أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد الشهابى - مجزرة غزة .... وأمن مصر القومى !!















المزيد.....

مجزرة غزة .... وأمن مصر القومى !!


محمد الشهابى

الحوار المتمدن-العدد: 2529 - 2009 / 1 / 17 - 00:27
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


إن أغرب ما أدهشنى فى المجزرة الإسرائيلية التى يشنها الكيان الصهيونى الغاشم على إخواننا فى غزة هو موقف النظام المصرى من هذه المذبحة

فبالرغم من قناعتى الكاملة بأن ماقامت به مصر تجاه قضايا أمتنا كان عظيما ويجدر بنا أن نعترف جميعا بذلك

حينما كانت الحكومات العربية تتبارى فيما بينها وتتشدق بالعروبة بدون أى موقف فعلى يترجم على أرض الواقع لعمل ملموس يدعم قضايا أمتنا المصيرية و أهمها على الإطلاق القضية الفلسطينية

كانت مصر تأخذ بزمام المبادرة فى تقديم الدعم بكافة أنواعه لهذه القضية وكانت لا تنتظر من أحد الإشادة أو حتى المساعدة إيمانا منها بواجبها نحو إخواننا فى فلسطين الحبيبة وعلمها بأن الدول العربية جميعها تواجه مشكلات داخلية وإقليمية فلا تستطيع المساعدة سوى بالإشادة والتقدير لدور الأخت الكبرى ... مصــــــــر

ولكـــــــــــــــــــــــــــن ... ماذا حدث ؟؟؟

ولماذا هذا الموقف المصرى الغريب تجاه إخواننا الذين يتعرضون لأبشع مجزرة فى العصر الحديث ؟؟؟

هذا هو السؤال الذى أحاول أن أبحث له عن إجابة منطقية تقنعنى لكونى مصرى فى المقام الأول .

ولعل من المنطقى عند تحليل الموقف المصرى أن نتعرض لقضية أمن مصر القومى التى تظهر على السطح دائما كلما ذكرت حدود مصرالشمالية الشرقية والتى تسبب الصداع المزمن لجميع الحكومات التى تولت الحكم فى مصر على مدار تاريخها الطويل الذى يقدر بآلاف السنين .

فيذكر لنا التاريخ أن مصر لم تتعرض قط طوال تاريخها لأى تهديد عبر حدودها الجنوبية أو الغربية سوى فى مرة أو إثنين على الأكثر من قبل النوبة فى بعض فترات ضعف الدولة الفرعونية القديمة

عندما تحالف الهكسوس مع أهل النوبة لتشجيع النوبيين للهجوم على مصر لتشتيت قواتها وإضعافها حتى لا تستطيع التفكير فى دخول حرب تحرير ضد الهكسوس لطردهم من شمال مصر.

ولعل ظهور الكيان الصهيونى فى منتصف القرن الماضى شكل أكبر خطر على أمن مصر القومى

مما إضطر مصر إلى الدخول فى أربعة حروب مباشرة فى خلال 25 عاما بدءا من أحداث نكبة 1948 وحتى حرب أكتوبر 1973 وماتخلل هذه الحروب من حرب إستنزاف فى الفترة من 1967 - 1973 وعلى مدار ست سنوات كاملة .

فكانت هذه الحروب هى بمثابة الدفاع والخيار الإستراتيجى الوحيد للدفاع عن أمن مصر القومى بالإضافة لإعتبار أن الدفاع عن القضية الفلسطينية هو خط الدفاع الأول عن الأمن القومى

فكانت حروب مصر كلها تنبع من هذا المفهوم العقلانى والمنطقى للأمن القومى المصرى لما يشكله الكيان الصهيونى من أكبر الخطر على هذا الأمن.

ثم نأتى للتحول التاريخى فى هذا المفهوم إعتبارا من معاهدة السلام بين مصر والكيان الصهيونى وماتلاها من محاولات مكثفة من الطرفين المصرى والصهيونى وبدعم من أمريكا الحليف الأكبر للكيان الصهيونى لإذابة أو هكذا يقال من تطبيع للعلاقات الثنائية بين أعداء الأمس.

ولعل بعض من البنود الغامضة التى شملتها هذه المعاهدة هو ما يفسر لنا الآن حقيقة الموقف المصرى تجاه العدوان الصهيونى الغاشم على غزة .

فكما قلنا بأن الموقف المصرى المنحاز للكيان الصهيونى وهو مايبدو واضحا لكل من يشاهد تطورات هذا العدوان اليومى على الشعب الفلسطينى الأعزل

يوقن تماما بأن مفهوم الأمن القومى المصرى الآن يختلف تمام الإختلاف عن مفهومها السابق من تغيير جذرى بزاوية 180 درجة لإعتبار عدو الأمس هو صديق اليوم وصديق وحليف الأمس أصبح عدو اليوم .

فأصبح النظام المصرى يرى فى حماس التهديد الأكبر لأمن مصر القومى وأن السلام مع الكيان الصهيونى هو الحل السحرى والخيار الإستراتيجى الذى تختاره مصر لتأمن شر هذا العدو الماكر.

فكيف يحدث ذلك بين عشية وضحاها؟؟؟

وللإجابة على هذا التساؤل يجب ألا نغفل الحرب الداخلية الشرسة بين مؤسسة الحكم فى مصر وبين جماعة الإخوان المسلمين وملاحقة الأمن المستمرة لأعضاء هذه الجماعة والتضييق عليهم فى كل مناحى الحياة سواء فى الجامعات والنقابات أو حتى تحت قبة البرلمان المصرى والتى لم يسلم منها أعضاء الإخوان فى مجلس الشعب لا لشيء سوى خوف النظام من أن تسحب هذه الجماعة البساط من تحت أقدام مؤسسة الحكم فى مصر بعد تنامى شعبيتها بصورة لم تشهدها مصر على مدار تاريخها منذ الإعلان عن إنشاء هذه الجماعة.

وإذا عرف السبب بطل العجب !!

فمن غير المقبول أو المعقول أن تسمح مصر بإعلان دولة إسلامية على حدود مصر المتوترة دائما ويأتى على رأس هذه الدولة حركة المقاومة الإسلامية (( حماس )) وهى الإبن الشرعى لجماعة الإخوان المسلمين.

ولكن هل نتفق مع مؤسسة الحكم فى مصر على هذا التغير الجذرى لمفهوم الأمن القومى المصرى ؟؟

وهل من المعقول إعتبار حماس تهديدا للأمن القومى المصرى وإعتبار إسرائيل حليفا وصديقا ولا تشكل تهديدا لأمن مصر ؟؟

بكل تأكيد أنا أختلف تماما مع هذه النظرة المصرية للأمر, وأكاد أجزم بأن هذا التغير ليس من منطلق الحرص على أمن مصر القومى بقدر ماهو حرصا على إستمرار الحزب الحاكم فى السلطة لما يشكله الإخوان المسلمين من تهديد حقيقى للهيمنة على الشارع المصرى بأكمله.

ولنسأل سؤالا آخر وبصيغة أخرى :

بفرض أن حماس تشكل خطرا على مصر , فما هو حجم هذا الخطر بمقارنته مع الخطر الصهيونى؟؟؟

ونجمل تحليلنا السابق لنخلص إلى النتيجة التالية:

إن خوف مؤسسة الحكم فى مصر من جماعة الإخوان المسلمين بتنامى شعبيتها فى الشارع المصرى وفى نفس الوقت خوف مصر من قوة الردع الإسرائيلية والمتمثلة فى إمتلاك إسرائيل لما يزيد عن 200 قنبلة نووية بالإضافة إلى جيشها القوى والذى يمتلك أحدث الأسلحة والتجهيزات الحديثة , ثم تملق الإدارة الأمريكية ومحاولة التقرب والتودد لها بإقناعها بأن ماتقوم به داخليا من عمليات التضييق على الإخوان وإنتهاك حقوق الإنسان وفرض قانون الطوارىء يأتى كل ذلك فى سعيها ( أى الحكومة المصرية ) للتصدى ومحاربة الإرهاب وهو هاجس أمريكا الأول والأخير, ونضيف إلى ذلك بأن تقارب وتصالح مصر مع إسرائيل والإنحياز لصفها ضد حماس وضد مشاعر الرأى العام الداخلى فى مصر والعالم الإسلامى كله سيؤدى فى النهاية لرضا أمريكا عن مصر مما سيجعل أمريكا والغرب يغضوا الطرف تماما عما تقوم به الحكومة المصرية من أى تجاوزات أو إنتهاكات.



ولكـــــــــــن... هل ستنجح مصر فى الحصول على أى مكافآت نتيجة هذا الإنحياز؟؟؟



بكل يقين أستطيع الإجابة ... بأن ذلك لن يحدث على الإطلاق للأسباب التالية:



1- خسارة مصر لقوتها السياسية التى إكتسبتها عبر تاريخها الحديث حينما ساندت القضية العادلة للشعب الفلسطينى وأصبحت صورة مصر الآن أمام العالم كله سلبية لأقصى درجة نتيجة إنحيازها لصف الكيان الصهيونى ضد المقاومة فى غزة وهو مالم يحدث طوال تاريخ مصر الحديث.



2- إن حالة الخضوع أمام الكيان الصهيونى لن يؤدى كما تتوهم القيادة المصرية إلى أن تأمن مصر جانب إسرائيل مما يساعدها على الإهتمام بالقضايا الداخلية ولكن العكس هو الصحيح , فحينما تجد إسرائيل هذا الخنوع والضعف المصرى يشجعها فى إبتزاز مصر على جميع الأصعدة وعلى سبيل المثال على الصعيد الإقتصادى فإن صفقة تصدير الغاز المصرى بأسعار زهيدة جدا وأقل بكثير من السعر العالمى هو مثال صارخ لهذا الإبتزاز, وعلى الصعيد السياسى والعسكرى الضغوط الشديدة التى يمارسها الكيان الصهيونى على مصر لإجبار مصر للقبول بنشر قوات دولية دااخل الأراضى المصرية وعلى الحدود مع غزة وهو ماينتهك السيادة المصرية على أراضيها .



3- إن الإنحياز للجانب الإسرائيلى ومعاداة إيران وحماس وحزب الله كان الإختيار المصرى الأسوأ على الإطلاق , فقد كان بمقدور النظام المصرى إستخدام كارت التقارب والتحالف مع إيران والتلويح دائما بهذا الكارت دون إستخدامه كان سيؤدى إلى عمل توازن مطلوب جدا فى القوى بالمنطقة.



4- راهنت مصر على الحصان الخاسر بإنحيازها لإسرائيل وتاريخ هذا الكيان الغادر فى نقض الإتفاقات والمعاهدات مشهود له على مدار التاريخ.



5- بإنحياز مصر للجانب الإسرائيلى فقدت أى تعاطف أو لنقل قطعت الشعرة التى كانت بين الحكومة المصرية والشعب الذى يعانى على جميع الأصعدة فزادت هذه القضية حجم معانته بدرجة لا يمكن تصورها والتى بالتأكيد ستقلب جميع الموازين على الساحة الداخلية رأسا على عقب.



وهناك الكثير من الآثار السلبية التى ستظهر على السطح نتيجة هذا الإنحياز فى الفترات القادمة.

وأخيرا نقول :



هل يمكن للنظام المصرى أن يصلح ما أفسده خلال الأيام القادمة...؟؟؟



#محمد_الشهابى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وماذا ... بعد حرق الأعلام ؟؟؟
- القومية العربية ... ماتت غير مأسوف عليها !!
- لماذا خلق الله المرأة ....؟؟ ((2))
- لماذا خلق الله المرأة ....؟؟
- النساء ناقصات عقل ودين ... لماذا وكيف؟؟؟
- حذاء بوش .. والإنشغال بالتوافه !!
- حوار رائع حول تحريف الإنجيل ...
- إلى شعب غزة الصامد..إلى من سقطت عنهم الأقنعة الزائفة...!!
- رأي فى الحوار المتمدن !!
- مصر العربية....
- رأيىً فى الحوار المتمدن...!!
- اللعب ...على أوتار الطائفية !!
- الحوار المتمدن... المعنى والمغذى !!
- الإرهاب فى العقائد السماوية !!
- الطبيعة البشرية للأنبياء!!!
- الرد على مقال وفاء سلطان نبيك هو أنت.. لاتعش داخل جبته! (14)
- تشكيل لجنة لدراسةالسيناريوهات المستقبلية المتعلقة بمستقبل ال ...
- الرد على مقال وفاء سلطان نبيّك هو أنت.. لا تعش داخل جبّته! ( ...
- خلق الجان ... بين الحقيقة والخيال !!
- حوار مع أمين عام مجلس الكنائس العالمي لوسط وشرق إفريقيا سابق ...


المزيد.....




- كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش ...
- -لا توجد ديمقراطية هنا، هذا هو الفصل العنصري-
- -لا نعرف إلى أين سنذهب بعد رفح-
- شاهد: طلقات مدفعية في مناطق بريطانية مختلفة احتفالاً بذكرى ت ...
- باحثة ألمانية: يمكن أن يكون الضحك وسيلة علاجية واعدة
- من يقف وراء ظاهرة الاعتداء على السياسيين في ألمانيا؟
- مصر تحذر من مخاطر عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح
- ماذا تكشف روائح الجسم الكريهة عن صحتك؟
- الخارجية الروسية توجه احتجاجا شديد اللهجة للسفير البريطاني ب ...
- فرنسا تتنصل من تصريحات أمريكية وتوضح حقيقة نشرها جنودها إلى ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - محمد الشهابى - مجزرة غزة .... وأمن مصر القومى !!