أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو علان - التجربة الدنمركية- في رام الله هذه المرّة















المزيد.....

التجربة الدنمركية- في رام الله هذه المرّة


محمد أبو علان

الحوار المتمدن-العدد: 2363 - 2008 / 8 / 4 - 10:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


التجربة الدنمركية" كان عنوان فيلم للكوميدي المصري الكبير عادل أمام عرض من خلاله التباين بين الثقافة العربية والغربية في بعض القضايا الاجتماعية، وعرض من خلاله الصورة الشكلية التي من خلالها يحكم الغرب على مدى نيل المرأة لحقوقها وحريتها في العالم العربي، والتي يقصد بها الحرية المطلقة المجردة من أي ضوابط أو قيم تحافظ على كرامة المرأة.
ومن مدينة رام الله وتحت رعاية الممثلية الدنمركية ووزير التعاون الدنمركي انطلقت حملة الشعلة تحت شعار " حق المرأة الفلسطينية في الحياة"، انطلقت الحملة، والهدف من الحملة " تجديد الأنظمة والقوانين، والرقي بالوعي الاجتماعي حتى نتمكن من حماية المرأة من الظلم الاجتماعي، وأشاروا إلى الحاجة الملحة لحماية المرأة وحقها في الحياة، وعدم قتلها على خلفية ما يسمى بقضايا الشرف".
من يقرأ تفاصيل وأهداف هذه الحملة يخرج بانطباعيين أولهما أن المرأة الفلسطينية لا زالت تعيش عصر العبودية في فلسطين، وأن النساء في فلسطين يذبحن على قارعة الطريق يومياً بسبب ما يسمى بجرائم الشرف، وخاصة أن في الحملة شركاء فلسطينيين وعلى رأس هؤلاء الشركاء سياسيون وبرلمانيون وجمعيات يفترض أن تكون المبادرة منهم في سن القوانين ووضع الأنظمة التي تحمي المواطن الفلسطيني بإناثه وذكورة وعلى كافة الصعد الاجتماعية والاقتصادية والصحية ...الخ.
وباعتقادي إن مثل هذه الحملات تأتي لصرف النظر عن القضايا الجوهرية والأساسية التي تهم المجتمع الفلسطيني برمته، وتهم قطاع المرأة الفلسطينية على وجه التحديد، فعلى الرغم من أهمية الوقوف في وجه موضوع قتل النساء على خلفية الشرف، ورفض مثل هذا النهج في معالجة الأمر، هناك قضايا جوهرية وأساسية ذات أهمية في حياة الشعب الفلسطيني والمرأة الفلسطينية التي يجب أن يكرس الاهتمام بها وذات علاقة بالقضية الوطنية.
إلا أن سياسية الدعم الأوروبية والغربية تتركز في بعض الأمور الداخلية الفلسطينية وتبتعد عن دعم القضايا الوطنية والسياسية، وكأن الهدف تغييب القضايا الوطنية لصالح قضايا ثانوية، فالمرأة تعاني في المجتمع الفلسطيني بشكل لا يقل عن معاناة الرجل بسبب سياسية الاحتلال القائمة على القتل والتدمير ومصادرة الأراضي.
ففي الانتفاضة الفلسطينية الثانية فقط سقط (314) شهيدة فلسطينية حتى حزيران 2008 بفعل نيران الاحتلال وجرائمه، وأكثر من مائة وعشرون أسيرة فلسطينية يعانين في السجون الإسرائيلية وبينهن من هن محكومات لعشرات السنيين، ويواجهن شتى صنوف العذاب والإهانات اليومية من سجاني دولة الاحتلال الإسرائيلي، وفي الأسابيع الأخيرة اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي عدد من النساء الفلسطينيات منهن من يشغل مناصب في المجالس البلدية والمجلس التشريعي الفلسطيني، ولم نسمع من الدول "الحريصة على حقوق الإنسان وحقوق المرأة" غير بعض التصريحات الخجولة التي تنم عن تواطؤ غربي لا بل عالمي مع ما تقوم به دولة الاحتلال، فإن كانت الدنمارك حريصة على حق المرأة الفلسطينية في الحياة فعلاً عليها أن تقف مع حقوق المرأة الفلسطينية السياسية وحقها في الحرية من نير الاحتلال أولاً، لا أن تصب جام جهدها على قضية يمكن معالجتها بقوانين وأنظمة فلسطينية حال قدرة الشعب الفلسطيني على ممارسة حياته كبقية شعوب العالم الحرة التي تستطيع سن القوانين والأنظمة الضابطة لكافة جوانب الحياة ومنها قضية قتل النساء على خلفية شرف العائلة.
في المقابل فاقد الشيء لا يعطيه، فقبل أن تحرص الدنمارك على حقوق المرأة في فلسطين عليها أن تنصف النساء وتمنحن حقهن في الحياة داخل حدودها أولاً، فتقرير منظمة العفو الدولية للعام 2007 عرض صورة الحياة للمرأة في الدنمارك والذي يشير ليس للظلم فقط بل لسياسية عنصرية تجاه المرأة من غير الأصول النرويجية، وورد في تقرير منظمة العفو الدولية " فحصت "اللجنة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة" التقرير الدوري السادس المقدم من الدنمرك، وأعربت عن القلق بشأن مستوى العنف ضد النساء والفتيات؛ والاتجار في النساء والفتيات؛ وبشأن طول "مهلة الحسم"، والتي تعني ترحيل النساء اللاتي تم الاتجار بهن تلقائياً إلى بلدانهن الأصلية بعد 30 يوماً. كما سلطت اللجنة الضوء على المخاطر التي تواجهها الأجنبيات المتزوجات من دنمركيين، ممن حصلن على تصاريح إقامة مؤقتة لدواعي الزواج، ويتهددهن خطر الإبعاد إذا ما غادرن منزل الزوجية بسبب تعرضهن للعنف على أيدي أزواجهن".
والغريب إن الكثير من مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية يركبن هذه الموجه بسرعة فائقة ويسارعن بتبني تلك البرامج الواردة من الدول الغربية دون فحص مدى جدواها وأهميتها لواقع المرأة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذا يعود إلى أن الكثير من مؤسسات المجتمع المدني الفلسطينية وخاصة تلك العاملة في مجال حقوق المرأة وتمكين النساء تفتقد لبرامج عمل وأولويات فلسطينية بحته، بل مرتبطة بالممول وشروطه وبرامجه لا أكثر ولا أقل.
والملفت للنظر أيضاً أن عدد من القادة السياسيون والمشرعين الفلسطينيين كانوا في استقبال حملة شعلة حق المرأة الفلسطينية في الحياة، فأين كان هؤلاء السياسيون غائبين طوال هذه الفترة؟، أليس هم القادة والمشرعون المطلوب منهم وضع الأنظمة والقوانين لحماية المواطن الذي أوصلهم لهذه المواقع القيادية والتشريعية؟، فبدلاً من مشاركتهم بمثل هذه التظاهرات والبرامج الموجهة عليهم قول كلمتهم والقيام بدورهم في المكان والزمان المناسبين لا أن ينتظروا مبادرات دنمركية وغير دنمركية للقيام بواجبهم تجاه المرأة الفلسطينية وحمايتها.
بالتالي على مؤسسات الشعب الفلسطيني بشقيها الأهلي والمدني أن تعمل على تحديد أولوياتها وفق احتياجات وظروف الشعب الفلسطيني، وأن تأخذ هذه الأولويات والبرامج التوعوية والتثقيفية المرتبطة بها المورث الديني والثقافي والاجتماعي الخاصة بالشعب الفلسطيني، لا أن تكون سطوة الممول وتوجهاته الفكرية والعقائدية هي التي تحكم وتحدد أولويات هذه المؤسسات ونظام عملها وبرامجها، وعلى السلطة الوطنية الفلسطينية أن تضع الأنظمة والقوانين التي تحدد إطار لعمل المؤسسات الأهلية وآلية التمويل وأوجه صرف هذا التمويل لكي لا تتحول بعض المؤسسات الأهلية لأذرع منفذه لسياسية لا تخدم المصلحة العامة.

http://blog.amin.org/yafa1948



#محمد_أبو_علان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منتدى إعلاميات الجنوب..... لماذا؟
- السؤال أين المرأة من حقوقها أم أين المجتمع من حقوق المرأة ؟
- لماذا تفشل المرأة العربية في الانتخابات خارج الكوته النسائية


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو علان - التجربة الدنمركية- في رام الله هذه المرّة