أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مصطفى لمودن - صحفي يهزأ من مدرس الفلسفة(المغرب)














المزيد.....

صحفي يهزأ من مدرس الفلسفة(المغرب)


مصطفى لمودن

الحوار المتمدن-العدد: 2640 - 2009 / 5 / 8 - 08:07
المحور: الصحافة والاعلام
    


غالبا ما تجد عنوان عمود رشيد نيني الذي ينشر في جريدة "المساء" له (أي العنوان) علاقة ضعيفة بمجمل الموضوع، أو فقط مرتبطا بمجرد جملة أو كلمة محشوة في المقالة أو نهايتها، ولا رابط بين فقرات الموضوع بمجمله، بحيث يمكن أن يتنقل الكاتب من موضوع لآخر في قفزات مثيرة…
قبل التطرق للموضوع الذي نحن بصدده، يجب أن أقول كم من مرة أتمم مقالة رشيد نيني بحديث مهموس يلخص موقفي كأنني أخاطب أحدا: "عظيم". في تقدير لشجاعة الرجل وجرأته، لكن لا يمكن كذلك أن نتفق معه حول كل ما يكتب. فماذا خط صاحب أشهر عمود في الصحافة المعاصرة بالمغرب حتى حفزنا ذلك على الكتابة؟
عودة إلى القفزات المثير نشير إلى ما وقع في عدد السبت والأحد 6/7 ماي (09) في المقالة التي تحمل عنوان "عام الحلوف"، بحيث يحشو الكاتب بين طيات "عمدوه" ما أراد، بشكل غريب ومريب، فإذا كان العنوان المشار إليه يظهر أن الموضوع له علاقة بآخر حدث دولي شد إليه الرأي العام العالمي، وأثار مخاوف البشرية جميعها، ومن الضروري أن تطرح تسؤلات عن الإجراءات التي تتخذها كل دولة لمواجهة الفيروس القاتل الذي قد يسبب انتشاره في وباء يحصد الأرواح وكارثة للجميع…
لكن ما دخـل أستاذ الفلسفة الذي أثار هزؤ وقدح رشيد نيني بدون سبب معقول وظاهري لا يمكن تفسيره إلا بالرجوع إلى علماء النفس، فهم وحدهم ربما من قد يوضحون الدافع الحقيقي وراء ذلك، وبدون تطويل ننقل ما جاء بالضبط في العدد 813 من مؤخر "المساء": " وهنا أتذكر اليوم الذي كنا فيه داخل أحد أقسام التربية الإسلامية ندرس نظرية الفيض، فإذا بالأستاذ الذي كان ماركسيا انتهى به حظه العاتر بعد إلغاء عز الدين العراقي وزير التعليم الاستقلالي لمادة الفلسفة من برامج التعليم، إلى تدريس القرآن والأحاديث النبوية مكان نظرية الشك، يخرج عن الموضوع وينتهي محاضرا حول نظرية أصل الأنواع لداروين، وعندما سألنا عن أصلنا قلنا له جميعا إن أصلنا من آدم عليه السلام، فضحك إلى أن ظهرت أسنانه التي نخرها " الروج" و"فافوريط" وقال لنا مستهزئا إن أصلنا جميعا هو القرد، فوقف أحد التلاميذ المشهورين بصمتهم طوال السنة وقال بهدوء للأستاذ:
-" هضر على راسك اسي، إلى أنت باك فايت ليه كان قرد حنا راه عارفين شكون هو بانا" (انتهى)
واضح للجميع أن رشيد نيني يصفي حساباته، وإذا كان قد سمح لنفسه أن ينتقد الجميع، وهذا من حقه كصحفي، خاصة تجاه من يتحملون مسؤولية تدبيرية في إطار الشأن العام، لكن عليه أن يتريث عند كل كلمة يمكن أن تسيء إلى "الصفات" كصفة الأستاذ أو البناء أو السائق… بدون وجه حق.
لقد أظهر الكاتب أستاذ الفلسفة في أبشع صورة حسب اعتقادنا، فهو المغلوب على أمره، المستسلم لواقعه، بحيث لم يفعل شيئا عند تغيير البرامج، وأصبح كالمسترزق يدرس مادة ليست من اختصاصه، علما أن مادة الفلسفة في الفترة التي يشير إليها الكاتب بقيت تدرس، لكن أدمجت مع "الفكر الإسلامي"، وربما نيني نفسه يتذكر ما استفاده من مآثر الكندي والفارابي وابن رشد وابن خلدون والمعتزلة وبقية علماء الكلام… بل حتى الأشعرية يمكن أن تخرج منها ببعض الحكم والفائدة، فلماذا لا يطلع أبناء المغرب على مثل هؤلاء ومحاولاتهم في مجال التـأصيل أو الاجتهاد أو الدمج أوالتلفيق أوالمثاقفة ؟ إلى جانب كانت وهيكل وماركس والجابري..؟ وأنا لا أدافع هنا عن العهد غير المأسوف عليه لعز الدين العراقي وتوابعه وما أسسوا له من كوارث أساءت إلى التعليم والوطن، ولكن للحق والتاريخ لم تحذف الفلسفة بالمطلق، بل حوصرت لغرض في النفوس المتجبرة.
لقد وضع نيني أستاذ الفلسفة في وضعية الحرباء التي تتلون بدون موقف محدد، فهو يحور الدروس حسب هواه، ليقفز على ما هو مقرر حسب زعم الكاتب ويدخل مع التلاميذ في "ترهات" (حسب تصوير نيني)، فيقول للتلاميذ "حقيقة" وضعها الكاتب من خياله، وهي أن أصل الإنسان قرد (هكذا) ببساطة، ومحاولة الأستاذ فرض ذلك على التلاميذ، هنا نسأل "الأستاذ" نيني؛ هل يجزم ويؤكد ويثبت بأن الإنسان الحالي هو نسخة طبق الأصل في كل شيء من الإنسان القديم؟ نترك له الفرصة للبحث أو أن تمده "جهة" ما مساعدة له بذلك.
لقد صور نيني أستاذ الفلسفة في أبشع صورة، فأسنانه مسوسة، يدخن أرخص سيجارة ويدمن شرب الخمر، وبالتالي فأفكاره وشخصيته مهزوزة، ويمكن أن يأتي أقبح الأفعال ويقول بالهبل، إلى درجة اعتراضه من قبل اصمت وأهدأ تلميذ (ربما أكسلهم حسب نيني وحسب نكت سوقية رائجة)، إلى درجة توجيه سب مباشر للأستاذ كرد على قوله طبعا، واعتباره هو (أي الأستاذ) من ينحدر من سلالة القرود، إن هذا الموقف من أستاذ الفلسفة وهو واجهة مادته الدراسية وحامل لوائها بما تعنيه من قوة التفكير والتمحيص والروية والرؤية والتأمل… يريد من ورائها (عن قصد أو بدونه) أن يوافق من يدعو إلى إلغاء الفلسفة أو تقزيمها وتشويهها، وبالتالي مناصرة قرارات الوزير السابق المذكور وكل من يعادي العقل والتفكير المنطقين، فهل يمكن اعتبار رشيد نيني ضمن هؤلاء؟ أريد أن أقرأ يوما الجواب عنه هو مقرونا باعتذار لكل مدرسي الفلسفة (وأنا لست منهم).



#مصطفى_لمودن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -المساء- تفتي بالتعزيز والضرب الشديد والحبس في حق من لا يصوم ...
- المغرب والفرص الضائعة.
- كتابة الهمزة المتوسطة، الصعوبات والبدائل الممكنة(المغرب)
- الشعر في يومه العالمي حل بسيدي سليمان وقد حط رحاله لدى -زينب ...
- الكوارث بالمغرب تذكير بمخاطر تهدده
- نكبة الفيضانات بغرب المغرب:قافلة حقوقية تقف على حجم المأساة
- الشباب والانتخابات في المغرب، لماذا التسجيل في اللوائح الانت ...
- قافلة تضامنية من أجل الحفاظ على الماء لصالح سكان قرية بنصميم ...
- النقابة المستقلة للتعليم الابتدائي في المغرب تدعو إلى إضراب ...
- تخلف التواصل لدى عدد من الجرائد المغربية
- إجماع على رفض«المخطط الاستعجالي لإصلاح منظومة التربية والتكو ...
- البراءة للمدون محمد الراجي،الدروس والعبر
- التعليم إلى أين في المغرب؟ 4 – وضعية الحجرة الدراسية بالعالم ...
- التعليم إلى أين في المغرب؟ 3 – رؤية سكان العالم القروي للمدر ...
- التعليم إلى أين في المغرب؟ 2– وضعية المدرسة بالعالم القروي – ...
- التعليم إلى أين في المغرب؟ 2– وضعية المدرسة بالعالم القروي
- التعليم إلى أين في المغرب؟
- انتهاء الألعاب الأولمبية ببكين 2008، تأكيد المعجزة الصينية و ...
- بؤس الديمقراطية وعزلتها في الوطن العربي، على ضوء الانقلاب ال ...
- بعد انعقاد ثلاث هيئات لمؤتمراتها في وقت واحد (المغرب) دلالات ...


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مصطفى لمودن - صحفي يهزأ من مدرس الفلسفة(المغرب)