أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إسحق إبراهيم - ثقافة التسامح الاختيار السهل














المزيد.....

ثقافة التسامح الاختيار السهل


إسحق إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 2471 - 2008 / 11 / 20 - 01:15
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أحتفل العالم يوم 16 نوفمبر باليوم العالمي للتسامح فى ظل حالة احتقان شديدة على المستويين الدولى والمحلى ، فالعالم يواجه تهديدات ناشبة عن عدة عوامل من أبرزها الحرب والإرهاب والجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي والتمييز ضد الأقليات ، وكذلك على المستوى الداخلى تزايدت حدة الطائفية والفرز والعنف ضد كل ما هو مختلف. هذا الاحتقان يؤدي إلى نشر الخوف والانطواء على النفس ورفض الاخر بكل صوره الدينى والنوعى والثقافى والحضارى. ولذلك فأننا فى أشد الحاجة الى ثقافة التسامح التى تنبع من قبول التنوع الدينى والثقافي وقبول الاختلاف والتعايش معه.

إن التسامح كما جاء فى اعلان التسامح الصادر عن اليونسكو يعني الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثري لثقافات عالمنا ولأشكال التعبير وللصفات الإنسانية لدينا. ويتعزز هذا التسامح بالمعرفة والانفتاح والاتصال وحرية الفكر والضمير والمعتقد. والتسامح ليس واجبا أخلاقيا فحسب، وإنما هو واجب سياسي وقانوني أيضا، والتسامح، هو الفضيلة التي تيسر قيام السلام، يسهم في إحلال ثقافة السلام محل ثقافة الحرب. وبهذا المعنى لا يعنى التسامح تقبل الظلم الاجتماعي أو تخلي الإنسان عن معتقداته أو التهاون بشأنها. بل أن الإنسان يملك كل الحرية في التمسك بمعتقداته لكنه يقبل أن يتمسك الآخرون بمعتقداتهم. والتسامح يعني الإقرار بأن البشر المختلفين بطبعهم في مظهرهم وأوضاعهم ولغاتهم وسلوكهم وقيمهم، لهم الحق في العيش بسلام وفي أن يطابق مظهرهم مخبرهم، وهي تعني أيضا أن آراء الفرد لا ينبغي أن تفرض علي الغير.

وطبقا لهذا المعنى كانت مصر قبل ثورة يوليو 1952 من أكثر بلدان العالم تسامحاً ، فى مصر عاش المسلمون والمسيحيون واليهود فى سلام كما عاش المصريون الأصلاء والجاليات الوافدة كالأرمن واللاتين والطليان واليونانيون دون ان تشعر اى طائفة انها مميزة عن الاخرى بل أضفى هذا التنوع ثراءً ثقافيا وحضاريا ساهم فى تقدم مصر وتحضرها.

جاءت الثورة، وحدث ما حدث، من تنامى الشعور بوهم القومية العربية، وسافر المصريون الى دول الخليج ليتشبعوا من ثقافة بدوية ترفض الاختلاف والتنوع بكافة أشكاله ، وعاد هؤلاء المصريون ليقوموا بأكبر حركة تغيير للثقافة المصرية. تراجع نمط القيم السائدة فبدلا من التسامح والمحبة وقبول الاخر أصبحت هناك قيم أخرى ، تفوق الأنا ورفض الاختلاف بل وتكفيره واستحلال دمه. هذا التراجع القى بظلاله على العلاقة بين المسلمين والمسيحين ، أصبح تصنيف البشر على حسب أديانهم عنواناً لهذه الثقافة، وأصبح السؤال المقيت " هو انت مسلم ولا مسيحى " يتصدر التعاملات العادية بين المصريين . لم يقتصر تأثير هذه الثقافة البدوية على علاقة المسلمين والمسيحيين فقط بل تأثرت أنماط أخرى للعلاقات من أبرزها علاقات الرجل والمرأة، حيث سيطر الفكر الذكورى الذى يريد للمرأة ان تعود للمنزل لتحبس داخله، وكذلك ظهر تعصب المواطن لقبيلته او محافظته ، فهذا صعيدى والاخر بحراوى، وكل منهما يتخذ مواقفه طبقا لانتماءاته القبلية.

هذا الاحتقان فى العلاقات يتطلب نشر ثقافة التسامح ، والتسامح يقتضي ضمان الدولة للعدل وعدم التحيز في التشريعات وفي إنفاذ القوانين والإجراءات القضائية والإدارية. وهو يقتضي أيضا إتاحة الفرص الاقتصادية والاجتماعية لكل شخص دون أي تمييز. فكل استبعاد أو تهميش إنما يؤدي إلي الإحباط والعدوانية والتعصب. المشكلة أن الدولة المصرية غائبة عن تحقيق هذه الأهداف لانها تقوم بمهام أخرى للحفاظ على بقاء استمرار الحكم.



#إسحق_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إسحق إبراهيم - ثقافة التسامح الاختيار السهل