أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق البلادي - مرحبا في نيو تيكساس - العراق سابقا














المزيد.....

مرحبا في نيو تيكساس - العراق سابقا


صادق البلادي

الحوار المتمدن-العدد: 704 - 2004 / 1 / 5 - 07:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نشرت الصحف خبرا عن نية حكومة الإمبراطورية في واشنطن بالتحضير لافتتاح سفارة لها في بغداد ،ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن وزير الخارجية كولن باول قوله إن البعثة ستضم أكثر من ثلاثة آلاف موظف، مشيراً إلى أن التحدي الكبير للسفارة عقب تسليم السلطة للعراقيين سيكون مساعدة الشعب العراقي على إجراء انتخابات حرة وصياغة دستور جديد للبلاد.
ان سعة طاقم السفارة ، وتحديد طاقمها دون التفكير بأخذ موافقة الدولة العراقية على هذا الحجم الكبير ، وتحديد المهام الموكولة لها من "المساعدة " في أجراء انتخابات حرة  وصياغة دستور للبلاد ، وهو تدخل في شؤون داخلية، هي من صميم سيادة الشعب العراقي يشير إلى أن أمريكا تريد أن تتصرف في بلاد العراق  وكأنه ولاية من ولاياتها , لا مهد الحضارات ومنشأ الدول، و لا كأنه بلد الرشيد قديما ، حيث كانت ، كما قال الجواهري  يد الدنيا  ببغدادها تطول وتقصر ، والحياة كانت تصدر إلى الأمم  من الكوفة والبصرة ،  ولا كأن العراق هو البلد الذي اجبر المستعمرين البريطانيين ، يوم كانت إمبراطوريتهم لا تغيب الشمس عنها ، على منح العراق استقلاله ، شكليا في البداية ، حتىانتزع استقلاله وأقام جمهورية 14 تموز، التي وضعت دستورها الموقت خلال أسبوعين ،وهذا قبل ما يقرب من خمسين عاما.
وهذا القرار وطريقة طرحه واحد من الأمور التي تكشف الهدف الحقيقي من غزوهم للعراق ، والذي كان انهيار نظام صدام تحصيلا جانبيا collateral له ، وليس هدفه تحرير العراقيين من نير صدام ، كما يريد عشاق أمريكا  أن يوهمونا معهم بذلك.
ولا يخفي المحتلون أنهم يريدون البقاء في العراق ،  فقد ثبتوا في قرار نقل الحكم أن ذلك لا يعني انسحاب قوات الاحتلال بل سيجري تنظيم ذلك في اتفاقيات أمنية مع مجلس الحكم الموقت. إضافة إلى أن المخابرات العراقية ستكون تابعة للمخابرات المركزية، التي تقرر أن تنشئ وتدرب رجال المخابرات العراقية، وقد بدأت بالفعل بالتعاون مع بقايا مخابرات نظام صدام البعثي . وأشارت صحيفة ديلي تلغراف على الأون لاين يوم 4.1 إلى أن إجمالي تكلفة إنشاء هذه القوة المخابراتية الجديدة يبلغ 3 مليارات دولار أمريكي على مدى السنوات الثلاث القادمة ، وسيبلغ عددهم 10000 شخص، والتي من المنتظر أيضًا أن يكون لضباط المخابرات الأمريكية في العراق البالغ عددهم 275 فرددا دور رائد في توجيه عمليات تلك القوة، وذلك وفقًا لديلي تليغراف.
من كل هذا نرى أن حجم السيطرة والهيمنة التي ستكون بيد السفير الأمريكي،
وبيده كل هذه الأجهزة ، هي سلطة حاكم ولاية أمريكية ، مع فارق جوهري ، أن
حكام الولايات الأمريكية حكام منتخبون ، بينما حاكم العراق سيعينه الرئيس الأمريكي بوش الفائز بالرئاسة بحكم قضائي.
ومعروف الآن أن قرار غزو العراق واحتلاله كان من صلب أهداف المحافظين الجدد . وقد أرادوا القيام بذلك قبل غزو أفغانستان. وعندما قرر بوش القيان بذلك لم يأبه بالقانون الدولي والشرعية الدولية. فبالرغم الرفض العالمي للحرب رسميا ، داخل الأمم المتحدة ، وشعبيا ، مظاهرات الملايين يوم 12 شباط في أرجاء العالم ، نفذت أمريكا غزو العراق واحتلته دون مقاومة فعلية ، وانعدام المقاومة كان الدليل على عجز النظام وضعفه وتفسخه.
وفي الأيام الأولى للحرب نشرت صورة لجندي أمريكي يحمل لوحة على صدره كتب فيها : مرحبا في نيوتيكساس ، العراق سابقا.
وعند احتلال العراق تنكرت الإدارة الأمريكية لوعودها المقدمة لأطراف المعارضة الموافقة على الحرب ،فلم تسمح لها بتشكيل حكومة تسد الفراغ الذي تركه انهيار النظام. وتبع ذلك ما تبعه من فلتان أمني ، أسهم في تدمير ما لم تدمره الآلة العسكرية للمحتلين ، وسلاح الحصار الذي دام 13 عاما، وما سلم من تخريب أجهزة صدام .
فهل الإعلان عن فتح سفارة بهذه السعة والمهام هو تعبير عن تعيين الحاكم الجديد للولاية الجديدة  نيوتيكساس ، العراق سابقا ، كما ذكر ذلك الجندي بسليقة الأنسان البسيط ، الذي لا يفقد رؤية الطفل الذي ما شاهد على الإمبراطور الجديد ثيابا.؟
وهل سيتحقق قول جون بايك الخبير في الميزانيات العسكرية بمنظمة الأمن العالمية ومقرها واشنطن للـ"ديلي تليجراف  ، الذي يرىأن تشكيل جهاز مخابرات داخل العراق وهو بالفعل فرع من الـ"سي آي إيه" يعد جزءا من إستراتيجية عامة ، وهل سيتحقق قوله أن "وجود مخابرات بالعراق موالية للأمريكيين سيعني أن أي نظام سياسي عراقي لن يفكر في الخروج عن الإطار الذي تريده الولايات المتحدة".  وأن"الحكومة العراقية ستملك (مثل الملك) ولن تحكم".
 وما رأي الرئيس الدوري الحالي لمجلس الحكم، الدبلوماسي السابق في مثل هذا الإعلان الأمريكي؟



#صادق_البلادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة في قول (1) السيد فضل الله والعلمانية
- نداء لحماية التراث الثقافي والحضاري العراقي
- لا للحرب ...... لا للدكتاتورية
- بمناسبة مؤتمر الضباط جـيـش لإعمار الـوطـن بعد صدام


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق البلادي - مرحبا في نيو تيكساس - العراق سابقا