أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مبارك تغزوت - جامعة العرب... خيمتهم أم خيبتهم؟!














المزيد.....

جامعة العرب... خيمتهم أم خيبتهم؟!


مبارك تغزوت

الحوار المتمدن-العدد: 2349 - 2008 / 7 / 21 - 10:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تأسست يوم 22 مارس 1945 لتكون خيمة للعرب تؤويهم و ذلك بإيعاز من الغرب الذي تحرك منذ ما قبل نهاية الحرب العالمية الثانية, ففي يوم 29 ماي 1941 ألقى وزير خارجية بريطانيا أنتوني إيدن خطابا ذكر فيه أنه من الطبيعي و الحق تقوية الروابط الثقافية, الاقتصادية و السياسية مع البلاد العربية.
و في يوم 24 فبراير 1943 صرح إيدن أمام مجلس العموم البريطاني أن حكومته تنظر بعين " العطف" إلى أي حركة تحقق وحدة العرب في كافة الميادين.
سنة بعد ذلك أخذت مصر المبادرة للتشاور و التباحث بين ممثلي ست دول هي: سوريا, لبنان, العراق, اليمن و الأردن بالإضافة طبعا إلى البلد المضيف مصر.
و أخيرا تأسست الجامعة العربية بعد مخاض عسير بسبب النشاز الذي يطبع عادة العلاقات العربية العربية و لا أدل على ذلك إلا الإسم الذي وجد العرب إشكالية في تحديده, فالوفد السوري اقترح تسمية " الاتحاد العربي" في حين اقترح الوفد العراقي تسمية " التحالف العربي", غير أن مصر, أم الدنيا و زعيمة العرب, تدخلت فألغت الاسمين و فرضت اسم " الجامعة العربية".
في بادئ الأمر علقت الدول العربية آمالها على هذه المؤسسة التي من المفروض أن تنهض بهم إلى مصاف الدول الراقية و تحقيق النهضة الشاملة, لكن لا تأتي الرياح دائما بما تشتهي السفن, فإرث الماضي السياسي, الاقتصادي و الاجتماعي فرض عليها تحديات لم تستوعبها خيمة العرب الفتية مما جعلها تدور في حلقة مفرغة, فمنذ تأسيسها إلى اليوم (19 يوليوز 2008) عقد العرب في خيمتهم أربعا و ثلاثون قمة و مؤتمرا ناقشوا خلالها عديد القضايا من مثل الصراع العربي الإسرائيلي, أسلحة الدمار الشامل في المنطقة العربية (غير الموجود أصلا), التنمية البشرية و الاقتصادية, النهوض بالثقافة العربية و غيرها من الملفات التي فتحت و لم تختم حتى الآن.
و لهذا يبقى سؤال عريض يطرح نفسه باستمرار: لماذا طال عمر نصب الخيمة و قصر عمل من فيها؟؟؟
لماذا لم تحقق العرب لو أدنى أهدافها؟؟؟
لفهم ذلك يجب التمعن و النظر الفاحص إلى القواعد العامة التي انبنت عليها فلسفة منظري العمل الوحدوي هذا, و لهذا سنجد أنها بنيت من الأساس على معايير فردانية, اقصائية و غير ثابتة مثل:
● محاولة التوحيد حسب اللغة أو الدين, و هذا أساس سيقوض الكيان ككل ما دام هناك إقصاء مقصود لباقي العناصر غير العربية مثل الزنوج في السودان, الصومال, جيبوتي و موريتانيا أو الأمازيغ في شمال إفريقيا أو أغلبية سكان دولة جزر القمر الإتحادية. أو إقصاء المجموعات الدينية غير المسلمة كالأقباط في مصر و المسيحيين و اليهود في جل الدول العربية.
● وجود طبقية في التسيير, فنجد دولة مصر العربية تسيطر على "كل" القرارات العربية منذ البداية و الدليل هو إطلاق الاسم الذي اختارته للمؤسسة, وجود المقر الدائم على أراضيها ثم إن خمسة من أصل ستة من الأمناء العامين السابقين كلهم مصريون.
● صراعات و نزاعات إقليمية غرقت فيها دول أعضاء, إذ نجد نزاع بين دولتي الإمارات العربية المتحدة و إيران حول جزر ثلاث هي طنب الصغرى, طنب الكبرى و أبي موسى. دولتي مصر و السودان حول مياه النيل و حول الحدود بينهما. دولتي العراق و الكويت حول سيادة دولة الكويت. دولتي سوريا و لبنان حول السيادة اللبنانية. إضافة إلى نزاعات أخرى مثل نزاع دولتي المملكة العربية السعودية و الجماهيرية الليبية, المملكة المغربية و الجمهورية الجزائرية و الجمهورية الموريتانية و الجماهيرية الليبية...و غيرها من القضايا التي تسبب التشويش بين الأطراف التي من المفروض أن تجمعهم لحمة المصالح العليا.
● اعتبار الشرق العربي نفسه وصيا شرعيا على الغرب فكريا سواء على المستوى الديني أو الثقافي, و هنا تبرز المقولة التي تختزل هذه الفكرة لدى المشرقيين و هي: " مصر تؤلف, بيروت تطبع و شمال إفريقيا يقرأ".
● انقسام الدول الأعضاء من حيث الخلفية السياسية بين الاشتراكيين و الرأسماليين.
● الخلط في اختيار المعيار المناسب للمناداة بالموحدة, فينادى باللغة أحيانا أو الدين أو حتى العاطفة.
كل محاولات التوحيد ستفشل ما دام العرب لم يتخدوا جميع المعايير بعين الاعتبار لتحقيق وحدة متكاملة يستفيد منها الجميع. فشل اتضح جليا في خطوة ظنها العرب حسنة لكنها سيئة جدا ألا و هي الإقدام على إنشاء مؤسستين أخريين هما مجلس التعاون الخليجي و اتحاد المغرب العربي, هاتان المؤسستان ستطعنان الجامعة العربية من الخلف حيث إن العرب ستقسم إلى شرق و غرب في شقاق تام ستزيد من حدته الأطماع الدولية التي ستحاول إمالة طرف نحوها وهو ما سيكون أول ثمار إنشاء "الإتحاد من أجل المتوسط" الذي جعل من الانتماء إلى المنطقة المتوسطة المعيار الأساس للتكامل و التضامن و التعاون و التوحد, بمعنى أن كافة المعايير سيختزل في معيار واحد هو البعد الجغرافي.
لقد أسست الجامعة العربية لتكون خيمة لهم توحدهم و توجه جهودهم نحو تحقيق ازدهار مستقبلهم, لكن خاب أملهم بفعل ظروف الإنشاء على رأسها كون مبادرة الإنشاء لم تكن من الإحساس الداخلي للعرب من أجل التوحد, بل من الخارج, و هذا الأمر مازال يلعب دوره حتى الآن في قيادة الجامعة بعربها نحو مزيد من الإنقسام و التشتت خصوصا في هذه الظروف التي تتسم بغليان بؤر عديدة يصعب, إن لم نقل يستحيل, السيطرة على الوضع فيها كالعراق, لبنان, فلسطين, مصر, الجزائر, الصومال, السودان...مما سيفقد العرب صوابهم و يمضي كل إلى حال سبيله و عندئذ سنقول ها قد تحقق المراد من إنشاء جامعة الدول العربية.

20/07/2008





#مبارك_تغزوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مبارك تغزوت - جامعة العرب... خيمتهم أم خيبتهم؟!