أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن الشرع - حكايات جدتي : حتى الحيوانات تتكلم!















المزيد.....

حكايات جدتي : حتى الحيوانات تتكلم!


حسن الشرع

الحوار المتمدن-العدد: 2647 - 2009 / 5 / 15 - 02:29
المحور: كتابات ساخرة
    



سمعت من جدتي قول المؤرخين بان الجيش العراقي كان قد نشأ قبل قيام الدولة العراقية الحديثة،وفي هذا اشارة الى ان الجهة التي كانت وراء قيام الجيش لم تكن في الواقع جهة وطنية ومن الطبيعي ان يترتب على هذا القول جدل فلسفي حول الشرعية والمشروعية والشرعنة وكلها اصطلاحات لا يهمني ان ادخل بتفاصيلها ..وهنا احيلكم الى السيد طارق حرب الذي لم يكن مهتما بشكل كبير بهذا الامر قبل الحرب . واذا كان هذا الجدل الفلسفي سيفضي الى القول بعدم شرعية او مشروعية الجيش ،فلا بد من قيام المحاولات الواحدة تلو الاخرى لشرعنة وجودة ،لكن البحث في هذا النوع من القضايا شبيه بطبعه بالجدل التاريخي القائم حول قضايا عديدة دخلت محاضرها التراث دون ان تصلنا النتائج( ان كانت هناك نتائج اصلا )،من قبيل عدد اهل الكهف واسم كلبهم ومصيره بعد الحساب ، وفرس الامام الحسين (الميمون) ومصيرها المهني قبل الحساب وبعده ،والكلام قد يمتد عند البعض الى حوت يونس وذئب يوسف ونملة سليمان او هدهده ولا ينتهي ببراق الرسول.وكلها حكايات ليست اجمل من حكايات الف ليلة وليلة او حيوان الجاحظ او كليلة ودمنة او توم اند جيري او حتى حكايات جدتي التي بدأت الكلام بعد ان سئمها جدي المغرم بالسوبر ستارز،لطالما سمعت من بعض الكبار في السن رحمهم الله قولهم اثناء التدليل بالقصص الحيواني بان الحيوانات كانت تتكلم فيما سبق ، حيث لم يعترض احد من المستمعين ولو اعترض لقال له المحدث اما قرأت قوله تعالى قالت نملة!او اما سمعت حديث سليمان والهدهد!!.
اريد الاشارة هنا بان ما اقوله هو ليس كلاما في اصل العقائد او فروعها او تسفيها لها والعياذ بالله بقدر ما هو نقد لطبيعة التفكير العربي الذي كثيرا ما ينسحب ويتراجع امام اول غارة من غارات صبيان البشتون او شيوخ الشيشان او العبيد الاحباش قبل الفتح الاسلامي بالطبع...والان لنعود الى الاشكالية النظرية لنشأة الدولة العراقية وعلاقتها بالمؤسسة العسكرية التي طالما تدخلت في شؤونها قبل وبعد ثورة الرابع عشر من تموز 1958 فهنالك احتمالان :
الاول الحكم ببطلان الدولة ببطلان شرعيتها بالرجوع الى القاعدة المنطقية والشرعية القائلة (ان مابني على باطل هو باطل) وهذا الاحتمال ان تحقق فان تداعياته لن تقف عن حدود الحدث التاريخي تحت البحث بل لا بد انها ستمتد الى احداث السقيفة وما قبلها وما بعدها !ومن الواضح عقم هذا النوع من الاستدلال من النواحي العملية .اما الاحتمال الثاني فهو ان تجري شرعنة (لعدم مشروعية الحدث)باللجوء الى ما يتيسر من نصوص صلبة او مائعة فيجري تكييفها ولي البعض منها ونحت الصلب فيها بما يؤسس للمشروعية ثم الانتقال الى مرحلة اخرى من مراحل البناء الفلسفي والمادي بما يضمن القبول بنتائج التاسيس ،لقد تم الاخد بهذا الاحتمال في جزئه الاول في معظم الاحيان لاسباب عملية في حين تم انكار النتائج المترتبة عن قصد ،من السهل ان نتهم المغول بحرق محاضر اهل الحل والعقد او برلمانات الشورى التي كانت قائمة آنذاك واتلاف الحواسيب والاقراص المدمجة لتلك المحاضر نكاية وحسدا لامرائنا على حسناواتهم من الجواري وما ملكت ايماننا او ايمان اجدادنا من دراهم لا تكفي لسد الرمق رغم الواردات الكبيرة للنفط العراقي الذي تسبب انذاك بتغير مناخي هائل كان سببا في الطوفان الكبير زمن نوح .فكيف نريد ممن يصدق او يجبر على التصديق بان الحيوانات كانت تتكلم فيما مضى ان يسهم في بناء فلسفي من هذا القبيل.انقل لك محاورة تتم يوميا في شوارع العاصمة ...مجموعة من ركاب سيارة الباص او الميني باص او المايكروباص او التاكسي محبوبة سبع الدجيل او الستوتة! بعد مدة تطول او تقصر من الانتظار عند حواجز التفتيش تصل الى النقطة حيث يحمل احد العسكريين جهازا يشبه المسدس له هوائي (تلسكوبي)غالبا ما ينحرف نحو السيارة فيشير هذا العسكري الى السائق ليتوقف جانبا او في الطابور لغرض التفتيش ،هنا تبدا المحاورة(أخوان:هل يحمل أحدكم سلاحا) فياتيه الجواب من احدهم :لا احد يحمل السلاح ،ربما يبتسم احد الرجال مازحا او مستهزءا وربما مستنكرا في حين يقدم الاخر الحل المنتظر فيقول:ربما يحمل احدهم العطر او احد المنظفات .يقول العسكري توكلوا على الله أخوان!.فما زلنا نخلط بين المفجر والمعطر لابد اذن من ملاحظة علاقة الاسباب بالنتائج ولابد من التامل بالعلاقة المنطقية والفلسفية بينهما هذه العلاقة هي التي تهمنا والتي تؤسس لشرعنة السلوك والقبول بنتائجه.هنالك مثال اخرقد يكون اكثر وضوحا وحساسية وهو ازمة رئآسة الجامعة المستنصرية .ساحاول مناقشة الموضوع تواصلا ما ذكرت من جدلية الشرعية والمشروعية والشرعنة.يدعي السيد تقي الموسوي ان قرار اقالته من منصبه رئيسا للجامعة هو في الواقع (حسب زعمه)ليس شرعيا ويستند في ادعائه الى الصلاحيات الخاصة به والى الانتخابات .وهو بذلك يقول بعدم مشروعية التغيير.في حين يستند السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الى الصلاحية القانونية له في احداث التغيير ،صحيح ان الامر يقع في مجال صلاحية السيد الوزير ،لكنه ما زال يذكرني بيوم الزحف الكبير الذي قيل عنه انه مشروع الانتقال من الشرعية الثورية الى الشرعية الدستورية! واذن فان كل من طرفي القضية يتبع المنطق الذي يشرعن له ولا يقبل بالنتائج ،فلو كان السيد رئيس الجامعة جادا في فهمه للاسباب والنتائج فعليه القبول او حتى اقتراح مسالة انتخاب رئيس بديلا عنه خاصة وان انتخابه تم منذ عام 2003 كمساعد رئيس الجامعة وليس رئيسا لها!اما السيد الوزير فيبدو انه يتعامل مع الجامعة المستنصرية كجامعة مارقة بعد الاحداث المؤسفة التي رافقت زيارته لها قبل الاحداث الاخيرة ،والا كيف يفسر سيادته تعيين السيد الفتلاوي مساعدا لرئيسها رغم عدم تحققه من المزاعم والمؤاخدات التي تقال عنه،وانا اتكلم هنا عن السيرة العلمية والوظيفة ،فالمطلوب من سيادته ان يفسر لمنتسبي الجامعة مسوغات هذا الاختيار ،ثم لماذاالربط بين القضيتين ،ومن وجهة نظري فان القضية لاتتعدى جدلية المفجر والمعطر وربما قدم سيادته حلولا على طريقة الشرعية الثورية ..
لم تكن جدتي تحمل دفترا للامراض المزمنة ،ولو امتد بها الامد الى مانحن فيه لامتلك سجلا الكترونيا لهمومنا المزمنة ابتداءا من حواسمها الى نوابها بكل كتلهم واوزانهم وتعجيلاتهم واحتكاكاتهم وجاذبيتهم وزخمهم وطاقاتهم الكامنة والحركية واظن لن تقف مكتوة اليدين امام المشروعية الدستورية للمكاسب المحرمة للسادة الكرام والعلماء الاعلام من المسؤولين امام الخوال والاعمام ومايكسبونه من حلال ومايغنمونه من حرام ومن سحت بالكمال والتمام
ومقابل ذلك مايعانيه الرموز الفكرية الاكاديمية والعلمية والثقافية والفنية من اذلال وبمقابل واحد من مئة من رواتب النواب كاستحقاقات تقاعدية رغم الفوارق الكبيرة بين الاثنين في السن والتعليم الادراك ولا اريد ان اقول في الوطنية والولاء فلربما طلب مني البعض اثبات ذلك والكلام كله في عهدة جدتي التي تؤمن تماما بان الحيوانات كانت تتكلم! فهل ينفعني منشد سلام او طالب حرب او طارق حرب!.
لو تكلمت الحيوانات لقالت لنا كلاما بليغا ابلغ من كلام بعض بلغائنا ،ذك لانها ربما لا تحلم احلاما غير مشروعه وان حلمت فلا اظن انها ستقوض احلام الاخرين.



#حسن_الشرع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النقاط والخروف ...الجامعة المستنصرية
- هوامش على مذكرات بقة مستهترة
- مناقب الذرية في مناصب الجامعة المستنصرية
- التأهيل النفسي والاجتماعي والدولة المدنية العراقية العصرية
- شمهودة وحكاية اللطم الوطني
- نظرية الدولة العراقية
- مقلوبة...!


المزيد.....




- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن الشرع - حكايات جدتي : حتى الحيوانات تتكلم!