برغم الحصار وسياسة التجويع والتركيع -- سيحتفل عمالنا بيوم الأول من أيار !!

عبدالهادى مسلم

الحوار المتمدن-العدد: 2266 - 2008 / 4 / 29 - 11:15
المحور: ملف الاول من آيار 2008 - أفاق الماركسية واليسار ودور الطبقة العاملة في عهد العولمة
    

تحتفل فلسطين كباقي دول العالم عامة بشعوبها ومجتمعاتها وأممها وحكومتها وبرلماتاتها بأول مايو أيار (عيد العمال العالمي) في ظل ظروف وأوضاع صعبة يعيشها عمالنا البواسل .
يحتفل بهذا اليوم العالمي كل من آل على نفسه ألا يقبل سوى الحياة الحرة الكريمة الشريفة وكنف العيش الرغيد من أولئك الذين تقام على أكتافهم ركائز العملية التنموية والإنتاجية والاقتصادية والاجتماعية بتضحياتهم الرائعة وجهودهم المميزة ودمائهم الزكية، وتناط بهم وفي أعناقهم دعائم المسئولية الوطنية الكبرى عبر ترسيخ ولاء انتماءاتهم للمواطنة والوطنية وليس للحزبية والفصائلية والعائلية والعشائرية ومن خلال تكريس نضالا تهم وحرصهم ووفائهم وتعزيز إبداعاتهم وعطاء اتهم من أجل الأرض والوطن والشعب والمحافظة على النسيج الأجتماعى واللحمة والوحدة الوطنية وتغليب مصلحة الوطن على كل اعتبار . ولعل نضالات البروليتاريا وتضحياتها قد تعكس معالم تلك المكتسبات الوطنية والإنجازات العمالية بأروع صورها وتداعياتها وأنبل حقائقها وأحداثها تمثلت في الملحمة التاريخية والنضالية لانتفاضة عمال شيكاغو الخالدة عام 1886م التي جاءت تتويجاً للانتفاضة العمالية البولونية عام 1863م ونضالات (الأممية الأولى) عام 1864م.. جاءت انتفاضة شيكاغو تجسيداً لمبادئ قادتها ومناضليها بمبادئهم وتقديم أرواحهم واستشهادهم من أجل انتزاع حرياتهم والدفاع عن كرامتهم عند مواجهتهم احتكار رأسمال الدولة الامبريالية وضد أصحاب الكارتيلات والتروستات والرساميل الكبيرة القائمة على (الربح) فائض القيمة الخيالية التي محورها التفاوت الطبقي الصارخ وركائزها الظلم الاجتماعي المقيت. ولعل مكاسب وانجازات نضالات عمال شيكاغو قد ترسخت مفاهيمها وحقائقها في أرضية واقع المجتمعات الديمقراطية في العالم وفي مقدمتها الاستقرار المعيشي والأسري والنفسي والاقتصادي، وتوفير مختلف الأعمال والمهن والوظائف ضمن مبدأ العدالة الاجتماعية، وتحسين مستوى الأجور وظروف العمل وتخفيض ساعات العمل، وترسيخ العمل النقابي والنضال العمالي.. ولعل يوم الأول من مايو (عيد العمال العالمي) يظل مضيئاً في عقول ووجدان العمالة الفلسطينية التي تعاني ويلات الحصار والبطالة والفقر وسياسة التجويع والتركيع وعمليات القمع والتنكيل التى تقوم بها قوات الاحتلال وظلم ذوى القربى بحق الطبقة العاملة بقدر ما يكون مبعث فخر لشعب فلسطين بجميع فئاته ومشاربه وطبقاته عبر مشاركته احتفالات الاعياد العمالية برغم هذا الحصار الظالم الذى يعاني منه قطاعنا الحبيب !!!
نتذكر فى هذه المناسبة شهداء الطبقة العاملة والمصابين والأسرى , نتذكر أخواننا العمال العاطلين عن العمل والذين يعانون من البطالة والفقر نتذكر من يعملون فى ظل ظروف غاية فى الصعوبة بدءا بعامل النظافة المكلوم ومرورا بالمزارع المنكوب وبعامل المصنع المخنوق وبالتاجر المصدوم وصولا الى المهندس المقهور والطبيب والممرض الحنون وانتهاء بالمدرس المستور وكل فئات الطبقة العاملة --
تمر علينا مناسبة الأول من مايو أيار "عيد العمال العالمي" وعمالنا البواسل يواجهون أشد وأصعب وأقسى صنوف و أشكال المعاناة والقهر وسياسة التجويع والتركيع وامتهان لكرامتهم وحقهم بالعيش الكريم كباقى عمال العالم .. تمر هذه المناسبة وعشرات ألاف العمال الذين كانوا يعملون داخل الخط الأخضر وفى قطاعنا الحبيب عاطلين عن العمل ولا أحد ينظر إليهم ويساعدهم ويوفر لهم أدنى متطلبات العيش لأسرهم وأطفالهم , فالمتتبع لحال العمال اليوم يجزم أنهم الطبقة الأكثر فقرا وعوزا وحاجة ومطلبا وسكوتا وقهرا وسوءا ونكبة !!!
تمر هذه المناسبة ومن المفترض أن تكرم فيها الطبقة العاملة علي اختلافها على ما قامت به لصالح وطنها وشعبها وقضيتها ونوزع عليهم الهدايا والنياشين والجوائز مقابل هذا الجهد الكبير وأن تعمل الدولة على رفع المرتبات و الاستقرار المعيشي والأسري والنفسي والاقتصادي، وتوفير مختلف الأعمال والمهن والوظائف ضمن مبدأ العدالة الاجتماعية، وتحسين مستوى الأجور وظروف العمل وتخفيض ساعات العمل، وترسيخ العمل النقابي والنضال العمالي لهم لا أن يهمشوا ويركعوا ويجوعوا وتمتهن كرامتهم ويتم التعامل معهم على أساس حزبي مقيت وكأنهم من كوكب أخر وعالم أخر !!!!!!!!

يحتفل عمالنا بيوم العمال العالمي وهم في حالة من التشرذم والانقسام والفرقة والاختلاف لما ألت إليه الأوضاع بعد الأحدات التى عصفت بمجتمعنا وقضيتنا وشعبنا ومجتمعنا وعشيرتنا وأسرتنا بعد انقلاب حماس وسيطرتها على القطاع ,وهذا التشرذم والانقسام يظهر جليا فى المساعدات والبطالات من خلال تولى كل حزب وفيصل لإفراده توزيع المعونات ويتجاهلون العمال الذين ليس لهم انتماءات حزبية !!!
تأتى هذه المناسبة فى ظل عدم تنفيد وتطبيق وسن قوانين تحمى العامل وأسرته من غول البطالة والفقر والجوع فأين صندوق التكافل والضمان الأجتماعى !! وأين المساعدات المالية الشهرية لهذه الطبقة المنكوبة والمسحوقة !!!!!! وهل تكفى المائة دولار والكبونة السنوية لأسر العمال !!! أم هى أبر مسكنة !! وأين الوزارات المعنية بمشاكل العمال !!!!

نحتفل بهذه المناسبة ومقرات ومراكز نقابات العمال التي تدافع عن حقوق العمال مغلقة ومحتلة وأن وجدت فاللون الواحد هو المسيطر عليها فى هذه الظروف الصعبة وأين دورها في هذا المجال باستثناء البعض منها !! هذه النقابات التي ناضلت على مستوى العالم وقادت المظاهرات والاحتجاجات سقط منها الآلاف من أجل الدفاع عن حقوق العمال تصل بها الأمور الى هذا الحد !! والسؤال الذي يطرح نفسه في ظل تهميشها من سيدافع عن العمال ويجلب حقوقهم المفقودة !!

يطل علينا الأول من مايو" يوم العمال العالمي" والسكوت والصمت والجبن والخوف يسيطر على عمالنا البواسل الذين ضحوا من أجل هذا الوطن ومن أجل لقمة العيش !!! لماذا عندما يتم الدعوة لمسيرة أو تجمع أو احتفال من قبل أى فصيل يتسابقون من جل المشاركة وعندما يتم الدعوة من قبل القائمين والمهتمين بقضايا العمال إلى مسيرة للمطالبة بحقوقهم لا نجد سوى العشرات ولا أبالغ المئات تشارك على استحياء !! وهل الانتماء للفصيل والتنظيم والحزب هو المسيطر على عقول عمالنا !!! لماذا لا يجعل العمال هذه المناسبة صرخة مدوية وتحذير الى كل القائمين والمسئولين أنه إذا لم تخففوا المعاناة عنا سنحرق الأخضر واليابس ولن ينعم أحدا فى هذه الأرض وذلك من خلال المسيرات والمهرجانات الأعتصامات الحضارية وعندها يصدق المثل القائل "ما حك ظهرك إلا ظفرك"
يحيي عمالنا البواسل عيدهم في ظل الأرتفاع الفاحش والغلاء في الأسعار فالموظف الذي يتقاضى راتبه أخر الشهر يعانى من هذا الغلاء الفاحش وما بكم في العامل البسيط الذى لا يدخل عليه ولو شيكل واحد , والله بعض الأحيان نتسائل كيف يعيش هذا العامل وكيف يستطيع تدبير المتطلبات الأساسية لأفراد أسرته , ولكن الله سبحانه وتعالى لا ينسى أحدا من خلقه , بعض النفوس المريضة تزعم أن العامل بخير من خلال ما يقدم له من مساعدات وكبونات مذلة ولو وضع هذا ا المواطن نفسه مكانه ماذا سيفعل !!!

فى هذه المناسبة لماذا لا تقف مع عمالنا البواسل المؤسسات الدولية والشعوب المحبة ويضغطوا على الأحتلال من أجل فك الحصار وعودة عمالنا إلى أماكن عملهم داخل الخط الأخضر !! أم أن هذه المنظمات الدولية قد فقدت الشرعية والمصداقبة فى تعاملها مع هكذا قضايا !!!

برغم الجراح والعدابات والمآسى وارتكاب الجرائم والتى أخرها المجزرة التى ارتكبتها قوات البغي بحق عائلة أبو عتيق فى بيت حانون فى شمال القطاع والتى راح ضحيتها ستة من أفراد العائلة وأغلبهم من الأطفال وإصابة باقى أفراد العائلة والمعاناة وبرغم الحصار والانقسامات سيحتفل عمالنا بيوم الأول من مايو أيار كباقى عمال العالم وسيعبرون عن همومهم ومشاكلهم بطرقهم الخاصة بهدف توصيل رسالتهم !!!!

#عبدالهادى_مسلم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات