أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - تزحلق على جليد مُسال!!














المزيد.....

تزحلق على جليد مُسال!!


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 2543 - 2009 / 1 / 31 - 07:33
المحور: الادب والفن
    


كانت الساعة تغادر الثامنة صباحا بقليل ، فصاحبنا يقوم بجلب الصحف من السوق الشعبي القريب يوميا، وعند عودته لداره ذات يوم لاحظ تموج جسدي أفعواني ملتف بعباءة على الطريقة العراقية بتوقيتات زمنية مبكرة السطوع لم تترك لها الصدفة مخلبا إلا نشرته! كانت تسير في الشوارع الفرعية بما يوحي للناظر الخبير بان وراء قدّها المياسّ مجهولا ما،مغلفا بالريبة ومعلبّا بالحيرة الممزوجة بفرح فاضح في عينيها الحائرتين وأقدامها التي تمتطي قلقا منظور الضفاف! لم تكن ترتدي جوارب رغم طبائع النساء هناك بل ولاحظ إن جوانب ثوبها الأحمر الداكن كانت مقصوصة الأطراف بعناية مدروسة على شكل حرف U بالمقلوب كمناسبة دعائية مجانية لإظهار مفاتن نهاية القدمين وخاصة مع اكتناز جسدها،قرر أن يلاحقها بصمت ليسبر غور تلك اللهفة التي تملكتها بمسيرها القلق ولا توافقية نظراتها للناس. كان الشارع الفرعي فارغا من الناس فولجت احد
الشوارع متجهة للشارع الرئيس وكعادة التخفي في الملاحقة! لم يتبعها واصل المسير ودخل الفرع الآخر بسرعة تتناغم مع توقيتات وصولها للشارع العام أو تنتهي الرحلة بدخولها أحد البيوت أو إنها اتجهت لحمام النساء في الشارع الذي دخلته رغم أنها لم تحمل في يديها ما يوحي بالتحميم! عاد أدراجه ليجدها أمامه تدخل محلا للألبسة النسائية؟! ساوره الشك لأن هذه المحلات لاتبيع القيمر والمنتجات الألبانية في الصباح الباكر! بل توقيتات افتتاحها عرفا، بعد الساعة العاشرة صباحا. وجدها تجلس على كرسي قريب لمنضدة البائع والمحل في ظلام دامس لانقطاع الكهرباء وزادت الشكوك عند المُلاحق! فالمحل كان يمتلك مولدة خارجه لم يُشّغلها لوكانت نوايا الافتتاح المبكر لاتثير الريبة!!مضى صاحبنا خطوات بطيئة في الجنب المقابل وعاد لينظر وإذا الفتاة غير موجودة في كرسيها! والبائع مفقود؟ مع ان عينيه لم تشهد مغادرتهاثم لاحظ أن هناك صبيا خارج المحل يراقب الشارع بغرابة ! زادت سموم الريبة فقرر انتظار نهاية الأمر وظل يجوب الشوارع القريبة وينتظر لان أي توافقات شيطانية لاتستغرق زمنا طويلا!! لم تظهر فقرر الالتفاف على الشوارع خلف المحل لإضاعة الوقت لها للبزوغ من جديد فوجد المحل فارغا إلا من صاحبه المنتشي حتما!! ولاحظ في زحمة الناس القليلة امرأة تبتعد بتسارع ملفت النظر له دخلت السوق تسارعت خطاه ولكنها ذابت في تلافيف السوق مع ندرة المتبضعين وتشابه العباءات السوداء فقرر ترك الأمر والعودة للدار والتحسر على سوء المتابعة وغياب التعقيب العقيم!! بدّل ملابسه أطلّع على صحف الصباح ثم خرج بنفس المسار متفكرا في رحلته السندبادية القصيرة الفاشلة!وصل التقاطع وإذا الأقدار تخبي له حظا غريبا وتوافقا للصدفة مستحيل التصديق!! وجدها أمامه عائدة لحجرها البيتي راودته نفس الريبة التي تملكته عندما رآها قبل ساعات!! ظل يلاحقها دون أن تنتبه في المرحلتين فقرر تهشيم حاجز الصمت وعانق جرأة لايملكها سابقا في المواقف النسائية! فتجاوز كتلة جسدها المكتنزة وعاد أدراجه بمناورة التفافية حادة ليلقي السلام عليها!! صباح الخير ! ارتبكت جدا فهو غريب عنها وردّت بتهذيب غريب فواجهها بعنف دون مقدمات أنك دخلت محل كذا وذكر أسم المحل!! ارتبكت جدا وقالت اشتريت ملابس! قال لها رأيتك دخلتي في الداخل وو ! ارتبكت وقالت له كعادة القطط محاولة إستعمال الزئيربدل المواء قبل استعمال المخالب!! أن بيتي قريب وزوجي هناك وسأقول له!!لم يرتبك لتهديدها الأجوف وقال لها لامانع ! فهربت مسرعة وهي تلتفت كل لحظة لأنه مزقّ ستار السرية الذي غلفّ رحلتها الصباحية التي لاتحتاج إلى يقين في شيطانيتها فأخذت تضلله بعدم دخول دارها وتنتقل من شارع لأخر ثم تطرق دارا مقفلة وهو خلفها لايهتم حتى انتقلت الى منطقة أخرى مقابلة، للهرب وتضييع الأثر لاحقها ثم وجدها تشتري من متجر ولخوفه من مغامرة غير محسوبة العواقب وخاصة أذا أدعت لصاحب المتجر إنها مُلاحقة وتخاف وو لأنه يعرف نخوة شباب منطقته الشعبية فقرر تركها
وطيّ الرحلة التي كانت تخاف فيها من معرفة دارها وابتزازها كما ترسم مخيلتها فنجحت في شطارتها ولكن الغريب الغريب هو إنه أخبرها بمشاهدتها داخل محل باسم كذا؟ وظهر بعد تدقيقه انه المحل المجاور لمنطقة خطيئتها !! فتيقن كذبها لأنها تعرف أن محل الخطيئة الذي ولجته يحمل أسم صاحبه الصريح فصدق حدسه !!! إنها كانت تمارس ال تزحلق على جليد! مُسال!!


عزيز الحافظ
________________________________________



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- الكويت.. تاريخ حضاري عريق كشفته حفريات علم الآثار في العقود ...
- “نزلها لعيالك هيزقططوا” .. تردد قناة وناسة 2024 لمتابعة الأغ ...
- تونس.. مهرجان الحصان البربري بتالة يعود بعد توقف دام 19 عاما ...
- مصر.. القضاء يحدد موعد الاستئناف في قضية فنانة سورية شهيرة ب ...
- المغربية اليافعة نوار أكنيس تصدر روايتها الاولى -أحاسيس ملتب ...
- هنيدي ومنى زكي وتامر حسني وأحمد عز.. نجوم أفلام صيف 2024
- “نزلها حالًا للأولاد وابسطهم” .. تردد قناة ميكي الجديد الناق ...
- مهرجان شيفيلد للأفلام الوثائقية بإنجلترا يطالب بوقف الحرب عل ...
- فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي ...
- انقاذ سيران مُتابعة مسلسل طائر الرفراف الحلقة  68 Yal? Capk? ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز الحافظ - تزحلق على جليد مُسال!!