أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس حامد عبد الكريم - دولة المؤسسات ودولة الحاشية














المزيد.....

دولة المؤسسات ودولة الحاشية


فارس حامد عبد الكريم

الحوار المتمدن-العدد: 2563 - 2009 / 2 / 20 - 09:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الفرق بين دولة المؤسسات ودولة الحاشية او دولة البطانة، يتجسد بصفة أساسية في ان دولة المؤسسات تقوم على تنظيم قانوني وأداري محكم للمرافق العامة يسير على نسق ثابت لا انحراف فيه الا على سبيل الاستثناء القانوني أو الاستثناء الذي يعد عند تحققه جريمة ذات طبيعة إدارية أو جزائية .
وفي مثل هذا النظام الذي يستند إلى معايير موضوعية في الإجراءات والتقييم والاختيار يأخذ كل ذي حق حقه ، ويقوده أصحاب الكفاءة والمعرفة الأكاديمية في المرتبة الأولى، ويكون الهرم الوظيفي تسلسلياً ومحترماً ونادراً ما يخرق.
أما في دولة الحاشية والبطانة فان المحور هو الفرد (الرئيس) لا المؤسسة ذاتها وكلما تغير الرئيس تغيرت التعليمات والخطط والأشخاص فيهدر الزمن والتجربة السابقة ، وفيها يكون الرئيس هو صاحب القرار الأول والأخير ويبقى الآخرون كمتفرجين مهما علت مناصبهم في المؤسسة، وفيها يكون الاستثناء هو الأصل بينما يبقى الأصل كوسيلة يلجأ إليها في أوقات الأزمات او من قبيل ذر الرماد في العيون.

دولة الحاشية هي دولة الإذن المفتوحة والعين المغمضة، فهي دولة الإذن المفتوحة لأنها دولة المؤامرات والوشايات والدسائس والتلفيق والكذب المنقطع النظير، وهي دولة العين المغمضة لأنه يكفي للحكم واتخاذ القرار فيها الاستماع للخصم دون الضحية.
صاحب الكفاءة والمعرفة في دولة الحاشية مستبعد ومهمش ولا سند له ومعركته خاسرة ، بينما تكون القيادة بيد المحسوب والمنسوب والوصولي والانتهازي الذي يتسلق على أكتاف الآخرين ، والسبب هو إن صاحب الكفاءة لا يملك سلاحاً سوى شهادته وكفائته وصدقه ، بينما للانتهازي أسلحته التي تستند مادتها إلى حبك الدسائس والمؤامرات والى اللف والدوران والكذب المنقطع النظير ، وهذه المعركة غير المتكافئة الخالية من القيم والضوابط لا يمكن ان يكسبها شخص نبيل لا يعدو سلاحه أن يكون مجرد كفاءته وإخلاصه.
من جانب أخر تكون المعرفة الأكاديمية الصرفة في قمة أولويات دولة المؤسسات وهي تسعى إلى تنمية المعرفة الأكاديمية وتشجيع مؤسسات البحث العلمي الأكاديمي في مختلف فروع المعرفة العلمية والإنسانية التي تزود مطبقي العلوم من الناحية العملية بكل جديد في مجال الاختراع والابتكار .
بينما تقوم دولة الحاشية على فكرة متخلفة مقصودة تقدس ما يسمى بالخبرة العملية والأعراف الفاسدة التي تقوم على إعادة تصنيع ثقافة موروثة مستهلكة ،لعدم قدرة البطانة الجمع بين الوسائل العلمية والوسائل الانتهازية في آن واحد فيؤدي ذلك الى تراجع في مادة المعرفة لعدم قدرتها على مواكبة التطور.
وعلى هذا النحو المتقدم فان ما يمتلكه الأكاديمي اليوم من معرفة في دولة المؤسسات هي بالتأكيد أكثر تطوراً وأوسع نطاقاً مما كان يمتلكه الأكاديمي قبل سنوات.
أما في دولة الحاشية فيجري الحديث دوماً عن فطاحل كانوا قبل عقود عديدة من الزمن في البلد ولا يوجد مثلهم اليوم، وهذه نتيجة طبيعية لاستهلاك القديم دون ان يحل محله علم أكاديمي جديد.
دولة المؤسسات هي دولة الديمقراطية الحقيقية والمساواة القانونية ، ويقصد بالمساواة القانونية ، ان يتساوى أصحاب المراكز القانونية المتماثلة في الحقوق والواجبات ، فحقوق المواطنة تسري على الجميع اما الحقوق الخاصة فتسري على جميع من يحوزها دون غيرهم ، كحقوق الشهادة العلمية وحقوق الشهداء وحقوق الملكية .... ، تطبيقاً للمبدأ القانوني الطبيعي ( مساواة غير المتساوين ظلم فاحش ).
بينما دولة الحاشية هي دولة الديمقراطية المزيفة والشعارات الفارغة والمحسوبية والمنسوبية (1) .
دولة المؤسسات هي دولة المراتب العلمية و المعنوية و الثقافية، فيتربع على قمة الحياة الاجتماعية العباقرة وصفوة المثقفين والأكاديميين وكل من قدم لمجتمعه خدمة جليلة.
أما دولة الحاشية فهي دولة الطبقات بامتياز، فيتربع على قمة الحياة الاجتماعية الحاشية وحاشية الحاشية وخليط من الانتهازيين والوصوليين وأنصاف المثقفين الذي يبادرون إلى خلق ستار حديدي يصعب خرقه بين قادة البلد والمواطنين، بينما ينزل العباقرة وصفوة المثقفين والأكاديميين وكل من قدم لمجتمعه خدمة جليلة إلى مراتب متدنية .
دولة المؤسسات تقوم على فكرة ( سلطة الشعب ) وهي دولة الثقافة والفن والأدب والشعر والأفكار النيرة في مختلف مجالات الحياة.
بينما تقوم دولة الحاشية على فكرة ( السلطة الأبوية ) التي تسعى الى تنمية ثقافة شعبية عامة ترى في أمر اظهاد الفكر الحر امرا مقبولا ومبررا ، مما يترب عليه قتل روح الإبداع وخنق الأفكار المتنورة وإشاعة النفاق السياسي.
دولة الحاشية هي دولة السقوط المفاجئ، بينما دولة المؤسسات هي دولة البداية والنهاية التي تشبه دورة الحياة الطبيعية.
بغـداد في 17 /2/2009
*************
1ـ سئل أحد مشايخ بني أمية بعد سقوط دولتهم عن سبب السقوط ؟
فأجاب قائلاً: ( لأنهم وكلوا الأمور الكبيرة إلى الصغار والأمور الصغيرة إلى الكبار،فلا الصغار كانت لهم كفاءة إدارة الأعمال الموكلة إليهم ولا الكبار عملوا بما أوكل إليهم لأنفتهم ، وبين هذا وذاك ضاعت الدولة ).
************
فارس حامد عبد الكريم العجرش
نائب رئيس هيئة النزاهة سابقاً
ماجستير في القانون
باحث في فلسفة القانون
والثقافة العامة
البريد الالكتروني: [email protected]
موقعنا الالكتروني: الثقافة القانونية للجميع
http://farisalajrish.maktoobblog.com/






#فارس_حامد_عبد_الكريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو محو ثقافة الدكتاتورية في دولة القانون والديمقراطية
- القانون والقضاء والحريات العامة
- ضوابط العمل الاعلامي واساليب الاعلام المعادي في صناعة الرأي ...
- شلون تموت وانته من اهل العمارة
- الشعر الشعبي في الوجدان العراقي قراءة في قصيدة مظفر النواب ...
- المحاصصة الطائفية والصعود بنية الانتحار
- فنان الشعب
- النزاهة ومتلازمة الفساد والفقر والارهاب الجزء الاول
- الموصل مدينة المجد
- المتهم محصن بأصل براءته
- معايير التقييم .... الخطأ والصواب ... الحسن والقبح
- اعدام صدام حسين حسب نظرية ارسطو


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس حامد عبد الكريم - دولة المؤسسات ودولة الحاشية