أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لعروسي محمد سالم يحظيه - ربما التاريخ يعيد نفسه...على الأقل في السياسة















المزيد.....

ربما التاريخ يعيد نفسه...على الأقل في السياسة


لعروسي محمد سالم يحظيه

الحوار المتمدن-العدد: 2440 - 2008 / 10 / 20 - 08:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لكي نتحدث عن صدام او صراع ينبغي ان يكون هناك تناقض لاسبيل إلى حله الا من خلال صراع يلغي مقاومة احد الطرفين وإذا نظرنا إلى العالم فإننا لانكاد نجد أية مقاومة لما اصطلح على تسميته ((الحضارة الغربية)) فقد أصبحت جزئا مكونا إلى هذا الحد او ذاك – فى حياة كل المعاصرين اليوم و أقصى ما تطمح إلية الخصوصيات المختلفة هو الإبقاء على مجالات ضيقة جدا للتعبير عن ذاتها من خلالها وتنكمش هذه المجالات يوما بعد يوم حتى لا تتجاوز الفلكلور والعقائد الشخصية .

الخصوصيات إذن تقلل من طموحاتها علها تصل الى صيغة تعايش من نوع ما مع الحضارة الغربية أما التفكير فى الصراع معها فلم يعد واردا لأنها أصبحت جزاء من التكوين الذاتي .فليست هناك أمة اليوم تعيش ثقافة نقية من مؤثرات الثقافة الغربية مما يرشحها للصراع معها ..

صحيح أن الإسلام فى مرحلة التأسيس كان حريصا على التميز عن أهل الكتاب .

فقد كان محمد صلى الله عليه وسلم يحث المؤمنين على مخالفة أهل الكتاب والمشركين .لكن ذلك لم يمنعه من ألا يأخد بمكارم الأخلاق دون النظر إلى مصادرها .

فالوصايا العشر هي, هى فى التوراة والإنجيل والقرأن .ولم يتحرج الإسلام الحضاري من الاقتباس من الحضارات السابقة عليه .لم تكن الحضارة العربية الإسلامية اذن على خط مواز للحضارة اليهودية المسيحية وانما التقيا فى كثير فأثرت إحداهما على الأخرى . لكن الحروب الصليبية متلث صداما عنيفا بين الحضارتين على خلفية عقدية ,وجاء الاستعمار فرأى فيه المسلمون امتداد لتلك الحملة فاتسعت الهواة بين الحضارتين ..

لكن هذا كله غدا الآن من التاريخ والواقع ان الإسلام الحضاري هو الآخر غدا من التاريخ . فلا يمكننا الآن الحديث عن حضارة عربية إسلامية إلا بصيغة الماضي .فالحضارة التى يعيشها المسلمون الآن حضارة غربية فهم ينظمون مجتمعاتهم على أسس غربية من حيث القيم والاقتصاد والسياسة فقد وافقت الدول الاسلامية على الإعلان العالمي الفرنسي لحقوق الإنسان وحضرت مؤتمر حقوق المرأة فى الصين واستضافته فى القاهرة ولم تظهر سوى تحفظات قليلة مع بعض الدول التى توصف بأنها أصولية ودساتير الدول العربية فى غالبها ذات مصدر فرنسي او سويسري او إنجليزي صحيح ان بعضها يحرص على وضع مادة تنص على ان الشريعة الإسلامية هى المصدر أو( أحد المصادر) الأساسية للقوانين .لكنها مادة للإعلان اكثر منها للتطبيق ..

لقد تمت علمنة الإسلام واقعيا باختزاله فى الأحوال الشخصية مع استتناءات مهمة فى هذا المجال وبذلك تم سحبة من مجال الفعل الحضاري .وهكذا فان المسلمين الذين يعدهم صاحب صدام الحضارات خطرا على الحضارة الغربية هم فى الواقع جزء من هذه الحضارة .فالإسلام اليوم ليس سوى طقوس احتفالية تختزل فى شهر رمضان وموسم الحج .

وبخلاف ذلك يندمج المسلمون فى الحضارة الغربية قلبا وقالبا فهم يعيشون يوميا هذه الحضارة فى ملبسهم ومأكلهم ومسكنهم فى أفراحهم ...فهم يحتفلون بعيد الحب ورأس السنة المسيحية ويضعون إكليلا من الزهور على قبر الجندي المجهول ويقفون دقيقة صمت ..يطرب شيوخهم للسمفونيات وتتهافت فتياتهم على حفلات ما يكل جاكسون وينتخبون ملكات الجمال وكم رقص شبابهم مع(( جون ترافولتا)) ورأوا فى( رامبو) مثلهم الأعلى ..رجال فكر هم ممثلون للتيارات الفكرية الغربية مثلما أن رجال الاقتصاد فيهم وكلاء للسوق الرأسمالية ...

فلعل المسلمين اليوم هم الأكثر اندماجا فى الحضارة الغربية لذلك فان الصراع الذى يتحدث عنه (هنتغتون) ليس صراعا بين حضارتين وانما هو صراع بين حضارة غربية مسيطرة وذكرى لحضارة إسلامية كانت قوية حقيقة.

هذه الذكرى التى ينبغي خدمة لأغراض السوق أحياءها على مستويين متناقضين على مستوى المسلمين بصفتها مجد أضاع ينبغي العمل على استرجاعه وعلى مستوى المسيحيين بصفتها ذكرى مؤلمة تنذر بعودة الحروب الصليبية وهذا ما فعله بوش حين وصف حربه بأنها حرب صليبية .كل ذلك يدخل ضمن توظيف آلية أخري من آليات السوق فى مرحلة تطورها الإمبريالي .فأذا كانت المنافسة ضرورية لنشاط السوق وحيويتها فإن الصراع ضروري لتطور الحضارة وبقائها .

قد يجادل بعضنا بأنه إذا كانت الدول الإسلامية جزء من الحضارة الغربية الراهنة فإن هناك حركات إسلامية تؤسس أيديولوجيا على مناقضة المشروع الحضاري الغربي ...غير أن نظرة فاحصة إلى البناء الفكري والتنظيمي لهذه الحركات .بعيدا عن شعاراتها ..يظهر لنا عكس ذلك تماما فقد تبنت كلها ( من الأخوان إلى الجهاد) نظام السوق الحرة وسارت التى وصلت منها إلى السلطة على النهج البرلماني الغربي ...فقد تم ذلك فى إيران والسودان ..

لقد وقع الإسلاميون فى الفخ الذي وقعت فيه الأحزاب الشيوعية الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية فقد اكتسبت هذه الأحزاب شعبية واسعة بفعل الدور الطليعي الذي نهضت به في مقاومة النازية .كان الحزب الشيوعي الفرنسي اكبر حزب فى البلاد بعد تحرير فرنسا حيث حصل فى الانتخابات على 28% من أصوات الناخبين .لكن خطة مارشال انقدت البرجوازية الأوروبية ونهضت أجهزة الاستخبارات (والماكرتية) بدور حاسم فى تقسيم الشيوعية إلى( معتدلين) دجنهم النظام البرلماني ومتطرفين حولتهم الملاحقة الى فوضويين عاجزين عن تقديم مشروع اجتماعي بديل .وبذلك غدت الأحزاب الشيوعية الرسمية فى غرب أوروبا جزء من النظام الرأسمالي فبقبولها خوض الانتخابات تخلت عن مبادئ الماركسية الينينية ( الحزب الطليعي ,دكتاتورية البروليتاريا ,تأميم وسائل الإنتاج ,الاقتصاد الموجة) فلم تعد تحمل مشروع بديلا مادامت قبلت الاشتراك فى لعبة لم تسهم فى وضع قواعدها فاعترفت – بذلك – بالنظام الذى تدعو أيديولوجيتها إلى تدميره.

لقد تخلت الأحزاب الشيوعية فى أوروبا الغربية عن منطق الثورة لصالح يوتوبيا الإصلاح وبالتالي لم تعد ماركسية فاستفاد منها النظام الرأسمالي أيما استفادة فقد غدت مكبا لضحاياها فاستطاع من خلالها أن يؤمن معارضة تكتفى بإصدار البيانات وتنظم المسيرات والإضرابات فى حدود إدخال تحسينات لاتمس جوهر النظام الرأسمالي .

هذا الدور الذي خصصه النظام الرأسمالي للأحزاب الشيوعية فى أوروبا الغربية ( دور الاسفنجة التى تمتص غضب المظلومين ) سيؤدى سريعا الى تآكل شعبيتها وهو المطلوب . فقد عجز الحزب الشيوعي الفرنسي فى آخر انتخابات رئاسية عن تحقيق 3% من أصوات الناخبين .أما الشيوعيين الجذريون فقد اقتلعتهم أجهزة الأمن بعد ان غدوا خلايا صغيرة معزولة تعلن عن نفسها بأعمال عنف يائسة ( الألوية الحمراء . العمل المباشر, وغيرها) وظهر جنس ثالث من الشيوعيين نهضوا بدور الطابور الخامس على مستوى الفكر . فقد قدموا أنفسهم بصفتهم (( ماركسيون )) لكنهم مجتهدون ويضعون أنفسهم فوق المذاهب والأحزاب السياسية فدعوا إلى العودة إلى أصول الماركسية , مما يعنى فصلها عن اللينينية وتفريقها من بعدها السياسي الاجتماعي ليبقى ما أطلقوا عليه (( الفكر الماركسي)) نوع من الميتافيزيقيا التى تحقق للمرء الانتساب إلى ماركس دون الانتماء إلى الأحزاب الشيوعية . بل أن هؤلاء المفكرين عدوا الابتعاد عن العمل السياسي – والأحزاب الشيوعية خصوصا – الشرط الأساسي لفهم الفكر الماركسي .فطرحت مشاريع إعادة اكتشاف ماركس فى ثوب مثقف بورجوازي لامنتم . قدم هذا الاكتشاف على انه تطهير للماركسية العلمية من الأيديولوجية اللينينية البغيضة .

وبذلك أصبح بإمكان المثقف البرجوازي والطالب من الطبقة الوسطى بل والعامل أن يكون ماركسيا دون أن يكون رفيقا فى أحد الأحزاب الشيوعية أو أن يكون مناضلا فى إحدى النقابات ,يمكنه أن يكون ماركسيا على مستوى الفكر. قيم هذا المشروع ( تفريغ الماركسية من بعدها الأيديولوجي ) فى إطار علمى رصين فقد اضطلع فلاسفة( ماركسيون) بارزون بنقد الماركسية فى سبيل تجديد حيويتها ، وإعطائها بعدها العلمي الفكري الذى طغت عليه الأيديولوجية الحزبية اللينينية الستالينية . فقد زعم هؤلاء الفلاسفة (( الماركسيون )) أن لينين واستالين استغلا الفكر الماركسي لخدمة أغراضهم السياسية . فكانت مهمة التوسير , وروجيه غارودى , وهربرت ماركيوز تنقية الماركسية من (تشو يهات) لينين وستالين ..إن تخصيب الماركسية بالعقلانية الغربية بعد أن جعل منها اللاهوت الشرقي دينا جديدا فلم يكن ماركس ماركسيا بالمعنى اللينيني الستالينني . ولما كان هذا المعنى مستمدا من( رأس المال) فانه لابد ان يؤسس المعنى الماركسي الجديد ( ماركس المفكر البورجوازي ) على مؤلفات لم تدنسها الغيبيات الشرقية . وهكذا سيكتشف ألتو سير كتابات الشباب باعتبارها المعبر الحقيقي عن فكر ماركس وكأنه أحس فيما نفسه ضرورة تبرير( اكتشافاته) فصاغ مافى كتاب بعنوان : (( من أجل ماركس )) وكأن بإمكانه ان يضيف لامن أجل البورجوازية كما سيفعل محمد حسنين هيكل ضمن سياق مختلف .

وسيعمل ماركيوز على إذابة الفروق بين هيغل وماركس محاولا الإبقاء على ماركس ضمن حلقة اليسار الهيغلى نافيا بذلك ان يكون ماركس قد حقق قطيعة معرفية مع هيغل أو أن تكون الثورة الماركسية ضد أعلى العقلانية الهيغلية .

(( فالعقل والثورة )) ( هيغل وماركس) يشيران جنبا إلى جنب ..واعادة اكتشاف ماركس الحقيقي تعنى إعادة وصلة بالعقلانية الهيغلية لينتظم ضمن سياق الفكر البورجوازي الغربي وينفصل عن الأيديولوجية اللينينية الستالينية عند الغيبيات الشرقية ..بهذه الطريقة ظهر ماسمي الفكر الماركسي فى المجتمعات البورجوازية وهو نوع من الاستمناء او تحديد النسل على الطريقة الصينية إذ يمكن من خلال هذا الفكر للبورجوازية الصغيرة او الطبقة الوسطى ان تكون ماركسية دون أن تحس بتناقض بين فكرها وواقعها ,دون أن تناضل من أجل حقوق العمال او تنخرط فى الأحزاب الشيوعية ( ألم يكن انجلز صاحب مصنع ) ، إن الدليل على فهمها للماركسية فى أصالتها ونقائها هو ابتعادها عن البروليتاريا والأحزاب الشيوعية لأن هذه نتاج التشويه الأيديولوجي اللينينى الستالينى للعقلانية الماركسية .

هذا السيناريو تقريبا سيتكرر مع الحركات الإسلامية فقد عرفت انتشارا واسعا بعد هزيمة المشروع القومي فى حرب 1967 فقد أظهر الفكر القومي رغم اكتساحه الوطن العربي عجزه عن تحقيق النصر على عدو بدء ضئيلا وفشلت معظم مشاريع التنمية و أعلنت الدولة القومية عن نفسها فى شكل نظام بوليسي يحمل شعارات قومية بخلفية ماركسية ويمارس السلطة مستثمرا التناقضات الطائفية والمذهبية والقبلية فى المجتمع الذي يرعى تغييره.

فى هذا الجو الملئ بالإحباط النفسي والكبت السياسي والفشل الاقتصادي عرفت الحركات الإسلامية نموا سريعا فحاولت بعض الأنظمة تشجيعها للاستفادة من شعبيتها .

لكن الأنظمة العربية ما لبتت ان نصبت نفس الفخ الذى وقع فيه شيوعيو أوربا الغربية للحركات الإسلامية التى وقعت فيه بدورها .

، الصحراء الغربية



#لعروسي_محمد_سالم_يحظيه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- المتحدث باسم نتنياهو يكشف عن الإجراءات ضد قناة الجزيرة بعد ق ...
- نتنياهو: الاستسلام لمطالب -حماس- سيمثل هزيمة مروعة لإسرائيل ...
- فيديو: مصرع رجل في حادث غريب عند بوابة البيت الأبيض فما القص ...
- إيران تعلن موعد بدء صب الخرسانة في -جزيرة نووية- جديدة
- الإعلام الإسرائيلي يكرر مزاعمه: رمسيس الثاني هو فرعون الخروج ...
- وكالة: التشيك تستدعي رسميا سفيرها من روسيا
- الوزيرة ميري ريغيف تؤكد أن إسرائيل شنت ضربة انتقامية على إير ...
- مصر.. فتاة ترمي نفسها من سيارة بعد محاولة اختطافها والتحرش ب ...
- توغو: الرئيس غناسينغبي يضمن بقاءه في الحكم إثر فوز حزبه بالا ...
- إعلام: شبان مغاربة محتجزون لدى ميليشيا مسلحة في تايلاند تستغ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - لعروسي محمد سالم يحظيه - ربما التاريخ يعيد نفسه...على الأقل في السياسة