمور المهمة في العملية التربوية .
• التنشئة النفسية :
ان الكثير من علماء الاجتماع يعتقدون جازمين كون الرضيع في ايامة الأولى لا يعتقد بانفصاله الجسدي عن أمه بل انه يتصور انه و أمه يمثلان كيانا واحدا . الا انه يكون ذو إحساس مرهف و هذا الإحساس لا يكون مكبوح بحدود العقل بل انه يكون محكوما بالا حدود الغرائزية التي فطر عليها . و لذلك فان رغباته لا تحتمل التفكير او الانتخاب او التأجيل . وهوا في هذه المرحلة يكون بأمس الحاجة الى العطف والحنان الذي يحصل عليهما من أمه مباشرة باللمس والنظر . الا انه في مرحلة أكثر تقدما يبدأ بالتعرف على ذاته المستقل الا انه يكون خلال المرحلة الانتقالية لهذا الاكتشاف الجديد حاد المزاج كثير البكاء وسبب ذلك أحساسة بالمجهول المرعب الذي يجعله أكثر أحساسا بالخوف والتوحد . و لذلك ففي هذه المرحلة الحرجة يجب العمل الجاد من اجل منح الرضيع الثقة في الوضع الجديد وانه حالة طبيعية.
• التنشئة الاجتماعية :
في مراحل متقدمة من حياة الطفل أي انه يصبح قادرا على السيطرة على توجيه نظرهُ في اتجاهات مختلفة مستدركا من خلاله محيط أوسع و أرحب من أحضان الأم الا ان هذا المحيط هوا بداية الاكتساب الواعي لكل الإشارات التي تحدث حوله وتستمر مرحلة الطفولة هذه حسب تقدير علماء النفس والاجتماع الى السنة السادسة . الا ان ما يجب الانتباه اليه هوا ان الأطفال يميلون لخزن واكتساب الحركات التي يشاهدونها أكثر من الكلام وهذا يعود لسببين الأول ان الطفل خلال هذه المرحلة يكون اقل قدرة على الكلام بينما يكون أكثر قدرة على تقليد الحركات والأفعال والاستمتاع بأدائها . لذلك فان الإرشاد يعتمد في هذه المرحلة كما يذكر الدكتور"علي الأمير " في كتابه فسلجة النفس(ان مدى نجاح الإرشاد بهاذا الاتجاه يعتمد على محورين أساسيين هما أسلوب الإرشاد ومضامينه وهذان المحوران يعتمدان مباشرة على خلفية من المعرفة والخبرة النفسية وخصوصا المعلومات الأساسية عن الطفل و بغير هذه الخلفية يكون من العبث الحديث عن التنشئة النفسية ) . أي يجب ان تكون التربية التي أحاول إيصالها و إفهامها للطفل هي غير متقاطعة مع الواقع الاجتماعي الذي يعيشه .
• سلوك المربي :
يجب ان يكون سلوك المربي مطابقا لأفعاله وان لا يكون متناقضا فيما يقول وما يتصرف . في هذه الحالة سوف نغذي نفس الطفل بمجموعة من المتناقضات سوف تخلق لديه ما يعرف "بالتردد" أي انه يصبح في صراع دائم مع المتناقضات التي تعلمها أيهما اصح أيهما اعتمد وأيهما اترك و كلا المتناقضات قام بها و اكتسبها من ذات الشخص القيمة العليا النبراس الذي يعتبره الطفل لا يخطئ (الأب او الأم ) . ولذلك فان المربي الذي لا يكون ازدواجيا في التصرف أمام أبنائه أي انه يربي على وتيرة واحد مثل القطار لا يحيد غالبا ما يكون أطفاله لا يعانون من عقدة التردد او الازدواجية . وربما يعود موضوع كتاب الدكتور "علي الوردي" شخصية الفرد العراقي والتي يتحدث به بإسهاب حول الازدواجية التي يعيشها اغلب أفراد المجتمع العراقي تعود للمعاير التقليدية في التنشئة التي انتهجها اهلنا في العراق .
• الطفولة المتأخرة :
و يقصد بها ما بعد السنة السادسة وما قبل سن المراهقة في هذه المرحلة تكون النفس طيعة قابلة للتغيير أي من الممكن ان يلاحظ الآباء الميول العامة للأطفال من عدوانية او ألفة وحنان انطوائية او اجتماعية عموما من الممكن في هذه المرحلة تنقية نفس الطفل وتغيير سلوكه و تصحيح او تغيير بعض المفاهيم لديه .
• مرحلة المراهقة :
وهي المرحلة التي تلي مرحلة الطفولة المتأخرة وهنا ينشب الصراع النفسي لكل القيم والعادات والتقاليد الاجتماعية والمهارات المختلفة وهي مرحلة صعبة وحرجة وغالبا ما تكون حاسمة في السلوك المستقبلي للمراهق والغرض من الصراع هو ا التحديد النهائي لملامح الشخصية والنفسية للفرد . وهي مرحلة لا يمكن تحديدها بعمر معين الا أنها من الممكن ان تمتد لما بعد العشرين والخمس وعشرين سنه . وفي هذه المرحلة يجب التعامل مع المراهق بحذر شديد وتجنب المواجهة والعقاب المباشر له . وإنما يجب ان تبداء مرحلة جديدة من العلاقات بين الآباء وأبنائهم وهي الاحترام المتبادل المبني على الصداقة أكثر منه قيمومة .
• مرحلة النضج :
وفي هذه المرحلة يكون المربي قد وصل مرحلة النتاج التربوي الأخير إما ان يكون صالحا او طالح وهي المرحلة التي وصل بها الطفل الى أخر مراحل نمو شخصيته وكل ما يأتي بعد ذلك هوا مجرد تثبيت وتقوية تلك الشخصية وغالبا ما تكون غير قابلة للتبدل و التغيير .
لذلك ان كل تلك التبدلات وما نطلق عليها اصطلاحا هي النفس ويعرفها علماء النفس بأنها(مجموعة النشاط الانفعالي العاطفي و النشاط العقلي الفكري تحصل في الدماغ وتصدر عنه وتظهر لثناء تعامل الفرد مع بيئته وردود فعله لمثيراتها ) . و قال عنها الله عز وجل في كتابه الكريم ( والنفس ومن سواها فألهما فجورها وتقواها ) صدق الله العظيم .
في نهاية المطاف يجب على المربي ان يكون مؤهلا لحمل الأمانة وألا فأنة سوف يعيث بالأرض فسادا بما سوف ينتج من ذرية لم يوضع لها الأساس الصحيح و لم تؤطر بالمعيار العلمي الذي يكون حصنا وحرزا من الزلل كما ويجب ان نقوم أنفسنا بالقراءة المتواصلة فأبنائنا زينة الحياة الدنيا ان صلحوا وان لم يصلحوا فلعنة جارية أصلحنا وإياكم الله .



#سليم_محسن_نجم_العبوده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التراخي الأمريكي ومستقبل إيران الأقليمي
- هل تحول السيد-نصرا لله- الى عراب إيراني
- العرب ما بين التسامي والسلوك ألقسري
- المرأة وحق الدفاع الشرعي عن الوجود
- النظام الاقتصادي المقيد بالحرية - الشيو- رأسمالي-
- القمم العربية .. وسياسة حلب الثيران ..!؟
- فكر-الإباحية الاقتصادية-في العراق
- التكامل الإقليمي كحل للبقاء والهيمنة
- الجامعة العربية تكتل كشف الوهن العربي
- المرأة .. بين الإقصاء والذكر المودرن
- المرأة وإمكانية التحول الايجابي :
- القضية الفلسطينية ما بين العقم والتدخل الجراحي
- عجز التنمية الاقتصادية والبديل الإستراتيجي في العراق
- العالم يطبخ على مشاعل البترول
- فاشية النظام الدولي وفوبيا مصادرا لطاقة (الحلقة الثالثة)
- فاشية النظام الدولي وفوبيا مصادرا لطاقة (الحلقة الرابعة)
- الولايات المتحدة وسياسة الوقوف على الأصابع
- رؤية الأزمة الاقتصادية العالمية من داخل المنظومة الأمريكية :
- فاشية النظام الدولي وفوبيا مصادرا لطاقة(الحلقة الثانية)
- فاشية النظام الدولي وفوبيا مصادرا لطاقة


المزيد.....




- الأمم المتحدة تقول إن 80 ألف شخص فروا من مدينة رفح مع تكثيف ...
- رماه في بئر فمات غرقا.. السعودية تنفذ الإعدام بوافد وتكشف جن ...
- نزوح جديد في رفح وأطفال يتظاهرون للمطالبة بحقهم في التعليم ...
- الأونروا تغلق مقرها بالقدس بعد إضرام متطرفين إسرائيليين النا ...
- الخارجية الأردنية تدين إقدام إسرائيليين على إضرام النار بمحي ...
- بعد عام من اعتقال عمران خان، هل استطاع مؤيدوه تجاوز ما حدث؟ ...
- الأونروا تنشر فيديو لمحاولة إحراق مكاتبها بالقدس وتعلن إغلاق ...
- قائد بريطاني: عمليات الإنزال الجوي وسيلة إنقاذ لسكان غزة من ...
- الصومال يطلب إنهاء عمل بعثة سياسية للأمم المتحدة
- منظمة العفو الدولية: الحكومات التي تمد إسرائيل بالسلاح تنتهك ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - سليم محسن نجم العبوده - التناقض التربوي و أثره في التكوين النفسي