أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شلال الشمري - تصادم القوى.. العراق بين السندان الأمريكي ومطرقة التيار الديني














المزيد.....

تصادم القوى.. العراق بين السندان الأمريكي ومطرقة التيار الديني


شلال الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2304 - 2008 / 6 / 6 - 08:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لقد عمد الأمريكان إلى إجهاض التيار الديني إبان انتفاضة عام 1991 والسماح لنظام الطاغية على ترميم كيانه الذي تداعى بعد هزيمته عقب احتلال الكويت ، وبالتأكيد فإن الخيارات البديلة أمام أميركا لنظام الطاغية آنذاك كانت لاتصب في مصلحتها ، وترجح سيطرة التيار الديني خصوصاً وإن الدعم الإيراني قريب جداً من موقع الحدث ، لهذا اضطرت أمريكا لأن تضع يدها بيد التيار الديني مع محاولة زج وتضخيم عناصر عراقية متأمركة مكشوفة ومنزوع عنها ورقة التوت ، وليس لها أي دور أو تأثير على نظام الطاغية على أرض الواقع إلى جانب قوى وطنية أخرى لها فاعليتها المحدودة .
إن التيار الديني لن يحضى بقبول أمريكي أو غربي مهما أبدى من مرونة أو تنازلات أو إيمان بالديمقراطية أو بالمشروع السياسي ومهما أعطى من ضمانات بتمسكه بالنظام الجديد وفق الآلية الديمقراطية الأمريكية ، وسيبقى الأمريكان يستنزفون البلد ويربكون العملية السياسية ويفعلون الاحتراب بمختلف الاتجاهات الطائفية والعنصرية ويعمدون بما لديهم من إمكانيات (فوضوية خلاقة) على أن يصبح التيار الديني على موضوع (كارثة) هو غير الموضوع (الكارثة) الذي أمسى عليه في اليوم السابق ، وجرابهم في ذلك لا يفضى مطلقاً بل يعمدون على تسارع الأحداث وتداعيها بالشكل الذي لاتستطيع معه التيارات الدينية من تدارك انهيارات الوضع ما بالك عن تطبيق برامجها الانتخابية السياسية وهذا ما أنعكس على صرفيات ميزانية عام 2007 ، وكانت المواجهة الأولى بين القوتين أثناء سقوط النظام عندما أستخدم الأمريكان سياسة الرض المحروقة أمام التيار الديني من خلال ما سمي (الحوا سم) التي لم تكن عشوائية عمياء لارابط ولا ضابط لها ، إنما كانت عملية مدروسة ومقصودة ومبرمجة ومنظمة ، وكانت غطاءاً لحرق وتدمير مؤسسات الدولة من قبل جهات أخرى الهدف منها تفريغ العراق من القوة الاقتصادية وتهديم البنية المؤسساتية اللازمة لإدارة الدولة ، لإحراج القوى التي رافقت عملية التغيير وتجريدها من ابسط المقومات المادية اللازمة لإدارة البلد بعد تغيير النظام البائد ، وأن تبقى المبادرة والإدارة بيد الأمريكان فقط .
لقد عمل النظام البائد على سياسة الفصل العنصري والطائفي للبنية الاجتماعية العراقية المتماسكة بالأخص بعد انتفاضة 1991 ، وأحيا قيم البداوة المنحسرة والتي تضاءلت في العراق على أساس إنها قيم العروبة الأصيلة الخالصة المعتقة بالمذهب الوهابي ضناً منه عن هذه القيم بإمكانها أن تشكل عاملاً مؤثراً في الصراع مع الشعب العراقي الذي رفضه ، وقد استفاد الأمريكان من هذا الجهد الصدامي وعملوا على تفعيله وتضخيمه واستثماره من خلال تحويل المشروع الوطني الجديد باتجاه صراع طائفي وتهيئة حواضن للإرهابيين واستدراجهم للساحة العراقية وفي هذا تحقيق لجملة أهداف وهي :
أولاً: تحديد واختيار مكان وزمان المواجهة مع الجهات الرافضة للوجود الأمريكي من قبل أمريكا نفسها.
ثانياً: صبغ الجهات الرافضة للوجود الأمريكي بصبغة الإرهاب الديني القاعدي الطائفي لأنك مهما يكون اتجاهك ولونك السياسي لابد أن تمر من قناة القاعدة الإرهابية لمقاتلة الأمريكان وبالتالي تسهل السيطرة على كل المعارضين لأن قناة المرور واحدة.
ثالثاً: إجهاض التيار الديني الشيعي الذي تولى زمام القيادة من خلال انتخابات بتحويل الصراع إلى صراع طائفي دموي تمهيداً لسحب قاعدته الجماهيرية.
رابعاً: إمكانية استثمار الصراع الطائفي ونلقه من صراع على مستوى داخلي عراقي طائفي بتغذية خارجية، إلى مستويات إقليمية خليجية عربية سنية من جهة وإيرانية شيعية من جهة أخرى خدمة للمخطط الأمريكي في السيطرة على المنطقة.
وهكذا أصبح الإرهاب سلاحا بيد الإدارة الأمريكية لغرض تحجيم التيارات الدينية الفاعلة وإفشال تجربتها في الحكم وذلك لنزعته الطائفية وسلاحاً على مستوى المنطقة من خلال استثماره في نقل الصراع طائفياً على المستوى الإقليمي بل هو سلاح بيد أمريكا ضد حلفائها !! فيما لو حاول أي طرف منهم التنصل أو إهمال التزاماته تجاه المشروع الأمريكي إذ يمكن عند ذلك أن يصل الإرهاب إلى عقر دارهم بقدرة قادر !! فيفجر في مدريد ولندن وباريس والرياض تصوروا (الرياض) !!؟



#شلال_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التيار الليبرالي .. بين منصة الإحتياط وتثوير العملية السياسي ...


المزيد.....




- وزير خارجية إسرائيل: مصر هي من عليها إعادة فتح معبر رفح
- إحباط هجوم أوكراني جديد على بيلغورود
- ترامب ينتقد الرسوم الجمركية على واردات صينية ويصفها -بغير ال ...
- السعودية.. كمين أمني للقبض على مقيمين مصريين والكشف عن السبب ...
- فتاة أوبر: واقعة اعتداء جديدة في مصر ومطالبات لشركة أوبر بضم ...
- الجزائر: غرق 5 أطفال في متنزه الصابلات أثناء رحلة مدرسية وال ...
- تشات جي بي تي- 4 أو: برنامج الدردشة الآلي الجديد -ثرثار- ويح ...
- جدل حول أسباب وفاة -جوجو- العابرة جنسيا في سجن للرجال في الع ...
- قناة مغربية تدعي استخدام التلفزيون الجزائري الذكاء الاصطناعي ...
- الفاشر تحت الحصار -يمكنك أن تأكل الليلة، ولكن ليس غداً-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شلال الشمري - تصادم القوى.. العراق بين السندان الأمريكي ومطرقة التيار الديني