ظل الله في الارض

رعد الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2596 - 2009 / 3 / 25 - 09:22
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

منذ بدء الثورة الصناعية حققت البشرية قفزات رائعة نحو تحقيق سعادتها على كوكب الارض .ثم حدثت القفزة الاهم في أواسط القرن العشرين بأختراع الكومبيوتر ودخول التكنلوجيا في تفاصيل حياتنا و أحلامنا , وبدخول خدمة الانترنت أصبحنا نحتضن العالم من خلال جهاز صغير لا يبخل علينا بأي نوع من المعلومات .
فكرة تحويل خلاصة العقل البشري وما أنتجته الحضارة الأنسانية الى روبوت يخزن في ذاكرته كل التفاصيل لاعادة إستخدامها لمصلحة البشرية كقاضي عادل مازالت تراودنا ,
نقل الذكاء البشري الى نظم الحاسبات عن طريق تصميم البرامج ووضعها على الرقائق الالكترونية بطريقة تحاكي شكل الانسان وطرية تفكيره هي الحلم الذي بات تحقيقه قريبا .
الباحثون والمختصون يحثون الخطى في هذا المجال , والسبب واضح هو سعادة الانسان .
قضايا ومشاكل بالملايين تحدث يوميا والمظالم لا ترد لاصحابها ,فهل سنؤجل إسترداد حقوقنا الى الحياة الاخرة ؟؟ أم نبقى تحت أحكام البشر العاطفيين الخطائين ؟؟
هل نتخيل إن كان بأمكاننا صنع روبوت يكون ظل الله في الأرض ؟ وقاضيا عادلا , مهمته كشف الحقائق والاكاذيب وإعطاء حكمه النهائي برد المظالم والحقوق الى أصحابها ؟؟
روبوت لديه من المقدرة على التمييز بين الصدق والكذب , بين الحقيقة والزيف , بين صور الناس وأشكالهم وأصواتهم وبصماتهم ودمائهم وأمراضهم ,يكون عقله هو خلاصة الفكر البشري وحضارته ؟
طبعا صنع الذاكرة أو العقل لهذا الروبوت سيكون بواسطة الانسان (الشركة),وليس معقولا أن تصنع كل شركة على حدة روبوتها الخاص بها وتبرمجه على هواها..
لأنهم في النهاية سيعطون نتائج مختلفة ,.بحيث يعترض من يخسر قضيته أمام روبوت في مدينة مسقط مثلا ويطلب عرض قضيته في مدينة دبي فهناك يتوقع الانصاف له.
ستكون هناك هيئة دولية من علماء العالم المختصين , هم المسؤلين عن حشو ذاكرة الروبوت بنوع المعلومات و القوانين وسلامتها وعدلها وإنسانيتها وحياديتها مع الجميع. وختم هذه الهيئة هو الذي يجيز روبوتات العالم العادلة هذه بنفس الطريقة ..
لكن فكرة تطور الذكاء الصناعي نفسها تعتمد على المادة المصنعة لذاكرة الروبوت ,الرقائق الالكترونية بحد ذاتها هي مخزن معلومات ,فهل سيتم إدخال المادة الحية في الذاكرة لتقوم بمثل عمل دماغ الانسان مستقبلا ؟كل شيء جائز وخاضع للنقاش !
ستبقى النقطة الاهم , وهي ماذا لو طور الروبوت العادل هذا نفسه الى درجة الذكاء الانساني , فهل سيكون من السهل إصابته بأحدى الفايروسات البشرية كالظلم أو الكذب
أو المراوغة والاحتيال أو حتى العاطفة ؟
كل شيء ممكن .والزمن القريب سيجيبنا على تساؤلاتنا تلك ..

#رعد_الحافظ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات