خالد عبد القادر احمد
الحوار المتمدن-العدد: 2291 - 2008 / 5 / 24 - 09:05
المحور:
المجتمع المدني
حين القيت نظرة على اسم ابراهيم ابراش , بعد قراءة مقالة انقلاب السلطة على المشروع الوطني, لا انكر انني تعجبت لكثرة هذه الاوسمة المعلقة على صدر صفحة السي في الخاصة به , حتى لتخيلتها جيشا من حجج الاقناع المدججة بالحكمة الوطنية , وزاد عجبي حين تذكرت كم احتاج هذا الرجل من وقت لانجاز هذا الكم من الحجج, حتى تخيلته محترفا ثوريا على مستوى ماركس وانجلز ولينين وبحكم فقري الفلسطيني المدقع كان لابد لي من التساؤل عن كيفية اعالته لنفسه واسرته اذاكان معيلا لكنني تجاوزت كل ذلك فلكل قدراته وزاد عجبي اكثرحين استشعرت لا موضوعية (طرحه النظري) واستنتاجه( السياسي ) الى جانب قدرته الفائقة على ( التكيف القومي )
لست من المستوى الاكاديمي للدكنور الفاضل ابراهيم ابراش وفي الحقيقة انني لم استوفي المرحلة الثانوية من التأهيل العلمي , لكنني مع ذلك اظن ان لدي القدرة على تمييز دور الاطراف اثناء تنفيذ الاتفاقات المعقودة مع طرف اخرفهي ليست ممثلا لمجتمعها امام الطرف الاخر فحسب وانما ايضا ممثل للطرف الاخرامام مجتمعها الخاص اثناء تنفيذالالتزامات المتفق عليها بينهما وهو امر يصعب تخيل ضرورته لشرعية اي سلطة امام الاطراف الدولية الاخرى من قبل الراي العام المجتمعي فكيف اذن بالمجتمع الفلسطيني الذي عبئاته استطالة المعاناة بالرغبات الانتقامية وبصورة خاصة من قبل القمع الاسرائيلي له, لكنني لا اظن ان هذه البدهية السياسية بحاجة للتوضيح امام الحكمة السياسية للدكتور ابراهيم ابراش , فلربما لايقصد الدكتور هذا الجانب من علاقة السلطة بالمجتمع الفلسطيني من موقعها التنفيذي كوسيط ملتزم للاتفاقات مع طرف اخر , بل ربما يقصد الدكتور احصاء الخسارة والربح الاقتصادين كما تدلل مقارنته للرخاء الاقتصادي في الضفة الغربية وقطاع غزة ما قبل البدء بتنفيذ اتفاقات اوسلو وما بعد ذلك , ولست ادري من منا لا يلمس هذا الفارق حتى يصلح كبرهان على صوابية المطلب الوطني الاكاديمي للدكتور , فهل كان الرخاء الاقتصادي قبل اتفاقات اوسلو دليل رضاء المشروع الوطني ام رضاء المشروع الاحتلالي , ولا اريد السؤال عن المقابل الفلسطيني الذي كانت اسرائيل تأخذه مقابل الرخاء الاقتصادي فهو ثمن التراخي عن اتجاه تجذير المهمة الوطنية وابقاء ممارسة هذه المهمة عند مستوى الحد الادنى لذلك حين استشعرت اسرائيل خطر امكانية تحقق الدولة الفلسطينية الذي ابتداء باستعادة الاعتراف بالوضع الفلسطيني باعتباره القومي وتناقض ذلك مع قرار تقسيم فلسطين الذي نفذته بريطانيا والحركة الصهيونية والقوميون العرب هذا القرار الذي كان يصف الفلسطينيين بالسكان , لبس ذلك فحسب بل تبلور هذا الاعتبار القومي بصورة ملموسة مادية ( حدود , مجتمع , سلطة ) فان اسرائيل ابتدات حربا على هذا الانجاز وهي حربا شاملة كان ولا بد ان يكون من الاجراءات الاسرائيلية فيها سحب الرخاء الاقتصادي من الوضع الفلسطيني وادخالهم ضراء العلاقة القمعية والحصار ...الخ لكنه من الظلم القول ان اسرائيل كانت الممارس الوحيد لهذه السياسة والحصار فاشقاءنا في القومية العربية لا يزالون خير سند لاسرائيل بهذا النهج ,ام ان هنالك حاجة لتذكير ذاكرتكم الوطنية باجهض تجربة حكومة عموم فلسطين 1948 من قبل التناغم العربي الاسرائيلي وجامعة الدول العربية .
لست ادري في اي خبرة عمل وطني وثوري يجري تقييم المطلب والاداة الوطنية على اساس المقياس الليبرالي لمستوى الرخاء الاقتصادي للفرد والمجتمع بديلا عن القياس على اساس ضرورة الاستجابة للمطلب الوطني المرحلي الاساس من الانجاز الوطني , ام ان التوجه الاسرائيلي العربي المشترك الهادف الى اجهاض
التبلور الحاصل للسلطة الوطنية واستقلالية تمثيلها للقومية الفلسطينية هو دليل غباء ؟ ربما...
او ربما ان الدكتور يعيب على الوضع الفلسطيني التقاطع السلبي للامراض التي احضرتها السلطة معها من تعايشها في مجتمعات الشتات مع الامراض المكتسبة في الضفة وقطاع غزة جراء التعايش ذي الرخاء الاقتصادي مع نهج الحياة الصهيوني في اسرائيل , ان هذا التأفف من هذا الامر لا يدل في الواقع إلا على تسرع استجابة العفوية للظاهرات السلبية في الاوضاع المستجدة والتي عادة تحتاج الى مرحلة انتقالية لتجاوزها , فكيف اذا جرى ذلك في ظل الحصار والشروط الاحتلالية المعادية وفي ظل عدم ترسخ سيادة القانون والسلطة القضائية وبقية ادوات السلطة واحتياجاتها , ثم اليس الوضع الفلسطيني بهذا الصدد افضل في مستواه واكثر رقيا وانسانية من ما يتم في المنطقة من فساد.
من الواضح اذن ان الاستجابة الحضارية والمستوى الثقافي للدكتور لا يبدو ذي طابع ابجابي بمقدار ما يلتف لينتهي مصبه في مجرى نهر البرنامج والنهج الصهيوني وهذا ايها الدكتور العزيز نهج ومطلب لا ضرورة لاشهاره كمطلب اجتماعي طالما انه يمكن تحقيقه بصورة فردية منعزلة وامكانية تحقيق ذلك وسبله متنوعة متعددة ...
#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟