أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بلقيس حميد حسن - المرأة, والواقع المرير في العراق














المزيد.....

المرأة, والواقع المرير في العراق


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 778 - 2004 / 3 / 19 - 09:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لقد صرحت السيدة رجاء الخزاعي عضو مجلس الحكم الانتقالي يوم 13-3-2004 وعلى شاشات التلفزيون , بأن النساء العراقيات بتن بلا مأوى , يأ كلن من قمامة المطاعم .
لم أحتمل هذا وانتحبت بصوت عال , شهقت باكية إحساسا بالقهر والظلم مما يجري بالعراق, فبنات العراق النفطي , بنات النخيل والرافدين والحضارة الأولى تأكل من القمامة !!
يا لسخرية القدر فأين النخوة العربية والإسلامية من ذلك؟
أي واقع أشد قهرا وألما من أن يتحول الإنسان الى مستوى الكلاب والقطط الضالة ويفتش في القمامة ؟
الأم , التي يقول فيها الله أن الجنة تحت أقدامها , تجوع وتتشرد في بلد يعتبر مالك لأكبر الموارد الطبيعية بكل ثرواتها, وفيه من الأحزاب الوطنية والتيارات الدينية والجوامع والحسينيات ودور العبادة مالا يعد ولا يحصى !!!
كل يوم يمضي تزيد معاناة المرأة العراقية , فمن الرعب بالشوارع والخوف من الإختطاف , الى القتل على أساس (السفور فجور) , الى القتل على أساس العمل مع قوات التحالف , الى غيرها من الحجج , التي تثبت تعطش بعض الوحوش ومدعي الدين والوطنية واستساغتهم دماء المرأة- بالأخص و قبل كل شيء- بسبب أمراض وعقد نفسية خلفها رعب صدام حسين وبطشه بهم وحرمانهم من أدنى الإحساس بإنسانيتهم لسنين طويلة قد تكون كل العمر لدى البعض الذين ما عرفوا الحرية, ويمارسونها الان فوضى وتسلط وعنف, حيث نفختهم بعض الأفكار المشوهة البنلادنية وغيرها من التيارات التي بدأت تقلده , وتدعمه بشكل غير مباشر وتغذي أفكاره غير الانسانية التي تعتمد على الدم والقتل والتكفير واستبعاد المرأة من المساهمة بالحياة كإنسانة وتحويلها الى دجاجة تفريخ , راقدة علي بيضها بالمنزل حتى الموت, أو تقليد بعض النماذج والحكومات الإسلامية المشوهة والتي تمضي بمجتماعتها الى الخراب والفساد والإنفجار .
لقد دق ناقوس الخطر بالعراق , فالنساء يستغثن من هناك خائفات , يتصلن بنا من العراق, يستصرخننا بأن نعمل شيء من أجلهن , فبعضهن اضطررن لترك الدراسة والجلوس بالمنزل مقهورات بسبب الخوف من الخطف والقتل والإيذاء, وواحدة طبيبة منعت من دراسة الدكتوراه رغم تفوقها وحصولها على أعلى الدرجات , لأنها مطلقة ولا يريد زوجها أن يمنحها ورقة الطلاق الرسمية بسبب من نقصه ومرضه ورغبة في ايذائها فقط , والجامعة تطالبها بهذه الورقة , ولا أدر ما علاقة تحصيل العلم بكون المرأة مطلقة أو متزوجة أو عزباء؟ وهل العلم حكرا على المطلقة او العزباء؟ , ولا أحد يساعدها ورجال الدين يرفضون المساعدة , وهن يطالبن بها, وأخريات رفضت طلباتهن حين التقديم على عمل لأنهن غير محجبات و يخشين ذكر أسماءهن خوفا من القتل, فكيف سنستطيع مساعدتهن؟ وأي واقع مرير هذا ؟ وأين التيارات الإسلامية والوطنية التي تنادي بالعدل والمساواة والديمقراطية التي أوعدوا الأمريكان بها؟ وهل انشغلوا فقط في تقسيم الكراسي والإختلاف حولها ونسوا معاناة الناس ومتطلبات حياتهم وأمنهم ؟
للأسف أقول أن ممارساتهم جعلت الناس يتمسكون بالأمريكان خوفا من بطشهم , هم أبناء الوطن ورفاق الدرب بسنوات القهر والظلم الصدامي.
كل يوم نسمع مقتل مترجمة أو موظفة بحجة العمل مع قوات التحالف وأسأل كل المرجعيات ورجال الدين ومن يدعي العدالة:
كيف تأكل المرأة وتشرب إن لم تعمل؟ وهل وفرتم أنتم يا أحزاب العراق وقادته وتياراته عملا ومأوى لها أو ضمانات لصيانة كرامتها كي لا تبحث عن الطعام في القمامة ؟
هل يحق لبناتكم العيش في الخدور مصانات وبنات الناس في الشوارع يقتلن إن حاولن العمل لإسكات الجوع ؟
أين العدل وأين الكرامة العراقية ؟
هل الكرامة تعني قتل المحتاج وإسكات صوت المظلوم؟
لقد بلغ السيل الزبى, وقد سقطت ادعاءات الكثيرين بالديمقراطية والمساواة الذين يتشدقون بآيات الله زورا وبهتانا , ويكررون مع الأسف يوميا الجنة تحت أقدام الأمهات, وأن الله كرم المرأة , لكنهم يرون القتل على الشبهة وبلا محاكمة ولا عدالة , المرأة تقتل يوميا في العراق لمجرد أن مراهقا يملك سلاحا ويعتقد أن المرأة عورة وشعرها حرام ويبيح قتلها وايذائها, ينصب محكمته بنفسه وينفذ حكمه الجائر ولا من رادع .
أهذه دولة القانون التي انتظرناها؟
ماذا يفسر خوف النساء من الخروج للشارع وحيدات ؟
أنهم يريدون عراقا شبيها بإفغانستان طالبان . يريدون عراقا ترتدي نساءه خيما وتجلس بالمنزل وتـُقتل لأ تفه الأسباب وبدون وجه حق.
وأقول لمن لا يعرف معاناة النساء في افغانستان أثناء حكم طالبان , ليقرأوا كتبا و شهادات من نساء قطعت أيديهن بسبب صبغ أظافر في اليد شوهد من وراء الخيمة التي يرتدينها , وقتل بعضهن لمجرد خروجهن لشراء الطعام والشراب لإستمرار حياتهن بعد أن فقدن الأب والزوج والأخ وأصبحن وحيدات , جائعات , بعض النساء قتلن لأنهن يرتدين أحذية بيضاء ظنا من الطالبان أنهن يرتدين لون علـَمَهم سخرية , بعض النسوة يتحدثن عن أنهن لمدة طويلة تقرب من السنة الكاملة لم يستطعن الخروج بالشارع حتى ارتخت عضلاتهن فنسين بعدها كيف يسرن بالشارع, وقد أصبن بضعف وهزال بالعضلات.
فهل تريدون لنا واقعا مثل هذا؟

يا أهل العراق , أفيقوا , واتقوا الله بالنساء فلا حياة بدونهن ولا حرية لكم ولا هناء ما لم تحصل المرأة على حياة كريمة , حرة , تتساوى بها معكم وتساهم ببناء العراق المدمرعلى كل الأصعدة وفي كل شيء .

* شاعرة وناشطة حقوقية عراقية مقيمة في هولندا



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بديهيات وحقائق
- الحجاب , ليس فرضا في الإسلام
- أيتها النساء , إتحدن
- مَن ْ يصنع الإرهاب
- أصرّ ُعلى المبدأ أبداً...
- المواجهة الأولى
- الحضارة إمرأة –الجزء الثالث
- ثلاث نساء
- الحضارة إمرأة - الجزء الثاني
- الى المناضلات العراقيات
- الحضارة امرأة
- جريمة إغتيال ناشط في حقوق الإنسان
- ما لذي يخبأه ُ مجلس الحكم بعد؟ - تعيين سفراء سراً
- مجلس الحكم يعذب الشهيدات ويعود بنا الى القرون الوسطى
- كلمة الى المثقفين العرب ولوم لابد منه
- نداء الى كل شرفاء العالم
- حرية المرأة حرية للرجل


المزيد.....




- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...
- “مش حيقوموا من قدامها” جميع ترددات قنوات الاطفال على النايل ...
- الحكم على الإعلامية الكويتية حليمة بولند بالسجن بذريعة “الفج ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - بلقيس حميد حسن - المرأة, والواقع المرير في العراق