أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سامي مهنا - لعلّ واحدٌ غيرك إلى محمود درويش














المزيد.....

لعلّ واحدٌ غيرك إلى محمود درويش


سامي مهنا

الحوار المتمدن-العدد: 2371 - 2008 / 8 / 12 - 10:47
المحور: سيرة ذاتية
    


هيَ خسارةٌ أخرى، وفجيعةٌ أخرى، وموتٌ آخرُ يعتدي علينا دون سابق إنذارٍ، ولا يمهلنا ولا يمهلكَ الوقتَ الكافي، كي نعود إلى الوراء ونرتّبَ العلاقة مع الأحداث ومع أنفسنا، دون أن نظنَّ أنّ من نحبّه باقٍ كحبّنا لهُ أو أكثر.
خضراءُ أرض قصيدتكَ كما قلتَ، خضراء، ولكنَّ الموتَ مصابٌ بعمى الألوانِ، هو ممحاةٌ لا تعرفُ القراءةَ، وإنّما تعرفُ أنّ حبرَ العظماء لا يُمحى. فهو المجرّبُ العارفُ، الخائف من الخلود والخالدين. فتذكّر أيهّا الموت ما قالهُ لك أحد هؤلاء مرّةً : "هزمتكَ يا موتُ الفنونُ جميعها". فتذكّر وتذكّر، ولا تظنّ أنكّ منتصرٌ، فلهُ بيننا مشاوير جديدة تخرجُ من بين القصائد التي لا تستنفدُ، فدائمًا نجدُ في الأفق العميق مكاناً جديدًا وفي النبع ماءً آخر وفي السماء نجمةً أخرى، فقصيدةُ محمود درويش لا نهائيةُ المعنى، لأنّ المعنى في الأرض البركانيةِ عدوٌ أبديٌ لهدوء السطح. ولا نهائية الصورة فصورها تتغيّر كلّما تمعّنا في التجدّد الذي ينبع منّا بعد كلّ دورةٍ جديدةٍ لفصول الجمالِ في أعماقنا. ولا نهائية الإيقاع، فالنبض يختلفُ حين تبتسمُ الحبيبةُ القديمةُ ابتسامةً جديدة.
قلتَ قبل وقتٍ قصير إنّك ستكتب أكثر للحبّ وللإنسانية والربيع والجمال، ومرةً أخرى نرى أنّ الأقدارَ تستكثر على الفلسطينيِّ أن يتفرّغَ للحياة، فإمّا أن يتفرّغ للمأساة أو أن يتفرّغَ للموت.
محمود درويش الشاعر الرمز الذي رفض الاتكاء على مساند اسمهِ وقضيته، وظلّ يبحثُ عن القصيدة الأجمل بقلق البراكين وحماسةِ العواصف وهدوء النخيل.
حمل على كتفٍ وطنًا ضائعًا ينتظرهُ، وعلى كتفٍ قصيدةً مفقودةً يبحثُ عنها.
علمتنا يا معلمّنا أن الإنسان تطوّرٌ لا يُحد، وأن الوطنَ بناءٌ لا ينتهي، وأنّ القصيدةَ حلمٌ لا يكتمل، وأنّ الحياةَ نبضٌ لا يصمت.
قلتَ يومَ حاصركَ الموتُ ولم يستطع أن يُدخلَ من بوابة ضعفك الجسديِّ حصان طروادة: "ساعتي لم تأتِ بعدُ. ولم يحن وقتُ الحصاد... لعلّي واحدٌ غيري"...
فلعلَّ واحدٌ غيرك مات.
لم يمت محمود درويش.




#سامي_مهنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - سامي مهنا - لعلّ واحدٌ غيرك إلى محمود درويش