أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ناس حدوم أحمد - الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-21-














المزيد.....

الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-21-


ناس حدوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 2506 - 2008 / 12 / 25 - 00:46
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


كان الجو العام في بلجيكا وأوربا عموما يتسم بالعنصرية . فأبناء البلد لا يطيقون المهاجرين باستثناء
شريحة منهم كانت تتعامل بشكل طبيعي مع الغرباء مثلنا .
دخلت يوما إلى حانة عادية لكن صاحبها رفض وجودي وطردني مشيرا علي بيده كي أغرب عن وجهه
ففعلت . وللتو دخلت حانة أخرى متاخمة لها فعاملتني نادلة وكانت سيدة في منتصف العمر بأدب واحترام . ربما بعض من هؤلاء لهم أسبابهم هكذا فكرت . لأن بعض المهاجرين منا يتصرفون تصرفا يندى له الجبين وهناك من يقترف جرائما لا يطيق الإنسان سماعها. وذات يوم كان الجو حارا زرت
مسبحا عموميا وكان طبعا هناك مهاجرون وقد تزامن وجودنا مع حضور أطفال مدرسة ما صحبة مدرسهم
لاحظت هذا المدرس وهو يتوجس خيفة منا وكان خائفا على تلامذته لأنه كان يحافظ بشدة على جعل
المسافة الكافية بيننا وبين الأطفال . كان يبدو مذعورا . وكنت أقدر فيه تلك الروح المسؤولة . رغم
الإساءة التي كنت أحس بها كمهاجر . كنت دائما أجد الأعذار لهؤلاء لأنهم يبحثون بها عن سلامتهم .
إننا متخلفون ويجب أن نعترف بذلك . وهي الحسنة الوحيدة التي يمكن أن نحصل عليها لكي نعالج
آفاتنا . نحن نعاني الكبت وهذا واضح فكيف لا يخشى الرجل على مسؤوليته إزاء هؤلاء الأبرياء وهم أطفال ضعاف ؟ يجب أن نعترف بواقعنا المؤلم فلسنا كلنا صالحون ولا هم أيضا . ثقافة مجتمعنا
يرثى لها ولذا لم تعط أية نتيجة إيجابية وهذا يجب أن يكون مفهوما على الأقل لدى البعض منا . وإذا
تأملتم معي في أعماق سكناتنا وحركاتنا سوف تفهمون بشكل أفضل . نحن عنصريون أكثر منهم بشكل فظيع . مثلا
سبعون في المائة منا أميون تقريبا
أربعون في المائة تقريبا عاطلون عن العمل
أو يعيشون بطالة مقنعة وبدون تغطية صحية وبدون حقوق عامة ويعانون اضطراب كلي نفسي .
ومن ومن ومن الخ ....
فهل هناك عنصرية أكبر مما هي لدينا ؟
لهذا السبب بالذات كنت دائما أتفهم هؤلاء وهؤلاء وأولائك الذين على بالكم . وذلك قبل أن الأعذار
لنفسي . كثيرة هي الأماكن التي لا نستطيع دخولها في هذا البلد . وكثيرة أيضا هي الأماكن
المسموح لي بدخولها ولكنني أخجل من ولوجها من تلقاء نفسي وبإرادتي . هم يريدون التخلص
منا فلا يفعلون لأنهم يؤمنون بحقوق الغير وبرأي الغير ما دام هذا الغير يتوفر على قوانين البلد .
ثقافتهم تحتم عليهم هذا المسار . إعطاء لكل ذي حق حقه . بينما نحن غير ذلك وهاكم الأمثلة الحية
فالجزائر مثلا ( فقط مثلا لا غير ) عندما نشب النزاع بين هذه الجارة والمغرب . قامت الدولة وأقول
الدولة . قامت بطرد المغاربة المقيمين بالبلد( بطريقة قانونية ) طردتهم بطريقة مهينة من الجزائر
وجردتهم من كل أملاكهم أي سرقت عرق جبينهم الذي تصبب لعقود طويلة تصوروا معي أنها انتزعت
منهم فلذات أكبادهم أيضا وزوجاتهم الجزائريات ومنهم من حصل لي الشرف بمعرفتهم بصفتي كاتب عمومي حكوا لي كيف تم الإعتداء عليهم واهانتهم وأرسلوهم حفاة . فهل هناك عنصرية في الكون
مثل هاته ؟ هؤلاء لا يمكن لي أنا شخصيا أن أحسبهم بشرا ولسيما حينما يكونون في موقع المسؤولية . كذلك ليبيا أيضا وعليكم أن تستمعوا لمن هاجر إليها للعمل . أو على الأقل إستمعوا فقط
لقصاصات الأخبار التي حكت عن إبن الرئيس الذي اعتدى على خادمه المغربي وزوجته التونسية
وكيف قام القضاء السويسري بحجز هذا المعتدي وتم قطع البترول لأيام معدودة عن هذا البلد الذي
أجمل ما لديه هو قضاءه المستقل عن الدولة . ولا يهمنا هنا كيف أهان الرئيس وزيريه وهذا موضوع
خاص بهم طبعا . إننا لا زلنا صعالكا لكن ليس كلنا .
لذا فإنني أرى الغربيين بصفة عامة أقل إيلاما لنا من إخوتنا في الأرومة والدين واللغة وأشياء أخرى
فلم يكن من السهل الإندماج بين ثقافتين متناقضتين وكانت الأمور غير طبيعية . المهاجرون يعيشون
بأحياء خاصة بهم بينما أبناء البلد يحيون فيما بينهم وهذا من حقهم ومن ثقافتهم .
في هذا الجو وعندما كنت منزويا بكهفي سمعت رنة الجرس وبإطلالة من النافذة رأيت صديقي محمد
الخمسي واقفا أسفل العمارة بجانب سيارته الفارهة بمعطفه بوبر حيوان نادر فقلت لقد إنفرجت
كربتي لأنه صديق صباي ويفهمني كما يفهم الأخ أخاه .
بعد العناق قال ( معك جواز السفر ؟ ) قلت نعم
امتطينا السيارة وكان يشرح لي كيف حصل على عنواني وكيف أخبره صديقنا من الدانمرك عن حالي
ففوجئت به خرج عن العاصمة البلجيكية متجها نحو هولاندا . قلت له يجب أن آخد حقيبتي لكنه لم يعبأ
إكتفى بالقول ( ينتظرك بيت مجهز بكل ما تحتاج إليه ). وانطلقت السيارة كالسهم إلى غاية العاصمة
الهولاندية دينهاخ الجميلة والهولنديين الطيبين .



#ناس_حدوم_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - ناس حدوم أحمد - الجزء الثاني من سيرة البسيط والهيئة العليا-21-