أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طيغوري - رحيل محمود درويش عاشق ريثا والبندقية














المزيد.....

رحيل محمود درويش عاشق ريثا والبندقية


محمد طيغوري

الحوار المتمدن-العدد: 2372 - 2008 / 8 / 13 - 11:11
المحور: الادب والفن
    


لم ننسى بعد فاجعة وفاة المفكر الموسوعي عبد الوهاب المسيري أوائل الشهر الماضي ـ 03 يوليوز ـ بإحدى مستشفيات القاهرة بجمهورية مصر العربية، حتى أطلت علينا وسائل الإعلام مساء يوم السبت 09 غشت بنبئ وفاة عملاق من عمالقة الشعر الحديث وأحد أهم الشعراء المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن ولن نبالغ إن قلنا إنه أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه. إنه الشاعر الفلسطيني الملتزم محمود درويش الذي كرس حياته للنضال من أجل قضية شعبه العادلة التي كانت دائما قضيته التي حوكم و سجن وطرد وشرد... من أجلها. لقد توفي من استعمل الحبر و القلم سلاحا إلى جانب حجارة ورصاص المقاومة في سبيل إسماع العالم صوت قضيته التي طال عليها الأمد.

رحل ابن فلسطين وليد قرية البروة في الجليل الغربي عام 1942 التي غادرها بعد أن دمرت من قبل المغتصب إلى لبنان سنة 1948 ليعود لوطنه الذي فرضت عليه داخله الإقامة الجبرية لمدة 11عاما ـ 1961 / 1972 ـ قبل أن يلجأ إلى مصر ليلتحق بمنظمة التحرير التي صار عضوا في لجنتها التنفيذية غير أن تلك العضوية لم يدم طويلا فقد استقال منها احتجاجا على اتفاق أوسلوا. شغل الفقيد منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر مجلة الكرمل، وأقام في باريس قبل عودته إلى وطنه حيث دخل إلى فلسطين بتصريح لزيارة أمه، وفي فترة وجوده هناك أقدم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي على تقديم اقتراح بالسماح له بالبقاء في وطنه، وقد كان له ذلك بالفعل.

شاعر وأديب ترجمت أعمال جل أعماله التي منها عصافير بلا أجنحة، عاشق من فلسطين، يوميات جرح فلس كل يخلده عمله وليس تمثالا يقام على لحده. بقدر ما سيبقى شعر محمود درويش حيا طيني، محاولة رقم 7، أحبك أو لا أحبك، شيء عن الوطن، لا تعتذر عما فعلت، بطاقة هوية... (أشعار) وداعاً أيها الحرب وداعا أيها السلم، في حضرة الغياب، لماذا تركت الحصان وحيداً، عرائس... (مقالات) لما يقارب 22 لغة، وحصل على العديد من الجوائز العالمية كجائزة لوتس ـ1969ـ و جائزة البحر المتوسط ـ 1980ـ وجائزة ذرع الثورة الفلسطينية وجائزة لوحة أوربا للشعر ـ1981ـ وجائزة لينين في الاتحاد السوفياتي عام 1983 و ... إن لم يقم هذا الرجل بشيء فيكفيه أن يكون كاتب إعلان استقلال فلسطين الذي تم إعلانه في الجزائر عام 1988.

محمود درويش ذاك الشاعر الذي استطاع أن يعطى للشعر العربي معنى وحيوية جعلت الكثير من عامة الشعب الفلسطيني والعربي تتذوق حب الوطن بواسطة الشعر، إنه ورقة من الأوراق سقطت و شمعة انطفأت من بين تلك الشموع القليلة التي تشع في الساحة العربية، غير أن ما أنتج لم ولن ينطفئ على مر الزمان، وذلك ببساطة لأن سلطة الموت التي استطاعت القضاء على كل السلطات مهما كانت (سلطة الجاه، المال...) لم تستطع التغلب على سلطة الإبداع التي تمكنت من الوقوف صدا منيعا أمامها. فما أظن الذاكرة تنسى قصائد ظلت محفورة فيها منذ الصبا ك "علقوني على جدائل نخلة" و "أنا عربي" و "أحمد الزعتر" و "خطاب الديكتاتور" ... ومن نسي القصائد فلن ينسى ما لحنه فنانون من أمثال الفنان اللبناني مارسيل خليفة و الشيخ إمام و غيرهم. أغاني يحفظها الكبير والصغير مثل "أحن إلى خبز أمي" و " ريثا " و " أنا يوسف ".

غادرنا من يعتبر العذاب الحقيقي هو أن تكون خالدا في سجن الحياة، بل تساءل ذات يوم في إحدى قصائده ـ قبل أن يكون الأمر حقيقة ـ إذا قيل لي: ستموت هنا هذا المساء فماذا ستفعل في ما تبقى من الوقت؟ سأنظر في ساعة اليد وأشرب كأس العصير و أقضم التفاحة، ثم أطيل التأمل في نملة وجدت رزقها... لأمشط شعري في الأخير وأرمي بالقصيدة في سلة المهملات وألبس أحدث قمصان إيطاليا وأشيع نفسي بحاشية من كمنجات إسبانيا ثم أمشي إلى المقبرة.

رحل شاعر خلد نفسه بأقواله الشعرية التي لم يحد عنها قط فهو القائل في إحدى قصائده " لن أساوم وإلى آخر نبض في عروقي سأقاوم" " بدون الذاكرة لا توجد علاقة حقيقية مع المكان"... وبالفعل صدق فقد ظل وفيا وملتزما بما يقول الأمر الذي مكنه من تخليد نفسه بنفسه من خلال أعماله التي ستظل حيتا، قبل أن يخلده غيره بالأحجار و التماثيل إذ ذكر مسؤول فلسطيني أن السلطات تعتزم إقامة نصب تذكاري عند قبره يخلد أعماله وتمثالا له.
يقول درويش في قصيدته " لا تضعوا على قبري البنفسج"
وكأنني قد مت قبل الآن ...
أعرف هذه الرؤيا، وأعرف أنني
أمصي إلى ما لست أعرف
ربما ما زلت حيا في مكان ما وأعرف
ما أريد ...
أيها الموت انتظرني خارج الأرض،
انتظرني في بلادك، ريما أنهي حديثا
عابرا مع تبقى من حياتي
أيها الموت انتظرني حتى أعد
حقيبتي: فرشاة أسناني وصابوني



#محمد_طيغوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد طيغوري - رحيل محمود درويش عاشق ريثا والبندقية