أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم الخياط - التنقيط عند الفنان الراحل عزيز حسك.. كومونة البنفسج














المزيد.....

التنقيط عند الفنان الراحل عزيز حسك.. كومونة البنفسج


إبراهيم الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 2329 - 2008 / 7 / 1 - 08:30
المحور: الادب والفن
    


تنقيط اللون على اللوحة هو اسلوب جديد في الفن المعاصر، إذ ان التنقيط القديم كان عبارة عن ملء الفرشاة باللون ثم جعل الفرشاة تمس الكانفاس (قماشة الرسم). وهذه المدرسة بدأها فنانون مثل بيسارو، وقد واكبت هذة الطريقة الثورة التي أحدثها الانطباعيون في باريس في مستهل القرن الراحل، وهي طريقة تعتمد على تحليل اللون وإرجاعه الى أصله. فمثلا، ان أردت ان تحصل على اللون البنفسجي عليك ان تضع مكوناته الرئيسة (الازرق والاحمر) وعوضا عن مزجهما لتحصل على البنفسجي، تضع نقاطا من الاحمر والازرق متقاربة من بعضها، فحين تبتعد عن اللوحة تحس بأن هذين اللونين قد أعطياك نتيجة جديدة. فاللونان قد امتزجا مع بعضهما، وصارت النتيجة لونا اخر هو البنفسجي، دون ان تمزجهما على الباليت (محمل الالوان).
اذن فقد أعاد الفنان الانطباعي هنا اللون (البنفسجي) الى اصله، وهذه هي الطريقة التحليلية في مزج اللون، والطريقة هذه تنطبق على بقية الالوان. فعندما تريد أن ترسم باللون الاخضر الذي هو مزيج من الازرق و الاصفر لاتضطر الى مزجهما على الباليت، وانما تضع هذين اللونين أحدهما قرب الاخر بشكل لمسات صغيرة من الفرشاة، واذ تبتعد عن اللوحة تشعر أن هذين اللونين هما اللون الاخضر في حين عندما تقترب من اللوحة لاتجد أثرا للون الاخضر. وقد كان رواد أو مكتشفو هذه الطريقة هم مجموعة من الفنانين الانطباعيين الفرنسيين، وقد احدثت هذه الطريقة في التحليل اللوني والابداع فيه ضجة كبيرة في حينها، وأبدع هؤلاء الفنانون في هذا الاتجاه وأعطوا البشرية نتاجا زاخرا إعتمد على التحليل اللوني، أي إعادة الالوان الى أصلها الصريح.
أما بالنسبة للتنقيط المعاصرـ وفي العراق خير من يمثله هو الفنان الفذ الراحل عزيز حسك البعقوبي ـ فقد اعتمد على اسلوب آخر، وقد تكون الصدفة هي التي لعبت دورها في اكتشاف اسلوبه هذا. عالم اللون هذا العظيم العجيب الذي لو تفتح له الذهن البشري واكتشف حقيقته، لهام فيه وابتعد عن الالوان التي لاتذكر الانسان الا بالحرق و الموت والرخص السائد والمسيطر على المخيال. فبدل ان يستكشف الانسان الحديث ويستنبط من الطبيعة حلاوتها وجمالها ويغور عميقا في مباهجها، اذا به غالبا ما يبتعد عن عوالمه ويقترب من عالم الحروب .. نعم الحروب التي تحيل كل الالوان الى سواد قاتم ولا تترك – أي الحروب – أثرا لونيا يؤشر للخير او يبشر به.
اذن ،الانسانية تحرض الجميع على دراسة الطبيعة واستشفاف الخير من خلال ألوانها البهيجة. هذه الطبيعة التي تعلن على الدوام أنها وجدت لإشاعة الخير دون الشر. فمن واجب كل فنان أن يجدد ويبدع وإلا إنتهى الى الفشل. وهنا ينتصب أمامنا السؤال : هل، لكل فنان القدرة على التغيير؟ وهل ان كل فنان على استعداد لتحمل كل المشاق الحياتية بغية اقتناص الجديد والاحساس به؟ بطبيعة الحال الجواب سيكون: كلا،،، ....... ولماذا؟ لأن الغالبية العظمى من الفنانين يتبعون فكرة (اطفر النهر من قريب) وهم غير معذورين، وإن كان الموضوع شائكا ومعقدا، لاسيما ان الساحة لاتهيء للفنان المبدع جوا حياتيا ملائما يستطيع فيه أن يستمر ويبدع دون النظر الى أي أمر آخر يعيق مسيرته الحياتية من مأكل ومشرب ومسكن، فشتان بين ما تشبع به بطنك، وما تشبع به ذهنك.
نعود و العود احمد – الى الفنان عزيز حسك الذي أراد يوما تحضير (الكانفاس) للرسم فلم يشأ طلاءه بالمادة الاساس بل غمس الفرشاة (بالبانتلايت) وجعلها تسير فوق القماشة، ثم اضاف للون الذي سال لونا اخر فثالثا ورابعا والخ ... وتأمل النتيجة، فبدت له القماشة لوحة تجريدية بحق!
فهام بهذه النتيجة الآتية من الصدفة التي ربما أنعشها وخز البحث. ومن هنا بدأ الاتجاه ؛ أعاد التجارب مرات، أضاف لها الوانا أخر، وصعق عندما رأى تشابك الالوان ببعضها، وسرّ للنتيجة، فلطالما قرأنا عن اولئك الذين غاصوا في بحوثهم فاكتشفوا مالم يخططوا له.



#إبراهيم_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واحدة لا تكفي
- حين تسود الأمية والجهالة والعصبيات تتراجع الكلمة


المزيد.....




- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم الخياط - التنقيط عند الفنان الراحل عزيز حسك.. كومونة البنفسج