أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد أحمد المدهون - صوت الشعب: ابنٌ بار، لأبوين ضالَّين!














المزيد.....

صوت الشعب: ابنٌ بار، لأبوين ضالَّين!


محمد أحمد المدهون

الحوار المتمدن-العدد: 2365 - 2008 / 8 / 6 - 07:21
المحور: الصحافة والاعلام
    


وُلد صوتُ الشعب عام 2006، بعد انتخابات المجلس التشريعي -التي غيَّرت الخارطة السياسية الفلسطينية- بشهرين، وُلد من رحم المعاناة، من بداية الأزمة، منذ الشرارة الأولى التي انطلقت لثورة الفلسطينيين على أنفسهم. انتمى لفلسطين، لمحمدها ومسيحها، لفتحاويِّها وحمساويِّها، لكل فلسطينيٍ ينطق ويثرثر، ولكل فلسطينيٍ صامت، لا يدري ما يفعل، في ظل حالة التفسُّخ التي بدأت تعيشها قضيتُه إلى أن انشطرت إلى نصفين، ففرقنا عدوُّنا وسادنا.

عام 2006م.. كان الزواج في أسوء فتراته، ما بين فتح الأب وحماس الأم، وفي روايةٍ أخرى أن حماس هي الأب وفتح هي الأم، صدِّقوني لا يهم، لكنني أقول ذلك خشية أن أحسب على أحدهم.. كان الزواج الذي عُقد بينهما بشهادة الفلسطينيين والعرب وكل أحرار العالم؛ وبمهرٍ غالٍ هو دماء الشهداء، وآهات الجرحى، وعذابات الأسرى، وصرخات المكلومين والأرامل؛ وفي صالة عرس الشهادة التي اسمها فلسطين، الأرض المُغتصبة، والدولة المارقة التي تحتلُّها.. كان هذا الزواج يسير في طريقٍ اتضح أن نهايته مسدودة، ولا يمكن أن يستمر.. وكان الأبوان، وللأسف.. قد أنجبا ابناً آخر من بين مئات الآلاف من الأبناء الذين أنجبوهم من رحمهم الولاد، الذي لا يلدُ إلا العظماء.. هذا الابن هو "صوت الشعب".

انتهى الأمرُ بالطلاق.. وحدث الانفصام والتشظي والتشرذم والتفسخ والانقسام.. فتاه الإبن وحار، مع من يقف؟، أمع أبيه أم مع أمِّه؟!.. أراد كلٌ من الأبوين أن يضمَ ابنه في كنفه، ليطبل له وليزمر، وليقول إن الطرف الآخر هو المخطئ، فيتنكر له، وعليه يتجبر.. أبى "صوت الشعب" أن يطبل للسلطان.. أياً كان!، فصفعه أبوه في المرةِ الأولى، على الرُغم من أنه لا زال رضيعاً لا يستطيع السير على قدميه، وقد كان عمره يومئذٍ 7 أشهرٍ ونصف فقط.. بعد ذلك، عاد الأبُ واعتذر لابنه.. وحاول طبطبة جراحه ومداواتها، وقد نجح جزئياً في ذلك.. لكن، وبعد 8 أشهر، عادت أمه لتوجه له لكمةً أردته مقعداً لأكثر من ستة أشهر، وهو الذي كان لتوِّه قد استطاع الوقوف على قدميه. انتهت فترة العلاج، ليقوم الابن.. أي "صوت الشعب" مرةً أخرى، ويقف على قدميه، مرةً أخرى، وهذه المرَّة، أصر أن يبتعد عن استفزاز أبويه، وأراد أن يظهر على بُعد نفس المسافة من كليهما، بيد أنَّ بعض الظلم الذي وقع من أمه، والذي حتم على ضميره أن يتحدث به، وأن ينتقده، وأن يسعى لإيقافه.. جعلَ هذه الأم تعتقد أن الابن عاد فحاد عن الطريق السليم، الذي رأته هي وحدها من الزاوية الوحيدة التي تنظر منها سليماً، كأي امرأةٍ تطلب الطلاق من زوجها.. فعادت وأسدته لكمةً على قفاه، أخرسته لمدةِ أيامٍ معدودات..

هذه قصة طفلٍ اسمه "صوت الشعب"، بقدر ما قسا عليه أبواه، بقدر ما زاد تعلقاً بهما، وحباً لهما، وعملاً على إعادة لحمتهما، وتوحيد صفِّهما، وترميم سمعتهما وسمعة قضيتهما الواحدة.. هذا الابن الذي رأى أن انفصال الأب والأم عرَّى ظهرَ شطري الوطن أمام المحتل، فبات ظهر غزة عارياً أمام المحتلين، ليقتلوا خلال ساعاتٍ معدودات في محرقة شمال القطاع، عدداً من الشهداء، لم يسقط مثيلاً له منذ حرب الأيام الستة... هذا الانفصال، الذي عرَّى ظهر الضفة أمام محتليها، فغرسوا في أحشائها أكثر من 630 حاجزاً إضافياً، وتضاعف فيها الاستيطان عشرات المرَّات، وزاد تهويد القدس فيها؛ وقد استغلَّ العدو انشغال أهل الدار بقتل بعضهم البعض!

لا زال صوت الشعب حياً، ولم يرتكب أحد الأبوين الجريمة الكبرى حتى اللحظة.. هو كان في كنف أبيه في الأشهر الأولى بعد الطلاق، والآن يعيش في كنف أمِّه، القاسية جداً عليه.. لكن حلمه الأكبر، والذي سيظلٌّ يسعى للعمل على تحقيقه، هو أن يرى أبويه، كليهما، يحتضنان بعضهما البعض مرةً أخرى.. ممنياً نفسه ألا تعاجله ضربة قاضية قبل ذلك تودي بحياته إلى الأبد.. لكنه الشعب، ويقولون إن الشعب "ما بيموت"!



#محمد_أحمد_المدهون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة إذاعة منكوبة... إلى متى يا جلادي؟!
- رسالة إلى د. وليم نصَّار.. مع التحية والإكبار! (رداً على مقا ...


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد أحمد المدهون - صوت الشعب: ابنٌ بار، لأبوين ضالَّين!