أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبد - رداً على مناقشة حسين بن حمزة ونجم والي إبداعات المنفى العراقي أهم من سلبياته















المزيد.....

رداً على مناقشة حسين بن حمزة ونجم والي إبداعات المنفى العراقي أهم من سلبياته


كريم عبد

الحوار المتمدن-العدد: 138 - 2002 / 5 / 22 - 21:03
المحور: الادب والفن
    





في ((السفير)) 8 5 2002 أثار استغرابي مقال الزميل حسين بن حمزة (حسابات المنفى العراقي) والاستغراب هو أن الكاتب أثار قضية (حساسة) وضرورية، وما أكثر القضايا الضرورية في حياتنا العربية العجيبة التي يُسكت عنها لأنها تثير حساسية البعض من ذوي الجاه والوجاهة على مختلف مستوياتهم، حيث تحل المنافع الذاتية والآنية على حساب الحقائق ومعطيات الثقافة التي يدّعي الجميع الحرص على تطويرها في حين هي في حالة إعاقة وتدهور وبلبلة باستمرار، إذ تكمن هنا إحدى أخطر نقاط الضعف في الثقافة العربية المعاصرة!! فهو يقول في البداية ((مجتمعات المثقفين، رغم هدوئها الظاهر، تسودها عداوات واتهامات يعرفها الجميع، لكنها نادراً ما تتحول إلى موضوع يناقش بصورة علنية في الجرائد.. كأن الجميع متفقون على وجود حياة خفية يتغذى جزء كبير من حركة النشر والتواجد في الضوء من علاقات هذه الحياة ونظامها الغامض)) وهي بداية جيدة لإثارة موضوع مهم ومؤثر سلبياً في حياتنا الثقافية، وممكن جداً أن يكون بعض الكتاب العراقيين مساهمين فيه، ولكن الارجح انهم يأتون في آخر القائمة لأنهم بعيدون نسبياً عن مراكز الإعلام المؤثرة. لكن الغريب انه سرعان ما انتقل الى موضوع آخر مختلف تماماً، وهو موضوع المناكدات والاساءات المباشرة وغير المباشرة المعروفة السائدة بين الأدباء، دون ان ينتبه لحقائق عديدة منها ان هذه المشكلة موجودة في كل الأوساط الأدبية في العالم وعلى أعلى المستويات، حيث ينقل عن ديستويفسكي انه كان في حالة تنافر مع كاتب رائع آخر هو تورغنيف، حيث كان يقول له مستفزاً عندما يراه في ندوة أو اجتماع: ((أينما يذهب المرء في روسيا يجدك أمامه؟!)) ويقال إنه هجم عليه ذات مرة. وإذا كان هذا هو شأن واحد من أهم كتاب العالم فما بالك بالآخرين؟! وأحسب أن مثل هذه (النقرة) التي تخرج عن الحدود أحياناً، لا تقتصر على الادباء فقط بل هي موجودة بين أصحاب المهنة الواحدة في مختلف الاختصاصات، وعندما يتطرق المرء لمثل هذه الظواهر عليه ان يحلل خلفياتها وأسبابها لا ان يستغرق دهشة بجزء من المشهد محولاً البعض الى ضحية لملامات ونصائح حسنة النية لكنها ظالمة جداً إذ تؤدي للإساءة لسمعة البعض بجريرة بعض آخر، لتتم التغطية على مساوئ ونشازات كثيرة لدى آخرين يمثلون دور الناصح بافتعال بائس جداً.
نشاز
فالزميل ابن حمزة لم يكمل الموضوع الذي بدأه من جهة، ومن جهة أخرى لم يخصص مقاله لقراءة نقدية لكتاب نجم والي كما هو مفترض، ليبيّن للقراء ما اذا كانت الرواية جديرة بالقراءة وان اساءات المؤلف لبعض الأدباء والفنانين العراقيين هي مجرد نشاز في سياق العمل، أم ان العمل ركيك أصلاً ومن المتوقع وجود مثل هذه الرطانات فيه؟! لم يفعل ابن حمزة هذا ولا ذاك، بل اتجه الى المثقفين العراقيين ليقول ((الأرجح ان المثقفين العراقيين تجاوزوا اقرانهم من المثقفين العرب في هذا المجال لأسباب كثيرة ربما يكون أهمها خروجهم شبه الجماعي من العراق وتوزعهم على بلاد ومناف عديدة... إلخ)) وهذا أمر يناقض الواقع ويثير الاستغراب أيضاً. ولأن ما أورده حسين بن حمزة ليس جديداً بل سمعناه هنا وهناك، لذلك نجد من الضروري ذكر الحقائق التالية، أولاً: ان أكثرية الأدباء والكتاب والفنانين العراقيين الجادين في المنافي، وهم من خيرة المبدعين العرب، هم في الواقع بعيدون ليس عن أجواء المناكدات والتشاحن هذه، بل وأيضاً مبعدون عن الأضواء والمهرجانات، وأرجو ان تعود بذاكرتك وتسأل نفسك: كم من الروائيين والقصاصين والنقاد والشعراء والباحثين والأكاديميين والرسامين والموسيقيين والمسرحيين والسينمائيين العراقيين تقرأ لهم أو عنهم دون أن تعرف أين وكيف يعيشون؟!
ثانياً: مقابل عدم الاهتمام النسبي الذي تواجه به أعمال المثقفين العراقيين في الخارج، نجد ان مجموعة من الأدباء العراقيين المقيمين في أوروبا، وبإمكانيات متواضعة، استطاعوا تأسيس نوادٍ ومؤسسات ومراكز ثقافية تقيم مهرجانات دورية للثقافة العربية في أوروبا أكثرية المستفيدين منها هم من الأدباء العرب، في حين نادراً ما يدعى أديب عراقي للمهرجانات العربية، وتفسير ذلك واضح، فالمهرجانات العربية هي مجال لتبادل المنافع والدعوات لنمط معين من الأدبيات والأدباء. إلى جانب ذلك استطاع عدد من الأدباء العراقيين في أوروبا ايضاً، وبجهود شخصية ومن خلال مجلات ومؤسسات أوروبية، أن يترجموا وينشروا العديد من المختارات والنصوص والكتب بلغات أوروبية عديدة، وأكثرية المستفيدين منها أدباء عرب أيضاً، وهذه ظواهر ومبادرات لم يحدث ان قامت بمثلها الملحقيات الثقافية للسفارات العربية، ولا اية مجموعة من المثقفين العرب المقيمين في الغرب برغم كثرتهم ونفوذهم الثقافي هناك!! وإن حصل فإن المثقف المعني غالباً ما يترجم لأبناء بلده فقط. كل هذه الظواهر الايجابية التي يقدمها المثقفون العراقيون يتم نسيانها أو التغافل عنها، في حين اذا عطس كاتب عراقي في أحد المقاهي العربية فإن الأمر يتحول الى انفجار قنبلة!! يتحدث ابن حمزة عن اساءات ألحقها نجم والي بأدباء وفنانين عراقيين في كتابه ((تل اللحم)) وهذه مسؤوليته الشخصية ولا يصح تحويلها الى ذريعة لتجريح مشاعر العشرات من المثقفين العراقيين، وكذلك وبالاعتماد على جملة يقول انها وردت في كتاب كاظم جهاد ((لا يتذكرها حسين بن حمزة تماماً))!! في حين ان قارئ ((الماء كله وافد إلي)) يجده مفعماً بالحنين إلى العراق وبعذابات المنفيين العراقيين، ثم يأخذ جملة وردت في سياق رواية سليم مطر ((التوأم المفقود)) ليحولها أيضاً إلى ذريعة للاستطراد في ما يريد قوله!! والواقع ان هذه الطريقة شائعة في الكتابة العربية، حيث يستعاض عن الجهد العقلي في تحليل الظواهر بالتصورات السريعة، وإذا عدنا لكتب نجم والي نجد الوجه الآخر لهذه الظاهرة، فهي مكتوبة بركاكة إنشائية تفوق التوقع، بحيث تصبح قراءتها نوعاً من (صراع) مع الكلمات، وهنا يكمن أساس مشكلة هذا الكاتب، فحين تقول له حقيقة انطباعك عن كتبه فهو سيعتبرك عدوه اللدود!! فيجد لك حيزاً في دهاليز روايته القادمة وهكذا دواليك. أما تفسير أسباب الاساءة أو تحويل مشاعر الانتقام الى كتابة لإلحاق الضرر بسمعة الآخرين، فله معنى واحد كما أظن، انه الشعور بالعجز عن مواجهة الآخرين ناهيك عن محاورتهم أي ضمان حريتهم بالتعبير عن آرائهم، وهذا الشعور بالعجز عندما يسيطر على انسان ما يصبح هو مصدر كل اضطراب سلوكي وثقافي، حيث تتحول حياته الشخصية ذاتها الى جحيم فلا يجد بداً، بسبب عجزه، من محاولة تعميم مشكلته على الآخرين، وهي حالة بائسة يجب النظر إليها ضمن حدودها بعيداً عن التأويلات والإسقاطات غير المبررة.
إذا تأملت حياتك ونوازعك الشخصية فستكتشف أنك لست ملاكاً، بل واحد من الآخرين، ولست بعيداً عن ضغائن الوسط الادبي التي يعلنها او يمارسها البعض بفجاجة أو يحاول بعض آخر تسريبها بهدوء، وقد تجد أنك تحقد احياناً على بعض زملائك بسبب تفوقهم الأدبي، لكل هذه لا يصح ان تحتل موقع الناصح كي تكيل الادانات للآخرين بالجملة والمفرق، وهذه حالة لا تخدم صاحبها أصلاً، فلها عواقب أخرى، وهي ان الخضوع لضجيج التفاصيل قد يصنع مقالاً مثيراً، لكنه يظل هابطاً لناحية المستوى الفكري، في حين ان البحث الموضوعي في خلفيات وسياق المشكلة يجعل المادة اقل إثارة صحفية، لكنها أعمق فكرياً وأجدى لناحية المعالجة.
مشاكل الوسط
ولو كنت موضوعياً لرأيت أن الوسط الثقافي العربي، وليس العراقي فقط، يعج بالمشاكل والمشاحنات والدجل وشراء الذمم والمتاجرة بالحقائق، الحقائق التي تتم مطاردتها من مكان إلى مكان لأنه لا أحد له (مصلحة) في قول الحقائق!! بل المصلحة اصبحت في اشاعة الزيف وترويجه او السكوت عنه!! وهذا اخطر من أية مشاحنات أو اساءات يمكن ان ترد في هذا الكتاب أو ذاك، لذلك يمكن القول ان هزيمتنا امام دبابات اسرائيل هي في الواقع ليست هزيمة عسكرية وإنما هزيمة حضارية شاملة، وأخطر علامات هذه الهزيمة هي الترويج لثقافة تقبل الهزيمة وذلك بالتركيز على كونها هزيمة عسكرية، ليكتشف أولو الأمر أننا ((غير قادرين على الحرب)) و((استعمال المقاطعة النفطية والاقتصادية هو حماقة يجب صرف النظر عنها)) و((التظاهر ضد الدعم الأميركي لإسرائيل هو قلة أدب ونكران للجميل))!! لكل هذا يا عزيزي حسين بن حمزة، نحن بحاجة الى تحفيز العقل وتنشيطه لا إلى خلط حابل الأمور بنابلها، بحيث يصبح البعض ممن يتلعثمون بأوهامهم الثقافية ولا يجدون سوى الاساءة والاحقاد للتعبير عن أنفسهم، مادة لتجريح مشاعر المثقفين العرب في هذا البلد أو ذاك!! والسلوك المشين داخل الكتابة وخارجها هو مسؤولية الشخص المعني وليس من الصحيح اسقاطها على آخرين، كما ان استغلال الاضطرابات السلوكية عند البعض للظهور بمظهر الملاك ومقدم النصائح هو عادة غير حميدة أيضاً، لأنه يوقع الانسان في تناقض مع نفسه ومع الواقع المر الذي نعرفه ونعيشه جنيعاً، فليس ثمة داعٍ ليزايد بعضنا على بعض.

©2002 جريدة السفير



#كريم_عبد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزبية الثورية ، في المعارضة أو الحكم


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبد - رداً على مناقشة حسين بن حمزة ونجم والي إبداعات المنفى العراقي أهم من سلبياته