أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - معنى ( الصلاة الوسطى ) بين التدبر القرآنى ومزاعم الدين السنى .(4 من 4 )أخيرا : التدبر القرآنى فى فهم معنى (الصلاة الوسطى ) :















المزيد.....


معنى ( الصلاة الوسطى ) بين التدبر القرآنى ومزاعم الدين السنى .(4 من 4 )أخيرا : التدبر القرآنى فى فهم معنى (الصلاة الوسطى ) :


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 2360 - 2008 / 8 / 1 - 11:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


1 ـ تدبر القرآن يعنى أن تدخل على كتاب الله جل وعلا بدون رأى مسبق تحاول إثباته ، بل بقلب مفتوح للهداية بالكتاب الذى هو (هدى للمتقين ) ، ثم تفهم القرآن وفق مصطلحاته ، وتتتبع كل الآيات الخاصة بالموضوع والقريبة من الموضوع ، و تتعرف على الفوارق بين ما يكون من الآيات قاعدة وما يكون تفصيلا وشرحا وما يكون استثناءا، وما هو من المحكمات وما هو من المتشابهات الشارحات المفصلات للآيات المحكمات ..وفى النهاية سترى أن القرآن الكريم بناء الهى هندسى لا عوج فيه ولا اختلاف .. المهم أن تعرف (شفرة ) هذا التكوين الهندسى الالهى البديع ، والشفرة ليست لغزا ، هى ذلك المنهج الذى أشرنا اليه ، وهو منهج علمى موضوعى لدراسة أى كتاب بشرى ..

2 ـ وبايجاز نقول :
إن معنى الصلاة الوسطى هى الصلاة التى تنهى عن الفحشاء والمنكر ، هى الصلاة التى تجعل صاحبها متقيا ، هى الصلاة التى تطبق قوله تعالى ( أقيموا الصلاة ) ويكون من يصلى من (المحافظين على الصلاة ) أى يأتمر بقوله تعالى (حافظوا على الصلوات ) .
وبنفس الايجاز نقول :
هناك نوعان من الصلاة حسب قبولها عند الله تعالى وحسب المقصد التشريعى منها :
* صلاة مقبولة عند الله وهى الصلاة (المقامة : بضم الميم الأولى وفتح الميم الأخيرة ) أى التى أقامها صاحبها فى سلوكه تقوى لله وخشية منه جل وعلا ، أوالصلاة ( المحافظ عليها : المحافظ : بضم الميم وفتح الفاء ) أى التى يحافظ صاحبها عليها بتمسكه بالطاعات و ابتعاده عن الفواحش والمنكرات.
* صلاة لا يقبلها الله تعالى ، وهى الصلاة ( المضاعة : بضم الميم وفتح العين ) اى التى أضاعها صاحبها بالمعاصى والفسوق ،أو الصلاة ( المسهو عنها : المسهو : بفتح الميم وسكون السين وضم الهاء) أى التى يسهو المصلى عن الهدف من صلاته ، فيظل سادرا فى فسوقه مع أدائه شكليا ومظهريا للصلاة.
وعليه فان قوله تعالى (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ ) يأمر المؤمنين بالمحافظة على الصلوات ، وشرح ذلك بأن تكون الصلاة وسطى ، أى أن الصلاة الوسطى هى التى يتم المحافظة عليها بالابتعاد عن الفحشاء والمنكر و بالالتزام بتقوى الله جل وعلا ، وهذه المحافظة على الصلاة تكون بعد وقبل تادية الصلاة ، بمعنى أن تؤثر الصلاة فى سلوكك فتثمر تقوى وعملا صالحا بين الصلوات ، فلا تصلى وانت معتاد على الكذب أو مدمن للزنا أو متمسك بظلم الناس ، وأما فى داخل الصلاة فلا بد أن تكون خاشعا أثناء صلاتك ،أو بالتعبير القرآنى أن تقوم لله تعالى قانتا.
أى أن واو العطف فى قوله تعالى (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى ) تقوم بوظيفتها فى القرآن بالشرح والايضاح و التفصيل ، فالصلاة الوسطى (معطوفة عطف بيان ) على جملة ( حافظوا على الصلاة ) ، أى أن واو العطف هنا تجعل الصلاة الوسطى شارحة وموضحة لمعنى الأمر الالهى ( حافظوا على الصلاة ). ثم تأتى واو العطف فى بقية الآية ( وقوموا لله قانتين ) تزيد مع المحافظة على الصلاة أى الصلاة الوسطى أمرا آخر شارحا وهو الأمر بالخشوع فى تأدية الصلاة ، وأن هذا الخشوع يبدأ بلحظة التهيؤ للصلاة، والقيام لها ، والقيام فيها بعد الركوع والسجود ،فى كل ذلك لا بد من القنوت و الخشوع ،أى لا بد من المحافظة على الصلوات الخمس كلها بالتقوى فيما بين أداء تلك الصلوات ، ثم الخشوع أثناء تأدية تلك الصلوات.
وبايجاز أكثر نقول : إن معنى (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ ) قد تم شرحه من قبل فى افتتاحية سورة المؤمنون .

3 ـ وهذا يستلزم توضيحا :
فالصلاة ليست هدفا في حد ذاتها وكذلك كل العبادات، فهي جميعا وسائل للتقوى، يقول تعالى للبشر " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. البقرة 21" فالتقوى هي الهدف وسائر العبادات وسائل لتنمية مشاعر التقوى والخوف من الله.
فالصيام وسيلة إلى التقوى يقول تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ. البقرة 183)
والصلاة أيضا وسيلة للتقوى، والذي يحافظ على صلاته أومن يقيم الصلاة هو الذي تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر فيكون متقيا لله تعالى " وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ " العنكبوت 45)
أما الذي يضيع صلاته فهو ذلك المصلى الذي يقع في المعاصي. قد يكون مؤمنا ولكنه لن يكون مؤمنا من المفلحين أصحاب الجنة. لقد بدأت سورة "المؤمنون" بتحديد المؤمنين المفلحين، وجاء التحديد مرتبطا بإقامة الصلاة والخشوع فيها ليؤكد إن بعض المؤمنين وبعض من يصلى منهم لن يكون من أصحاب الجنة لأنه لم يخشع في صلاته ولم يقم بالمحافظة عليها بالتزام السلوك الحميد.
يقول تعالى:" قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ" فلم يعط القرآن الكريم صفة الفلاح لكل المؤمنين بل توالت الآيات تحدد من هم المفلحون من المؤمنين، فقالت:" الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ " أي حين يصلى أحدهم لا بد أن يخشع في صلاته حين يناجى ربه مبتهلا له يدعوه رغبة ورهبة دون أن يسمعه أحد، ودون أن يكون هناك وسيط بينه وبين ربه جل وعلا. إنها علاقة مباشرة بينه وبين مولاه يشكو له جل وعلا ما يلاقيه في المحنة ويشكر له عند المنحة والنعمة. بعد الخشوع في الصلاة تأتى صفات أخلاقية أخرى يتصف بها المؤمن ويلتزم بها بين صلواته، هي الاعرض عن اللغو ثم التزام الزكاة أي السمو في أفعالهم والابتعاد عن الزنا ثم مراعاة العهود والأمانات وبالتزام تلك الأخلاق يكون الحفاظ الفعلي على الصلاة " وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ ".
هذا هو معنى المحافظة على الصلاة. وهو نفس معنى إقامة الصلاة.
وهذا يستحق تفصيلا وتوضيحا.

معنى إقامة الصلاة والمحافظة على الصلاة

التطبيق العملي لإقامة الصلاة هو الجمع بين الخشوع في الصلاة والمحافظة عليها.
فالصلاة تستلزم أثناء تأديتها خشوعا كما تستلزم تقوى ومحافظة على السلوك القويم فيما بين الصلوات الخمسة. أي أن يوم المؤمن المصلى ينقسم إلى قسمين: قسم أصغر هو الدقائق التي يؤدى فيها الخمس صلوات الموزعة على أوقات اليقظة في اليوم. والقسم الأكبر هو بقية الوقت الواقع بين تـأدية الصلوات الخمس، وفى تلك الأوقات يجب المحافظة على الصلوات بالتقوى والالتزام الخلقي القويم.
وهناك علاقة وثيقة بين الخشوع أثناء تأدية الصلاة والمحافظة على الصلاة بعد تأديتها بعدم الوقوع في المعاصي بين الصلوات الخمس. فالخشوع أن يِؤكد المؤمن على إخلاصه في كل كلمة يناجى بها ربه جل وعلا في صلاته خصوصا وهو يقول في كل ركعة في الفاتحة " اهدنا الصراط المستقيم "، الخشوع هو الصدق في مخاطبة رب العزة والإخلاص التام في دعائه وعبادته. ولا يمكن أن تخشع في صلاتك بهذا الشكل وأنت تفعل الفحشاء وترتكب المعاصي بعد الصلاة وتصمم عليها أثناء الصلاة وبعدها و تصلى لربك وتقول له جل وعلا: اهدنا الصراط المستقيم. إذا فعلت هذه فإنما ترائي الناس ولا تخدع سوى نفسك.
إقامة الصلاة هو المصطلح القرآني الذي يعنى الخشوع في الصلاة والمحافظة عليها معا. وهذا يؤكد أن الصلاة مجرد وسيلة لغاية أسمى هي التقوى، أو الابتعاد عن الفحشاء والمنكر. على هذا الأساس نستطيع أن نقرأ معا الآيات الأولى من سورة المؤمنون في ضوء ما سبق قوله عن الصلاة؛ الخشوع فيها والمحافظة عليها.( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ)المؤمنون "1إلى 9"
وتكرر ذلك المعنى وفى سورة المعارج (22-34)
ومن اجل ذلك تقول الآية توضح معنى إضاعة الصلاة عند الخلف الذي جاء بعد الأنبياء "فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا ) مريم59 - 60 (
هم أضاعوا الصلاة حين اتبعوا الشهوات والمعاصي ومن تاب منهم وآمن إيمانا حقيقيا وعمل صالحا أصبح محافظا على صلاته غير مضيع لها واستحق بذلك دخول الجنة. ينطبق هذا على الخلف الماضين كما ينطبق علينا الذين خلفنا اللاحقين، ولذلك ذكر الله تعالى لنا هذه الحقائق في آخر رسالة سماوية كي نعتبر ونهتدي.
في اللغة العربية والمصطلح القرآني تجد مفهوم " قام على الشيء" بمعنى حافظ عليه ورعاه.
الله تعالى وصف ذاته باسم من أسمائه الحسنى هو " القيوم" الذي لا تدركه سنة ولا نوم:" اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ) البقرة 255 )
الآية الكريمة تشرح معنى القيوم، أي القائم على كل شيء ولا يغفل عن شيء، ويصف تعالى ذاته كقيوم يحفظ أعمال كل إنسان وأقواله ليحاسبه عليها يوم القيامة: " أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ) الرعد 33) القيوم هنا بمعنى الذي يحفظ أعمال كل إنسان، يتم ذلك عن طريق ملائكة الحفظ (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ) الرعد 11 ) (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) الانفطار 10 -) ( أيضا سورة ق :16 - )
لذلك يأمرنا ربنا جل وعلا أن نكون ( قوامين بالقسط ) أي قائمين على رعاية العدل والقسط:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلَّهِ ) النساء 135 ).
ولأن العرب في الجاهلية وقريش في عهد النبوة كانت تصلى وتعرف الصلاة ولكن لا تقيم الصلاة لذا نزلت الأوامر لهم في مكة بإقامة الصلاة، أي بالمحافظة عليها بعدم الوقوع في الشرك والمعاصي والخشوع أثناء تأديتها. على سبيل المثال جاء الأمر بإقامة الصلاة في الفترة المكية في السور الآتية ( فاطر 18 ، 29 ) الشورى 38) (الروم 31).
لم تعلمهم الصلاة لأنهم كانوا فعلا يعرفونها ويؤدونها. أمرتهم فقط بفعل ما لم يكونوا يفعلون وهو إقامةالصلاة بالخشوع فيها والمحافظة عليها لكي تقوم الصلاة بدورها في سمو السلوك الخلقي وتهذيبه.
وجاء فى القرآن أمثلة على صلاتهم غير المقبولة التى ضيعوها بنسيان الهدف من الصلاة وهو التقوى فقال تعالى (أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ ؟ فذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ ،وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ ) ( سورة الماعون ) فأولئك الذين كانوا يصلّون وصفهم الله تعالى بأنهم كانوا يسهون عن صلاتهم لأنهم كانوا يكذبون بالقرآن الكريم وينهرون اليتيم ويظلمونه و لا يهتمون بالجوعى المساكين ، ومع ذلك يؤدون الصلاة مراءاة مع تمسكهم بمنع الخير عن الناس .
وعلى نفس الملة يسير الدين السنى الان حيث جعل الصلاة هدفا فى حد ذاتها فاذا أدى أحدهم صلاته فقد ضمن الجنة مهما فعل ، أى صارت تأدية الصلوات مشجعا على الفسوق وليست حائلا يمنع السقوط .. وبذلك كرر عصرنا وأسلاف عصرنا نفس سيرة القرشيين الذين اضاعوا ملة ابراهيم بتأدية صلاة حركية خالية من التقوى فأصبحت حركات السجود والركوع والقيام مجرد حركات تخلو من مضمون التقوى ،أو بالتعبير القرآنى الرائع :( مكاء وتصدية ) أى حركات من اللهو واللعب ، يقول تعالى (وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاء وَتَصْدِيَةً) ( الأنفال 35 ). وبهذه الصلاة غير المقبولة جعلوا المساجد فى مكة معابد للشرك ومقابر للأولياء المقدسين ، يرفعون لهم التقديس ويطلبون المدد والعون و الشفاعة فأكد لهم رب العزة أن المساجد يجب أن تكون للله تعالى وحده فلا يدعو فيها احد إلا لله وحده ، وأخبر رب العزة أنه عندما قام خاتم النبيين يدعوهم الى اخلاص العبادة لله تعالى وحده وأن تكون المساجد لذكره وحده وتعظيمه جل وعلا وحده تكالبت عليه قريش وكادوا يفتكون به ، بالضبط كما لو قمت تقول نفس الكلام فى مسجد الحسين أو مسجد السيدة زينب او السيد البدوى . إقرأ قوله تعالى (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا قلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا رَشَدًا قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا إِلَّا بَلَاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالَاتِهِ)(الجن 18 ـ ).
وبعد الهجرة الى المدينة بقى فى مكة بعض المسلمين العاجزين عن الهجرة ، فمنعهم الملأ القرشى من دخول المساجد ، فقال تعالى (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) ( البقرة 104 ) وهو نفس ما يفعله السنيون مع أهل القرآن اليوم ..
أى أولئك هم الذين يؤدون الصلاة غير المقبولة لأنها مجرد تأدية حركية مع وقوعهم فى الشرك العقيدى (بالاعتقاد وتقديس غير الله جل وعلا ) ووقوعهم فى الشرك السلوكى بالاجرام والظلم والاعتداء على الآخرين ..
أما الذى يؤدى الصلاة المقبولة أو (الصلاة الوسطى ) فهو الذى يتقى الله تعالى بعد الصلاة وقبلها ، والذى يخشع لله تعالى حين الركوع و السجود والقيام فى الصلاة ..هو الذى (يحافظ ) على صلاته ، وهو الذى (يقيم ) صلاته بالتقوى .
ووصف الصلاة المقبولة ب(الوسطى ) من روائع النظم القرآنى ..
دلالة الوسطية فى (الصلاة الوسطى )
فى المصطلح القرآنى فالوسط هو الأفضل.
جاء هذا وصفا لأفضل طعام يقدمه المؤمن فى الكفارة ، يقول تعالى: ( لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان فكفارته اطعام عشرة مساكين من اوسط ما تطعمون اهليكم) (المائدة 89 ) فقوله تعالى (من اوسط ما تطعمون اهليكم ) يعنى أن نقدم كفارة اليمين الطعام من أفضل الطعام الذى نأكله ، وليس الفضلات و الزبالة وبواقى الطعام ، ويؤيد ذلك فى نفس التشريع قوله تعالى عن الصدقة بالطعام (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا)( الانسان 8 ) أى يطعمون من أحب الطعام اليهم المسكين و اليتيم والأسير .
وهذا جزء من تشريع عام يؤكد على أن يكون الانفاق فى سبيل الله تعالى من أفضل شىء نحبه حتى يكون المؤمن من الأبرار، ويقول تعالى : ( لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون)( آل عمران 92 ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ) ( البقرة 267). فالمستفاد هنا ان وصف (الوسط ) يفيد الأفضل .
والأفضلية ينالها المؤمنون بالتمسك بأوامر الله تعالى حتى يكونوا خير أمة أخرجها الله تعالى للناس :(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ) ( آل عمران 110 )على نحو ما فصّلناه فى مقال ( الصحابة ك هل كانوا خير أمة أخرجت للناس ؟)
: http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=3316
ولو حقق المسلمون أوامر ربهم لكانوا خير أمة أخرجها للناس ، ولاستحقوا أن يكونوا الأفضل ، أو بالتعبير القرآنى أن يكونوا (أمة وسطا ) كما اراد الله تعالى أن يجعلهم ، يقول تعالى :( وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) ( البقرة 143 ) ومن الطبيعى أن الشهادة على الناس ستكون يوم القيامة حين يقوم الأشهاد (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ يوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ) ( غافر51 ـ ) وواجب المؤمنين فى هذه الدنيا أن يكونوا أفضل أمة أو أمة وسطا لينالوا موقف الشهادة على باقى الأمم يوم القيامة . وبالتالى فان مصطلح الوسطية هنا يعنى الأفضلية .
ونفس الحال فى قصة الأخوة أصحاب الحديقة الذين نقضوا عهد الله و منعوا اخراج الصدقة من حديقتهم ، يقول الله تعالى عن أحدهم يقول لاخوته : (قال اوسطهم الم اقل لكم لولا تسبحون ) ( القلم 28 ) أى قال أفضلهم ..
واذا عرفنا أن الوسط يعنى الفضل فان الصلاة الوسطى هى أفضل صلاة يؤديها المؤمن ،أى يكون خاشعا أثناء صلاته ، ثم يحافظ على صلاته بان يقيمها فى سلوكه تقوى و عفة و عملا صالحا نافعا للناس والمجتمع . وبالتالى تكون تلك الصلاة إنعكاسا مضيئا لعمله الصالح ، و(شاهدة ) لسلوكه وتصرفاته الحسنة .
ومن هنا نفهم مغزى النظم اللغوى القرآنى فى استعمال ( الصلوات ) و ( الصلاة ) ، وللمرة الوحيدة تاتى الكلمتان فى آية قرآنية واحدة . فالأمربالمحافظة جاء على كل (الصلوات ) أى يجب أن يحافظ على كل فريضة صلاة من الصلوات الخمس ، يحافظ عليها جميعا بالتقوى سائر يومه ، وإذا فعل ذلك فقد قام بالصلاة (الوسطى ) المقبولة عند الله تعالى.
دلالة وجود الاية الكريمة فى سياق تفصيلات تشريعية متنوعة
1 ـ ومن الاعجاز القرآنى أن قوله تعالى : (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ ) قد جاء فى سياق آيات للتشريع بدأت بآية كريمة مذكور فيها تعبير الوسطية ، وهى قوله تعالى :( وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) ( البقرة 143 ) ثم تتابعت التشريعات وتنوعت من الاتجاه للقبلة فى الصلاة والطواف حول الصفا والمروة والمحرمات فى الطعام الى القصاص والوصية والصيام والحج والأهلة وتشريعات القتال فى سبيل الله جل وعلا والنكاح والطلاق والعدة و المتعةوالمحيض والرضاعة والنفقة وخطبة الارملة الى ان يقول تعالى ذاكرا تعبير الوسطية :(حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ)( البقرة 238 ) ثم يستمر التشريع بعدها عن المطلقات ..
2 ـ وليس التشريع عن الصلاة مقحما هنا بين كل التشريعات القرآنية المتنوعة لأنها ترتبط بالتوصية بالتقوى( والتقوى هى الهدف من تأدية الصلاة ) ، والتقوى ايضا هى المقصد التشريعى من كل تشريعات القرآن الاجتماعية وفى الحوال الشخصية ، لأن فلسفة التشريع القرآنى تعتمد على تقوى المؤمن فى تطبيق شرع الله تعالى وتجعل المؤمن رقيبا على نفسه فيخشى الله تعالى بالغيب ، واقرأ مثلا قوله تعالى : (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النَّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ .) ( البقرة 231 ). فالاية الكريمة نصفها تقريبا جاء فى التشريع (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النَّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لَّتَعْتَدُواْ ) وجاء نصفها الباقى فى الوعظ والتذكير بالتقوى (لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُوَاْ آيَاتِ اللّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ). وهذا النصف الأخير من الآية هو لضمان تطبيق التشريع افضل تنفيذ بيد المؤمن المتقى .
ونفس الحال مع قوله تعالى فى الآية التالية من نفس السورة (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) ( البقرة 232) ، فالقسم الأول من الاية هو تشريع تحريم عضل الزوجة أى منعها من الزواج بعد طلاقها (وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ )، والقسم الآخر هو الوعظ حتى يمكن تطبيق ذلك التشريع (ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) .
لذلك كان منطقيا الاشارة الى الصلاة الوسطى او الصلاة المقبولة عند الله تعالى لأنها هى الميزان الذى يدل على سلوك الانسان ، والمحكّ الذى يعرف به المؤمن منزلته عند ربه ،فإن أطاع تلك التشريعات كانت صلاته وسطى ومقبولة عند الله لأنها أثمرت عملا صالحا و سلوكا ملتزما بطاعة شرع الله تعالى ، لذا قال تعالى بعد كل تلك التشريعات : (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ ) ليتحدث فى هذا السياق الشريعى عن المحافظة على الصلاة باقامة الصلاة أو تأدية الصلاة الوسطى ، والتى تعنى أن المؤمن الذى يصلى يجب ان يحافظ على صلاته ويقيمها فى تنفيذه لتشريعات الرحمن اتباعا لأوامره جل وعلا ، ومن جهة اخرى فإن صلاته غير مقبوله ذلك الذى يصلى ويعصى الله تعالى ولا يقيم شرع الله تعالى فى سره وعلانيته .
ولا يكتفى رب العزة بذلك بل تأتى الآية التالية لتتحدث عن نوع معين من صلاة الخوف ، عندما يخاف المصلى ضياع وقت الصلاة ، حين يكون فى موقف صعب ـ كالحرب أو المطاردة ـ أو فى موضع صعب يتعذر معها أداء الصلاة بكيفيتها المعروفة ، عندها له أن يؤدى الصلاة كيفما اتفق ماشيا سائرا أو راكبا فى طائرة أو اتوبيس أوقطار، وبعدها فى أحواله الطبيعية يصلى كالمعتاد :(فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ) فالمهم أن تكون الصلاة ( وسطى ) فى كل حالة عادية أو إستثنائية ، أى تثمر تقوى وعملا صالحا ..
هذا هو التدبر القرآنى فى فهم (الصلاة الوسطى ) ..
والله تعالى أعلم ..






#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معنى ( الصلاة الوسطى ) بين التدبر القرآنى ومزاعم الدين السنى ...
- معنى ( الصلاة الوسطى ) بين التدبر القرآنى ومزاعم الدين السنى ...
- معنى ( الصلاة الوسطى ) بين التدبر القرآنى ومزاعم الدين السنى ...
- التأصيل القرآنى : أملا فى غد أفضل .!!
- أسس البحث التاريخى ( الحلقة الأخيرة ) : كيفية كتابة البحث ال ...
- أسس البحث التاريخى ( 4 من 5 ) : رابعا : جمع المادة التاريخية ...
- أسس البحث التاريخى ( 3 من 5 )ثالثا : التعامل مع المصادر التا ...
- أسس البحث التاريخى ( 2 من 5 ): ثانيا: اختيار موضوع البحث
- أسس البحث التاريخى ( 1 من 5 ) : اعداد الباحث قبل البحث
- خرافات الدين الأرضى (4 ) : يسألونك عن الدجل ..!!
- فقه العجز
- فرج فودة و الشيخ الأحباس
- إعلان إفتتاح قاعة البحث القرآنى .. معا لمواجهة ثقافة التطرف ...
- عندك كم سنة ؟؟ ?? How old are you
- متخصص فى السيئات !!
- خرافات الدين الأرضى (3) الكيمياء تحولت بالدين الأرضى الى شع ...
- ويسألونك عن فيروز !!
- السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط بين الهرشمة و المرشلة
- تأملات فى قصة يوسف فى القرآن العظيم ( 2 ) : المنهج القصصى في ...
- مصر بين زلزالين


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - معنى ( الصلاة الوسطى ) بين التدبر القرآنى ومزاعم الدين السنى .(4 من 4 )أخيرا : التدبر القرآنى فى فهم معنى (الصلاة الوسطى ) :