أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فارس الكامل - حوار في التنوير مع الكاتب والباحث الكويتي عقيل يوسف عيدان















المزيد.....

حوار في التنوير مع الكاتب والباحث الكويتي عقيل يوسف عيدان


فارس الكامل

الحوار المتمدن-العدد: 2436 - 2008 / 10 / 16 - 08:16
المحور: مقابلات و حوارات
    


حاوره : فارس الكامل
الكاتب والباحث الكويتي عقيل عيدان من مواليد 1976 حاصل على شهادة الماجستير في الفلسفة الاسلامية والفكر الديني وجدناه ناشطا ومثابرا في اشاعة روح التنوير والعقلانية ونشر مفاهيم الديمقراطية والمجتمع المدني المساواة في مجتمع صغير ومحافظ وذلك من خلال مركز الحوار للثقافة الذي يشرف عليه ويحمل في عنقه وبشكل طوعي امانة توصيل افكار فلاسفة التنوير من خلال منشورات هذا المركز ، فلا عجب ان تجده حاضرا في كل مكان له صله بالثقافة من ندوات وامسيات ثقافية و معارض كتب فهو قارئ مدقق يحمل عقلا نقديا قلقاً وشخصية متصالحة مع الكون والبشر لايصادر الاخر بل يبحث عن نقطة حوار ويبادل الفكرة باختها من اجل الارتقاء بفلسفة للتعايش تستوعب جميع اطياف المجتمع . استثمرنا وجوده في معرض الكتاب الذي اقامته رابطة الادباء الكويتيين وكان لنا معه هذا الحوار :-
- من اين اتت فكرة انشاء مركز الحوار وما هي اهدافه ؟
- إن مركز الحوار للثقافة (تنوير) يقوم على أربعة مبادئ رئيسة في تقديري، هي: أولاً، الانفتاح هو شرط البقاء؛ والانفتاح هنا بمعنى الانفتاح على متغيرات الواقع والاستيعاب الواعي/العقلاني لمقتضيات العصر. ثانياً، الابداع شرط التطور؛ إذ أن مجرد البقاء في واقع تتغير أحواله بايقاعات متسارعة وغير مسبوقة هو التخلّف بعينه، فبقدر تنوّع الأفكار التي ينتجها الإنسان وبقدر أصالتها بقدر ما يتمكن الإنسان من السيطرة على مقدّرات واقعة. ثالثاً، الغد هو الأفضل دائماً؛ إذ أن الزمن – عبر نظريات التشكّل الذاتي – يصبح عنصراً فاعلاً للتشييد والبناء وليس عنصراً للهدم والانحلال كما يعتقد أنصار الأصولية الدينية حول العالم. أخيراً، مسئولية الإنسان الكاملة وغير المنقوصة عن تقدير مصيره. بهذه الأبعاد الأربعة نحاول في مركز الحوار للثقافة أن ننهض "إنسانياً" بمجتمعنا الصغير (الكويت)، وبمجتمعنا الكبير (العالم).

كيف بدات علاقتك الاولى مع الكتاب ؟ وما هو الكتاب الذي نقل عقلك الى منطقة اخرى ؟
- لا شك أن لكل تجربة ثمارها، إلاّ أنك قد تعجب من كلامي إذا قلت لك، أن القراءة والكتاب كانت بالنسبة لي ومنذ البداية حالة انتحارية متجددة، حالة المجنون الذي لا يفسر نوباته الجنونية! ولكنه يهاجم بها العالم الخارجي بوعي. لم تكن حقيقة تجربتي بالقراءة وعلاقتي بالكتاب في يوم من الأيام خاضعة للمراسيم الجامدة، ولا للأشكال المؤبدة، إنها سطوة الغزال الجامح في غابات الحلم، شموخ امرأة أسطورية تفتح أبواب الجحيم بالتفاتة آسرة، أو تشرع مقصورات العشق القاتل في لحظة حاسمة. إن جبروت الكتاب يبدأ من قلق الأسئلة، من رؤيا تمارس حضورها "الإرهابي" لتعيد تشكيل الذي لا شكل له! والآن عن أي كتاب أتحدث؟ في الواقع من الصعوبة أن أحدد كتاب أو اثنين كا ن لهما الدور الحقيقي في أي تغير قد يكون طرأ على مستوى تفكيري، ولكن يمكن القول بأن مجموعة كبيرة جداً من الكتب قامت بالدور الفعّال جداً في تحويل رؤيتك/وعيك باتجاه الإنسان والحياة.


لماذا الفلسفة هل تجد ضالة عقلك فيها ام ماذا ؟
- في تقديري، لو أردنا أن نتعرف على أنفسنا لوجدنا أننا لا نعرف أنفسنا، أنعني نحن الذين نبحث عن المعرفة. وفي الحقيقة أننا لم نبحث في يوم عن أنفسنا، فكيف يمكن أن يتسنى لنا بأن نكتشف ذاتنا في يوم من الأيام؟ لقد قال المفكر الألماني العظيم ف. نيتشه: حيث كنزك فهناك قلبك، وكنزنا، في تقديري، حيث "تدندن" خلايا معرفتنا. ونحن نسير عبر ((الفلسفة)) باستمرار نحو خلايا النحل/المعرفة هذه. بالتالي، يمكنني القول بأن في الفلسفة بما هي "سؤال" حقيقي/عميق/دقيق/أصيل/مغاير/مدهش.. أعرف نفسي!


عندما كتب عبد الرحمن بدوي كتابه عن نيتشه كان الفيلسوف الالماني هو الواجهة لكل ما اراد ان يقوله بدوي وهذا مافعله من بعده فؤاد زكريا في كتابه عن اسبينوزا فهل كان محمد عبده هو الواجهة لما اردت قوله من افكار على لسان عبده ؟

- الشيخ محمد عبده، في تقديري، أحد أبرز الوجوه المعرفية العربية في القرن التاسع عشر/مطلع القرن العشرين، وكانت لآراءه في الإنسان والدين والسياسة .. أهمية كبيرة في شؤون الحياة، ولاسيما وأنه يمثّل المدرسة الدينية/الفقهية المستنيرة، والتي لو أنه تمت رعايتها والاستفادة منها لكان الفهم الديني اليوم أفضل بكثير جداً مما هو عليه الآن. أما حول كتاب ((العقل في حريم الشريعة: العقلانية عند الشيخ محمد عبده)) فيمكنني القول إن الكتاب حاول أن "يشتبك" مع جملة من القضايا التي لم يتناولها أحد في هذا المجال منها: العقلانية، مسألة الردة، خلق القرآن، الوحي والغيب، الثقافة والفنون وغيرها. فضلاً عن أسلوب البحث الذي قام على تتبع تفاصيل مصادر المعرفة الرئيسة للشيخ عبده والتي أهلته لتبوأ هذه المرتبة الفكرية، مثال: محاولته تعلم اللغة الألمانية، أو قراءته لعدد كبير من كتب الفلسفة الغربية..الخ. ربما كان محمد عبده "تكأة" لما أردت قوله في ناحية ما، ولا سيما في مجال محاورتي لأصحاب الخطاب الإسلامي المعاصر، عبر تقديم نموذج إسلامي مستنير.

- الدكتورة نوال السعداوي تدرّس طلابها في الجامعة درس الابداع والتمرد اذ تعتبر التمرد شرط من شروط الابداع وانت في احدى مقالتك تربط بين الديقراطية والابداع فهل لك ان تفض لنا الاشتباك وتوضح ماعلاقة هذه المفاهيم ببعضها ؟

- قضية الإبداع والديموقراطية مسألة شائكة/صعبة وتحتاج لكثير من التوضيح. ولكن، وعلى عجالة مكثفة يمكنني اختزال القضية في الآتي: يقول بعضهم إن هناك في الكتابة/الإبداع حدود لا يجوز اختراقها. أو هناك "ثوابت" لا يجوز المساس بها. لكن هل تقدر مثل هذه الكتابة – داخل الحدود – أن تقدم للقارئ/الإنسان إلاّ مزيداً من البُعد عن الحقيقة، وعن الواقع؟ وهل يمكن للكتابة المطوقة/المحاصرة/المسيّجة بمثل هذه الحدود أن تكون عظيمة؟ أو أن تضيف جديداً؟ وتحديد الكتابة/الإبداع أو أسرها ألن يكون أسراً للغة، وأسراً للإنسان؟ إن الديموقراطية، في تقديري، هي النظام الوحيد – حتى الآن – القادر على احتضان/رعاية الكتابة/الإبداع بجميع أشكالها. لأن الديموقراطية في جوهرها تقوم على التعددية والحرية، والكتابة/الإبداع لا تنمو إلاّ في تربة غنية بهذه القيم العظيمة، وهذا ما نحتاج غليه اليوم في عالمنا العربي/الإسلامي أكثر من أي شيء آخر.

- كتبت عن فتغنشتاين ومغامراته اللغوية ومنطقه الوضعي وكما تعرف فان هذه الفلسفة اللغوية تعول على المدرك الحسي وهي بذلك تشاكس الميتافيزيقا ، فكيف تخرج من هذا المازق في مجتمع لايستوعب هذه الفلسفة لتصادمها الواضح مع كل ماوراء طبيعي الذي يعتبر لحم الاديان وعظمها ؟

- لقد كنت وما أزال وسأبقى أردد قول نيتشه بأن أصل نفس الإنسان حرب لا هوادة فيها، وليس من شأنك أن تهتم بالأرباح والخسائر فهذا من شأن الحقيقة لا أنت، وأنك إذا أردت الراحة "فاعتقد" فهو لا يكلف شيئاً وإن أردت أن تكون من حواريي الحقيقة "فاسأل". ولقد كان فتغنشتاين – في تقديري – ابن السؤال البار. لقد كان السؤال يعني فتغنشتاين كما هو يعنيني لأنه صنو المعرفة بل مؤسسها، بعد أن تكون قد عبرت مراحل التشكيل الأولى، وتحددت الملامح البارزة لموادها وأصنافها حدّ الاستتباب والرسوخ في البيئة والأذهان كأنها عقيدة لا تقبل "التجديف"! فينبثق السؤال ليزلزل الأرض تحت أقدام "المؤمنين" الواثقين، ويزرع بذرة الشك في اليقين، يقين معرفة سابقة، طارحاً أفكاراً ومجترحاً استفهامات. لقد كان فتغنشتاين كل ذلك وأكثر، فكان لا بد من تقديمه للقارئ ولا سيما وأننا نكاد نجهل بصورة كلية شخصية مفصلية في تاريخ الفلسفة والأفكار مثل فتغنشتاين. إلاّ أننا ينبغي أن ندرك حقيقة ابتدائية هي أن الفلسفة – ومنها فلسفة فتغنشتاين – لا ترتاد المألوف والمعلوم، بل ترتاد القارات المجهولة وتسعى إلى اكتشافها – إن جاز التعبير – وليس للإنسان/المجتمع المعاصر صبر على ذلك. إنه لا يطيق معنا صبرا .. وهنا يمكن أن نسأل ترى هل سيتغير هذا في المستقبل؟ لا أدري ولكنني أفترض، بناء على سوابق في التاريخ، انه سيتغير، وستكون للفلسفة الوجود/الحضور اللائق بها. ولكن ينبغي للفلسفة حتى تنجح وتصل أن تقنع الناس أن الفلسفة ليس عبثاً، وانها ليس بالعمل السهل، وانها قبل كل شيء ضد "النفاق" بجميع أشكاله. ذلك أن الفلسفة ستصبح من ناحية أخرى مدعاة للضحك/الاستخفاف إن لم تقتحم جميع الجبهات، وتخلع المزاليج القديمة الصدئة، وتفتح للناس أبواب الحلم بتبديل واقعهم تبديلاً فعلياً للأفضل.


- يقول ابيقور (( ليس الكافر من يحتقر الهة الجمهور ولكن لكافر من يتبنى مفهوم الجمهور عن الالهة )) فما هو الحل بنظرك من اجل اقامة مجتمع يستوعب كل تلك الالهة ؟ وما هي اسس اقامة مجتمع يستوعب العلماني والديني ؟


- سأبدأ إجابتي من حيث انتهيت. ففي تقديري أن أول ما نحتاج إليه اليوم لتحقيق/قيام مجتمع إنساني علماني متحضر هو "الحوار". فالحوار ضرورة في المجتمع بين الفئات والأطراف والجماعات المختلفة مهما كانت أفكارها/رؤاها/معتقداتها متباعدة ومتناقضة. فالحوار خصوصية إنسانية عالية، نتعلم فيه الإصغاء إلى الآخر، والانفتاح عليه، كشفاً عن الحقيقة. ولكن، الإشكالية تكمن في أن الأصولية الدينية هي "قبر" بائس للحقيقة وللمعرفة معاً. ذلك أن الأصولية الدينية تفرض على أتباعها الاستتباع أو الاخضاع. وفيها نوع من الإكراه والقسر والإجبار، أي نوع من الاستبعاد. المجتمع – أي مجتمع – في اعتقاد الأصوليين (إسلاميين/مسيحيين/يهود..) هو، أساسياً، ينقسم إلى "مؤمنين وكافرين"، والثقافة فيه هي، أساسياً، ثقافة إيمان، وثقافة كفر. وفي مثل هذا التفكير الأصولي لا معنى للحرية، إطلاقاً. لكن هل للإنسان نفسه معنى في مجتمع يسوده مثل هذا التفكير؟!


عقيل يوسف عيدان
- باحث وكاتب كويتي (1976).
- ماجستير في الفلسفة الاسلامية والفكر العربي .
- نشر العديد من الدراسات والمقالات الفلسفية والنقدية في الصحف والمجلات الكويتية العربية .

صدر له :
- كتاب ( العقل في حريم الشريعة:العقلانية عند الشيخ محمد عبدة ) 2005
- كتاب مشترك بعنوان ( المجتمع المدني : فكر وواقع ) 2006
- كتاب مشترك بعنوان ( المراة .. الانسان ) 2007
- كتاب ( اوجه المكعب الستة : العاب اللغة عند فتغنشتاين ) 2007
- ترجمة كتاب ( الجميل والمقدس ) للمستشرقة الالمانية آنا ماري شميل 2008



#فارس_الكامل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من شارع المتنبي دخل حياتي هادي العلوي
- شارع المتنبي ذاكرة الكتب والناس
- جيش الخراف ولعبة الانتحار المدورة
- ظاهرة الانتحاريين ( عندما يختلط الدين بالسياسة )
- تاكسي خالد الخميسي وتاكسي البصرة


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فارس الكامل - حوار في التنوير مع الكاتب والباحث الكويتي عقيل يوسف عيدان