أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هادي العلي - الايمان والدين في خندقين متقابلين














المزيد.....

الايمان والدين في خندقين متقابلين


هادي العلي

الحوار المتمدن-العدد: 2431 - 2008 / 10 / 11 - 02:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ان مسالة الايمان مسألة خاصه بالانسان دون الكائنات الحيوانيه الاخرى وتعود الى قدرة الادراك عنده, فبسبب تمتعه بقدرة الادراك تلك, يميل الى تعليل كل ما يصادف في حياته من ظواهر واشياء ,فان لم يحتويها في وعيه كمعلومة او معرفه فانه يميل الى تخيّلها افتراضا, ومن اعظم المسائل التي افترضها الانسان هي مسألة الخالق لتعليل الوجود وبالتالي ما يوحيه ذلك من تقديس له ,ان عملية الادراك وعيا هي عملية جدليه في نمو المعرفه وكذا افتراضات الانسان التي تدخل في المعرفه عبر حركة تراكم المعلومات في الممارسه الحياتيه ,الا تلك الافتراضيه العظمى بوجود الخالق, فهي تبقى خارج ادراكه وعيا ,أي انها كمفهوم ليست معرفة بذاتها الا انها مفهوم مفترض في قدرة الادراك , فهي ادراك ايحائي , لذلك ان الادراك وحيا هو الشكل الاخر للادراك , أي ان للانسان ادراك وعيا وادراك وحيا ,لذلك يفهم الانسان ان الخالق لا يدخل في وعيه فهو قدرة واحيه له فقط وبالتالي فان وجود الانسان ذاته وكذلك الموجودات كلها هي نتيجة لوحيه , ان الفلسفه التي عموما عبرّت عن تلك القدرة العظمى فوصفتها بالوعي سوف تعجز حتما عن التوصل الى نتيجة ايهما اسبق بالوجود الوعي ام الماده , لذلك ان مفهوم الوحي يتطابق مع افتراضية الانسان وهو العاجز عن ادراك الخالق وعيا.
ان مسالة الايمان بالله خالق الوجود وما يضفيه هذا الايمان من قدسية له اتخذت منحيين في حياة الانسان وفي سعيه من اجل العيش في جميع الحقب والمراحل التاريخيه لتطور المجتمعات ,فاما ان يكون المنحى رافعا للاصلاح واما يكون منحى داعما للاستغلال ,فالانسان المتميز بالوعي ذات النزعه الغريزيه يدخل في صراعات مختلفه كالصراع الطبقي والصراع بين كتل الاقوام الاجتماعيه والصراع بين القديم والجديد..الخ فيوظف ذلك الايمان في المجتمع وفق طبيعة الصراع ومستوى تطوره, أي ان الصراعات هي التي تحدد الموقف وليس الايمان بذاته ,لذلك استخدم الدين كوسيلة تقدمية احيانا ووسيلة معوقة للتقدم احيانا اخرى فهو يمكن ان يكون افيونا للشعوب ويمكن ان يكون حافزا لها في النهوض , وقد عرف تاريخ البشريه نماذج كثيره في استخدامات الدين تلك , فلا غرابة ان تاتي الاداره الامريكيه في مرحلة سقوط الراسماليه العالميه لاستخدام الدين في التشبث بالبقاء كما استخدمها الاقطاع في وقته..فالدين سلاح ذو حدين ومعنى ذلك ان قوى التقدم والنهوض هي الاخرى قادره على استخدام الدين في حركة الاصلاح وتحقيق الهزيمه في قوى الاستغلال,ان ما يميز بين الاستخدامين للدين هو ازدهار الاساطيروالخرافات المفترضه في خندق الاستغلال مقابل ازدهار المعرفه والعلوم في الخندق الاخر; لذلك تبرز اهمية تاويل النصوص والوقائع والاحداث التاريخيه لتكون في خدمة الانسانيه مقابل ما تفعله الشرائح الطفيليه في تاويلاتها,لقد اثبتت التجربه الماضيه قصور قوى التغيير والتقدم والنهوض بمختلف تياراتها الوطنيه والقوميه واليساريه عجزا في مجابهة قوى الاستغلال في ميدان الدين والايمان , ان الدين والايمان هي ظاهرة موضوعيه لذلك فهي حاجة دائمة للانسان الى جانب الحاجات الاخرى.



#هادي_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو يسارا مقارعا أولى الناس بالدين جوهرا
- الدين والقوميه وفشل اليسار


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هادي العلي - الايمان والدين في خندقين متقابلين