|
تنويعاتٌ تَشبهُ الهَذَيان
يحيى علوان
الحوار المتمدن-العدد: 2367 - 2008 / 8 / 8 - 03:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بلا مطرٍ ، سقفٌ من سَحابٍ لبلادِ الرافدين..،العصيَةِ على التوصيف..،الصغيرةِ مثل حبَّةِ شعير..،الغنيةِ ، المُزَخرَفَةِ كطاووس..، المطوَّقةِ ، الممزقةِ بكمائن الماضي الجديد..، السبَيَّةِ عبرَ الزمان ..، بلادُ الرافدينِ حرةً غدَت الآن..، نعم ، هي حرَة .. !.. لها حريةُ الانزلاقِ والانفلاقِ والاحتراق..، ما أَسعَدَها بلادُ الرافدَينِ تُطَلِّقُ أَهلَها دونَ صَداق ... ! .. لا نَزالُ نُحِبُّها ، لَوثةٌ َورثناها... وإن إِنتَبَذَتنا البلادُ إلى المجهول ..، نُحِبُّها ،.. إن مَسّنا رَذاذُ حَفيفِ ذكرى ، ينتفضُ القلبُ من يَبسٍ ، ويَرقُصُ الخيالُ تائباً إلى منابِعه الأولية ... كأسَينِ أشرَبُ ، كي أُبقي على الحيادِ الخيال ، فأُبعِدُهُ عن المَجاز ، حتى لا أَبولَ على "اللا بديل"!! * * *
الوطنُ عُرضَةٌ ل"الاستقلال" على طاولةِ "المفاوضات"..! ..و"الاستقلالُ" مَعروضٌ للتوبَة...فلا أَحَدَ يستقِلُّ ولا أَحَدَ يتوب..!..ولا أَحَدَ يغضَب ، لأنَ الغضَبَ يُزيلُ الخوف ..ولا أَحَدَ يستطيعُ العيشَ من دونِ خوف ... فكيفَ السبيل ...؟! ف"الاتفاقية الأمنية" تُطالبنا عملياً ، وإلى زمنٍ نجهله ،بأن نُقايضَ موتنا "الآمن" بحياة المحتلين الموتورة ، كأَنَّ علينا إنقاذ الاحتلال من مصيره...! * * *
إذا ما تَساءلتُ مُتململاً ، وبسذاجة ، ماذا يُريدُ المُحتَلُّ في وطني ! سأُتّهَمُ فوراً بالإرهاب و"الصدامية" ...وما أدراكَ بماذا ...! لأنَّ سؤالاً كهذا ، تجديفٌ في نظرِ مَن باعوا وبايعوا... ذلكَ أَنَ شرعيَّةَ أَيَ فَعلٍ أمريكيٍ تأتي من "امتلاكه حقاً لا يمتلكه سواه"!**فهو ليس كبقيةِ خَلقِ الله ، خارج القوانين والأعراف الإنسانية والدولية ...تماماً مثل أبناء عمومتنا !! ليس مهماً ما سيُقالُ عنّي ، فأبسطُ ما يمكنُ أن أقوله للمحتل ، دون أن أكون " إرهابياً": "أخرج من بلادنا ، أخرج من هوائنا ومن حياتنا.. وتَفضَّلَ علينا بأن تأخذ زِبالتَكَ معك ، ll
مِمَّن داهنوكَ وصفّقوا لكَ ، خذهم معكَ دون أن تستَفِزَنا بإبقائهم بيننا..." ...وسأعرضُ على بوش" الفهيم " وسواه ، مقايضة ، بأننا " سنُفَكِّكُ خطابَنا هذا ، مُقابلَ أَن يفكَّكوا قواعدهم ومعسكراتهم في بلادنا " ، بل أَعِدُهم بأننا ، وبنفس الحماسة والشهامة ، "سنحتجُّ إذا ما غزَت قواتُ بلادنا بلادكم ودكَّت طائراتنا مُدُنَكُم وضواحيكم....!!" * * * العجيب ، ليس في الاحتلال الأجنبي ، إنما تَقهرُني تلك العقول السائدة ، التي تدعو إلى الامتثال المَدّاح لما يُفرَضُ علينا من سكينةِ القَهر ...أَن نكونَ طيّبين ، طيّعين ومتحَضّرين!! أَن نفسحَ في المجال للمحتلّ وزبالته بالترَبُّعِ على أقدارنا ومستقبلنا...لأنها أوكلت مهمة الصراع مع المحتل ، من الحاضرِ إلى غيبٍ لا يُدرَك ...وإلى أجيالٍ لم تُولَدُ بعد...واكتَفَت بملاحقَةِ فكرة السيادة والتحرير ، باعتبارها المسؤولة عن جفاف الرغيف ومياه الشرب... عُقولٌ أسّسَت ، في سياقٍ طائشٍ ، لانتهازية ِ تحالفاتٍ ، هي مُقَدِماتِ الانتحار الذاتي والاغتيال معاً ...بلا شروط تفاوض ، وبتبرُّعٍ كريمٍ في هجاء الذات والذكرى ، علَّها تٌؤخّرُ عمليةَ الذبح !! لذلكَ لم يَعُد في وُسعِ أَحَدٍ إدعاءُ اللا فهم أمام "سريالية" سياسية تُنتِجُ موتاً فاضحاً... فالمشهدُ واضحٌ ..والقَتَلَةُ واضحون..حلفاءُ القَتَلَةِ واضحون..وأصدقاءُ حلفاء القتلة واضحون أيضاً ، لمَن يُريدُ أن يرى ...!!
أَي ، نعم ! كلُّ هذا وأزيَد ، يجري في بلاد الرافدين لينسجمَ مَشهَدُ الجريمةِ مع حوافِزِها ، ويختَلِطُ الوضوحُ النافِرُ مع الغموضِ الأشَدُّ وضوحاً لخارِطةِ قوىً ، تُمَزِّقُها صَلابةُ القوى الماضويِّة والقومانية الأشَدُّ إِخلاصاً لمشروعها المنخور ، في زمن مائعٍ ميوعةَ التحالفات اليائسةِ البائسة ، منذُ أعتَذَرَ الوعي عن شبابه ، ودخلَ "شيخوخة الفِكرَة"!!
لكن ، لابُدَّ أن يكونَ لنا قَمَرُنا الأرضي ..، عندها سيصعدُ الإلهام من الأرض ، بَدَلَ أن يهبِطَ من السماء ، عندما يرجِعُ الوعي إلى أصله...، بعد أن قامرَ كثيرون على ولادة المستقبل من هذا الحاضرِ ، المفتوح على أنفاقٍ لا نهايةَ لها...! ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** النازية الألمانية ، رفعت في الحرب العالمية الثانية شعار " من ليس معنا ، ضدنا " أعاد بوش الابن استخدامه (ي.ع)
#يحيى_علوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وطنٌ يُضيره العِتابُ ، لا الموت !
-
قناديل بشت ئاشان _ نقرٌ على ذاكرة مثقوبة
-
تيتانك والجوقة !
المزيد.....
-
اقتلعها من جذورها.. لحظة تساقط شجرة تلو الأخرى بفناء منزل في
...
-
هيئة معابر غزة: معبر كرم أبو سالم مغلق لليوم الرابع على التو
...
-
مصدر مصري -رفيع-: استئناف مفاوضات هدنة غزة بحضور -كافة الوفو
...
-
السلطات السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق
...
-
ترامب يتهم بايدن بالانحياز إلى -حماس-
-
ستولتنبرغ: المناورات النووية الروسية تحد خطير لـ-الناتو-
-
وزير إسرائيلي: رغم المعارضة الأمريكية يجب أن نقاتل حتى النصر
...
-
هل يمكن للأعضاء المزروعة أن تغير شخصية المضيف الجديد؟
-
مصدر أمني ??لبناني: القتلى الأربعة في الغارة هم عناصر لـ-حزب
...
-
هرتصوغ يهاجم بن غفير على اللامسوؤلية التي تضر بأمن البلاد
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|