أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - زهدي الداوودي - دعوة مخلصة لسياسة واقعية














المزيد.....

دعوة مخلصة لسياسة واقعية


زهدي الداوودي

الحوار المتمدن-العدد: 2357 - 2008 / 7 / 29 - 10:06
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


وجه الصديق د. عبد الباري الشيخ علي إلى قوى اليسار والعلمانية العراقية رسالة شيقة تحتوي على آراء مهمة وموضوعات برنامجيه تشغل بال معظم المثقفين والمواطنين العراقيين الذين أرغمتهم الظروف الاستثنائية العراقية خلال فترة العقود الأربعة الماضية على ترك العراق. وبذلك يشكل هؤلاء في خارج الوطن طاقة جماهيرية كبيرة تمتاز بنظرة علمانية بعيدة عن المحاصصة المقيتة وتمثل مختلف الأجيال وكافة الأطياف العراقية الواعية. ولما كانت الحكومة العراقية وجهاتها المسؤولة لا تحسب حساب هؤلاء الذين أصبحت قضية الوطن شغلهم الشاغل، لذا بدءوا يتحركون على مختلف الأصعدة لإثبات وجودهم على مختلف الأشكال وإبداء رأيهم بمختلف الوسائل حول الأوضاع المزرية والفساد والتأخر الذي ضرب أطنابه في البلد. إن هؤلاء يقارنون بعين واعية أوضاع البلدان التي يعيشون فيها، ولا سيما البلدان الأوربية، مع أوضاع العراق المأساوية، حيث انعدام الوعي السياسي والاجتماعي وتوظيف التخلف من أجل مكاسب حزبية ومذهبية ضيقة وتحويل البرلمان إلى سلم للصعود إلى الحكم وتحويله إلى مرتع خصب للثراء والجاه. إذا كان المواطن العراقي البسيط يرضخ للتخلف والشعوذة المفروضين عليه من الميليشيات السوداء، فإن العراقي العائش في الخارج، يدرك أن بناء البلد لا يتم بترييف المدينة واختلاق عطلات يومية لمناسبات دينية وهمية، بل بالعمل الجاد على طريق تصنيع البلد ومكننة الزراعة والقضاء على البطالة والفساد.
في رسالته إلى قوى اليسار والعلمانية العراقية يقف عبد الباري الشيخ علي، على أرضية صلبة ومعرفة لجذور المشكلة العراقية التي أصبحت الشغل الشاغل للجماهير العراقية في الخارج. وهو إذ يحلل ويقدم الحلول بالاعتماد على خبراته ومعلوماته الشخصية، إنما يعكس في نفس الوقت طموحات الجماهير العراقية بشكل عام، في حياة حرة كريمة في ظل ديمقراطية حقيقية. إنه يستمع بهدوء إلى هموم الناس وآرائهم بأذن أكاديمية، ويعيد صياغتها بأسلوب ممتع يستسيغه الكل.
يؤكد في مقدمة رسالته على هذه النقاط:
- اعتماد النظام العراقي الحالي في إسقاط السلطة على قوى سياسية عراقية معارضة كانت تعمل في الخارج، دون أن تمتلك رؤيا استراتيجية أو برنامج سياسي، اقتصادي، اجتماعي شامل يحدد طبيعة النظام البديل في العراق.
- دور المقاطعة المفروضة على العراق في تحطيم البناء التحتي.
- تحول المعارضة إلى وسيلة مرحلية لإسقاط النظام وليس كبديل لتشييد نظام ديمقراطي حقيقي.
وبعد أن يمر على ما يسميه عن حق بجريمة المحاصصة وهيكلية النظام الجديد الذي فرضه الاحتلال الأمريكي، يقول: إن أبشع ما يمارسه النظام الجديد منذ أكثر من خمس سنوات، هو تشويه الفكر الديمقراطي لحجب وجهة النظام الديمقراطي المطلوب لإعادة بناء العراق من خلال الدجل السياسي الذي تردده الأحزاب السياسية التي شاركت بنظام المحاصصة بالادعاء بأن مآثر النظام الحالي يتجلى في الانتقال من حكم شمولي إلى نظام ديمقراطي.
ويقول في الموضوعة الثالثة: إن مثل هذا النظام مهما تلون بالديمقراطية السياسية والدعم الخارجي يبقى غير ديمقراطيا ويرسي المقومات لانهيار وتلاشي مكونات الأمة والحيلولة دون تشييد الدولة الديمقراطية وهذا ما تهدف إليه قوى خارجية وداخلية.
وإذ يؤكد عبد الباري على أهمية فصل الدين عن الدولة وتحريم الطائفية والعرقية السياسية والتكليف الشرعي والعرقي في العملية السياسية، يدعو قوى اليسار والعلمانية إلى أن تعلن عن برنامجها أو توجهاتها المشتركة بشكل جرئ وواضح لا تساوم فيها خوفا من شراسة الأحزاب الطائفية والعرقية التي تهيمن على الميليشيات. ولإنجاز هذه المهمة الخطيرة يقول في موضوعته السادسة: بالطبع يشكل الوضع داخل العراق الأساس للعمل نحو هذا التوجه، حيث تواجد الغالبية من المتضررين من هذا النظام الذي أخذ وزنه النوعي والكمي يتزايد ليضم الملايين بما فيهم اللاجئين والمهجرين في الدول العربية المجاورة وفي خيم الصحراء. إن الوضع السياسي والمعاشي والأمني للشعب وفقدان الثقة بالأحزاب والعملية السياسية والتكليف الشرعي والعرقي والأثني وغيرها جعلها تفقد الأمل بالتحرك السياسي، لكن طبيعة الفرد العراقي سوف تدفعه للاستجابة لنداء برنامج تحالف قوى اليسار والعلمانية في الخارج بمقدار بلورة محتوى هذا النداء ونشاط من يعمل على نشره وتلمسها الفعلي بجدية ومصداقية القائمين بالعمل. وهنا تكمن أهمية وجدية التحرك والعمل في الخارج للتأثير على التحرك الديمقراطي السياسي-الاجتماعي وخلق جبهة واسعة تشكل تيار فكري تقدمي ديمقراطي سياسي موحد تقف ضد مبدأ المحاصصة وكسر قيود الاحتكار السياسي اللا ديمقراطي المفروض على الساحة العراقية.
هنا نستنتج، كما أكد عليه عبد الباري، بأن القوة الحاسمة لتنفيذ عملية تحقيق جبهة اليسار العلمانية هي الداخل وأن القوى الموجودة في الخارج ستكون عونا لها.
الصديق عبد الباري مخلص في دعوته، بيد أن الإخلاص وحده بدون العمل لا يكفي. إنني في الوقت الذي أؤكد معه بأن تحقيق جبهة اليسار مهمة تاريخية ملقاة على عاتق المثقفين العراقيين بصورة خاصة والشعب العراقي بصورة عامة، يؤسفني أن أقول بأن الوضع السياسي الراهن المهيمن على مقاليد الأمور ليس هو البديل المطلوب لبلد مثل العراق. إن مجمل سير العملية الجارية في بغداد لا يعكس في الحقيقة سوى ثورة ردة اجتماعية- سياسية، مهد لها نظام الحكم الاستبدادي منذ شباط 1963 وواصلها نظام المحاصصة الراهن الذي لا يفهم عن الديمقراطية سوى كونها سلما للصعود وواحة لتوظيف التخلف والفساد.
إن الأصوات المخلصة التي ترتفع بين حين وآخر وتطالب القوى اليسارية والتقدمية بالتحام صفوفها والإعلان عن برامجها المرحلية، إن دل على شئ إنما على الإحساس الصادق بوجود فراغ مقيت في ساحة السياسة العراقية الراهنة.




#زهدي_الداوودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كردي فيلي يبحث عن هويته
- إلى اليسار در
- إبراهيم الداقوقي في ذمة الخلود
- حذار من توريط البيشمه ركه في القتال
- أن نكون أو لا نكون


المزيد.....




- العدد الأسبوعي (554 من 2 إلى 8 ماي 2024) من جريدة النهج الدي ...
- الاستشراق والإمبريالية والتغطية الإعلامية السائدة لفلسطين
- نتائج المؤثمر الجهوي الثاني لحزب النهج الديمقراطي العمالي بج ...
- ب?ياننام?ي ??کخراوي ب?ديلي ک?م?نيستي ل? عيراق ب? ب?ن?ي م?رگي ...
- حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا ...
- قادة جامعات أميركية يواجهون -دعوات للمحاسبة- بعد اعتقال متظا ...
- دعوات لسحب تأشيرات الطلاب الأجانب المتظاهرين في امريكا ضد عد ...
- “بأي حالٍ عُدت يا عيد”!.. العمال وأرشيف القهر
- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...
- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - زهدي الداوودي - دعوة مخلصة لسياسة واقعية