الأمن القومي المصري

سميه عريشه

الحوار المتمدن-العدد: 779 - 2004 / 3 / 20 - 07:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

سـؤال :
الأمن القومي المصري : هل هو حدود جغرافية للوطن ونوعية عرقية ودينية للمواطن وللجيران وأسلحة وجنود على الحدود ؟!
أم أنه بات كيفية إدارة الوطن وترقية نوع وتفكير وسلوك المواطن على ألا يسطو على حق الغير وألا يفرط في حقه ، وأنه والجميع متماثلين أو مختلفين متساوون جميعاً في الحقوق والواجبات وان الحوار هو السبيل الوحيد للترقى وللسلام ؟
أقر وأعترف بأنني ظللت لفترة "خائفة" من طرح السؤال إلى أن أصبح يطارد عقلي الباطن والظاهر ومواطن الانفعال بي ليل نهار .

خائفة من مظاهر إرهاب سلوكي جمعي يمارسه الجميع ضد الجميع، بتفكير وبدون تفكير ، في سادية وقسوة مفرطة تنم عن بلادة في المشاعر تجاه الغير، فالشعار السائد فينا كامن في الوعي واللاوعي، هو أنك إما أن تكون مثلى واما أن تكون عدوى ، إما أن تكون "بطل وطني" وإلا فأنت "عميل وخائن" تستحق أن يغتالك جاهل متطرف أو أن تحال لمحاكمة فورية وعسكرية ، أو أن تموت بالتجاهل والتجويع ، فإذا أصبحت بطلا ووطنيا "بتماثلك" مع التيار الوحيد المعلن اجتماعياً ورسميا وإعلامياً للبطولة ورددت ذلك المعيار ليل نهار بقناعة أو حتى كالبغبغان فحتماً ستحصل على الاستحسان، وقد تصبح رجل أو.. امرأة مجتمع من الدرجة الأولى تنفتح أمامك الأبواب فتصبح واحداً أو واحدة من المتغندرين" باحتكار الصح والمعرفة وبالطبع لا مانع من أن تقول شيئا وتفعل شيئا أخر، أو حتى نقيضه ، إذا ما كان ذلك سيكسبك الاستحسان الرسمي أو الاجتماعي .. ومع الوقت سيتعلم "المتغندرون" أن يغيروا أقنعتهم بسهولة شديدة تبعاً للإرشادات، ستتعلم أن تقول بحماس ما يريده رؤساؤك بدلاً من أن تعبر عن رأيك ببساطة، ولكي تحصل على الصحبة وإلا عجاب، ستتعامل مع أشخاص لا تحبهم بطريقة تظهر لهم المودة والحب وتصبح تصرفاتك ، حسب ما تتطلبه رغبات الآخرين المهمين بالنسبة لطموحك ، أو مصلحتك الخاصة جداً، والتي تستخدم من أجلها وتضخم الكلام عن مصلحة العام والوطن دائماً وليس من ضرر أن أنت أضفت إليهم ، أن الدين والله يؤيد ما تقوله لتصبح سيفاً مرعباً لمن يخالفك الرأي، فتصبح مشيئتك هي مشيئة الله كذباً وستصبح قاسياً وسادياً مع مرؤسيك والأقل منك في المرتبة الاجتماعية .. وستسعى لتأكيد قوتك بإذلالهم في قضاء حاجاتهم ومصالحهم التي بفضل نفاقك، أصبحت معظمها في يدك لتزل من تشاء وتعز وتغدق على من تشاء . متقمصا ذات الرب شاهراً سيف الكفر في وجه من يخالفك أو يحاول أن يلفت نظرك في قول أو مقال، أن ما تفعله أنت بالوطن والمواطن عين الظلم والفجور .

#سميه_عريشه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات