أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - اسماعيل حمد الجبوري - لامصالحة مع القتلة والخونة من البعثين















المزيد.....

لامصالحة مع القتلة والخونة من البعثين


اسماعيل حمد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 717 - 2004 / 1 / 18 - 05:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 في الأونة الأخيرة صدرت بعض التصريحات والكتابات من بعض القيادات
السياسية العراقية وبالذات من بعض اعضاء مجلس الحكم الأنتقالي وبعض
الصحفين والكتاب والمحللين السياسين حول ضرورة المصالحة الوطنيه .
فأستغربت لهذه الطروحات لأنة لاتوجد خصومات وتناحرات بين أبناء
شعبنا العراقي بكل أطيافه السياسية والقومية والدينية وانما عانى شعبنا بأجمعه
من ظلم واستبداد وجرائم صدام التكريتي ورفاقه البعثين الذين تسلطوا عليه
35عاما.
فالسؤال المطروح هو ؛المصالحة مع من؟ حيث طرحت الكثير من الآراء والمقترحات
،وفي نهاية المطاف أجمعت هذه الآراء على أن المصالحة الوطنية تعني جمع شمل العراقيون
على بناء وطنهم الديمقراطي الفيدرالي الموحد ،وأن توضع مصلحة الوطن قبل وفوق كل
شيء ،والكل يعتقد أن كل من أرتكب جرائم بحق الشعب العراقي يجب أن ينال
جزاؤه العادل من خلال تقديمه الى محكمة عراقية عادلة وليكن درسا" لكل من تسول
له نفسه وعبرة لمن اعتبر.
لهذا لايمكن المصالحة مع القتلة والخونة من البعثين والمتآمرين الذين أرتكبوا جرائم
لا يمكن تجاوزها مطلقا. وهنا أريد أن أميز بين البعثين القتلة وبين المستبعثين والذين
انتموا الى صفوف البعث لا بدافع الأيمان بعقيدة البعث وأنما أجبروا أما بدوافع المصلحة
أو الخوف ولم يرتكبوا جرائم بحق الشعب.والعراقيون يعرفون جيدا  من هم .
الذين أرتكبوا جرائم بحقهم. ولمعلوماتي الخاصة هناك كثير من المستبعثين كانوا سعداء
بسقوط النظاملأنهم كانوا يشعرون بأنهم كانوا رهائن عند النظام الساقط وكانوا يخافون من ترك صفوف
البعث ولاسيما وأنا من محافظة ديالى وكان النظام البعثي البائد اعتبر هذه المنطقة من
مناطق نفوذه وبعد السقوط لم يتعاطف معه الا شراذم من عتاة المجرمين والمنبوذين
اجتماعيا من بقايا الأجهزة الأمنية والمخابرات والسجانين والمحققين في الأجهزة السرية
والقتلة الذين نفذوا جرائم التعذيب والأعدامات وضباط الأمن الخاص وقيادات بعثية
مجرمة وكتبة التقارير الأمنية وهؤلاء هم الذين يقومون بالعمليات الأرهابية وقسم
ليس بالقليل منهم التحقوا بهذه الزمر المجرمة خوفا من اهالي الضحايا الذين ارتكبوا
بحقهم جرائم من الأنتقام منهم.وهناك يتواجد بعض مجرمي القاعدة والفلول الهاربة
من محافظات اخرى واستغلال طوبوغرافية المنطقة من بساتين كثيفة ومع كل هذا
فأن أبناء هذه المنطقة يتعاونون مع الشرطة العراقية والقوات الأمريكية والأخبار عنهم
وألقاء القبض على الكثير منهم يوم بعد آخر.
المصالحة موقف حضاري ونبيل ولكن هذا لا يعني مد يد التصالح الى الأيادي الملوثة
بدماء الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء والشباب ونقول لهم عفا الله عما سلف
وهذا يعني خيانة وجريمة بحق الضحايا واهل الضحايا وجريمة لن يغفرها التأريخ لنا.
     المصالحة والتسامح من منظور البعثين والقومجيون العرب سواء كان صدام او
غيره هي خوف وضعف وجبن من الجانب الذي يمد لهم يد التسامح ويبدؤا بالتأمر
والغدر،والبعثيون عريقون بالغدر والتأمر وهي من مبادئهم الأساسية وتأريخهم السياسي
شاهد على ذلك،وتأمروا وغدروا بأقرب جهه سياسية تحالفت معهم وغدروا بعضهم
ببعض وتاريخهم حافل بهذه الشواهد ومنها؛
1-عندما سامح الشهيد الزعيم عبدالكريم قاسم قتلته عام 1959 من الخونة البعثين 
والقومانينون العروبيون وقوله المشهور عفا الله عما سلف كان هؤلاء السفلة يصمون
الزعيم قاسم بالجبن والضعف وتأمروا عليه مرات ومرات وكان يعفي عنهم في كل مرة
الى أن قتلوه.ولكن الزعيم عبدالكريم بقى حيا في ضمير كل عراقي شريف اما هم
فأصبحوا في مزبلة التأريخ.
2-في11آذارعام1970وقعت القيادة الكردية بقيادة المرحوم ملا مصطفى البرزاني
وسلطة البعث بقيادة احمد البكر-صدام على اتفاق الحكم الذاتي للشعب الكردي
ولم يجف حبر هذه الأتفاقية وقام صدام وجلاوزته من جهاز حنيّن بحياكة المؤامرات
والدسائس والقتل والغدر بحق القيادات الكردية ومنها محاولة المجرم ناظم كزار بتدبير
مكيدة لقتل المرحوم ملا مصطفى البرزاني والذي بائت بالفشل وتلتها الكثير من
عمليات التخريب الى أن تم وأد الأتفاقية.
3-في صيف عام 1973 عقد الجناح اليميني القيادي للحزب الشيوعي العراقي
    بقيادة عزيز محمد وباقر ابراهيم الموسوي صفقة مايسمى آنذاك بالجبهة القومية
    التقدمية مع البعث بقيادة المجرم احمد حسن البكر التكريتي والمجرم صدام التكريتي
    ،ووّقعت هذه القيادة اليمينية التي دمرت الحزب لاحقا على ورقة بيضاء وقدموا
    التنازلات واحدة تلوى الأخرى،وفي اليوم الثاني من توقيع هذه الصفقة المذلة
    والمشينة عقد المجرم صدام النكريتي اجتماعا استثنائيا وكان في حينها نائبا للبكر
   بقيادات مايسمى بالكادر المتقدم من القيادة القطرية وقيادات الفروع الحزبية
  والأجهزة الأمنية والمخابراتية وفرق الأغتيالات،وقال لهم وبالحرف الواحد يجب
  العمل وبكل الوسائل بتصفية الحزب الشيوعي.وتم فعلا تصفية المئات من المناضلين
 الشيوعين الشجعان وبالذات الذين كانوا يعارضون هذه الصفقة المهينة مع هؤلاء
الخونة،وتوجة هذه الحملة المجرمة والغادرة على الحزب ومنظماته سنة1979 بقتل
واعتفال الآلاف مما اضطر الحزب الى الأنتقال للعمل السري ومن ثم اعلان الكفاح
المسلح في منطقة كردستان بالرغم من معارضة باقر ابراهيم وزمرته اليمينية.وكانت
هذه الصفقة خيانة بحق شهداء الحزب والذين ابيدوا على ايدي البعثين والقومانيون
العروبيون.وأتمنى من المؤتمر الثامن القادم للحزب الشيوعي ان يدين وبكل شجاعة هذه
الصفقة المذلة تاريخيا بحق رفاقه وبحق شعبنا العراقي.
  وطالت عمليات الغدر حتى مابين البعثين انفسهم حيث تمت تصفية المئات ان لم نقل
الألاف فيما بينهم.
هناك من يطرح سؤال من أن صدام الأن أصبح في قبضة القوات الأمريكية مع أكثر
القيادات البعثيةالأخرى.ولذا فأن ما أرتكب من جرائم بحق الشعب العراقي يتحمله
صدام وهذه القيادات ولنتصالح مع بقية البعثين؟
 ما أريد أوضحه في مقالتي أن البعثين مشبعين وملوثين بالفكر الفاشي المعادي لكل
القيم الأنسانية والأخلاقية ويتصفون بالغدر والمكر والخيانة وأصبحت جزء من
التركيبة النفسية والأخلاقية لشخصية البعثي فلا يمكن أن يتجرد منها بسهولة بعد
أن تربى عليها منذ طفولته وبشكل مبرمج وبالذات هؤلأء الذين يقومون بأعمال أرهابية
وأجرامية بحق الشعب العراقي وقوات التحالف.فالبعثي ذو طبيعة عدوانية وقاتل عندما
تكون السلطة بيده وحينما يكون الخصم متساهل ومتسامح معه ويكون البعثي جبان
وذليل عندما يكون بدون سلطة وحين يكون الخصم صارم وقاسي ضده.
   فالسؤال هو كيف نتعامل وليس نتصالح مع المجرم القاتل والذي يرفض القاء سلاحه
والأندماج في المجتمع العراقي؟ ولذا فأني أرى أن اللغة الوحيدة والرادعة للبعثي هي
لغة الرصاص.هؤلاء الفلول من البعثين تربوا في مدرسة عفلق وصدام الفاشية وتعلموا
اساليبهم في الغدر والقتل والبلطجة ولم يستطيعوا يوما ما أن يتجردوا عنها، كلهم
صدام وكلهم دمويين ويتقمصون شخصيته السادية،وأورد لكم مثلا؛ بعد سقوط
النظام البعثي البائد في 9أبريل الماضي علي أيدي طلائع الجيش الأمريكي،تعاملت
هذه القوات مع فلول البعثين في الأشهر الأولى برفق وأنساني وحضاري اكثر مما
يستوجب ولم تطاردهم وتركتهم احرارا عسى أن يعودوا الى رشدهم ويندمجوا
بالمجتمع العراقي ولكن هؤلاء القتلة استغلوا الوضع وأعادوا تنظيم أنفسهم
وأستأسدوا وقاموا بأعمال القتل والأرهاب مما حدى بالقوات الأمريكية أن
تتعامل معهم بيد من حديد وقامت بعملية القبضة الحديدية وأستطاعت خلال
فترة من أعتقال الآلاف منهم وقتل قسم آخر وبالتالي القاء القبض على الرأس
العفن صدام التكريتي ومن ثم بدأت جموعهم الغفيرة بتسليم أنفسهم الى القوات
الأمريكية وسوف تنتهي ما تسمى بالمقاومة والتي يحلوا للعربان تسميتها.
  اما قانون اجتثاث البعث الذي اقره مجلس الحكم الأنتقالي فهو يمثل حسب
تصوري موقف الأغلبية الساحقة من الشعب العراقي وأتفق تماما مع ماقاله
د.أحمد الجلبي من أن صدام مجرم وحزب البعث حزب مجرم ايضا فيجب
اجتثاث هذا الحزب تنظيميا وفكريا لأجل منع تسلط البعث من جديد على
الدولة العراقية ومؤسساتها .
اريد أن الخص ماأريد قوله ؛يجب احالة من أرتكبوا جرائم بحق الشعب الى
محكمة عراقية عادلة لينالوا جزاءهم العادل ويجب أن تتضمن الأحكام عقوبة               
الأعدام لمن أرتكبوا جرائم قتل وأبادة.أما بقية البعثين وكما قال المفكرالأسلامي
والداعية للعلمانية أياد جمال الدين فالذين كانوا يحتلون درجات عليا في الحزب
أو في الدولة فيجب عزلهم عن المشاركة في النشاطات العامة سواء كانت أدارية
أو سياسية لأنهم أشخاص تلوثوا نفسيا وفكريا وأخلاقيا ولايمكن للملوث أن
يتولى مسؤوليه عامه تهم حياة الناس وشؤونهم خاصة وأنه يصعب التخلص من
هذا التلوث بقرار شخصي ثم يعود يمارس دورا في الحياة .
وأردف قائلا،وأنه من الطبيعي لا يمكن عزل البعثين كلهم لأن الغالبية منهم
أنضموا لحزب البعث لأسباب معيشية ولذلك يمكن لهؤلاء العودة للمشاركة
في الحياة العامة بعد اعادة تأهيلهم لتخليصهم مما لحق بهم من تلوث فكري
سببه لهم حزب البعث المقبور.

                               د.اسماعيل حمد الجبوري
                            عن حركة البناء الديمقراطي العراقي  



#اسماعيل_حمد_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤيه مستقبليه حول الحكومه العراقيةالمؤقته القادمه


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - اسماعيل حمد الجبوري - لامصالحة مع القتلة والخونة من البعثين