أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - مهاجمة الشيوعيين اعتداء على العراقيين ومحاولة لإرهابهم















المزيد.....

مهاجمة الشيوعيين اعتداء على العراقيين ومحاولة لإرهابهم


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 729 - 2004 / 1 / 30 - 04:40
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ليست جديدة الاعتداءات على الشيوعيين وأنصارهم.. ومن ذلك مهاجمة مقراتهم الحزبية. ولعلَّ الشيوعيين هم من بين أكثر العراقيين تعرّضا للهجمات الإجرامية الهوجاء, ومَنْ قام ويقوم بذلك يعرف معنى الإشارة من وراء رسالة أعمال القتل والتدمير عندما تطاول الشيوعيين, ذلك أنَّهم كدأبهم منذ زمن بعيد, يريدون من وراء أفعالهم الشنيعة تلك إرهاب الناس ومنعهم من التفكير الحر النبيل بالإلتفاف حول حزب عمالي تقدمي مشهود له بوطنية مواقفه وبطولاته في الذود عن الوطن والناس...
كما أنَّ استهداف قوى التنوير والتقدم مهمة ظلامية واضحة الأهداف خطيرتـُها... ولعلّنا نذكر أنَّه كلما هوجمت القوى الوطنية العراقية كانت الهجمة على الشيوعيين في الصدارة وكانت أشدّ وأعتى؛ لماذا؟ لأنَّهم يقفون في مقدمة القوى الوطنية حيث التضحية من أجل طموحات الشعب وتطلعاته القريبة والبعيدة. وكثرما  قدَّموا القرابين شهداء للوطن منذ فهد في سابقة استشهادية بطولية ضد الهجوم على الحريات وعلى استقلال الوطن ومرورا بسلام عادل مقارعا المجزرة الدموية للفاشية البعثية لتعلو قائمة التضحيات البطولية وتشمخ هامة جبل الشهداء [بالهجمة الأخيرة]  بالشهيدين أبو جمال وأبو فرات...
إنَّ حملات الاستنكار الشعبية وسجلات التضامن مع حزب الشيوعيين, لا تقف عند الشجب والإدانة بل تمتد وتتسع حيث تشهد ظاهرة تصاعد وتيرة الانتماء إلى حركة الشيوعيين العراقيين ومسيرتهم وفي التفاف أوسع فئات الشعب حول البرنامج الوطني الديموقراطي الذي يتبنونه اليوم. وتلكم هي حالة الردّ الطبيعي لحزب جماهيري شعبي, هو حزب العمال والفلاحين, الطلبة والشبيبة والنساء وكل الكادحين.
وما يمكن تسجيله هنا في اللحظة القائمة هو فشل كل رهانات أعداء الشعب العراقي على دحر نضال الشيوعيين وقتل روح الكفاح الشعبي فيهم وقطع أسباب صلاتهم بالشعب. فلم تفعل ذلك لا السجون وأحكامها الثقيلة ولا الإعدامات ولا عمليات الإرهاب الجديدة من مطاردات ومضايقات بأشكال غير قليلة ولا حتى أعمال التفجير ولعلعة رصاص القـَتـَلـَة. فلماذا فشلت كل هذه الأساليب الإجرامية مع المناضلين الوطنيين وبالتحديد منهم الشوعيين؟ لأنَّ التزام الشيوعيين بمصالح شعبهم ووطنهم له  جذوره التاريخية الراسخة الموجودة ليس في مطبوعاتهم ومنشوراتهم بل في وجداناتهم حيث وجيب القلوب ورعشات الأنفاس.. تلك التي تسري مع العروق برومانسية الثوريين التي تترنم بها حناجرهم الهاتفة باسم الناس وتعزفها طرقات معاولهم وحفيف مناجلهم...
فإذا اجتزنا ما تركوه من آثار عاطفية وجدانية في الشعب عبر أعمالهم البطولية وتضحياتهم, فإنَّنا سنصادف قراءة موضوعية ترى في مهاجمة الشيوعيين أمرا متلازما مع قوى تريد العودة بالتاريخ إلى الوراء وتريد العودة بالناس إلى حيث استلاب حقوقهم ووضعهم في مدافن المغارات ومجاهل شعاب زمن العتمة. لهذا السبب يتقصدون الشيوعيين بالدرجة الأولى بهجماتهم..
ويرى أعداء الشعب العراقي في إرهاب هذه القوة الوطنية وسيلة لإنذار الآخرين من التقرب منهم ومن التأثر ببرامجهم الوطنية وسياساتهم التحالفية التي تشد من أزر الشعب ووحدة كلمته وقوة حركته. كما يرون أنَّ مهاجمة الشيوعيين تعني وأد أيّ حركة تحررية تنويرية تسمو بالناس وتصادر حرية التعبير وتمنع المواطن من الوقوف بوجه تيار الظلمة والرجوع إلى الكهوف ..
كما يعتقدون أنَّهم بهذه الهجمات سيرهبون الشعب ويعيدوه إلى مسارات تصب في برامجهم بدلا من برامج البناء والتطور وإعادة إعمار الروح الوطني المخرّب قبل العمارات والمساكن والبيوت المهدمة. فلقد كان الشيوعيون وما زالوا يرون في إغناء الحياة الفكرية الثقافية الحياة الروحية للشعب هي الأمر الجوهري اللازم عبر السمو بالإنسان وقيمه الحضارية العليا.. وهو الأمر الذي لا يروق لقوى العتمة والتخلف؛ وما يجعلهم يستهدفون أنشطة الشيوعي ويترصدونه بالشر والشرر علَّهم يفلحون في ضرب النبض والدفق الكبير من حركات الشعب الوطنية..
ما أراه هنا هو ضرورة أنْ تعمل القوى الشعبية كافة على التضامن أكثر وعلى الوقوف بحزم ضد هذه الجرائم النكراء وأنْ تُعلن تلك القوى بصرامة ووضوح مواقفها التي تدين الجريمة وتشجبها وأنْ يكون هناك البرنامج المناسب للتصدي للاعتداءات من أجل تحصين الناس وتوفير السلامة لهم وإبعادهم من مصادر نيران قوى التخريب الظلامية..
وكل قوة وطنية تتخلف عن الاصطفاف الشعبي ضد أفعال التخريب والجريمة فسعني تخلفها إسناد تلك الجريمة والانخراط فيها وإنْ بدرجات مختلفة متفاوتة ولابد من تذكر حقيقة كون التضامن مع الشيوعيين لا يخص أعضاءهم لوحدهم وأنصارهم لوحدهم بل يهم الناس جميعا وقوى الشعب الوطنية كافة لأنَّ الجريمة التي تبدأ بطرف لا تتوقف عنده فمتى ما انتهت منه بدأت بالآخر..
فإذا أغفلنا هذه الحقيقة فإنَّ حقيقة العمل في ظل الديموقراطية والتعددية والتداولية لا يسمح لنا بالسكوت على مثل هكذا جريمة تتعارض مع تلك المفردات لأنَّ السكوت على الجريمة في الظرف الحالي يمهّد لقول أخطر في الظرف التالي عندما تكون الأطراف التي تصمت أو تغض الطرف عن الجريمة في السلطة. ففي حال وجودها خارج السلطة تمالئ الجريمة فكيف لها أنْ تبرهن على إيمانها بالديموقراطية من جهة التعددية أو من جهة التداولية؟؟
إنَّ الجرائم التي تقصدت الشعب العراقي خلال الأشهر الأخيرة ليست محدودة ولا قليلة ولكنها في الغالب انصبت على مهاجمة قوى التنوير والتقدم من جهة وعلى مطاردة أشكال السلوك الحضاري المتمدن لشعبنا بحجج وذرائع مزعومة مضللة. أما الحقيقة فتكمن في التحضير لعراق يبقى مكبلا  في أسر التخلف والهمجية والظلام.. خاضعا لفلسفة زعران السياسة وأشقياء الأرض ورعاعها من الجهلة والمرضى وسيكون نموذج أفغانستان الماضي رحمة تجاه ما يتم التحضير له في أوهام أولئك المرضى..
ومن الطبيعي في مثل هكذا أجواء أنْ يزعج تلك القوى وجود مقر يحفل بالنشاط والحيوية والالتفاف الجماهيري.. ومن الطبيعي أنْ يجدوا في مقر لحزب الشيوعيين تهديدا للظلمة التي يبتغون بقاءها.. ومن المؤكد أنّهم سيستهدفون كل ما يكون مصدرا للنور من أية قوة وطنية شريفة ولن يستثنوا قوة سوى أنَّهم يمتلكون أسبقيات لمحدودية إمكاناتهم القتالية التخريبية اليوم, فضلا عن خبث في سياساتهم بتقصـّد الإيقاع بين قوى الشعب على أساس تقديم طرف للذبح وتأخير آخر.. وبئس ما يتوهمون .. إذ كانت وستظل وحدة الشعب وقواه الوطنية أمتن من خبثهم ومؤامراتهم وجرائمهم...
وليروا ذلك عبر ما أكّده الشارع السياسي العراقي من المواطن البسيط إلى السياسي الوطني المنظّم..  حيث لا خوف من الحديث عن تضامن مع الشيوعيين وحزبهم ومن التفاف حول برنامج وطني ديموقراطي لا يستثني طرفا بمزاج فئة ضالة من سقط متاع الدنيا وأوباشها من مأجورين موتورين ولكن مآل وجودهم مزبلة تاريخ عراق كل العراقيين من دون استثناء طرف منه أو إهمال ابن من أبنائه وبنت من بناته.. فالعراق للعربي والكردي والتركماني والكلدوآشوري والأرمني وللمسلم للشيعي والسني وللمسيحي والصابئي والأيزيدي وللقومي التقدمي والليبرالي واليساري الديموقراطي والعلماني وللشيوعي مثلما لكل الوطنيين الشرفاء لأنهم أهل العراق ومكارم الأخلاق.. وليس بعد هذه القراءة السريعة سوى مزيد وحدة وطنية راسخة والتفاف حول بعضنا البعض بما يقوي اسم العراق ويسمو به ويعز أهله ويرتقي بهم إلى الذرى التي وُجِدوا فيها عبر تاريخهم الحافل المجيد..



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل نحن ضد الانتخابات؟
- لغة الحوار وأصولها والتناقضات الأخلاقية المنتشرة على بعض موا ...
- قرار إلغاء قانون الأحوال الشخصية اعتراضات مسوَّغة وأخرى ادعا ...
- أزمة السكن في العراق بين اضطراب الوضع الاقتصادي والمشكلات ال ...
- ما يؤسِّس له دعاة البرلمان في العراق؟
- دور منظمات المجتمع المدني في معالجة موضوعية لقضية قانون الأح ...
- المرأة العراقية كاملة الأهلية
- دولة طائفية في العراق؟! تمزيق للشعب وخراب للوطن وتهديد للمنط ...
- هذيانات نائم في كوابيس ما بعد الصدمة؟؟!!!
- تداعيات ذهنية حول قانون الأحوال الشخصية والموقف من المرأة ال ...
- استغلال المنصب الرسمي العام؟!!
- بيان رابطة بابل للكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في ...
- حول العلمانية وما يدور من جدل بصددها
- دولة طائفية في العراق؟! تمزيق للشعب وخراب للوطن وتهديد للمنط ...
- النقابات والاتحادات العمالية من مؤسسات المجتمع المدني الضرور ...
- بيان رابطة بابل للكتّاب والفنانين الديموقراطيين العراقيين في ...
- مقايضة مصالح.. تصفية حسابات الطائفية والحزبية الضيقة على حسا ...
- ظلامية إسقاط القدسية على التقليد زورا وتضليلا - دور التكرار ...
- حول موقف [موظفي ثقافة] السلطة العرب من وفد الثقافة العراقية
- مَنْ يهاجم الفدرالية؟ ولماذا؟


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - مهاجمة الشيوعيين اعتداء على العراقيين ومحاولة لإرهابهم