أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلام السوسنة - أذكرٌ أنت أ م أنثى؟














المزيد.....

أذكرٌ أنت أ م أنثى؟


سلام السوسنة

الحوار المتمدن-العدد: 2550 - 2009 / 2 / 7 - 07:42
المحور: كتابات ساخرة
    


سألني احد المعلقين ان كنت ذكرا ام انثى وهذا جوابي
لَقَنوني أن يوم الحساب لا بدَّ قادم. واني لا محالة واقف بين يديَّ ربي فيسألني عن أعمالي خبيثها وطيبها. وعندها كم سأشعر بالعزة والإباء وأنا أقدم له نفسي حين يسألني من كنتُ وماذا فعلتُ. سأرفع كتابي بيميني واصرخ في وجهه:
أنا أََمةٌ ، أنا حرمةٌ ، أنا امرأةٌ خلقتها في شرقك العربي المسلم الذي اصطفيتَ ساكنيه ليكونوا خير امة أخرجت للناس.
أنا يا سيدي من خلقتها وجعلتها تحت وصاية الرجال ، تحت قوامتهم ، تحت ولايتهم من المهد إلى اللحد.
أراك تنظر في قائمة الخطايا بل في مجلدات الإثم التي جعلت أمتك هذه في الدرك الأسفل بين أمم الأرض... يعني ولا مؤاخذة مسخرة ... ضحكت من جهلها الأمم...
الهي ليس لي في هذه الأعمال الخبيثة من يد بل ولا حتى أصبع... كلها نعم كلها من فعل هذا الذي جعلته قواما علي من الرجال بما فضلته الخ.... وهذا منذ أكثر من ألف عام.

أن كان لديك قليلا من الوقت يا سيدي وأظن أن لك الدهر كله فسأروي لك بعضا من أطراف قصتي ...
عندما رأيت النور عفوا اقصد ولدت فنحن كما تعلم لا نرى النور بالرغم من أن وكيلك الوهابي العكبيان أفتى لنا بفتحة لعين واحدة في النقاب. وبعضهم جعلها فتحتان. أقول يوم ولدت اكفهر وجه أبى وآله إذ كان قد نذروا لك النذور لو كنت صبيا.
عندما كبرت قليلا منعت في أغلب ديارك الإسلامية من الذهاب الى المدرسة... في باكستان يلقون على وجهي حامض الكبريت وفي الجزائر ذبحوا المعلمات في الفصول ونهبوا الصغيرات سبايا لأمير الجهاد وفي...
انا لم أشارك في إثم الاختلاط ولم اشغل أقراني من الذكور عن الصلاة وهم في سبع.
يافعة عشت وتحملت الكبت ونظرات الشك والريبة والحجاب والنقاب ... وحافظت على شرف الأخ والأب والقبيلة ... لا حظ أنْ لم يكن لي في هذا خيار فالسكين بالمرصاد لمن تفرط في عفتها... اقصد مابين ساقيها ومنكم المعذرة. أنت تري إذن أني ما ساهمت في الانحلال والانحطاط والإباحية وتفكك الأسرة كما هو الحال لدى المرأة الغربية ...
ورغم هذا يا سيدي فقد اخترع الرجل الشرقي الشريف الغيور أشكالا من الدعارة ادعى انك حللتها له:
سماها مسيار ومصياف ومتعة ( اختلف بها عبادك) والمسفار وكلها تبيح لذوي اللحى القبيحة والثياب القصيرة النكاح والصلاة معا.
وعندما كبرت لم أشارك كم فعلت بنات القردة والخنازير يا رب العزة بالجيوش :
ليس لي في نكبة 1948 من ذنب.
ليس لي في نكسة 1967 من ذنب.
ليس لي في هزيمة 1973 ( مختلف عليها ) من ذنب .
جيش إسرائيل كانت تأمره غولدامائير ونصف أفراده من النساء.
جيوشك الذكورية التي قاتلت باسمك كان يقودها عشرون من فحول العرب يتباهون أيهمْ أعْرَضُ شارباً (موضة اللحى الشرعية لم تكن بعد قد سادت).
طبعا لم أشارك في ام المعارك وان كانوايقولون ان صمودي في غزة كان بطوليا!!!
أنا لست فقط بريئة من هزائم رجالك أمام اليهود والأمريكان والهندوس بل إني بريئة من مذابحهم الطائفية بين سنة وعلوية وشيعة وأقباط وجنجاويد وامازيع ... نسيت اسم الطائفة التي تقاتل في اليمن والتي هي نصف شيعية ونصف سنية.
اما عن الجوع والفقر فليس لي فيهما من وزر:
طُلِبتم الي القرار في البيت فقررت.
طلبتم الي الخِلْفَةُ فخَلّفْتًُ وخلفتُ وخلفتُ حتى ملأت شوارع مدنك المباركة من قاهرة المعز الى رباط المغرب بالأطفال الشحاذين وملأت وقوارب الهجرة بالمستجيرين الى ديار الكفر.
وقالوا لي المرأة مملكتها بيتها... صحيح اني غالبا ما كنت بغرفة واحدة من الطين او الصفيح مع كل العيال وأحيانا بلا بيت بالمرة ... أما مشاعري الملكية ...الأفضل أن اصمت.

أما عن الجَوْعى من عبادك فاسأل عنهم أولي الأمر من الرجال (ما افلح قوم ولوا أمورهم امرأة ).
جَوْعى السودان الشاسع المروي اسأل عنهم البشير ، كان يقول انه يحكم بشريعتك ويرجم النساء ... لا تنسى أن تسأله عن الثلاثمائة ألف قتيل والمليوني مشرد.
اما عن جوعى الهلال الخصيب ( أي نعم الخصيب ) من سكان سورية ممن يعيش ثلثهم او نصفهم (فيها خلاف) تحت خط الفقر (اقل من دولار) فاسأل عنهم الأسد ووريثه وابن خالته وابن عمته من بناة الأبراج في بحر دبي وكلهم من فحول الرجال.
اما عن أطفال المغرب ضحايا السياحة الجنسية فاسأل عنهم مليكهم صاحب الثروة التي تفوق ثروة ملكة بريطانيا العظمى ... يبدو انه من نسل نبيك رجلا عن رجل... ولا تنسى صنوه في الأردن. الغرقى اسأل عنهم أصحاب العبارات... كلهم من الذكور ...
ماذا أقول لك يا رب الحساب؟ أنا الحرمة لم أشارك في الجلد والسحل والتعذيب. هم رجال امن مصر المحروسة من ادخلوا العصا في دبر عبد من عبادك وصوروه... هم مخابرات الشام التي تحب من اخترعوا للتعذيب كرسيا ألمانيا يكسر الفقرات.... المغاربة برعوا في بناء سجون الصحراء ... رجال الرافدين من عدي وقصي كان لديهم صندوق!!!
أما عن العلم والفقه والفتوى فقد جعلتها حكرا على من طالت لحيته وقصر ثوبه وانتفخ كرشه ...
ليس لي في أبحاث بول البعير او رضاعة الكبير او قتل الفئران او انشقاق القمر او غمس الذبابة أقول ليس لي في هذه الأبحاث التي أضحكت الخليقة من إسهام ولا فضل.

هزائم ونكسات ونكبات وخضوع وجهل وخنوع ومرض وفقر ومذلة ليس للمرأة فيها من وزر ولا ذنب.
انها من صنع رجالك الذين ظننتهم عاقلين وجعلتهم قوامين...
نعم يا رب : أنا أمة... حرمة... ولية... امرأة بنصف عقل ودين وحظ ورغم هذا لا أود ولا يشرفني أن أكون رجلا ذكرا في ديارك.
هل رأيت جورج صاند التي لبست واقتدت بنمط الرجال لما رأته من دونية نساء عصرها؟
في هذا الشرق العربي المسلم، الحق كل الحق ان يتحول كل رجاله الى:
عيوشة صاند.



#سلام_السوسنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغرب شيطانٌ رَجيمْ . هل من أدلّة؟
- سأسألكم عندما يصل الإخوان الى السلطة
- أنكحتك موكلتي على مبلغ قدره كذا


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سلام السوسنة - أذكرٌ أنت أ م أنثى؟