أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - وليم أشعيا - نحو فكر آشوري معاصر في العالم الجديد















المزيد.....

نحو فكر آشوري معاصر في العالم الجديد


وليم أشعيا

الحوار المتمدن-العدد: 134 - 2002 / 5 / 18 - 23:20
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



مثل كافة الحركات السياسية العراقية المعارضة للنظام الحالي بدأت تظهر في الأدبيات السياسية والثقافية الآشورية مفردات كالحوار الديمقراطي والقبول بالرأي الآخر باعتبارها قبل كل شيء هي ثقافة ووعي وتطور اجتماعي وتنافس سلمي وهي تمثل كلها الوعي بالارتباط بين المساحات الخاصة والعامة بما يعني ان الانتماء للامة هو فوق كافة الاعتبارات الاخرى سواءً الحزبية أو المناطقية أو القبلية أو الكنسية .
وتلك المفردات إذا ما طبقت عملياً ستنطلق إلى نطاق أوسع وتؤهل لخلق مناخ سياسي وثقافي أكثر عقلانية وموضوعية في التعاطي مع أولويات العمل السياسي الآشوري وما يكسبه أهمية كبرى هو أن الآشوريين يعيشون في بيئة شرق أوسطية تنعدم فيها الأجواء الديمقراطية والمؤسساتية.
ومهما كان الفضاء الذي يجري فيه الحوار فلا بد من توفير الأرضية الصحيحة له المتمثلة في الاختلاف واحترام الآخر ونبذ الاستبداد بالرأي لأن الحوار ينتهي مع تطابق الآراء وهي حالة مثالية غير معقولة في عالمي السياسة والثقافة على الأقل لأن مفردة الحوار والقبول بالآخر تفترض الاختلاف في الآراء ونقد الآخر واعتبار الحوار هو حصيلة تفاعلات بعضها متداخل ومتنافر وبعضها متطابق والتي تمثل أساس الحوار وبمعنى آخر تجنب هاجس التهرب من الاختلاف باعتبار أن البشرية ككل لو امتلكت نوعاً واحداً من الفكر والسلوك فسيؤدي ذلك الى انتهاء الابداع عند الانسان وعلى كافة الأصعدة.
إننا نطالب الأكثرية المحيطة بنا بالعدالة والإنصاف وعدم الكيل بمكيالين واحترام ثقافتنا وخصوصيتنا القومية في الوقت الذي نحن أنفسنا نمارس ذلك مع بعضنا البعض لا سيما على الصعيد السياسي والمسؤول عن ذلك هو نحن جميعاً ونقصد بها فعاليات شعبنا السياسية والثقافية تحديداً والتي يجب أن تتحمل مسؤولياتها كاملة في التخلص من الازدواجية والنرجسية لإعادة المصداقية أمام شعبنا وهذه حالة لا تنطبق حصراً على الوضع الآشوري بل هي حالة عامة يعاني منها الوضع السياسي في المعارضة العراقية عموماً والتي تتطلب إعادة النظر في الكثير من مناهجنا لاجتثاث الفكر الفرداني والتحزب والولاء للأشخاص وتجنب العقلية الأحادية واختزال الوطن في حزب معين والقضية في شخص معين والحقيقة في آيديولوجية واحدة.
إضافة الى ذلك العمل على إيقاف تفشي ظاهرة شيوع روحية التعالي في سلوك بعض الكتاب والمثقفين عبر تناولهم الشأن السياسي الآشوري والوطني من خلال ممارستهم النقد فقط من موقع حالة نخبوية ساكنة لا تقبل التوجه نحو الانخراط الفعّال للعمل مع التيارات السياسية الآشورية والذي يظهر متجسداً بصورة أكثر وضوحاً في الشتات الآشوري خارج الوطن وعجزهم في طرح مشروع قومي ووطني لاصلاح واقعنا السياسي والتعامل مع ثقافة السياسة وطرح بدائل وآليات لممارسة جماعية أفضل من خلال مؤازرتهم للعمل السياسي الآشوري وإعادة بناء الذات الآشورية وبما يتناسب مع المستجدات الوطنية والاقليمية والدولية.
والذي يدفعنا دائماً للتساؤل عن مدى مصداقية الرؤية المستقبلية للقوى السياسية الآشورية في الاستفادة من تلكؤات الماضي القريب وعدم الغرق في التحليل النقدي بعد أن تعرضت القضية الآشورية الى مسيرة حافلة من المذابح والاضطهادات وهل هي مستعدة فعلياً من أجل بناء واقعاً سياسياً جديداً يتناغم مع طموحات الشعب الآشوري في نيل حقوقه المشروعة في الوطن والتي تتطلب إحدى أولوياتها في إعادة صياغة مقومات عملية بناء الواقع القومي من خلال توظيفها السليم للعمل السياسي والثقافي معاً ودراسة الأمور التي تؤثر على تطور ذلك الواقع في ظل التطورات الدولية الجديدة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول الماضي والتي هي مسؤولية جماعية لكافة الأحزاب والقوى الآشورية بعد أن ثبت أن التحزب وتأطير الفكر القومي في قوالب محددة هي أمور أثبتت عجزها الكامل في تحقيق الإصلاح السياسي المطلوب في الساحة السياسية الآشورية واعتبار التعددية السياسية والقبول بالآخر والحوار والتنافس المشروع هي ليست فقط وسائل حضارية للإصلاح السياسي المنشود بل أصبحت من أهم مظاهر الممارسة الديمقراطية المعبرة عن طموحات الجماهير التي بدأت تدرك الأمور وتتساءل عن مدى تماسك العمل السياسي الجبهوي المطروح حالياً لا سيما أن الساحة بدأت تشهد ظاهرة تفريخ واستنساخ الأحزاب وهي حالة تظهر بوضوح في الشتات الآشوري وهي أيضاً تنطبق على واقع المعارضة العراقية في المنافي المتناثرة.
والسؤال الأهم هو أين يقف الآشوريين كأحد أجزاء النسيج الوطني العراقي في العالم الجديد خصوصاً أنهم كانوا من أوائل ضحايا الإرهاب بنوعيه المنظم ونعني به إرهاب الدولة وإرهاب الأفراد والجماعات وتمثل إرهاب الدولة بالمذابح التي طالت الآشوريون أثناء الحرب الكونية الأولى والتي بلغت ذروتها عام(1915) في جنوب شرق تركيا ومن ثم مذبحة سميل(1933) في شمال العراق وإرهاب الأفراد والجماعات المتمثل في سلسلة من عمليات إغتيال الآشوريين بعد حرب الخليج الثانية في عموم العراق.
وبعد كل ذلك هل نستطيع التحدث عن خطاب سياسي آشوري معاصر وموحد في ظل المتغيرات الدولية؟ وهل يستطيع الآشوريين المساهمة في صنع الأحداث من خلال المشهد العراقي؟ ولكون هذه الأسئلة تتعلق بالساسة والمثقفين الآشوريين مع الأخذ بنظر الاعتبار بأن الآشوريين يعيشون حالة الشتات منذ أكثر من ثمانية عقود لذلك يتعذر الحديث عن خطاب سياسي موحد والذي يختلف حسب التوجهات السياسية المختلفة والمنافي التي يعيشون فيها إلا أنه يمكن ملاحظة أن ثمة عامل مشترك في الخطاب السياسي الآشوري وهو التأكيد على وحدة العراق أرضاً وشعباً وتبني الخيار الديمقراطي والتعددي في عراق المستقبل وهو الذي يعني بالتالي أنه خطاب سياسي معاصر لأن الآشوريين يشعرون ويتصرفون باعتبارهم ينتمون الى عصرهم ووطنهم العراق بشكل أو بآخر.
وفي هذا الصدد نحن ندعو الى خطاب يسهم في صنع المتغيرات في عراق المستقبل لا على صعيد الوقائع فحسب بل على صعيد الفكر ككل أي إطلاق خطاب سياسي آشوري يكون متناغماً مع الخطاب السياسي للمعارضة العراقية والذي يستمد شرعيته وواقعيته من خلال تقديمه قراءات موازية لما يطمح ويناضل من أجله عموم الشعب العراقي.
وحول مساهمة الآشوريين في صنع الأحداث فمما لا شك فيه أنهم يساهمون من خلال تقديمهم أفكاراً يجري تداولها في الساحة الثقافية والسياسية العراقية المعارضة للنظام الحالي ويشاركون في صناعة المشهد المعرفي ورسم معالم الفكر السياسي العراقي وحتى في حالة الخطاب النقدي الآشوري والذي يطلق حول نقد بعض الممارسات الخاطئة من قبل بعض الأطراف العراقية هي من أجل التصحيح والبناء وليس الهدم.
فالمثقف الآشوري يمارس فاعليته بطريقة إيجابية من حيث علاقته بالوطن وعموم الشعب العراقي ويعمل بخصوصيته كمنتج ثقافي وفاعل فكري باعتباره الرهان الوحيد في عملية خلق واقعاً ثقافياً عراقياً جديداً سواءً بانتاج أفكاراً جديدة أو تغيير نماذج آلية التفكير السائدة بالترويج الى ممارسات ثقافية تتلائم ومرحلة التغيير المنشود في العراق إنطلاقاً من أن الواقع الثقافي القديم لا يتغير ما لم ينسج معه علاقات مبنية على أسس العدالة الاجتماعية وتبني الديمقراطية وجعلها حقلاً للإبداع الثقافي العراقي ككل.
وأخيراً كيف ينظر المثقف الآشوري الى علاقة المثقف العراقي بالسلطة السياسية الشمولية القائمة في العراق؟ وفي هذا المجال يرى أن تلك العلاقة تقدم نموذجاً على فقدانها الفاعلية والتأثير وكانت سلبية ومدمرة بمجملها وبمعنى آخر عندما تعاطى المثقف العراقي مع السلطة بمنطق آيديولوجي مغلق أو عمل على الترويج للسلطة وخدمتها كجهاز آيديولوجي رخيص نتج عن ذلك سقوطه السريع في حين أن المثقف الذي حاول تحدي وتغييب السلطة قامت السلطة بتصفيته جسدياً وهكذا فأن المثقف العراقي عانى الكثير لأنه لم يتسنى له العمل بخصوصيته الوطنية ودوره الرائد في عملية صناعة الثقافة العراقية التي هي وريثة إحدى أرقى الحضارات العالمية وهكذا ساد الخلل في الواقع الميداني السياسي والثقافي والاجتماعي في العراق بسبب ممارسة السلطة للأستبداد والتعسف وتشويه تأريخ العراق وفق نظرية إعادة كتابة التأريخ في ظل غياب حرية الأجواء الفكرية ومصادرة الديمقراطية وقولبة الواقع العراقي حسب معايير النظرية السياسية للنظام الحاكم في العراق .









#وليم_أشعيا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - وليم أشعيا - نحو فكر آشوري معاصر في العالم الجديد