أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الخالق كيطان - عبد الرزاق عبد الواحد يكتب عن سعدي يوسف!!!














المزيد.....

عبد الرزاق عبد الواحد يكتب عن سعدي يوسف!!!


عبد الخالق كيطان

الحوار المتمدن-العدد: 2348 - 2008 / 7 / 20 - 08:11
المحور: الادب والفن
    



شاعران من عصر سحيق...
عبد الرزاق عبد الواحد وسعدي يوسف...
معروفان جيداً بالنسبة للقارئ العراقي... والعربي أيضاً
الأول كان رمزاً للسلطة في الوطن
والثاني كان رمزاً لسلطة المنفى
كلاهما أحب رمزيته حتى العبادة فلم يتخل عنها بالرغم من تبدل الظروف.. هكذا يوغل الأول في دفاعه عن سيده الذي منحه سلطته القديمة حتى وهو، أي سيده، يقبع في جحر الفئران... والثاني يدافع أيضاً عن سلطته التي تهدمت بفعل السيد ذاته الذي انتهى وطوى بنهايته عقوداً من نفي المثقف العراقي..
ولا بأس في موقفي الأثنين، فكلاهما حر.. حتى لو كانت هذه الحرية مقرونة بدوافع ليست نزيهة: جاه في الوطن أو جاه في المنفى!!!
يكتب عبد الرزاق عبد الواحد عن سعدي يوسف مقالاً في توقيت مثير للشفقة: انهيار السلطتين... فماذا يريد هذا من ذاك؟؟؟
أمامنا وثيقة عبد الواحد، مقاله، ولا نملك من الثاني غير صمت بأزاء هذه الوثيقة، والصمت كلام في كثير من الأحيان..
لا يدخر عبد الرزاق عبد الواحد جهداً وهو يصف في مقاله جبن سعدي.. جبن يذكر للتدليل عليه مثال ومثالين.. فيما الأول بطل بالمعنى الكامل عند صاحبه، فهو الذي كان يقف ممتشقاً سيف العمود الشعري مدافعاً عن سلطته لسنوات طويلة فيما كان يقضي الثاني فيها نهاراته ولياليه بالنضال، الشعري أيضاً، ضد هذه السلطة ذاتها... الجبان الذي ارتضى لنفسه أن يقف ضد الديكتاتورية عارياً إلا من كلمة .. والبطل الذي استولى على مغانم هذه الديكتاتورية بكل بسالة!! بطل يسكن قصراً كبيراً على ضفاف دجلة.. مسدسه دائماً في حزامه، لا يدخل قاعة إلا ووقف جمهورها تحية وإجلالاً.. وجبان يدور بين البلدان بحثاً عن مكان آمن..
اليوم يقيم الشاعران في المنفى.. الثاني أدمن المنفى، وله فيه غايات وغايات.. بينما الأول حديث عهد يريد أن يلم عنده ما يتيسر من علاقات حميمة، حتى ولو كانت مع جبناء الماضي!!! الأول لا يهمه ذلك كثيراً، فعينه تتعدى الوطن، بل تعدته منذ زمان.. وله في ذلك تصريحات وتصريحات.. ولقد قالها للأول ذات يوم بعيد كما تشر مقالة هذا الأخير صراحة ذات لقاء عابر في القاهرة قبل أكثر من عشرين عاماً.. دعونا نقرأ:
"آخر مرة رأيته فيها كانت في معرض الكتاب في القاهرة قُبيل العدوان الثلاثيني بعامين . قلت : ألا ترجع للعراق يا سعدي ؟ .. لك ما لنا ، وعليك ما علينا .. وناضل إن شئت هناك ، داخل وطنك .
قال : عبد الرزاق .. أنت تفهمني . أنا ليس لديّ أيّ اعتراض سياسي . ما عدت أصلاً أفكر بالسياسة .إنما اعتراضي أساساً اعتراض إبداعي . أنا أخشي علي حريتي الإبداعية ، ولهذا لا أعود ! ."*
القصة تفضح الشاعرين: الأول وهو يقوم بدور الوسيط بين السلطة ومنفييها.. والثاني وهو يتنكر لنضاله السياسي ويحصر منفاه بالحرية الابداعية، فهو لا يملك اعتراضاً سياسياً، على ذمة عبد الواحد طبعاً، وبالتالي لم يكن كما قلنا قبل قليل: جبان يدور بين البلدان بحثاً عن مكان آمن!!!
شاعران من عصر سحيق هما...
سحر الأول جمهوره بصوته القوي، الذي قلد فيه يوسف وهبي، كما يقول، وهو يرعد ويزبد ولكن خدعته لم تدم فتكشفت مواقفه التي أقل ما يقال عنها أنها مواقف شاعر مسعّر!! شاعر يقول للمذيعة التلفزيونية التي تدعوه للعودة إلى بلاده: من يضمن لي رأسي؟؟؟ فماذا فعل هذا الشاعر لكي يخاف على رأسه في بلاده؟؟؟
وسحر الثاني جمهوره بأغنية المنفى، الجبانة، على رأي عبد الواحد أيضاً، حتى اكتشفنا أنه لم يكن معنياً بالنضال ضد الديكتاتورية بقدر نضاله من أجل مكانة ما في ثقافة عربية تجيد صناعة الأوهام وخطابات الظلام.. وها هو أيضاً يرفض العودة إلى بلاده تحقيقاً للشعار الصادر من مواقف شاعر شعّار.
يتذكر الأول كيف كان نجماً في العراق، والبلدان العربية..
ويذكر الثاني كيف كان نجماً في سماء الثقافة العراقية الحرة..
يعيش الأول اليوم خارج بلاده منفياً ، في رأسه قصص وذكريات وبيانات ورغبة في ادراك دور عربي.. يقف الأول الآن في صفة الشاعر الذي يتغنى بأمجاد المقاومة..
ويدور الثاني نجماً في السماوات العربية المأسورة بفكرة الامبريالية والاستعمار والاحتلال والبطل القومي طبعاً.. وهو يقف بالتالي في صفة الشاعر الذي يتغنى بأمجاد المقاومة.
ها هما إذن...
شاعران من عصر سحيق..
يلتقيان في الزمن الواضح جداً..
ونقف نحن بين هذا وذاك...
نعرف جيداً من يكون الأول... وبالطبع نعرف من يكون الثاني...
****

*موقع ألف ياء بتاريخ 13/7/2008

عبد الخالق كيطان: شاعر عراقي مقيم في أستراليا
www.abdalkalikkaten.com



#عبد_الخالق_كيطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اطلاق مشروع الذاكرة العراقية في بغداد
- مزحة الوطنية أو زفة الألم
- عاشوراء الدامي مسؤولية الأمن في العراق ومستقبل الدولة
- عصر الحرية في المسرح العراقي
- ارتكبت جريمة هذيان / مقالات ومواضيع اخرى
- عن رحيل الشعراء ومفارقاته
- خطيئة الاجتزاء
- المثقفون العرب وأم الحواسم: الحيرة واليقين في مخيلة مواطن عر ...


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الخالق كيطان - عبد الرزاق عبد الواحد يكتب عن سعدي يوسف!!!