أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جنبلاط الغرابي - مبحث حول الازدواجية الشخصية














المزيد.....

مبحث حول الازدواجية الشخصية


جنبلاط الغرابي

الحوار المتمدن-العدد: 2642 - 2009 / 5 / 10 - 05:36
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لما كانت الازدواجية تمثل مظهراً من مظاهر الشخصية الغير سوية,كان لابد في بادى الامر تبيان المعنى الذي نريد تبنيه في بحثنا والاشارة الواضحة الى اساسيات ومنابع هذا الاتجاه من داخل النفس وخارجها,حيث انه لايمكن فرض الازدواجية كصفة عامة او خاصة بدون البحث الجذور المؤدية لهذا التوجه.والازدواجية التي نعني بها في هذا المقال هي ما يقع من الفرد من اطروحات وافكار تناقض افعاله وسلوكياته,وعلى سبيل المثال الشخص الذي يطلب من الاخرين على العمل بالادب والاخلاق ولايقوم بتطبيق هذا الامر مع نفسه,او يحاول ان يتظاهر امام الناس بالكرم والشجاعة مع انه لايملك هكذا صفات.وفي الواقع ان هذه الحالة لها نسبة متغيرة من فرد الى اخر,فهناك ازدواجية عميقة جداً عند البعض قد تصل الى مرحلة الثبوت الدائم في الشخصية,لذا يمكننا ان نصنفها بأنها مرضاً.اما حالات الازدواجية البسيطة والتي تراود الشخص من وقت الى اخر,فلا تجسد المرض بقدر ما هي اعراض مرتبطة بالوضع الخارجي,اي الاجتماعي, ونستطيع ان نطلق على هذا الحالة (الازدواجية بالاستعانة).علماً ان اطلاقنا لهذا اللفظ بنُي على سبب ارتباط الازدواجية بموضوع عابر,فقد يحتاج البعض ان يكون ازدواجي الشخصية من اجل حل مشكلة معينة او لمعالجة ظرف طارى..


الازدواجية المرضية

انه من غير الممكن تصور شخصاً يحمل الفكر الازدواجي بالفطرة فهذا الامر محال,بل ان القضية برمتها مرتبطة بالواقع الخارجي ابتداءاً بالتلقين الاسري او الاكتسابي.فاذا لقُن الطفل على استخدام الازدواجية كاسلوب ونمط ذاتي حينها تكون القضية متصلة بالنفس على نحو جوهري وتقوم مقام الصفات الاخرى التي تمثل الشخصية, ويكون من الصعب المُستصعب زوال هذه الحالة خصوصاً اذا لاقت الشخصية دعماً مادياً يلقي عليها بمفهوم الفائدة.فالاحساس بالفائدة من خلال هذا التوجه يجعل الازدواجية دائمية الثبوت في واقع النفس.الا انه يجب الاشارة الى نقطة اهم وهي البحث عن الاداة التي من خلالها تتكون فكرة الازدواجية,او تكون الدافع لخلق هكذا توجهات.فالانسان بطبعه لايهتم الى اي موضوع دون الشعور بالتحفيز تجاهه,وبأعتقادي ان مجتمعاتنا لها الحصة الاكبر في هذا المجال كونها تهتم وتسلط الضوء دائما تجاه المظاهر,لذا يضطر الشخص الى ان يتقمص ادواراً وذواتاً من اجل الوصول الى مبتغى معين او مظهر خاص.صحيح ان هذه الحالة التي ادعوها بالمرضية تساور الكثير من افراد المجتمعات الاخرى, وهي غير مختصة بمجتمع دون اخر, وليست قضية تورث من الاباء او المحيط الاجتماعي,لكنها تبرز بصورة واضحة في مجتمعاتنا نتيجة التركيز على المظاهر والابتعاد عن الجوهر.ويأتي هذا التركيز من خلال امرين مهمين هما الوضع الاقتصادي والدين.فكلما كان المجتمع يعاني من انخفاض في نسبة القدرة على المعيشة وتدبير شؤون الحياة كانت المظاهر هي الامر السائد داخل هذا المجتمع,اخص بذلك المجتمع الذي تتجلى فيه الطبقة المنسحقة والطبقة المتعالية.حيث ان الشخص الذي يعجز عن الوصول الى الطبقة الارقى شأناً يتجه بصورة او بأخرى الى خلق الازدواجية في ذاته من اجل تسيير حياته ضمن النطاق المتعالي,لدرجة ان بعضهم يصل الى مرحلة تصديق كل ما يسرد ويقول,وان كان كلامه مُرد الى الوهم والخيال.وهذا الاتجاه هو من اعمق الاتجاهات النفسية المتصفة بالشذوذ,لسبب ان النفس تجد الراحة والسلوى في حال الركون الى هذا المجال,وقد يجده ملجأً يلوذ اليه في حال اليأس او لتخفيف الصدمات.اما الدين فيكون دوره دور القناع المُستغل من اجل نيل الثقة,او من اجل حسابات اجتماعية اخرى.وتلعب قضية الشعور بالنقص دوراً فعلياً في هذا الامر,حيث الاحساس بعدم الوجود والفائدة يبعث روح التفاخر بالذات بصورة خيالية ومفتعلة من خلال تحويلها الى شخصية دينية.وقد يظهر هذا الاتجاه بصورة متعددة اخفها وطأة الازدواجية بسبب الاخفاق في الحياة الاجتماعية اوعدم تحقيق الطموحات,وقد تكون هذه الاخيرة لاتحمل ملامح المرض بقدر ما يتجلى فيها العجز عن تأدية عمل معين وتقديم النصيحة للغير على تأديته.فقد يكون هناك شخصاً يتمنى ان يصل الى مرحلة الشجاعة او الكرم او الالتزام الاخلاقي فيجد نفسه عاجزاً عن ذلك,فيقوم بتقديم النصائح للاخرين على فعله والقيام به,وكأنه نوعاً من عمل الواجب لكن بصورة قد يطلق عليها اضعف الايمان..



#جنبلاط_الغرابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافتنا!


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جنبلاط الغرابي - مبحث حول الازدواجية الشخصية