أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رندا قسيس - البحث عن الخالق














المزيد.....

البحث عن الخالق


رندا قسيس

الحوار المتمدن-العدد: 2314 - 2008 / 6 / 16 - 10:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تستيقظ هذه الالة الانسانية من ثبات طويل لتحاول جاهدة استرجاع تاريخها و العودة الى ذكريات مدفونة في الاعماق منذ الاف السنين, لكنها تخفق في المام صور تاريخها المنسوخة في الطبيعة, فتستعين جاهدة بحجارتها كي تنتصر على الطبيعة لتصبح الرائدة, الا انها تتجمد كلما تحاول لمس اعماق ذاتها, فتستشيط غيظا و تسلط جام غضبها على اطرافها, لتلعن الفرد و تستسلم للخيال الخرافي, و تعلن حروبا بين اطرافها كي يثبت كل طرف تفوقه على الاخر . ها هو الانسان بعد ان صنع الها له, صنع حاجزا بين وعيه و بين وقوده المخزون, فنشات الاديان لتقمع لاوعي الانسان و لتستوحي رموزها من الكيان اللاوعي الجماعي ليعبر كل دين عن شخصية مؤسسه, و عن جميع غر ائزه اللاواعية ليسلط هذا المؤسس نرجسيته على الافراد و المجتمعات ليصبحو ا قطيعا له باسم الدين. صنع الانسان الهه و جرده من محتواه الروحي, ليصبح حاجة جماعية غرائزية, ليتناقض الاله مع ذاته و مع فكرة وجوده, فلم يعد الاله البداية و النهاية, بل تجرد من رمزه الروحي ليصبح حقيقة نفسية عند كل فرد ضعيف النفس, ليتسلح به امام الجماعة, و تتسلح الجماعة امام التاريخ لتعطي لنفسها الحق في البقاء, و لتسلط غرائزها على الطبيعة . ظهر الدين من ارادة غرائزية جماعية لتسجن الفرد في حلقتها, لتوحد الجماعة, و لتتوحد جميع الغرائز اللاواعية في وعاء جماعي لتستعبد الفرد, و تضع حدا لغريزته الفردية فينصهر الافراد في الجماعات, و تتحول الغرائز الجماعية الى اله يسلط نزواته على الافراد . منذ البداية بحث الانسان عن القوة, فكانت في البداية القوة الجسدية ثم انتقل الى القوة بشكلها العام, و ليتملكها بحث عن المصدر الا انه فشل في تحديد مصدر القوة, فمنبعها الطبيعة و بما الانسان يدرك في ارادته اللاواعية استحالة السيطرة على الطبيعة, استعان في قوى خالقة غير طبيعية . منذ البدء نرى كيف حاول الانسان الاول مزج الطاقة مع الرموز الدينية, كما تظهر لنا بعض الصور المنقوشة على الحجارة فكانت مملكة الواكاندا في افريقيا منذ الاف السنين, و قد اطلق على كل قوة غير مفهومة او ملموسة الواكاندا, فكانت الشمس, القمر, النجوم, الرعد, الريح و الشياطين المسكونة في العناصر, و كما عبر عن هذه الفكرة " ماج جي": " الواكاندا تعبير عن الاسرار, القوة و المقدسات و الابدية, فكانت الواكاندا القوة العملية و الكونية". مع تطور الانسان, تطورت هذه الفكرة, فكان السومريون هم من وضعوا اسس النظام الكوني, فصنعوا الالهة و اعطوهم صفات بشرية لكنهم منحوهم الابدية التي لا يمتلكها الانسان, فكانت الالهة تشبهه في اختلاج المشاعر و الانفعالات الطاغية . و مع خلق الالهة, نشاءت الاساطير و الخرافات حول بداية الكون, فنرى التشابه الكبير بين ملحمة الخلق عند البابليين و سفر التكوين . كانت الافعى في ملحمة "الاينوما ايليش" تعني الظلام كما كانت في سفر التكوين . اما ملحمة "اتراحسيس" البابلية التي سطرت ميلاد الموجودات البشرية, فكان خلق البشر قد تم من طين و دم, كما تروي النصوص السومرية "اينمكار و اله اراتا": في تلك الايام لم يكن هناك حية و لا عقرب , لم هناك سبع و لا ضبع و لا كلب شرس و لا ذئب , لم يكن هناك خوف و لا رعب , لم يكن للانسان منافس و غريم , كانت بلاد مارتو امنة مطمئنة , و كان الكون جميعه و الناس كلهم , يمجدون انليل بلسان واحد . كما يمجد الانسان الله بلسان واحد, كما نلاحظ التشابه ما بين خلق حواء في سفر التكوين و خلق نينتي "سيدة الضلع" في اسطورة سومرية اخرى . لم يغفل السومريون ايضا عن خلق اسطورة التمرد البشري على الالهة , و ذلك في قصة" اليساتي شوكا كيتودا" الذي ارتكب خطيئة قاتلة بان اوقع "انان" في الغواية و كما جسدت الملحمتان "اتراحسيس و جلجامش" غضب الالهة حيث انزلت الالهة الطوفان كعقاب على الجنس البشري . و لم يغفل عن السومريين ايضا, خلق اسطورة العفاريت كعفريت الاوبئة "اساج" كي يستطيعون تفسير الكوارث و الامراض التي حلت بهم . ما زال الانسان يبحث عن نصر لخوفه, نصر للظلام الداكن في اعماقه, فلم يجد الا ان يلبس قناع الاله ليختبا وراء عجزه, لكنه لم يدرك في البداية , انه كلما ازداد تمسكا بهذا الاله, ازداد في اعماقه الخوف و الشعور بالهزيمة في حياته .




#رندا_قسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غيبوبة المجتمع العربي


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رندا قسيس - البحث عن الخالق