أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن اليملاحي - مظلة في قبر-* للقاص المغربي -مصطفى لغتيري- من الفرادة الموضوعاتية إلى السؤال الجمالي















المزيد.....

مظلة في قبر-* للقاص المغربي -مصطفى لغتيري- من الفرادة الموضوعاتية إلى السؤال الجمالي


حسن اليملاحي

الحوار المتمدن-العدد: 2479 - 2008 / 11 / 28 - 02:11
المحور: الادب والفن
    



أصدر القاص المغربي
"مصطفى لغتيري"، مجموعة قصصية تحمل عنوان " مظلة في قبر "،قصص قصيرة جدا، تقع المجوعة في 69 صفحة من القطع المتوسط، موزعة على 57 قصة قصيرة جدا.

ى جانب

– القصص القصيرة -، فالمجموعة تضم بطاقة تعريفية بالقاص، وإهداء.



إن التعرف إلى الكتابة القصصية لدى مصطفى لغتيري، تتطلب من القارىء زادا نقديا، إلى جانب مواكبة المتن القصصي المغربي بالتتبع ، وذلك

-على الأقل-للوقوف عند ملامح هذه التجربة من حيث الجمالي باعتبار هذا المكون انعكاسة واضحة لمجال الكتابة لديه.


والحق أن هذا الجمالي ينبغي أن ينظر إليه من داخل مجموع التطورات و الجهودات التي شملت بنية النقد، من دون اجترار لبعض المداخل النظرية لقراءات سابقة ومكرورة في الزمن القراءاتي أو النقدي، لأن القراء ة الحقيقية للنص القصصي هي التي تأتي استجابة لتلك الحميمية التي تنسجها بعض النصوص الجادة والممتعة، ونصوص القصة عند لغتيري لا تخرج عن دائرة الحميمية الممتعة التي تسحر المتلقي وتستجيب لأفقه الرحب بكثير من المتعة بمعنى أخر إن كتابات القاص المغربي مصطفى لغتيري لاتخلو من مثل هذه الحميمية التي تؤسس لعلاقة مختلفة ونوعية مع القارىء

.


لقد أثبت القاص المغربي مصطفى لغتيري ومنذ مدة عشقه الشديد للقصة القصيرة ، وقد ولد له هذا العشق جملة من المجاميع القصصية التي جاءت لتحتفي بقضايا إنسانية عديدة ومختلفة، إذ يلاحظ المتتبع لتجربته خلوها من سمة

"التكرار الموضوعاتي" أو"التشابه الشكلي"، مما تتحول معه كل مجموعة إلى نافذة منشرعة على شواغل حياتية تخلق المتعة والجدة لدى قارىء نصوصها .


وما دمنا بصدد الحديث و البحث في تجربة الكتابة لدى لغتيري نسمح لأنفسنا بطرح السؤال التالي

:


ماذا عن مجموعة

"مظلة في قبر"؟"

مظلة في قبر" هو عنوان المجموعة القصصية، يتضح من خلال القراءة الأولية للعنوان بنصه الفرعي- أو كما يصطلح عليه بالموازي- إلى أن الأمر يتعلق بقصص.



يلاحظ هنا أن العنوان

– وعلى غرار باقي عناوين المتن السردي الأخرى- يطرح أسئلة منفتحة من حيث البعد المناصي، الأمرالذي يدفعنا إلى التأكيد على أن الأمر يتعلق بقصص قصيرة جدا وليس بقصص.



ولا يخفى أن هذه الأخيرة تدخل نصيا ضمن الأنواع القصصية والفرعية لجنس القصة القصيرة، لكن ما يميزها من حيث الصوغ الفني جنوحها نحو التكثيف والاختزال والاقتصاد اللغوي

.


إن السؤال في

"القصة القصيرة جدا " يمكن في مدى امتلاك الكفاية اللازمة لخيوط الكتابة وابتداع الشكل المناسب-بنوع من الخصوصية- لها دون الارتماء في أحضان النمذجة واجترار أشكال نثرية أخرى من قبيل " النكتة" وما يشابهها من "طرفة " أو حدوثة" أو أشكال متداخلة أخرى.


وبالرجوع إلى فضاء العنوان يمكننا طرح السؤال التالي

:


ــ ما دلالة العنوان إذن؟


يلاحظ القارئ أن العنوان يتكون من (3) كلمات هي:



ـ مظلة ـ في ـ قبر ـ

سنقف عند دلالة كل كلمة علي حدة

. وننتقل بعد ذلك إلي دلالة العنوان ككل.



جاء في المعجم العربي الأساسي

" أن" مظلة" جمع "مظال" و"مظلات" وهي أداة تظل السائر في الشمس أو الجالس على البحر، كما تحمي من المطر"(1)." أما" في" فهي حرف جر يدل على الظرفية المكانية"(2)، بينما" قبر" هو مكان يدفن فيه الميت"(3).



في حال قيامنا بعملية تركيبية لهذه المعاني يمكننا أن نخلص إلي الدلالة العامة للعنوان، لكن قبل ذلك نشير إلى أنه ليس بإمكاننا أن نجد مظلة في قبر ما ، لأن القبر فضاء يرمز للموت والميت في ذات الوقت

.


إن هذه السمة المجازية كما تطرح نفسها في العتبة

/ العنوان بقدر ما تعبر عن بعدها الجمالي فهي تكشف أيضا عن قدرة لغوية لافتة و إبداعية رائعة، وانعطافة دلالية غائبة.



إن المظلة هنا دلاليا ترمز إلى فضاء الكتابة الذي يحتمي عبره الكاتب من شراسة الواقع، وفداحة قيمه ، إلى جانب إكراهات

"سوسيوثقافية" أخرى تطرحها الحياة يضيق الحديث عن ذكرها. بينما يرمز "القبر" إلى تلك الخلوة التي تعانقهاالذات جراء الفساد وتدهورالقيم وهيمنة الزيف على اليومي ، فالخلوة هنا بالمعنى الرمزي والدلالي فضاء للأمن الذاتي يشيده المبدع لنفسه بنفسه ليضمن من ورائه التأمل و التوازن لصحته النفسية.



من جانب آخر وما دام هذا الإختيار التأويلي ليس نهائيا فإننا لن نجازف إن أضفنا إلى أن

"المظلة" يمكن أن ترمز إلى "القصة القصيرة جدا" التي أصبح القاص مصطفى لغتيري يكتبها قصد المتعة وتأكيد قدرته على الكتابة في أنواع وأجناس مختلفة والمتعة الحيقية هي إصرار لغتيري على مقاسمتها مع المتلقي الذي ينشد الجمال.


ألم يصدر لغتيري إلى جانب مجاميع قصصية أخرى رواية موسومة بعنوان

" رجال وكلاب"؟


كما يمكن أيضا أن يرمز


"القبر" -بما له من رهبة- في النفس إلى" القصة القصيرة" وهي الجنس الأدبي المتمنع الذي يتمتع هو الآخر برهبة مختلفة خصوصا أمام كاتب ناشىء يحلم بكتابة القصة القصيرة جدا.



فهل يريد القاص أن يكشف لنا بشكل ضمني عن رهبة القصة القصيرة جدا وصعوبتها الفنية باعتبارها نوعا فرعيا للقصة القصيرة، إلى جانب ولعه بهما؟

لا يمكن

– بأي حال- فصل السؤال الجمالي عن السؤال الإبداعي خاصة في مجال كتابة القصة القصيرة والقصة القصيرة جدا.


ولعل مصدر هذا الجمالي يحيل إلى الطاقة الإبداعية ل

" مظلة في قبر" التي تفجر الأسئلة بين يدي القارىء العام وربما كانت هذه الخاصية واحدة من متعتها التي تتطلب أو تفرض على القارىء "للقصص القصيرة جدا" البحث فيها عن جماليات أخرى. لكل كتابة قصصية حسها النصي، والحس هنا لا يخرج عن دائرة القدرة السردية التي تميز بعض الأعمال القصصية.


إن

" مظلة في قبر" وعلى مدى مساحتها النصية تطرح جملة من الإشكالات والقضايا الإنسانية متوسلة بحسها النصي المائز موظفة روافد وإحالات ومرجعيات مختلفة ومتنوعة.


وهكذا إلى جانب سؤال الذات والعالم

:



-

أقصوصة" مترادفات" ص(21) و"برتقالة"ص(32)، الأقصوصة المتميزة بقوتها الإبداعية التي خصها لغتيري بالإهداء إلى القاص والإنسان الرفيع "أحمد بوزفور".


يمكن الحديث من خارج هذا الزوج القصصي عن سؤال التاريخ الذي دأب المبدع على مقاربته بمساء لة كل الوقائع والحقائق التي يمتلكها من داخل التداخل الأدبي بالتاريخي أو سؤال التعالق والتجاور من غير أن يفقد النص القصصي سماته وهويته النصية وذلك عبر اقتراح أشكال تصويرية متفاوتة الدرجة

:



-

ساخرة : أقصوصة "قمر"ص(28).



-

سوريالية : أقصوصة "المرآة"ص(15)، وأقصوصة" ظل" ص(25).



-

تراجيدية: أقصوصة "الخلاص"ص(16).


إضافة إلى شواهد تصويرية أخرى تستمد مقوماتها من التمثيل اللغوي

/التصويري الذي يأتي متحركا ومكسرا لأفق انتظار القارىء، أقصوصة "المرآة": ص(16)،"الخلاص" وهي الأقصوصة التي لا ترتكن إلى البعد الواحد والوحيد" دخان أسود": ص (19)، وأخيرا وليس بأخير"عشق" :ص(24).



إن هذا الكون الذي يحفل به المتن القصصي للغتيري يفتح بصراحة أمام القارىء مساحة تعبيرية محفزة على المزيد من التأمل لسمات كتابة متوترة لا تقبل النمذجة كما تحيل إلى صور متنوعة ومتباينة، وتختزل العالم والإنسان في قصص بحجم كف اليد

.إن المظاهر الجمالية التي عرضناها

- بالرغم من بساطتها- على ضوء قراءتنا ل"مظلة في قبر" في سياق علاقة المتن النصي العام بمكوناته المركزية والفرعية، إنما تعكس جميعها صورة"القصة القصيرة جدا" في المتن القصصي المغربي وما بات يشكله هذا النوع من امتدادات داخل مجالات الإهتمام ومدى قدرته على الاستجابة لتحولات الواقع وأسئلة الذات والآخر الحياة.


"

مظلة في قبر"، قصص قصيرة جدا ، ببنيتها الحكائية ومتنها السردي، ومقوماتها الجمالية التي لا يمكن اختزالها في المكون الواحد، إنما ترمز في ذاكرة المتلقي للمتن القصصي المغربي إلى رائعة سردية تسمح بالحديث عن إحالات ثقافية، وتجارب لا فتة في الحياة، كما ترمز إلى عين كاتبة راصدة لتفاصيل مهمة في الواقع، وهو ما يسمح معه بتوصيفها من حيث الفرادة الموضوعاتية، وانخراطها في السؤال الجمالي الذي يميز النص القصصي القصير جدا عند الكاتب المغربي "مصطفى لغتيري".









المراجــــــــــــــــــــــــع

:






"

مظلة في قبر" قصص قصيرة جدا،مصفى لغتيري، منشورات القلم المغربي،الطبعة الأولى، يناير2006، المطبعة دار القرويين.


المعجم العربي الأساسي، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ص

: 810.



المرجع نفسه، ص

: 957.



المرجع نفسه، ص

: 962.



#حسن_اليملاحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسن اليملاحي - مظلة في قبر-* للقاص المغربي -مصطفى لغتيري- من الفرادة الموضوعاتية إلى السؤال الجمالي