أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح علي - النخب المهيمنة ما بين تنافر المواقف وسياسة الحمق















المزيد.....

النخب المهيمنة ما بين تنافر المواقف وسياسة الحمق


فلاح علي

الحوار المتمدن-العدد: 2373 - 2008 / 8 / 14 - 11:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الظواهر والممارسات الملموسة عبر التأريخ بصرف النظر عن المكان أو الحقبة التأريخية أن كثير من النخب الحاكمة قد إتبعت سياسات أضرت بمصالح شعوبها وأوطانها وأحد أسباب هذه السياسات الخاطئة هو التعنت الذي يورث خداع النفس . أي أنه يدفع إلى تقدير المواقف في ضوء أفكار مسبقة وجامدة . وتجاهل أي أفكار معارضة لها أو رفضهاوالتعنت يعني التصرف حسب الأهواء دون السماح بتغيير السلوك وفقاً للحقائق والمعطيات أو المستجدات . وتوصف السياسة بأنها حمقاء عندما تصر بعناد على إمورأو تصورات أو تقديرات يتضح إنها غير قابلة للتنفيذ , أو معرقلة للجهود المبذولة من أجل تهيأة مستلزمات لحلول عملية لقضايا موضع خلاف أو مستعصية الحل . وإذا كان بالأمكان ضرب أمثله من التأريخ حول السياسة الحمقاء فهي كثيرة . ومن الأمثله على ذلك هي سياسة هتلر وما نتج عنها من حرب عالمية ثانية والخسائر البشرية والمادية للشعوب والأوطان الناجمة عنها إضافة إلى تدمير ألمانيا وإحتلالها وتكبيلها بمعاهدات مذلة للشعب الألماني وفرض شروط الأستسلام عليها . وإن كان من مثال ملموس واضح آخر هو مثال الدكتاتور صدام حسين بسياساته الحمقاء فقد جر البلاد لأتون حربيين مدمرتيين راح ضحيتها أكثر من مليون مواطن إضافة للخسائر المادية مع حصار إقتصادي دام 12 عام كان المتضرر منه الشعب ثم أعطى ذريعة للهجوم الأطلسي على العراق وإحتلالة.



من واقع بلدنا هل النخب السياسية المهيمنة قد إفترقت عن مسيرة الحمق ؟

إن السياسة الحمقاء تعني ( فقدان المعرفة ) والكفائه والحكمة والآهلية لمن يقف ورائها وعادتاً الحمقى لم يأخذوا بالبدائل السياسية المثمرة ويتمسكوا بسلوك التهديد والوعيد ويبتعدوا عن الواقعية ويدعوا القوة والزعامة وهذا سلوك الأدعياء . وفي الأزمات السياسية والمنعطفات الحادة فبدلاً من اللجوء إلى إسلوب الحوار الهادئ النابع من مصالح الشعب والوطن وينطلق من وجود مشتركات مع الآخرين يتطلب تعميقها وتوطيدها بالحكمة والسياسة المرنة نرى الحمقى في هكذا أزمات يلجؤون إلى التصريحات النارية والتشدق بلغة الخطابات النارية التي لاتخلوا من إتهام الآخرين .

وهذا ماشهدته شاشات التلفاز في كثير من الأزمات وآخرها ( الخلاف حول قانون إنتخابات مجالس المحافظات ) . حيث شاهد الشعب الكثير من هذه التصريحات وكل خطيب يظهر بلغة مثالية كأنه صاحب حق والشعب قد عرف هذه النخب جيداً وفهمها إنها تتصارع على السلطة وبسط النفوذ بدلاً من المنافسه فيما بينها على توفير الخدمات . والأنكى من ذلك إنها قد خالفت الحقيقة السائدة وهي ( أن الأفعال تقف وراء الكلمات ولكن أظهر لنا قادة المحاصصة الطائفية والحزبية بأن الكلمات هي التي تقف وراء الأفعال وتحركها ) . إنها تخفي شيئاً عن الأنظار وهو مكشوف للشعب هو مصالحهم الضيقة .

وإلا فأن العبارات الرنانة والتشدق بالدفاع عن مصالح الشعب والوطن والتمسك بالديمقراطية يجب أن تساندها أفعال تناظرها في التأثير حفاظاً على مصداقية قائليها . بدلاً من إتخاذ القرارات المتسرعه. وأن الشعب قد أدرك تماماً من خلال التجارب المؤلمة التي مر بها أن هناك فجوة بين اللغة الخطابية وظروف الواقع العراقي . على أقل مانذكره هنا أن هذه القوى قد عجزت عن توفير الخدمات والقضاء على البطالة وإيجاد فرص عمل للخريجين وإنها قد رسخت المحاصصة الطائفية والحزبية المقيته .



السؤال الذي يطرح هو ماهي أهداف هذه الكتل المهيمنة والمتصارعة والمتنافرة ؟

تعرف أهداف الكتل والأحزاب السياسية وتوجهاتها من خلال برامجها السياسية التي تصيغها وفقاً لظروف البلد وتطرحها على الشعب للتعرف عليها وإتخاذ موقف مؤيد لها لأنها تعبر عن طموحاته . وهذه هي أحد العناصر التي تشكل قوة للحزب السياسي لأنه ليس فقط لدية تنظيم وإنما برنامج سياسي يناضل من أجله . وهذه سمة الأحزاب اليسارية والديمقراطية لأنها تؤمن بالمنافسة الديمقراطية من أجل بناء الوطن وتشييد مؤسساته الديمقراطية وإقامة نظامة الديمقراطي وتحقيق طموحات الشعب . أما دعاة المحاصصة الطائفية والحزبية من هذه الكتل فأن أهدافهم هي أنانية ضيقة هو الصراع على السلطة يتباكون على الديمقراطية في الأعلام ولكن في الممارسة هم من يساهم في إضعافها ويلجؤون لأساليب غير ديمقراطية . لأنهم عاجزون عن طرح برامج سياسية يتنافسون مع غيرهم من خلالها لكسب الناخب العراقي .



النقد الموضوعي ضرورة لتصحيح الأخطاء وتطوير الممارسات السليمة وترسيخ العمل المشترك لبناء الوطن :

النقد الموضوعي والبناء والذي يقترح البدائل هو السلاح المجرب في الممارسة الديمقراطية من أجل تصحيح الأخطاء وتطوير الممارسة ويخلق فرص للتفاغل الصادق والنزيه من أجل تعزيز الوحدة الوطنية و بناء الوطن والمواطن وإقامة دولة العدل والقانون والوجه الآخر للنقد يحتل أهمية ومصداقية وهو نقد الذات وذلك من أجل تصحيح صورة الذات من أجل الأنطلاق للعمل المتفاني مع المجموع وهذه هي من سمات حملة مبادئ النضال من أجل الديمقراطية والحرية والتقدم وتحقيق العدالة الأجتماعية. ومن سمات منتقدي الذات أيضاًهم جماهيريون ليس من خلال الموقع أو الوظيفة وإنما من خلال العطاء والنضال وهم مع الشعب في كل الظروف .

أن الواجب الوطني يتطلب من هذه النخب السياسية المهيمنه في صنع القرار أن تتفاعل مع النقد وأن تمارس نقد الذات . من أجل أن تبتعد عن الأنفراد والهيمنه وعليهم أن يؤمنوا بتجارب الحركات والشعوب بأن الهيمنه وممارسة القوة والتهديد هو ضعف وإنعزال . ومهما تكن الكتل كبيرة ومتضخمة فأن أفول القوة وأفول النجم هو وارد وأمامها التفتت والتشرذم والضعف إذا لم تعالج أخطائها وتبتعد عن التفرد وتتحمل النقد وتمارس نقد الذات وأن الشعب سيختار من يمثله عاجلاً أم آجلاً .



أخيراً أن تأجيل مناقشة قانون مجالس المحافظات إلى ما بعد عطلة مجلس النواب هو خطوة صحيحة في الأتجاه الصحيح :

وأن كان تأجيل المناقشة على القانون يؤجل إستحقاق إنتخابي إلا إنه خطوة جيدة في الأتجاه الصحيح لكي تأخذ الكتل المتصارعة فسحة من التأمل وتعيد النظر في مواقفها المتشنجه وتلجأ للحوار والسياسة المرنه وتؤمن بأن الوطن للجميع ويبنى بتظافر كل الجهود وتبتعد عن التفرد والهيمنة والتصريحات الفضفاضة (وكسر العظام ) التي ليس لهذه المفردة موقع في القاموس السياسي وتلجأ بدلاً منها إلى المساومات السياسية التي لابديل عنها وهي سلاح فعال في الأدب السياسي . تم ممارستها في ( صلح الحديبية) وفي ( صلح بريست في آذار 1918 ) وفي كل الأتفاقيات والمعاهدات والتحالفات منذ عصر التأريخ إلى الآن . ينتظر الشعب بأن تتوصل هذه الكتل إلى الأتفاق حول قانون مجالس المحافظات من خلال الحوارالهادئ والمساومات المتبادلة والتوافق السياسي ووضع مصالح الشعب والوطن فوق المصالح الفئوية والحزبية الضيقة .



#فلاح_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوى اليسار والديمقراطية وإنتخابات مجالس المحافظات
- المفاوضات العراقية الأميركية والتوازن المفقود
- رؤية حول ملامح التجديد في اليسار العراقي الحزب الشيوعي نموذج ...
- قوى اليسار والديمقراطية ودورها المرتقب
- يساريون وديمقراطيون بوصلتهم مصالح الشعب والوطن
- هل سيتوقف التدخل الإيراني في الشأن العراقي
- رؤية نقدية حول المادة الثانية في الدستور العراقي (2-2)
- رؤية نقدية للمادة الثانيه في الدستور العراقي (1-2 )
- العلمانية الديمقراطية ومشاريع الأسلام السياسي
- المشروع الوطني الديمقراطي للحزب الشيوعي العراقي هو مشروع واق ...
- القوى اليسارية والديمقراطية العراقية دورها وتأثيرها الجماهير ...
- رسالة للسيد هوشيار زيباري وزير الخارجية المحترم
- الفيدرالية كخيار ديمقراطي لحل القضية القومية في العراق - ماب ...


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح علي - النخب المهيمنة ما بين تنافر المواقف وسياسة الحمق