أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سحر مهدي الياسري - أتفاقية السيداو بين القبول والتحفظات والرفض














المزيد.....

أتفاقية السيداو بين القبول والتحفظات والرفض


سحر مهدي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 2513 - 2009 / 1 / 1 - 06:29
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لماذا التخوف من هذه الاتفاقية ؟ ولماذا تمتنع كثير من الدول عن التوقيع عليها ولماذا تتحفظ دول الأخرى على بعض المواد فيها ؟
في البدء نقول أن اتفاقية " القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة "الصادرة عام 1979م. تتألف من ثلاثين مادة تتعلق بالمساواة في الحقوق بين المرأة والرجل ، في جميع الميادين المدنية والسياسية والثقافية .
بمعنى آخر أنها تدعو إلى عدم التمييز بين المرأة والرجل في مجالات العمل، فالمرأة تستطيع أن تقوم بكل الأعمال التي يقوم بها الرجل، مهما كانت شاقة، مما يعطيها الحق أن تحصل على فرص التوظيف والأجر نفسها التي يحصل عليها الرجل .
أما المجال الصحي فالمقصود منه حصول المرأة على الخدمات الصحية كافة، وإن كان القصد المبطن هو التشديد على حقها في المحافظة على جمال جسدها الذي يفسد نتيجة الإنجاب المتكرر .
أما المجال القانوني فإنه يطالب بإعطاء المرأة الأهلية القانونية المماثلة لأهلية الرجل، مما يجعلها تستطيع مباشرة عقودها بنفسها ومن بين هذه العقود عقد الزواج الذي كما هو معلوم هو من العقود المدنية في الغرب، وقد حثت الاتفاقية الدول الأطراف على إلغاء جميع العقود الخاصة التي تمنع المرأة من حقها في ممارسة هذه الأهلية،
يرد في مقدمة الاتفاقية أن الدول التي تصادق عليها ملزمة عليها ليس فقط شجب جميع أشكال التمييز ضد المرأة بل تجسيد هذا المبدأ في دساتيرها الوطنية وأتخاذ الاجراءات اللازمة للقضاء على هذا التمييز , وأن تبنى التدابير التشريعية بما في ذلك قوانينها الجزائية , والامتناع عن الاضطلاع أي عمل أو ممارسة تشكل تمييزا ضد النساء ,والعمل على تغيير الانظمة والاعراف والممارسات القائمة التي تشكل تمييزا ضد المرأة .
والاتفاقية جاءت نتيجة جهود كبيرة استمرت لعشرات السنين لاقرار أتفاقية مساواة تامة بين الرجل والمرأة في جميع المجالات ,لقد اوردت الدول العربية والاسلامية الكثير من التحفظات ضد الاتفاقية سأحاول هنا مناقشة بعض التحفظات والرد عليها :
اولا-أستند المشرعون في إقرارهم المواد التي تشكل تمييزا ضد المرأة في قانون الاحوال الشخصية الى حجة أنها مستقاة من الشريعة الاسلامية ,والسؤال هو هل حقا الشريعة الاسلامية هي العائق دون حصول المرأة على حقوقها ؟؟
الجواب هنا يتشعب كثيرا ولكن سنحاول ان نجيب بأختصار :-
• أقر الاسلام أن المرأة أنسانا متساويا مع الرجل في التكليف والعقاب والثواب في كثير من الايات القرآنية ((يا أيها الناس أنّا خلقناكم من ذكر وأنثى لتعارفو أن أكرمكم عند الله أتقاكم ))
• أن اغلب التحفظات والتي تنطبق على النصوص القانونية التي تشكل تمييزا ضد المرأة حسب رأي كثير من الفقهاء المتنورين مستاقة من نصوص فقهية تختلف أصلا من مذهب فقهي لاخر ,أكسبها الزمن قوة تفوق قوة النص القرآني وهذه النصوص كانت العوامل السياسية والاجتماعية في حينه قد فرضتها,أن إعطاء الاجماع صفة القدسية وهو أجتهاد بشري وبتر الايات القرآنية , وتكريس سلطة كهنوتية تحكم بأسم رجال الدين وخلط الشريعة والفقه وعدم موافقة المنقول للمعقول , هو الذي أوصلنا الى قانون أحوال شخصية مجحف بحق المرأة, وعدم الجرأة على تغييره بحجة تعارض التغيير مع الشريعة الاسلامية . هنا لابد من أعتماد نهج جديد في قراءة الاحكام الدينية النسبية والتاريخية لتفسير الاحكام الثابت والمتغير منها .
تتعلق التحفظات لمواد قانون الاحوال الشخصية المجحفة بحق النساء بالمواضيع الاتية بشكل أساسي بالوصاية والحضانة , والولاية , والقوامة , والارث , والجنسية , وتعدد الزوجات , وزواج الصغيرات , زواج المسلمة من غير المسلم , الطلاق والنفقة ,
, في عراق اليوم ومع عدم وجود أي مادة قانونية في الدستور الذي أقر عام 2005 تشير الى أعتراف الحكومة العراقية بالاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها الحكومات العراقية السابقة عدا اتفاقات المتعلقة باسلحة الدمار الشامل وهذا أمر خطير ومعناه ان العراق لم يعدا مصادقا للاتفاقية الغاء جميع اشكال التمييز ضد المرأة( حيث تحفظت الحكومة السابقة على قسم كبير من مواد الاتفاقية ) , وما يثبت هذا الواقع نص المادة 41 الدستورية التي ترجع العراقيون الى مذاهبهم ودياناتهم لتحكم أحوالهم الشخصية وبالتالي لامجال مطلقا لامكان ان تطبق الاتفاقية في العراق وهذا يشكل خرقا دستوريا للمادة 14 التي تلغي كافة أنواع التمييز بسبب الجنس , نأمل في مشرعينا إعادة النظر في الصياغة القانونية الدستورية للمادة 41 الدستورية بما يضمن احترام اساسيات الدستور باحترام كرامة الانسان العراقي رجلا أم امرأة وضمان عدم التمييز بينهما, والمساوة في كافة المجالات والحقوق , وكذلك أحترام الاتفاقات الدولية ومنها أتفاقية السيدوا التي مثلت جهدا قانونيا دوليا جبارا لاقرار حقوقا متساوية للمرأة والرجل
نحن بحاجة لقانون أسرة مدني عصري تلغى فيه كافة المواد القانونية التي تشكل تمييزا ضد النساء في قوانين الاحوال الشخصية والجنسية والعقوبات , وغيرها من القوانين التي تحمل في طياتها تمييزا ضد المرأة المتعلقة بالوصاية والقوامة والولاية والارث والطلاق والنفقة والسفر والجنسية , والحق بالعمل والتعليم والاقامة , وجميع الحقوق التي تجعل للمرأة صحيفة مدنية مستقلة , وأستبداله بقانون عصري يتناسب وروح العصر والاتفاقات الدولية وبما لايتعارض مع الشريعة الاسلامية بنصها القرآني أصل التشريع الاسلامي .



#سحر_مهدي_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق المرأة العاملة في أتفاقية السيداو
- الحوار المتمدن والاعوام المضيئة القادمة
- كل حلم وأنت صامت
- من يملك تفجير قدرة المرأة على التغيير والتأثير
- المرأة العراقية العاملة ومستقبل مشاركتها في القوة العاملة
- المرأة العاملة المعوقة آخر من يوظف وأول من يفصل
- المرأة العربية المسلمة ودورها في إلغاء عقوبة الاعدام في مجتم ...
- المرأة العراقية وتعبيد الطريق نحو عصر الحريم
- أوقفوا وأد النساء -2 -
- العمل في الاقتصاد غير المنظم ملاذ معظم الاطفال العاملين
- النزاعات المسلحة وعمل الاطفال
- عمل الاطفال قي ظل التغييرات في النظم السياسية والاقتصادية
- آن الآوان لحركة قوية داعمة للإلغاء عقوبة الاعدام في منطقتنا
- لماذا نطالب بإلغاء عقوبة الاعدام ؟؟
- الضمان الاجتماعي والحماية الاجتماعية للمرأة العاملة
- التدريب وإعادة التدريب من أجل تحسين الرأسمال البشري الانثوي
- التدابير التشريعية والتنظيمية الداعمة لحقوق المرأة في العمل
- عقوبة الاعدام بين الالغاء والابقاء
- التعصب ضد المرأة-القسم الثالث - من مفهوم النوع الاجتماعي الى ...
- التعصب ضد المرأة - القسم الثاني - الجهود لإلغاء التعصب والتم ...


المزيد.....




- “سجل عبر spf.gov.om”.. خطوات التسجيل في منحة منفعة الأسرة 20 ...
- السودان.. قوات الدعم السريع ترتكب جرائم تطهير عرقي في دارفور ...
- جامعة أريزونا تطرد أستاذا اعتدى على امرأة محجبة مؤيدة لفلسطي ...
- فيديو مروّع لاغتصاب ملثم امرأة وخنقها بين السيارات في أحد شو ...
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات ما بين 26 نيسان و10 آيار
- ابسط يا عريس!! بنقدملك أسهل طريقة للحصول على قرض الزواج من ب ...
- المغرب.. حكم قضائي غير مسبوق لصالح امرأة أصيبت بمضاعفات بسبب ...
- تضاعفت 4 مرات خلال 5 سنوات.. -موجة مفزعة- من جرائم قتل النسا ...
- بعد الكشف عن -عصابة لاغتصاب الأطفال-.. تحركات في لبنان بخصوص ...
- تسجيل منحة المرأة الماكثة في البيت في الجزائر 2024..تعرف على ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - سحر مهدي الياسري - أتفاقية السيداو بين القبول والتحفظات والرفض