أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد الجواد الجوادي - الفاعل مجهول- حموداً تكلم (حدر ألمنارة إزلمة أنجتل (أنقتل) ألغينا (ألقينا) القبض على الجثة و الغاتل (القاتل) هرب)














المزيد.....

الفاعل مجهول- حموداً تكلم (حدر ألمنارة إزلمة أنجتل (أنقتل) ألغينا (ألقينا) القبض على الجثة و الغاتل (القاتل) هرب)


محمد عبد الجواد الجوادي

الحوار المتمدن-العدد: 2509 - 2008 / 12 / 28 - 04:52
المحور: حقوق الانسان
    



في بداية الستينات من القرن الماضي اجتاحت مدينة الموصل ثاني مدن العراق موجة اغتيالات استهدفت العناصر الديمقراطية و الشيوعيين بالذات التهم من قبل عصابات مؤجرة من قبل الإقطاعيين و البرجوازيين و بتوجيه من جهات أجنبية و كانت أصابع شركات النفط لا تخلو من التورط في حمام الدم الذي فاق عدد الضحايا الألف و الكثير من المواطنين تركوا مدينة الموصل هرباً بأرواحهم إلى العاصمة بغداد و منهم إلى البصرة الفيحاء، و في مساء أحد الأيام قتل شخص في شارع ألنجفي (و هو شارع يقع في وسط مدينة الموصل يشتهر بتخصصه بالمكتبات و يزخر بالمطابع نسبياً مصغر شارع المتنبي في بغداد ينحدر من شارع نينوى (الشارع الرئيسي في المدينة) إلى ساحة الصقور) القتيل كان قرب جامع العباس الذي يقع في أعلى منطقة من انحدار الشارع و على الأثر حضرت سيارة النجدة و في ذلك الوقت كانت سيارات النجدة بيكب نوع شفروليت مزودة بجهاز لاسلكي (اتصال)، في ذلك الزمن كان الجهاز كبير الحجم و يوضع في مؤخرة السيارة و على ما أتذكر نوع PAY انكليزي و في كل سيارة رئيس عرفاء أو مفوض شرطة تحت أمرته أربعة شرطة العاملين في السيارة جثة القتيل مرمية على الأرض و القاتل كالعادة اختفى فما كان من قائد السيارة إلا أن تناول جهاز الاتصال اللاسلكي و أخذ ينادي على مقر النجدة (سيطرة. حموداً تكلم حدر المنارة إزلمة (رجل) أنقتل القينا القبض على الجثة و القاتل هرب) و على ما يظهر أن الرجل كان يتكلم بلهجة المنطقة التي يعود أليها و اليوم و منذ خمسة سنوات ألغينا (ألقينا) القبض على الجثة و الفاعل مجهول السؤال الذي يطرح نفسه كم واحد يومياً في عراق الحرية و الديمقراطية يقتل و القاتل هرب؟ محطات تلفزيون في العراق يومياً يطل منها المسؤولين في طلتهم البهية و هم يحملون الرتب التي ما أنزل الله بها من سلطان و الكثير رفع نفسه إلى الرتبة التي في مزاجه و القسم الأخر يضع الشريط الأحمر إلى جانب الرتبة إي أنه يحمل الماجستير في العلوم العسكرية و يتكلمون بطريقة مبرمجة و متسلسلة و يعلنون الإنجازات عن عدد الأشخاص الذين تم إلقاء القبض عليهم و إن العراق ينافس سويسرا بالأمن و بعد أيام يتضح إن هؤلاء الناس الذين تم إيقافهم بالألالف لا علاقة لهم بالتهم الموجهة إليهم أو إن الأدلة غير كافية و يطلق سراحهم أمام التلفزيون مع كلمة عاطفية من مسؤول، و مدن العراق تنعم بالحياة لا ماء لا كهرباء لا حامض حلو لا شربت. البلد أمن و لا يوجد انسداد في المجاري و المجاري تطفح لتصريف الماء إلى الشارع و إلى داخل البيوت و مدينة الصدر في بغداد يبلغ تعدادها أربعة ملايين و هي مدينة نموذجية من حيث المدارس و المستشفيات و الأمن و الأمان و لديها مجاري مياه تتفوق على مدينة لوس أنجلوس و برلين و لندن و دورهم أصبحت مسابح من المياه الثقيلة للمجاري...الخ سكانها لا يعانون من الخدمات الصحية و الضمان الاجتماعي حتى إنهم لا يعرفون المرض و لم يروا في حياتهم مسدس أو بندقية يعانون من الفراغ القاتل بعد أن توفر كل شيء لديهم مما دفع الكثير منهم للانتحار من شدة الترف و مثلهم حي التنك في الموصل الصلاة على النبي تم تغير أسمه إلى حي الرافدين و بعد تغير الاسم تغير كل شيء في حي التنك أصبحت التواليتات في مدراس حي التنك و حي العامل و حي الانتصار و حي الزهراء (صدام سابقاً) و حي الميثاق و حي سومر نموذجية و جاءت إلى العراق و فود من دول العالم للاطلاع على المعجزات في أحياء الموصل النموذجية و مدينة الصدر و بقية مدن العراق، واردات النفط وظفت في مشاريع استثمارية خارج العراق و سميت مشاريع ضمان أجيال المستقبل حتى إن العلاقة بين المحافظات تحتاج إلى جوازات سفر و فيزة و أصبح الوصول إلى مدينة الموصل من بغداد و بالعكس بوقت قياسي لا يتجاوز العشرة ساعات بعد أن كانت أربعة ساعات و البعض من الشباب الطائش يقطع المسافة في ثلاث ساعات، بالأمس جاءت جدتي و طلبت مني أن تتطوع على سلك القوات الأمنية لخدمة الوطن و بينت لي أنها المهنة الوحيدة و الوظيفة الوحيدة المتوفرة في العراق الجديد، و قالت لي: "إن واردات النفط يتم استثمارها في أعظم المشاريع التي تخدم الوطن و هي الأجهزة الأمنية(عسكرة الشعب)" فقلت: "المهم توفير دخل للعائلة، الجامعة و التربية و التعليم و بقية مفاصل البنى التحتية إلى جهنم"، اليوم البلد مشغول بتثبيت الديمقراطية بعد أن أشرقت شمس الحرية و بدأت الانتخابات ما شاء الله الجميع يتكلمون و يحسنون الكلام عن الوطنية و الحرية و يشخصون حاجات المواطن من الكهرباء و الماء و النوادي الترفيهية و مدن الألعاب يتدافعون و قد وضعوا مصالحهم الشخصية ورائهم و هم بالأصل لا يعرفونها و وضعوا أمامهم مصلحة العراق الذي لا يعاني من الاحتلال و الأمراض و خالي من السرطان و تتوفر في مستشفياته أحدث التكنولوجيا و كبار الاختصاصيين الذين عادوا من المقابر. الجامعات تزخر بالعلماء و لا يوجد محاصصة بين الأميين و الجهلة على شغل المقاعد و المناصب. العراق بخير و أتمنى إن أصدقاءنا قد أصابهم ما أصابنا و الله على كل شيء قدير آمين يا ربي آمين.



#محمد_عبد_الجواد_الجوادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاجتثاث جريمة ضد الإنسانية
- أين حقي..أطفال الشوارع في العراق
- افتتاح الحوار المتمدن .. انتصار للقوى اليسارية والديمقراطية ...


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد الجواد الجوادي - الفاعل مجهول- حموداً تكلم (حدر ألمنارة إزلمة أنجتل (أنقتل) ألغينا (ألقينا) القبض على الجثة و الغاتل (القاتل) هرب)