أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان حطاب - احياء ذكرى النكبة














المزيد.....

احياء ذكرى النكبة


عدنان حطاب

الحوار المتمدن-العدد: 2286 - 2008 / 5 / 19 - 10:43
المحور: القضية الفلسطينية
    


منذ أيام ووزارة الثقافة الفلسطينية تقوم بتوزيع رقاع الدعوة لحضور ما أسمته المهرجان المركزي لأحياء الذكرى ال60 للنكبة الفلسطينية في طولكرم بشمال الضفة الغربية
وفي قاعة "جامعة "خضوري كان اللقاء وكان إحياء الذكرى ويا ليته لم يكن!!!
حجم الحضور كان مخزيا إن تم مقارنته بعدد سكان المحافظة ...فمن المسئول عن هذا الفشل ؟ هل هي وزارة الثقافة ؟ أم السلطة؟ أم المواطن ؟ أم الفصائل؟ لا ادري.
الغريب في الأمر أن الطلبة الدارسين في الجامعة لم يشارك منهم إلا القلة في هذه الذكرى وعندما خرجنا من القاعة وجدنا العشرات منهم يتمشون في طرقات وساحات الجامعة
فأين الخلل ؟ .. هل أن النكبة الفلسطينية باتت أمرا تافها وحقيرا لا يستحق الحضور أو المتابعة ؟ أم أن المواطن أصبح كسولا حتى عن أمور وقضايا مصيرية تخصه وتخص مستقبله ومستقبل أبنائه على هذه الأرض؟ أم أن الأمر يتعلق بعدم ثقة وإيمان بالقائمين على هذه الدعوات؟
الإجابة على هذه الأسئلة تحتاج منا إلى الصراحة والدعوة إلى حرية البحث والتقصي عن أسباب هذا التحول في المزاج العام..والعمل على حشد الجمهور في المكان والزمان المناسبين.
فشل إحياء النكبة كان له عدة مظاهر أولها الفوضى المتفشية وعدم احترام النظام فطوال عرض الفقرات والخطابات لم ينقطع جمهور الخارجين والداخلين إلى القاعة
وطوال الوقت تتردد رنات الهواتف الخلوية والأحاديث الجانبية للحضور.. لا قيمة أو احترام لقدسية المناسبة وعظمتها وتأثيرها كان الصمت المطبق والحزين أولى بالحضور من تبادل السلامات والقهقهات والأحاديث الجانبية ولكن ...
كما أن الحضور لم يتجاوز بضع مئات عدد كبير منهم تواجد في الاحتفال كجزء من طبيعة وظيفته وعمله والعدد المتبقي تشكل من طالبات صغيرات في المدارس الابتدائية واللواتي أحضرن لشغل المقاعد الفارغة بالقاعة أو للتلويح باليافطات والأعلام على خشبة المسرح وقد لا يعرفن الكثير عن النكبة.
لقد قرأت الأسى في عيون ابن بلدة عنبتا الشاعر أديب رفيق محمود الذي تحدث عن يافا وقال قصيدة صورت زيارته للمدينة بعد حرب عام 1967 ونوه إلى انه سيلقى قصيدة بعنوان الشهيدة لينا النابلسي إلا انه لاحظ على ما يبدو مدى الفراغ في القاعة والانسحاب المتزايد للحضور فشكر من تبقى من الجمهور ونزل درجات المسرح منسحبا بهدوء وبفكر شارد لولا أن سارع مدير مكتب الوزارة بتلقفه ودعوته لمصافحة الوزيرة والمحافظ وكبار الحضور.
حدثني احد أعضاء لجنة البلدية التي أطيح بها مؤخرا في طولكرم قائلا إننا أثرنا قضايا التجاوزات ومخالفة القانون منذ عدة اشهر ولم يتحرك حتى مواطن واحد ليسأل ما الذي يجري في البلدية وأضاف انه على ما يبدو لم يعد احد يعنيه المصلحة العامة والقضايا العامة في مدينته أو بلده.
نعم هناك تحول حقيقي في الشارع الفلسطيني ... أتذكر أن أول شهيد في مدينتي طولكرم بانتفاضة الأقصى كان محمد القلق العنصر في جهاز امن فلسطيني والذي استشهد في نابلس ... لقد خرج عشرات آلاف في المدينة والمخيم للمشاركة في استقبال الشهيد ومكث الحضور ساعات طويلة في الشمس المحرقة بانتظار وصول الجثمان إلى طولكرم وكانت جنازة مهيبة وحاشدة بحق ... في أواخر أيام الانتفاضة كنت ترى أهل الشهيد فقط وأعداد لا تتجاوز أصابع اليد يحملون الشهيد أو يشاركون في جنازته ... ما الذي تغير يا ترى ؟
إحياء ذكرى النكبة في اعتقادي فشل ولم يحالفه النجاح
أمر آخر يلمسه المواطن هو الفشل الواضح لما يطلق عليه القوى والفصائل الوطنية وعدم قدرتها على حشد أي جمهور بل يشارك ممثل الفصيل أو الجماعة مع واحد أو اثنين من جماعته وأخشى انه يعتبر ذلك مشاركة ونشاط يضمنه تقاريره التي يرفعها لمن هم أعلى منه مرتبة ليقول لهم انه شارك وبفعالية بالنشاطات الوطنية
أضف إلى ذلك التكرار الممل للعبارات الممجوجة ولغة الخطابات المتبعة في هذه المناسبات والتي في جوهرها مناقضة تماما لما يجري على ارض الواقع من سياسات وممارسات حتى باتت الكلمات دغدغة فاشلة لعواطف قلة من الجمهور.
لا بد لنا من بناء الإنسان الفلسطيني المنتمي للوطن لا الحزب أو الجماعة أو الراتب.. بناء الإنسان يعني الوحدة والاتحاد ورفض الانقسام .. أين أبناء المخيمات أهل اللجوء والتشرد ومنهم عشرات آلاف في طولكرم لماذا لم يشاركوا في هذه الذكرى الأليمة أم أن إحياء النكبة بات من نوافل الأمور أو فرض كفاية إن قامت به القلة سقط عن الباقين ؟؟؟ أخشى أن تكون نكبة العام 1948 جزء يسير من نكبتنا في أنفسنا .. بدون بناء الإنسان نظل نعيش النكبات وليس نكبة واحدة ... نكبة الوطن لها حل مع الصبر والأمل والعمل.. لكن نكبة النفس لا حل لها إلا بالفناء فهل نستطيع أن نتخلص من النكبات لنتفرغ فعلا لمواجهة النكبة هذا ما آمله وأتمناه .



#عدنان_حطاب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عدنان حطاب - احياء ذكرى النكبة