أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - آريان محمد - تعقيب مختصر على مقطع من وجهة نظر للاستاذ صلاح بدرالدين















المزيد.....


تعقيب مختصر على مقطع من وجهة نظر للاستاذ صلاح بدرالدين


آريان محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2385 - 2008 / 8 / 26 - 04:09
المحور: القضية الكردية
    


بداية، من الأولى نشر ذلك المقطع المعني والذي ورد ضمن مقال منشور سابق للاستاذ صلاح بدرالدين عبر الانترنيت تحت عنوان " وجهة نظر حول بعض المهام العاجلة" :
"... وفي تطور ايجابي آخر أصدرت – لجنة التنسيق الكردية ( آزادي – يكيتي – تيار المستقبل ) في 21 – 8 – 2008 بيانا جاء فيه : " لذا ندعوكم ونهيب بكم الى تلبية نداء لجنة التنسيق الكردية للقيام بتجمع احتجاجي أمام منزله ( مشعل التمو ) يوم الأحد المصادف 24/8/2008 الساعة السادسة مساء للكشف عن مصيره والجهة التي اعتقلته وإطلاق سراحه فوراً " .
انها خطوة مباركة من جانب لجنة التنسيق تستجيب لجزء هام وحيوي من الواجبات القومية والوطنية في راهنية اللحظة السورية ومن باب الحرص على نجاح المبادرة السلمية وأداء رسالتها أرى اقامة التجمع الاحتجاجي المنشود أمام دوائر الدولة ( المحافظة والأقضية والنواحي ودوائر الأمن ) وليس أمام منزل المخطوف حيث من المفترض أن يكون هنا تضامنا وليس احتجاجا كما أقترح تنظيم التجمعات الاحتجاجية السلمية حتى لو كانت رمزية واضافة الى القامشلي أمام الدوائر الحكومية في عين العرب – كوباني – حيث مكان الاختطاف وكذلك عفرين وحلب ودمشق وارسال دعوات رسمية كتابة الى جميع منظمات وأفراد المعارضة العربية السورية للمشاركة في ظل خطاب سياسي موحد وفي النهاية أقترح أن يكون التحرك والاحتجاج في يوم واحد وتوقيت واحد في الداخل والخارج وليكن يوم 28 – 8 الذي سبق وحددته – هيئة العمل المشترك للكرد السوريين – كتوقيت للتظاهرة السلمية أمام سفارة النظام ببرلين ". انتهى الاقتباس.
بهذا الصدد يمكن التنويه الى بعض الأمور المعنية بالموضوع المثار كالتالي:
ـ رغم شعور العديد من المهتمين والمتابعين المعارضين الكورد والسوريين الوطنيين الآخرين وكذلك فريق 14 آذار اللبناني بل وحتى العديد من قوى الحريات والديموكراتية الأقليمية الأخرى أصلا بنوع من الحسرة خلال الأشهر الأخيرة نتيجة للتحولات السلبية( وربما المرغمة)التي طرأت على بعض المواقف الغربية، وخصوصا الأوروبية منها وبالأخص الموقف الفرنسي حتى الآن بخصوص اعادة انفتاحها على السلطة البعثية الدكتاتورية الشوفينية في سوريا والتي تجلت بدعوتها لرئيس تلك السلطة بزيارة فرنسا مؤخرا ومن ثم بعدها زيارة رئيس برلمان الاتحاد الأوروبي الى دمشق مشيدا بانفتاح سوريا وضرورة عقد الشراكة الأوروبية مع تلك السلطة بالاضافة الى الزيارات المرتقبة لرؤوساء ايطاليا، أسبانيا، ألمانيا وغيرها أيضا الى سوريا وفق بعض المصادر الاعلامية، هذا وبعد ضغوط وعزلة شديدة التي مارسها الغرب على تلك السلطة منذ عدة سنوات مضت ومعها الآمال الكبيرة التي ولدت من جراء ذلك لدى قوى المعارضة الكوردية والسورية والمجتمع معا بامكانية احداث تغيير ديموكراتي مرتقب في سوريا من ناحية.
ـ ومن ناحية أخرى لا بد من الاعتراف بالحقيقة، وهي أن مكونات حزبي آزادي ـ يكيتي الكورديين ومنذ قدوم الظرف المؤاتي خلال السنوات الأخيرة، ورغم ظروف القمع والاضطهاد الشديدين داخل الوطن قد قامت وتقوم نسبيا وفق امكانياتها المتوفرة بالعديد من النشاطات الاحتجاجية الميدانية وأمام محاكم ودوائر الدولة وفي ساحات مجلس الوزراء والحجاز في الشام أحيانا وفي ميداني فيرسية( عنترية)- هليلية وفي قلب مدينة قامشلوا عاصمة أقليم كوردستان سوريا أحيانا أخرى للتعبير عن معانات الشعب الكوردي المتنوعة ولانتزاع حقوقه القومية المشروعة, وكذلك تعرض العديد من أعضاء وكوادر حزبي آزادي ـ يكيتي للمساءلات والتوقيفات والاعتقالات ولايزال هناك حوالي ستة معتقلي حزب آزادي من الجزيرة ومن محافظة حلب وخمسة أو أكثر من معتقلي يكيتي داخل السجون السورية, أي أن هذين الحزبين وبالمقارنة مع الأطراف الكوردية والسورية المعارضة الأخرى يسخران جهودهما المتوفرة بشكل أكثر خلال الظرف المؤاتي المذكور ويشعران بشكل أكثر بأهمية ذلك الظرف قبل أن يذهب سدى.
فبالرجوع الى ذلك المقطع المعني لمقالة الاستاذ صلاح الذي يلمح الى تقصير وخوف لجنة التنسيق الكوردية، من أن تقوم باحتجاجات أمام دوائر الدولة ، بدلا من التجمع التضامني أمام بيت الاستاذ مشعل تمو، يتناقض كثيرا مع الموضوعية والصراحة وخصوصا عندما يأتي هذا الاجحاف على أساس من أحد المقربين والمؤمنين بنهج أطراف لجنة التنسيق الكوردية قديما وحديثا بخصوص استنهاض الجماهير الكوردية وبضرورة التمسك بثوابت قضية الشعب الكوردي في كوردستان سوريا!
كما أن هذا الاجحاف يأتي في هذا الوقت الذي كما ذكر سابقا، بدأ المرء يشعر فيه بنوع من الحسرة وليزيد من حجمها أيضا. وهنا أكتفي فقط بهذا القدر من التعقيب مع أمل أن يحاكم ويقيم المرء بقدر الامكان الأمور المعنية بشكل أكثر موضوعية وشفافية.

ويمكن للقراء الكرام أن يطلعوا أو يعيدوا الاطلاع على الموضع المعني التالي أيضا:

ضعف أداء الفريق المحتاج لاستراتيجية EU - USA الجديدةأضرها كثيرا

ـ ضعف أداء البعض ونفاق غبي للبعض الآخر من القيادات الشيعية في العراق المحرر
ـ هشاشة وهزالة الأداء الخجول لبعض القيادات الكوردستانية في العراق المحرر
ـ اقتصار عمل فريق 14 آذار اللبناني فقط على العمل السياسي الترفيهي والخوف الكبير من المواجهة مع قوى حزب الله وحركة أمل المضحية الفاعلة من أجل أجندتها
ـ جمود مستديم لفاعلية غالبية قوى المعارضة السورية على أرض الواقع

كما هو معلوم للكثير من المهتمين والمراقبين، ومنذ انتهاء الحرب الباردة السوداء، تسعى EU - USA جاهدة وبقدر الامكان الى ازالة الآثار السلبية بل الخطرة التي خلفتها تلك الحرب والتي نجمت خلال الصراع البارد الشديد بين المعسكرين الشرقي والغربي آنذاك. ذلك الصراع الذي كان يرغم كل منهما على تدليل وملاطفة بعض الأنظمة الدكتاتورية والشوفينية في العالم الثالث و دون الاهتمام بطبيعة تلك الأنظمة وبمسائل الحريات والديموكراتية وحقوق الانسان هناك، وذلك بغية كسب كل معسكر للمزيد من تلك السلطات الى فلكه مقابل المعسكر الآخر. ذلك التدليل الذي تلخص بتقديم وبتهيئة كل من المعسكرين لمختلف امكانيات التقوية والجبروت لتلك السلطات الفردية الأسرية الباغية، وذلك عبر امدادها, وبأثمان بخسة أو رمزية أوحتى أحيانا بشكل هبات وهدايا, بالمكننة والتسلح الثقيل وأجهزة التعذيب واعداد الكوادر المدربة وتسخير الالاختصاصيين والتكنيكيين المدنيين والعسكريين الشرقيين والغربيين لخدمة تلك السلطات وغض النظر عن الكثير من اجراءاتها وتدابيرها الاجرامية لتعبث وتقمع وتهدد بل وأحيانا عديدة لتبيد مكونات من الشعوب المقموعة والمضطهدة في العديد من البلدان الأسيوية والأفريقية وخصوصا في منطقة الشرق الأوسط, وكذلك فتح أبواب دولهما أمام تغلغل العديد من الجمعيات والمنظمات والمراكز الدينية السلفية السياسية والاستخباراتية الممولة والموجهة من قبل أجهزة تلك السلطات, وذلك عبر عقود طويلة من الزمن، الى أن أصبح كلا المعسكرين يشعر بحساسية وبخطورة تلك السلطات عليهما أيضا. هكذا الى أن حدثت تغييرات مهمة داخل المعسكر الشرقي والتي أدت أخيرا في بداية التسعينيات الى انهاء تلك الحرب الباردة السوداء، وليبدأ الغرب جاهدا بازالة تلك المخلفات السلبية وبتبني استراتيجية جديدة انطلاقا من مصالحه الاستراتيجية وبما يلائم نسبيا لمساعي نشر الحريات والديموكراتية ولطموحات الشعوب المقموعة والمهددة أيضا.
فكان قيام هذا الغرب:
- بتحرير الكويت من احتلال النظام العراقي البائد، ايجاد بعض المناطق الآمنة للكورد الجنوبيين بعد الانتفاضة والهجرة المليونية الكوردية سنة 1991 في كوردستان العراق وفق قرار دولي وحمايته( بشكل أكثر UK - USA )المستمرة لها حتى تحرير العراق سنة 2003، وذلك رغم التكاليف الكبيرة ورغم معارضة العديد من السلطات المجاورة والغير المجاورة لتلك الحماية وكذلك رغم مقاتلة PDK - YNK - PKK لبعضها البعض لسنين عديدة خلال مرحلة تلك الحماية.
ـ بتهيئة عوامل الحوار والمفاوضات بين اسرائيل وبين منظمة تحرير الفلسطينية والدول العربية المعنية، وما نتجت منها اتفاقيات كاملة وغير كاملة، لايزال هناك مباحثات جارية حولها.
ـ بتأييد انشاء دولة ارتيرية، تيمور الشرقية، حماية بوسناـالهرسك، كوسوفو وانشاء دولتها أخيرا.
ـ بتصعيد الضغوط على الأنظمة المستبدة المالكة والساعية الى حيازة أسلحة الدمار الشامل الكيميائية، البيولوجية والنووية، هذا بالاضافة الى الاهتمام الأكثر بدعم قضايا حقوق الانسان ونشر الحريات والديموكراتية في المنطقة وغيرها.
هكذا، وبعد نشوب الأحداث الارهابية 11.09.2001 في الولايات المتحدة الأمريكية من قبل مجموعات ارهابية ممولة ومحرضة بدورها من قبل بعض السلطات المعادية للغرب وللحريات والديموكراتية في المنطقة كالسلطات في أفغانستان السابقة، العراق السابق، في العديد من دول الخليج النفطية, سوريا والسودان وغيرها، سرع( بتشديد الراء) وعزز الغرب من مساعيه الجادة باحداث تغييرات مهمة أخرى كتحرير افغانستان والعراق ونسبيا في لبنان وتصعيد الضغوط الجادة على السلطة البعثية الدكتاتورية الشوفينية في سورية بل وربما في دول أخرى مستقبلا أيضا, ارغام النظام الليبي على تفكيك برنامجه النووي، تهيئة فرض اتفاقية الاعتراف بحق تقرير المصير لشعب جنوب السودان وغيرها. غير انه بعد تحرير العراق خلال ثلاثة أسابيع معدودة رغم كبره وقوته جغرافيا, ديموغرافيا وعسكريا نسبيا وبتضحية فقط حوالي ثلاثين عسكريا أمريكيا وبريطانيا آنذاك( كمعجزة العصر)، تعرضت القوات الأمريكية ـ البريطانية المحررة ـ الدولية الأخرى لاحقا الى صعوبات وخسائرة هائلة من قبل المجموعات الارهابية المتنوعة الموالية للنظام البائد والمعادية لقوى الحريات والديموكراتية والحضارة وكذلك المحرضة والممولة من قبل العديد من السلطات الدكتاتورية والشوفينية والنفطية الخليجية القبلية في المنطقة، وللأسف الشديد بغياب التعاون الجدي والمخلص للقوى السياسية والأمنية العراقية صاحبة المصلحة الأساسية في ذلك التحرير( خصوصا القوى الشيعية والكوردستانية وحتى السنية المعتدلة) مع تلك القوات المحررة لتشديد المراقبة وملاحقة تلك المجموعات الارهابية من أجل جلب الاستقرار المناسب الى العراق الجديد, الأمر الذي أدى لاحقا الى نشوء خطة بيكر ـ هملتون المعروفة السابقة سنة 2006 وأخيرا الى تعديل التكتيك وربما لا سمح الله حتى الاستراتيجية الغربية المعنية في المنطقة أيضا. هذا, علما أن هذه القوى كانت تحاول منذ عقود عديدة وبالاعتماد على بعض الأنظمة الدكتاتورية الشوفينية الأخرى القامعة لشعوبها أيضا باحداث تغيير معين في العراق وفي ظروف دولية غير مهيئة وبوجود عوامل الاقتتال والتناحرات الكثيرة بين مجموعات وأطراف تلك القوى، مما كان يؤدي ذلك الى شن حملات عسكرية رهيبة من قبل السلطات الوحشية العراقية السابقة على المناطق المدنية (وخصوصا الكوردستانية) لتدميرها وابادة وتشريد أعدادا هائلة من السكان المدنيين وحتى دون تحقيق نتائج مهمة تذكر، بينما وبعد تحرير العراق لم تتمكن تلك القوى حتى من القيام بمراقبة وملاحقة جدية لتلك المجموعات الارهابية، على أساس أنها من سكان العراق ليتمكنوا بشكل أكثر وانجح من القوات الدولية الغريبة على القيام بتلك المهمات اللوجستية والأمنية، وبالتالي قد أدت تلك الصعوبات أمام قوات التحالف الدولي بتأثير سلبي وخطير على القضية الكوردستانية في العراق وحتى في الأجزاء الأخرى أيضا. حيث أضطرت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانية على الموافقة على مطاليب القوى والسلطات المعادية للكورد، وهذه ما تجلت عبر اهمال خطة بيكر ـ هملتون لمسألة كركوك والمادة 140، تقليص صلاحيات حكومة أقليم كوردستان بخصوص مجالات النفط والعقود مع الشركات الأجنبية، مطالبة البيشمركة بالانسحاب من مناطق ديالى وكركوك وموصل، اقرار البرلمان العراقي وبغياب مندوبي الكورد بتحديد نسب مجلس ادارة كركوك المستقبلي، تنفيذ السلطات التركية لغارات متتالية على بعض مناطق أقليم كوردستان بل ولولا رفض EU - USA - RUS - NATO - IRAN مسبقا لتدخل عسكري تركي شامل في كوردستان العراق، لقامت القوات التركية بغزو شامل للأقليم وحتى كركوك ضمنا, هذا ولايزال الحبل على الجرار بخصوص تناقص دراماتيكي لحقوق الكورد هناك الى درجة انه ربما سوف تنتهي لا سمح الله بوضع مستقبلي يتم فيه أكثر فأكثر الاندماج الاختياري Integration في العراق بين الكورد والعرب والتركمان وغيرهم بعد أن كان ذلك الاندماج أو الانصهار بعنف السلطات السابقة مطلوبا، أي لا تبين اشارات وامكانيات التدرج في تشكيل تكوين كوردي كما هو مأمول منذ وقت طويل والى الآن من قبل الشعب الكوردي المهدد، وذلك اذا استمرت سياسات وأداء القيادات الكوردستانية هكذا !
أما بخصوص سياسات القيادات الشيعية المتعددة، فان قسما منها "مجلس الاسلامي الأعلى" اتصف ويتصف بالموضوعية ويستوعب أهمية تحرير العراق من حكم السلطات الشريرة السابقة ولكنه ضعيف الأداء بالتعاون مع القوات الدولية المحررة، هذا في الوقت الذي خلاله اتصف ويتصف القسم الآخر "كتيار الصدر، الدعوة وغيرها" بالنفاق الغبي منذ تحرير العراق والذي لا يهتم قيد أنملة بأهمية ذلك التحرير من قبل UK - USA بل ويحاول الغدر بذلك، وهذا ما يؤدي مستقبلا مرة أخرى أكثر فأكثر الى تقوية نفوذ السنة والسلطات السنية المجاورة للعراق كالسعودية، الأردن وتركيا وغيرها، وناسيا هذا القسم مدى الظلم والتشرد والتهميش الذي تعرض اليه المجتمع الشيعي على الأقل منذ العهد السلجوقي التركماني مرورا بالعهد العثماني السني وانتهاءا باستلام السنة السلطة في العراق منذ انتهاء الحرب العالمية الأولى وحتى تحرير العراق سنة 2003 من قبل UK - USA .
أي، أن الصعوبات الكبيرة التي حدثت من قبل تلك المجموعات الارهابية أمام قوات التحالف الدولي في العراق منذ تحريره والى الآن بسبب غياب التعاون الجدي المناسب من قبل العديد من القيادات الشيعية والكوردستانية بتأمين المراقبة والملاحقة الجديتين لتحركات وعمل تلك المجموعات، هي التي أضرت بل ربما لاسمح الله حتى الى افشال الاستراتيجية الغربية في المنطقة، هذا بالاضافة الى عوامل ثانوية سلبية أخرى منها:
ـ اقتصار أداء فريق 14 اللبناني على اسلوب السياسي الترفيهي مقابل التصعيد النشط والعملي لقوى حزب الله وحركة أمل في الشارع بفعالية وتضحية وفق أجندتها وقناعاتها، وعدم قبول ذلك الفريق بالمجابهة المناسبة مع تلك القوى وعدم تحمل وجع الرأس والابتعاد عن نمط الحياة الترفيهية، بل والاعتماد الكلي على EU- USA بالقيام بالتدخل في لبنان على حساب وجع رؤوس القوات الغربية فقط.
وهنا، ان الغرب يعلم ويشعر بذلك الوجع ويفهم معنى الرفاهية أكثر بكثير من فريق 14 آذار، كما أن الغرب يحتاج الى موجبات شرعية دولية لتدخل معين في دولة ما، رغم أنه أو بعض أطرافه بسبب احداث 11.09.2001 الارهابية قد تدخل في أفغانستان وفق قرار دولي وفي العراق دونه وذلك على خلفية تورط السلطات الأفغانية المباشر في ايواء مجموعات القاعدة الارهابية في أراضيها وتورط السلطات العراقية السابقة الغير مباشر أيضا بتقديم الدعم المتعدد لتلك المجموعات، ولا يعني ذلك بأن الغرب يجازف دوما بالتدخل في أية دولة ما لم تتوفر شروط ذلك التدخل ووفق مصالحه أيضا، هذا بالاضافة أنه بعد حرب اسرائيل ـ حزب الله سنة 2006 تمكن الغرب من عرض الوضع اللبناني على مجلس الأمن الدولي وليدرج تحت أحد بنود قرار 1701 في اطار الفصل السابع ضرورة ازالة ونزع سلاح حزب الله والميليشيات الأخرى في لبنان بأسرع وقت ممكن وعن طريق القوة اذا رفض الحزب، غير أن فريق 14 آذار وخوفا من التصادم مع حزب الله ومن وجع الرأس عارضوا ذلك وأكتفوا بأنهم معا سوف يجدون حلول تدريجية مستقبلا لمسألة تلك الأسلحة. وبهذا الصدد وبعد اجتياح قوات حزب الله لبيروت ولمناطق أخرى قبل عدة أشهر والسيطرة على العديد من مقرات ومراكز اعلام ومحاصرة وأسر العديد من رموز فريق 14 آذار داخلها ومن ثم بعد اتفاقية الدوحة وكذلك بعد أن كسر الرئيس الفرنسي ساركوزي العزلة عن السلطة السورية, سئل مسؤول أمريكي خلال احدى برامج قناة تلفزيونية بأن فريق 14 آذار بات يشعر باليأس نتيجة لتلك الأحداث والتحولات الأخيرة وعدم قيام الغرب بالتدخل المناسب ؟ فرد المسؤول الأمريكي بكل بصراحة قائلا: نعم ، ولكن علينا جميعا أن نعلم أكثر بأن الهدف لا يأتي والمرء جالسا!
بمعنى لا بد من العمل الدؤوب وتحمل وجع الرأس وأكبر من وجع الرأس طالما الكل يسعى للحصول على أهدافه وحقوقه.
ـ استمرارية الاحتجاج الصمتي المعارضي للشعب السوري المقموع والمضطهد وضعف وتشتت مجموعات المعارضة السورية واقتصار عمل البعض منها على بعض البيانات والتصريحات التقليدية دون امكانية استنهاض الجماهير الشعبية الواسعة بالتحرك العملى الاحتجاجي في الشارع داخل الوطن ، مع التقدير هنا لبعض الفصائل الكوردية "آزادي ـ يكيتي مثلا " التي حاولت وتحاول نسبيا منذ السنوات الأخيرة للظرف المؤاتي الحالي وتقوم وفق امكانياتها المتوفرة ببعض النشاطات الاحتجاجية العملية أحيانا في الشام وأحيانا أخرى في ساحة فيرسية( عنترية) وساحة هليلية وفي قلب مدينة قامشلوا عاصمة أقليم كوردستان سوريا أيضا، والبعض الآخر من المجموعات الصغيرة والأفراد المزعومين بالمعارضين خصوصا في الخارج يبحث غالبا عن الارتزاق من أي مصدر كان دون الاهتمام بأي استنهاض جماهيري في الداخل وبأي تغيير ديموكراتي حقيقي هناك، مما شكلت هذه اللوحة أيضا صدمة كبيرة لدى EU - USA بخصوص امكانية تحريك الشارع السوري وغليانه بغية توفير موجبات شرعية دولية أكثر لتصعد الضغوط والعزلة بل وربما ان أمكن احداث تدخل دولي وتغيير ديموكراتي في سوريا أيضا. حيث دون غليان ووجع الرأس بل وأكبر من وجع الرأس أحيانا وعصيانات مدنية مستمرة لا يمكن تشريع التدخل الدولي الديموكراتي هناك. وفي هذا الاطار قد دعا ويدعو الرئيس W.Bush مثلا منذ القاء خطابه القسم لولاية رئاسته الثانية سنة 2005 الشعوب المقموعة والمضطهدة بشكل عام الى التحرك من أجل التخلص من الظلم ونيل الحريات ويبدي استعداد أمريكا لمساعدتهم في ذلك، وكذلك دعا علنا في مؤتمر لقضايا التنمية والديموكراتية في التشيك وفي كونفرانس آخر لاحدى جمعيات المسلمين الأمريكيين سنة 2007 الشعوب السورية والايرانية الى التحرك والاحتجاج العلني بدلا من استمرار الاحتجاج الصمتي ومن ثم أكد بأن يد أمريكا ستكون مع حركة هذه الشعوب نحو الحرية.
وهكذا، يبدو أكثر فأكثر بأن ضعف أداء وتعاون ساسة وقادة الشيعة والكورد في العراق المحرر مع القوات الدولية بغية جلب الاستقرار هناك، كعامل سلبي حاسم، وعدم تحمل فريق 14 آذار اللبناني وجع الرأس مع الذين يتحملونه, وكذلك استمرارية اقتصار عمل المجتمع السوري على الاحتجاج الصمتي الباطني كعوامل سلبية ثانوية، قد دفع بالغرب أن يغير أجندته شيئا شيئا اتجاه الوضع اللبناني والسوري .



#آريان_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - آريان محمد - تعقيب مختصر على مقطع من وجهة نظر للاستاذ صلاح بدرالدين