أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسامة عزالدين - الفاشية وايدلوجية السلطة















المزيد.....

الفاشية وايدلوجية السلطة


اسامة عزالدين

الحوار المتمدن-العدد: 797 - 2004 / 4 / 7 - 09:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


. للبداية قد يكون من المفيد أن تذكر مقولة لزعيم الفاشية هتلر يذكر على أن الحداثة والانطباعية لاعلاقة لشعب الألماني بها وماهى إلا ثرثرة لرجال محرومين من المواهب وهو أي هتلر قد قرر تخليص الحياة الثقافية الألمانية منها –هتلر مجلة الزمن 1937
هذه المقولة ذات دلالة هامة بما تحتويه من نمط عقائدي وثقافي .

تؤكد الفاشية على أن لكل عصر معطياته وخصوصياته ، العصر المسيحي أعطى ثقافة مسيحية وكذلك عصر الاشتراكية الوطنية تعطى ثقافتها الخاصة بها وعليها بل من الضروري المثابرة على تطبيقها راجع خطاب المؤتمر الثامن للحزب النازى.
ومن هذا المنطلق كان الفاشيون يصرحون على إن الويل كل الويل للدولة التي تعطى إمكانية إطلاق تطلعات خاصة با لحرية الفردية دون أن تكون ضمن الإطار الأيديولوجي العام لها هنا قد نفهم هذا الإصرار الدائم على وضع الفن والثقافة وحتى الرأي الأخر لخدمة السياسة الفاشية.
ومما يؤكد هذا قول أحد قادتهم : بتوجب على الرسامين والمصورين إبراز الفن الاشتراكي الوطني حيث لا يمكن لإنسان أن ينجز ثقافة أن لم تكن نابعة من أصولها الخاصة... نشرة الصحافة الألمانية 1937.
أن فكرة الحداثة كانت مقيدة بحجم الذكاء لقلة من الناس التي حاولت فرض نمط تفكيرها على الغالبية وهى حتما أوقفت طفرات الإبداع والتفاعل الثقافي الإنساني .
يقول في هذا الخصوص ريغلر: نحس بنداء أثار المعتقدات والعلاقات الأبدية لشعبنا في أعيادنا القومية وغيرها من خصوصياتنا ونجد الحداثة فيها وهى التي تؤكد وحدتنا. .
غاص البعض منهم في معتقدهم هذا معتبرا الفاشية دين بحد ذاته يقول في هذا الخصوص الجار الفاشي الأخر موسيليني: الفاشية هي دين وإلا لما أعطت معتنقيها هذه الصلابة والشجاعة . .

كان لابد لها من اعتماد الديماغوجية لكي تبرر كل التساؤلات البديهية التي تطرح عليها لهذا طرحت شعارات عندما تقتضي الضرورة لذلك وعلى العكس تماما كانت تطمسها حينما لاتكون الظروف ملائمة لذلك وهذا ما يفسر الشرخ الفاضح بين وعودها وإنجازاتها .
طالت وعود الفاشية العمال والفلاحين واعدة إياهم بتخليصهم من العبودية والاستغلال وكذلك طالت وعودهم البورجوازية الصغيرة لتخليصهم من المنافسات الاحتكارية والرأسمالية الكبيرة ....وكذلك قالوا بأن البرلمان غير الديمقراطي سيحل مكانه هيئات حرفية تعوض كل مساوئه .
اعتمدت الفاشية على كل ما طرحه الاصلاحيون والرديكاليون متوخية من ذلك استمراريتها فهي الأكثر اشتراكية للعمال قال- هتلر -: من حق العمال الدفاع عن حقوقهم. وترك مجالا مفتوحا للتأميم أما الفلاحون فقد وعدوا بتوزيع الأرض عليهم.
في ظل هذه الحالة تكاثرت ألا جهزه الأيدلوجية مع سيطرة تامة للحزب الفاشي يرافقها تنظيمات رديفة له واصبح المواطن محصورا داخل شبكات معقدة من الأجهزة التي تغطى مجمل حياته من المدرسة حتى المعمل والحقل وحتى حياته الخاصة ، لقد خلقت هذه الحالة خللا ثقافيا وعدم حيادية في التعليم والثقافة والقضاء .
الجمعيات الرديفة تؤازر الأجهزة القمعية وهى تحت سيطرتها الكاملة وقراراتها تاخد طابع القانون راجع دراسات في الفاشية.

لكن المهم في هذا كله لم يعد القضاء يلعب دوره المعروف واصبح ينفذ بتفنن الحس الشعبي الصحيح والذي يعنى بمفهوم الفاشية تجسيدا لإرادة الزعيم وبالتالي كل الأجهزة وما حولها الرديفة منها وغير الرديفة هي الحس الصحيح والمميز لإرادة الشعب والوطن واصبح هناك العدو المحتمل أو المذنب المحتمل أو المتآمر المحتمل خارج السرب.
عوضا عن كل هذا كان لابد أن يبرز الحلل الوظيفي والإداري في نظام يعمل على مبدأ الطاعة العمياء للأكبر ثم الأكبر حتى تقف عند شخص واحد مجسدا لإرادة الأمة الأمة والحزب والدولة في أن واحد .
ولابد هنا من ظهور حالة الاستثنناءات في الدولة ولابد من إبراز التناقضات وإظهار حالة مفرطة من الولاء الشبه المقدس للزعيم .
قد يكون من الضرورة الدخول في محاولة لفهم ظاهرة الزعيم :
ا إنها شخصية أسطورية وهى عادة لا تتشكل دفعة واحدة وهى أساس الإيمان العقائدي للفاشية .
في عام 1921كان موسيلينى يردد بان البشرية بحاجة إلى ديكتاتور أو إلى منقذ ليخلصها من بؤسها لكن لم يحدد حينه من أين سيأتي ؟.
ثم لاحقا وضح مويللر: نحن بحاجة إلى زعيم .
بعد فترة يأتي رجل العناية وهو إنسان غير العادي وعلى الجميع تأليهه وطبعا من الضروري أن يكون ذلك بالتدريج وهذه مهمة المحيطون به وياخد المتملقون بالإشارة إليه صباحا و مساءا وحتى لا تبدو بدايتها مضحكة و فظة عليهم أن يتحلوا بالصبر وفى الوقت المناسب يكون القول الصريح : هذا هو المخلص؟
الكونت سفوروزا يقول :موسيلينى دائما على حق . وفى مكان أخر:أؤمن بعبقرية موسيلينى ؟.
كوب يقول : هنلر شخصية نابغة و كونية ؟. ويتابع على هذا النمط غورنغ قائلا:الزعيم معصوم عن الخطأ؟ . أما هيس فكان على قناعة بان : الزعيم فوق كل نقد وانه على حق وسيكون على حق دائما. كتبت مجلة المليشيا الفاشية: تذكر أن تحب الله لكن لا تنس اله إيطاليا الزعيم- الدوتشه.
إذا عبادة الزعيم هو طقسا لابد منه لانه يجسد الوطن والحياة.
أوامر الزعيم هي قوانين الدولة وهيمنة الأجهزة القمعية على الدولة والشعب هي جزء من الترابط المنطقي لهذه الحالة.
ويؤكدها مقولة هملر رئيس س.س :أنها الرابط الداخلي بين البوليس بوصفه حاميا للشعب والحزب الاشتراكي بوصفه حاملا للإرادة الوطنية.
س.س هو الهرم الأعلى في أجهزة الدولة ويراقب الشعب والحزب وهو الأداة الإيديولوجية القمعية وهو نفسه يقع تحت مراقبة الزعيم . ؟ ؟ ؟
مع كل الملفات التي كشفت الفهم الفاشي لمعنى الإنسانية هناك مازال الكثير يتطلب دراسة لكن المبدأ الأساسي فيها هو احتقار الجماهير وكل قيم العدالة التي حاولت البشرية عبر تاريخها الطويل الحصول عليها.
بعد هذا المدخل السر يع أتسائل عما إذا كانت هناك دكتاتوريات فاشية في عالمنا العربي وما زالت بعضها تمارس أيديولوجيتها في الواقع وهل يحق لنا أن نطلق عليها تسمية الفاشية !وهل من الممكن المراهنة على المصالحة معها !
قناعتي الشخصية بان مثل هذه المراهنات عقيمة وغير مجدية.



#اسامة_عزالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسامة عزالدين - الفاشية وايدلوجية السلطة