خسارة الفريق العراقي كانت حتمية

جابر غايب

الحوار المتمدن-العدد: 2322 - 2008 / 6 / 24 - 09:12
المحور: عالم الرياضة
    

لست رياضيا ولم امارسه في حياتي لكنني احب كرة القدم وربما استطيع ان ادلو بدلوي مع الاخرين
وكوني اعيش في روسيا حاليا كطالب كنت اتابع كأ س اوربا وكيفية تطور العاب الفرق المشاركة مع متابعة للفريق العراقي في حله وترحاله منذ تسلم المدرب العراقي السيد عدنان حمد وقد تابعت كل التحليلات التي كتبت هنا وهناك قبل المباراة ومعظمها كانت صادقة في تحليل مجريات المباراة القادمة
فيما يخص الفريق الروسي المعتمد على مدرب هولندي خسر اولى المباراة وحول هذه الخسارة الىنصر مؤكد للفريق بحيث ظهر الفريق باستمرار نحو العلو حتى غدا قاب قوسين او ادنى من الحصول على كأس اوربا وربما الى افضل فريق في اوربا
وما يهمني التنويه له ان الفريق الروسي بمدرب هولندي لعب ضد المنتخب الهولندي وفاز على بلده حتى قيل انه الوحيد الذي فرح لخسارة منتخب بلاده علما بان المنتخب الهولندي كان مرشحا للفوز باللقب-اسوق هذا المثال لوجود مهنية عالية عند الاوربيين واخلاص للعمل حيثما يكون موقع الشخص وعلى الجهة الاخرى نجد ان الفريق العراقي الذي بدا مشواره ضعيفا وخسر مباراة قطر الاولى لان اللاعبيين يلعبون بدون مهنية وربما لهم الحق لان عوائلهم ومصيرهم متعلق ببلد اقل ما يقال عنهم انهم شايفين نفسهم شوية اكثر من طبقة البشر لان سنابلهم فارغة
ووسأورد مثالا بسيطا حدث معي عندما كنت استاذا في الجامعات الليبية وحدث ان تلاقى فريقنا مع ليبيا في الاردن مالذي حصل كسر المشجعون الليبيون معظم مقاعد الملعب لان فريقم خسر مع العراق وحدث ان رجعت من عند صديق شاهدنا المباراة سوية وفي الظلام سمعت احد الاخوان الليبين يتساءل اين يعيش عراقي لنذهب اليه ونضربه
هؤلاء هم العرب يتصورون عندما يكون لديهم المال يستطيعون شراء الناس ويستعبدونهم
مالذي حصل! ان الاخوة اللاعبين العراقييين المحترفين في قطر واللذين يرغبون لاحقا الاحتراف فيها حسبوها بفعل لا ارادي ان فوزهم على قطر هجمان بيوتهم وهذا بسبب عدم المهنية لا عند اللاعب ولا عند الجمهور ولا عند الدولة التي يحترف فيها الاعب لان اللعبة مسيسة
ا ني اتاسف ان يصل العراق الى هذه الحالة من عدم امكانية حماية لاعبيه فلو كان اللاعب على علم بحماية الدولة له صحيا ونفسيا وماليا لكنا الان في الطريق الى كاس العالم ان فاقد الشىء لا يعطيه وقابلية المدرب الوطني متذبذبة على مدى عشرات السنين مع جل احترامي للمدربين العراقيين
لكن مالعمل اعتقد
1- ابعاد الرياضة عن السياسة وعدم تسيس الالعاب كما حصل في اللقاء الاخير حيث تحولت المباراة الى معركة شبه عسكرية جند لها كل طرف امكاناته فلو دخلت السياسة الى بيت شتته وفرقته فكيف ببلد باكمله

2- رصد اموال كافية لبناء ملاعب واندية في جميع محافظات القطر بسرعة لاستقطاب الشباب وابعادهم عن كل السلبيات التي يعاني منها الشباب وخاصة الادمان على التدخين والمخدرات والمسكرات وما شابه
3-حل اتحاد الكرة العراقي والدعوة الى انتخابات داخل القطر وفصل كل عضو يعيش بعيد عن العراق
4-العمل بسرعة لالغاء امر الفيفا بمنع اجراء المباراة داخل القطر علما ان لدينا مدن في حالة امنية ممتازة
والضغط على الجانب الامريكي لتخليص العراق من هذا الاجراء الظالم ولكن لا يمكن متابعة ذلك دون اتمام الفقرة الاولى
5- عدم اشراك اي لاعب محترف بالخليج في المنتخبات الوطنية وفيى المسابقات الدولية لان دول الخليج ستبقى تمارس الضغط على اللاعب العراقي واعتقد ان الاعب نشأت اكرم قد اهدر ضربة جزاءمقصودة عندما كان محترفا في السعودية و عندما لعب ضدها
6-تشكيل منتخب من دوري العراق وفريق ظل رديف وتخصيص اموال كافية لمعسكرات الفريقين واللعب مع الفرق المتقدمة وديا لاكتساب الخبرة فالفوز في المباراة الكروية اكبر انجاز لا يضاهيه
7-التعاقد مع المدربين الاجانب والمعالجين واشراك الشباب العراقي من المدربين لاكتساب الخبرة لان المدرب الاجنبي يحترم نفسه وربما لا يستطيع احد التدخل في شوؤنه
8-عدم اشراك الاعلام بهذا الشكل بحيث يحول اللاعب الى انسان من فضاء اخر وانما التعامل مع الحدث بعد حصوله اتركونا من التطبيل والتهويل فخسارة الفريق كان فشلا ذريعا للاعلام العراقي الرسمي والشعبي وكانت صدمة كبيرة اعتقد انه يجب ان نسمي الاشياء باسمائها
حيث شعر 30 مليون بالم وربما ليومين انا اشعر بالم في راسي لاول مرة في حياتي فكيف بالشعب العراقي الجريح ربما كان هذا الفوز يعادل او يفوق الكثير من الانجازات التي تحققت له
9- الاهتمام بالرياضة من المدرسة وبالرياضة الجماهيرية وتشجيع الشباب بممارسة الرياضة فالعقل السليم في الجسم السليم وتفعيل الرياضة المدرسية وعدم اهمال درس الرياضة وتنظيم مسابقات مدرسية محلية وعلى مستوى المحافظات
10- تشكيل منتخب في كل محافظة لرفد المنتخب الوطني بالاعبين الشباب والمدربين وعلى كافة المستويات والالعاب
ايها المسوؤلون! العراق غني بما فيه الكفاية فلا تبخلوا على ما يمكن ان يسر الناس
وختاما فليس الفريق العراقي الوحيد الذي خسر وقد تخسر الفرق الكبيرة ولكنها لاتخسر بالخيانه او بيع النفس واتمنى ان اكون مخطئا ولو ان الشواهد جميعها تدل على ذلك مع الاسف ويبدو بان الخسارة فعلا كانت حتمية

مع تمنياتي للفريق القطري الفائز الذي كان افضل من الفريق العراقي لعبا وتكتيكا كما اواسي الاخ عدنان حمد الذي ادخل نفسه في معركة خاسرة من البداية وربما يحتاج وقتا كبيرا ليعيد نفسه كمدرب واتمنى الا تكون الامور من البداية كانت وفق حسابات مصلحية
وساكون مسرورا عندما اسمع باستقالة كل القائمين على ادارة الفريق بلا استثناء يا اخوان احترموا انفسكم وقديما قال الشاعر
اذا لم تستطع شيئا فدعه وجاوزه الى ما تستطيع
وشكرا لكم ايها العراقيون على صبركم فصبر جميل والله المستعان اما اللذين يبيعونكم

سينكس المتذبذبون رؤسهم حتى كأن روؤسهم اقدام

جابرغايب طالب
روسيا –سانت بطرسبورغ

#جابر_غايب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات