أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - عمر شاهين - المستأجر بين الإخلاء أو دفع الفدية!














المزيد.....

المستأجر بين الإخلاء أو دفع الفدية!


عمر شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 2567 - 2009 / 2 / 24 - 10:03
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


أتاح قانون المالكين والمستأجرين الأردني حق رمي المستأجر في الشارع مع نهاية عام 2010 , بعد أن يكون قد أعاد للمالك رأسماله، إذا لم يدفع ما يراه المالك من زيادة على الإجارة. المشروع الجديد؛ قانون إيجار العقار, حدد مبلغ الفدية نيابة عن المالك. وهذا هو الفارق الجوهري بين الاثنين. فهو"يقرب بدلات الإجارة القديمة من أسعار السوق" كما أفاد وزير العدل, أو يحول السوق إلى سوق المالكين وليس المستأجرين.

هذا هو القانون الرابع الذي يتم طرحه منذ عام 1943 وفي كل مرة لمصلحة المالك. وهو عودة إلى سياسة الدعم الحكومي للمالك ولكن من جيب المستأجر. والأدهى أن المسألة تبدو قانونية ودستورية دون شائبة. فالحكومة تقدم مشروع القانون الجديد ومجلس النواب يقره، فأين العيب القانوني أو الدستوري؟ فهل يحقق المالكون خسائر فادحة تطلبت من الدولة الإسراع لنجدتهم؟

إن أصحاب العقارات في الأردن يستردون تكاليفهم خلال 15 عاما، وفي دول أخرى بعد 30 عاما، وهذا أكثر من معقول، فما الذي يريدون؟ وفي أعتى الدول الرأسمالية يتم حماية المتقاعدين والأرامل والمطلقات وحالات العسر من الزيادة, وتقوم البلديات بإجبار المالكين على الإصلاح الدوري للشقق.
وتتدخل الدولة وتجري تخفيضات على الأجرة بسبب إهتلاك المأجور, وتقوم من وقت لآخر بتحويل الأجرة إلى قسط شراء, أو تحويل المأجور إلى ملكية المستأجر, إذا فاق ما دفعه ثمن المأجور والفوائد، أو تحويل مشاريع الإسكان إلى جمعيات تعاونية, ونعم الدول!

إن تغيير القانون هو فسخ لعشرات الآلاف من العقود بين المالكين والمستأجرين. وهذا الأمر يتعارض مع القواعد العامة للعقود، فإبطالها يتطلب موافقة الطرفين أو إثبات الإجحاف. لقد أخذت الحكومة دور القضاء وتحديدا دور المحكمة الدستورية لتحكم في إمكانية إلغاء العقود. أما التغيير فيتطلب إجراء دراسة موضوعية من قبل دائرة الإحصاءات العامة تظهر الإجحاف إن وجد, على المالكين أو المستأجرين. وعندئذ يمكن الاستنتاج بضرورة زيادة الإجارة لفئة من العقود, أو الإنقاص لأخرى أو التجميد. إن مسألة الإخلاء منعدمة بالمعنى القانوني للكلمة. ومن الضروري إلغاؤها لحين الانتهاء من الدراسة والوصول إلي النتائج. فالأمن الاجتماعي هو الغاية.


لقد تحدث وزير العدل أيمن عودة في مؤتمره الصحفي قائلا "لا عودة إلى مرحلة الحماية المفرطة للمستأجرين" وأردف قائلا " إن على المستأجر نفسه تقع هذه المسؤولية بإملاء شروطه من خلال عقد الإجارة". فأين هو الدور الاجتماعي للدولة؟ وهو بعرف الليبراليين الجدد ينحصر بتجريد المواطن من العقد الذي حماه بموجب القانون القديم, ووضعه في مواجهة مع المالك هي أشبه بالصدام بين البيضة والحجر, والنتيجة إما الإخلاء وإما دفع الفدية. أو ليست هذه شريعة الغاب. وما هو الفرق بين ما يجري والعمل الإرهابي؟

إن مسألة الإخلاء أو الزيادة الواردة في القانون ( إما نقودك وإما الشارع ) فهي تؤدي إلي قلق وخوف المواطن من المستقبل, وتحرض على أعمال العنف بين الجمهور في حال تطبيقها, وهي تثير النعرات الاجتماعية, خاصة بعد موجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية والعقارات, ومقاومة التجار لارتدادها هبوطا.


من الصعب على الدولة إرضاء الملاك العقاريين على حساب الجمهور. الحكومات كما عهدنا منحازة في الغالب إلى القوى المدللة التي تستطيع إزعاجها يوميا لتنفيذ مآربها، بل وهي تأخذ زمام الأمر بيدها وتحكم البلاد على الأغلب. ومن الضروري الالتفات إلى المواطن الضعيف صاحب الحق القوي, رغم أنه لا يهب إلا مرة كل بضعة عقود.



#عمر_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سر الأغنياء والفقراء
- هل حقا يريدون الإصلاح ؟
- الأوهام القومية, بين الركابي والبستاني
- معارضة في جيب الموالاة


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - عمر شاهين - المستأجر بين الإخلاء أو دفع الفدية!